إسرائيل تسعى لنقل «آخر يهود اليمن»

عقب تهجير الحوثيين لهم

أفراد من إحدى الأسر اليهودية الثلاث التي رحّلها الحوثيون من اليمن مؤخراً (الشرق الأوسط)
أفراد من إحدى الأسر اليهودية الثلاث التي رحّلها الحوثيون من اليمن مؤخراً (الشرق الأوسط)
TT

إسرائيل تسعى لنقل «آخر يهود اليمن»

أفراد من إحدى الأسر اليهودية الثلاث التي رحّلها الحوثيون من اليمن مؤخراً (الشرق الأوسط)
أفراد من إحدى الأسر اليهودية الثلاث التي رحّلها الحوثيون من اليمن مؤخراً (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب أن الحكومة الإسرائيلية ستنتهز فرصة قيام الحوثيين بطرد عائلة يهودية لترحيل آخر مَن تبقى من اليهود في اليمن.
وقالت مسؤولة في وكالة الهجرة اليهودية لإذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، إنّ عدد اليهود الذين بقوا في اليمن ويتمسكون بالعيش فيها يبلغ نحو 50 يهودياً، وأنه ربما يكون هناك عدد آخر غير معروف لهم. وأكدت أن جهات أميركية رسمية تساعد في هذه المهمة، مثلما حصل في سنة 2006 عندما وصل 17 شخصاً من يهود اليمن إلى إسرائيل يقطنون اليوم في مدينة بئر السبع، جنوبي إسرائيل.
كانت «الشرق الأوسط» قد كشفت، يوم الأحد الماضي، أن الحوثيين طردوا 13 يهودياً من اليمن، هم أفراد ثلاث أسر. وقال أحد أفراد المجموعة لمراسلنا في عدن محمد ناصر، إنّ الحوثيين قايضوا اليهود على ترحيلهم مقابل الإفراج عن أحد أبناء الطائفة المسجون لدى المخابرات منذ ستة أعوام، ويدعى ليفي سالم، الذي كان قد اعتُقل مع عدد من اليمنيين العرب المتهمين بتهريب نسخة قديمة جداً من كتاب التوراة، عمرها 800 سنة، وكانوا ممن يرفضون الهجرة، ولكن مخابرات الحوثي استدعت رؤساء العائلات إلى سجنها وهددتهم بالمطاردة، ووعدتهم بإطلاق سراح سالم في حال وافقوا على الهجرة، فرضخوا. ومع ذلك لا يُعرف بعد إذا تم إطلاق المعتقل أم لا.
يُذكر أن يهود اليمن يشكّلون مجموعة سكانية كبيرة في إسرائيل تقدّر بنحو نصف مليون نسمة. وقد هاجروا إلى إسرائيل على دفعات، أكبرها تم في السنوات الأولى لقيام إسرائيل (1948 –1951)، حيث هاجر 55 ألفاً، وفي عام 1954 هاجر نحو 8 آلاف. وتحدث المهاجرون في حينها عن مطاردات وعمليات تفجير اضطرتهم إلى التجاوب مع مشاريع الهجرة الصهيونية، ولكنهم عندما وصلوا إلى إسرائيل عانوا الأمرّين من التمييز العنصري وفقدوا الألوف من أطفالهم. فقد تم إسكانهم في مخيمات لاجئين وخطف عدد من أبنائهم الذين تم منحهم لعائلات من مهاجري أوروبا لتبنيهم. واعتُبرت الحادثة فضيحة خطيرة يحملها يهود اليمن حتى اليوم. وقد اعترفت حكومة بنيامين نتنياهو، في مطلع الشهر الجاري بهذه الجريمة، وقررت منح كل عائلة مبلغاً يضاهي 50 ألف دولار تعويضاً لها، لكن يهود اليمن في إسرائيل يطالبون ليس فقط بالاعتراف بالجريمة، بل بإجراء بحث جدي عن مصير هؤلاء الأطفال، فرداً فرداً.
في مقابل الهجرة، بقي في اليمن بضعة ألوف من اليهود رفضوا الهجرة. إلا أن أحداث الحرب في اليمن جعلت الكثيرين منهم يغيّرون موقفهم إلى الهجرة، قسم منهم اختار إسرائيل وقسم هاجر إلى دول أخرى. وفي عام 2016 استجلبت إسرائيل 17 يهودياً من اليمن، في عملية سرّية نفّذتها الوكالة اليهودية.


مقالات ذات صلة

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

تحليل إخباري ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
TT

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الاثنين، إن هناك خطة لتوسيع الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان لتشمل دولاً أخرى.

وفي كلمة، خلال افتتاح مؤتمر سفراء العراق الثامن حول العالم في بغداد، أكد الوزير أنه يجب تكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي تهديد أو عدوان محتمل» على العراق.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد قال، الأسبوع الماضي، إنه بعث رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حثَّ فيها على اتخاذ إجراء فوري للتصدي لأنشطة الجماعات المسلَّحة المُوالية لإيران في العراق، قائلاً إن الحكومة العراقية مسؤولة عن أي أعمال تحدث داخل أراضيها أو انطلاقاً منها.

كما ذكرت تقارير إعلامية أميركية، في وقت سابق من هذا الشهر، أن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت الحكومة العراقية من أنها إذا لم تمنع وقوع هجوم إيراني من أراضيها على إسرائيل، فقد تواجه هجوماً إسرائيلياً.

وشنت إسرائيل هجوماً على منشآت وبنى تحتية عسكرية إيرانية، الشهر الماضي؛ رداً على هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، وذلك بعد أن قتلت إسرائيل الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع إيران، حسن نصر الله، في سبتمبر (أيلول) الماضي.