رحيل أحمد زكي يماني... رجل مرحلة عصر الصدامات

توفي في يوم واحد مع أحد خاطفيه

أحمد زكي يماني  (رويترز)
أحمد زكي يماني (رويترز)
TT

رحيل أحمد زكي يماني... رجل مرحلة عصر الصدامات

أحمد زكي يماني  (رويترز)
أحمد زكي يماني (رويترز)

برحيل الشيخ أحمد زكي يماني، وزير البترول السعودي الأسبق، الذي توفي فجر أمس (الثلاثاء) في أحد مستشفيات العاصمة البريطانية لندن، ينسدل الستار عن أحد أبرز الشخصيات التي أحدثت دوياً في سوق النفط العالمي.
عن عمر يناهز 91 عاماً، رحل وزير البترول الأسبق في السعودية، وصاحب أطول مدة بين وزراء النفط في المملكة، اكتسب مكانته كوزير للنفط من مكانة بلاده، التي تأتي في المرتبة الثانية عالمياً من حيث الاحتياطي، وكذلك الثانية كأكبر منتج دولي للزيت الأسود.
وخلال الفترة التي تولى فيها أحمد زكي يماني وزارة البترول بين عامي 1962 و1986 كانت - وما زالت - السعودية أكبر لاعب في سوق النفط، وتمثل سياساتها النفطية بيضة القُبان لاستقرار أسواق الطاقة في العالم.
وخلال 24 عاماً التي قضاها وزيراً للنفط، كان يماني قطباً بارزاً في صناعة الطاقة، ونجماً لوسائل الإعلام الأجنبية، التي أصبحت السعودية قطب الرحى في سوق الطاقة، خاصة بعد أزمة حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، وحدوث الصدمة النفطية الأولى، وتلتها الثورة الإيرانية التي أحدثت الصدمة الثانية، وفي كلا الحدثين تأكد دور المملكة لاعباً مؤثراً في الاقتصاد العالمي، واستقرار أسواق النفط.
ويماني، المولود في مكة المكرمة في 30 يونيو (حزيران) 1930، درس الحقوق في جامعة القاهرة، وتخرج في جامعة هارفارد، وقبل أن يتولى منصبه كوزير نفط، عمل مستشاراً قانونياً لمجلس الوزراء، ووزير دولة، وعضو مجلس وزراء في عام 1960، وهو مؤسس ورئيس مركز دراسات الطاقة العالمي.
تولى أول وزارة للبترول في السعودية خلال الفترة من 1960 إلى 1961.
في عام 1975، تعرّض أحمد زكي يماني إلى عملية خطف شهيرة من قبل مجموعة الفنزويلي راميريز سانشيز المعروف باسم «كارلوس» والملقب بـ«الثعلب»، مع خمسة من أعوانه، خلال اجتماع لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، في العاصمة النمساوية فيينا، والغريب أن يماني الذي ينظر إليه وإلى بلاده في الغرب باعتبارهما مناصرين للقضية الفلسطينية من خلال السياسة النفطية في حرب أكتوبر 1973، كان كارلوس قد استهدفه ضمن الوزراء في إطار ما قال عنه «مناصرة القضية الفلسطينية»، متوعداً بإعدام وزير البترول السعودي خصوصاً.
واحتجز الوزراء لمدة يومين في غرفة ملغمة بالديناميت قبل السماح للخاطفين بالسفر من النمسا على متن طائرة مع رهائنهم، ومضت 43 ساعة أخرى مروعة على متن الطائرة التي توجهت إلى الجزائر ثم إلى ليبيا قبل أن تعود إلى الجزائر، وتم التوصل إلى اتفاق في الجزائر واختفى كارلوس إلى أن تم القبض عليه في عام 1994، حيث يقبع في السجون الفرنسية منذ 1994.
ومن بين المشاركين في عملية خطف الوزراء وبينهم أحمد زكي يماني، كان اللبناني أنيس النقاش، الذي كان منخرطاً في جماعة كارلوس وفي صفوف حركات فلسطينية، وشارك مع كارلوس في خطف وزراء «أوبك» في فيينا في 1975، وتشاء الأقدار أن يتوفى أنيس النقاش قبل ساعات من وفاة أحمد زكي يماني، حيث توفي في دمشق في 22 فبراير (شباط) 2021.


مقالات ذات صلة

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

الاقتصاد جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

سطرت السعودية التاريخ بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

التراخيص الاستثمارية في السعودية ترتفع 73.7%

حققت التراخيص الاستثمارية المصدرة في الربع الثالث من العام الحالي ارتفاعاً بنسبة 73.7 في المائة، لتصل إلى 3.810 تراخيص.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد نائب رئيس هيئة الأركان العامة وقائد القوات البحرية الملكية السعودية مع باتريس بيرا خلال الملتقى البحري السعودي الدولي 2024 (الشرق الأوسط)

«مجموعة نافال» تتعاون مع الشركات السعودية لتوطين صناعة السفن البحرية

أكد نائب رئيس المبيعات في الشرق الأوسط والمدير الإقليمي لـ«مجموعة نافال» في السعودية باتريس بيرا، أن شركته تنتهج استراتيجية لتطوير القدرات الوطنية في المملكة.

بندر مسلم (الظهران)
الاقتصاد جانب من الاجتماع الاستراتيجي لـ«موانئ» (واس)

«موانئ» السعودية تلتقي كبرى شركات سفن التغذية لتعزيز الربط العالمي

اجتمعت الهيئة السعودية العامة للموانئ (موانئ) مع كبرى شركات سفن التغذية العالمية، بهدف تعزيز الربط العالمي، وزيادة التنافسية على المستويين الإقليمي والدولي.

«الشرق الأوسط» (دبي)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
TT

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)

رفعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، اليوم، تصنيف السعودية إلى «Aa3» من«A1»، مشيرة إلى جهود المملكة لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

وتستثمر المملكة، أكبر مصدر للنفط في العالم، مليارات الدولارات لتحقيق خطتها «رؤية 2030»، التي تركز على تقليل اعتمادها على النفط وإنفاق المزيد على البنية التحتية لتعزيز قطاعات مثل السياحة والرياضة والصناعات التحويلية.

وتعمل السعودية أيضاً على جذب المزيد من الاستثمارات الخارجية لضمان بقاء خططها الطموحة على المسار الصحيح.

وفي الشهر الماضي، سعى وزير الاستثمار السعودي إلى طمأنة المستثمرين في مؤتمر بالرياض بأن السعودية تظل مركزاً مزدهراً للاستثمار على الرغم من عام اتسم بالصراع الإقليمي.

وقالت موديز في بيان: «التقدم المستمر من شأنه، بمرور الوقت، أن يقلل بشكل أكبر من انكشاف المملكة العربية السعودية على تطورات سوق النفط والتحول الكربوني على المدى الطويل».

كما عدلت الوكالة نظرتها المستقبلية للبلاد من إيجابية إلى مستقرة، مشيرة إلى حالة الضبابية بشأن الظروف الاقتصادية العالمية وتطورات سوق النفط.

وفي سبتمبر (أيلول)، عدلت وكالة «ستاندرد اند بورز» نظرتها المستقبلية للسعودية من مستقرة إلى إيجابية، وذلك على خلفية توقعات النمو القوي غير النفطي والمرونة الاقتصادية.