دعت الحكومة اليمنية، أمس، دول الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ قرارات تصنّف الجماعة الحوثية المدعومة من إيران على لوائح الإرهاب، على غرار القرار الذي اتخذته واشنطن، فيما أعلن رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك عن زيارة مرتقبة لسفراء الاتحاد الأوروبي إلى العاصمة المؤقتة عدن، في رسالة دعم بعد الهجوم الإرهابي الحوثي على مطار المدينة وسقوط عشرات القتلى والجرحى.
وفيما لم يحدد رئيس الوزراء اليمني موعد الزيارة المرتقبة لسفراء الاتحاد الأوروبي، قال دبلوماسي أوروبي لـ«الشرق الأوسط» إن السفراء يعملون على وضع الترتيبات للزيارة. وأضاف: «لم يحدد تاريخ معين بعد، لكننا نعمل على الموضوع».
وقال عبد الملك إن حكومته حريصة على التقليل من آثار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية على العمليات الإنسانية. واستعرض مع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي وسفراء دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين «مستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية، وأوجه التنسيق مع الحكومة الجديدة لمعالجة التحديات القائمة، وفق برنامجها العام والخطط المعدة، وجوانب الدعم الممكن تقديمها من الأصدقاء الأوروبيين في عدد من المجالات»، بحسب وكالة «سبأ» الرسمية.
وناقش اللقاء الذي جرى عبر تقنية الاتصال المرئي «تصنيف وزارة الخارجية الأميركية لميليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية، وما اتخذته الحكومة من إجراءات لضمان عدم تأثير ذلك على العمل الإنساني والإغاثي، إضافة إلى نتائج التحقيقات حول الهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار عدن بالتزامن مع وصول الحكومة الجديدة، وجهود عملية السلام ومستقبل العملية السياسية، والدعم الأوروبي الثابت للشرعية والحكومة وآفاق المساعدات الإنسانية والتنموية التي سيتم تقديمها خلال الفترة المقبلة».
وفي حين عبر رئيس الحكومة اليمنية عن تقديره لاعتزام سفراء دول الاتحاد الأوروبي زيارة العاصمة المؤقتة عدن وتقديم رسالة دعم للحكومة والشعب اليمني عقب الهجوم الإرهابي الذي استهدف المطار، قال إن «نتائج التحقيقات أثبتت مسؤولية ميليشيا الحوثي وبدعم إيراني عن تنفيذه، ما أودى بحياة عشرات الضحايا المدنيين، إذ كان يهدف إلى القضاء على الحكومة وكل فرص الأمل لدى اليمنيين في السلام والاستقرار».
وأكد عبد الملك أن حكومته «تركز في أولويات عملها على استكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب وتحقيق الاستقرار والتعافي الاقتصادي». وأضاف: «رغم الهجوم الإرهابي الذي استهدف الحكومة فإنها عقدت العزم على القيام بمهامها والوقوف في وجه كل التحديات انطلاقاً من مسؤوليتها التاريخية والوطنية وتتطلع بكل ثقة إلى دعم الأشقاء والأصدقاء للمساهمة في معالجة هموم المواطنين وتطلعاتهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتحسين الخدمات العامة».
وأوضح أنه رغم كل الظروف المحيطة فإن حكومته «تعمل بكل الإمكانيات المتاحة لمعالجة الأولويات الملحة، خصوصاً استقرار سعر العملة الوطنية والخدمات الأساسية واستكمال إعداد البرنامج العام الجديد للحكومة الذي يركز أيضاً على تنفيذ إصلاحات جذرية لمكافحة الفساد وتعزيز الإيرادات وتقليص النفقات، وتخفيف معاناة اليمنيين على امتداد الوطن».
وبخصوص القرار الأميركي تصنيف ميليشيا الحوثي منظمة إرهابية، دعا رئيس الحكومة اليمنية دول الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي إلى «البناء على القرار لوضع حد لاستهتار هذه الميليشيات بالحلول السياسية ولجهة إصرارها على تنفيذ أجندة إيران من دون اكتراث بمعاناة وحياة الشعب اليمني».
وجدد «حرص الحكومة الكامل على عدم تأثر الأعمال الإغاثية والإنسانية بهذا التصنيف»، مشيراً إلى أنها «ستعمل بمختلف الآليات لضمان ذلك، وملتزمة بكل مسار ينهي معاناة اليمنيين». وقال إن «المخاوف التي يبديها البعض من تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية في الجانب الإنساني والإغاثي والتجاري، ندركها تماماً ورؤيتنا واضحة للتعامل معها، ونحن حريصون على شعبنا في مختلف أرجاء الوطن ونعيش معاناته ونعمل بكل الوسائل للتخفيف منها».
ونسبت الوكالة اليمنية لرئيس بعثة الاتحاد الأوروبي والسفراء أنهم «جددوا إدانتهم القوية للهجوم الذي استهدف مطار عدن بالتزامن مع وصول الحكومة الجديدة، وأثنوا على ما أبداه رئيسها وأعضاؤها من موقف حازم وشجاعة عالية في مواجهة ذلك، ومواصلة أعمالها في إشارة مهمة لليمنيين على قدرتها على مواجهة التحديات».
وجدد مبعوثو الاتحاد الأوروبي التأكيد على «دعمهم للحكومة وفق خطط عملية تشمل عددا من القطاعات بينها الصحة والمياه والربط بين المساعدات الإنسانية والتنموية، وأن هذه الحكومة هي خطوة نحو السلام».
زيارة مرتقبة للسفراء الأوروبيين إلى عدن
زيارة مرتقبة للسفراء الأوروبيين إلى عدن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة