فقدان كلمات المرور يحرم مالكي «بيتكوين» من ملايين الدولارات

عملة «بيتكوين» (أ.ف.ب)
عملة «بيتكوين» (أ.ف.ب)
TT

فقدان كلمات المرور يحرم مالكي «بيتكوين» من ملايين الدولارات

عملة «بيتكوين» (أ.ف.ب)
عملة «بيتكوين» (أ.ف.ب)

نجحت عملة «بيتكوين» الرقمية في جعل مالكيها أغنياء حتى في الوقت الذي دمرت فيه جائحة فيروس «كورونا» الاقتصاد العالمي.
لكن الطبيعة غير العادية للعملة المشفرة حرمت العديد من الأشخاص من الثروات التي حققوها من العملة نتيجة فقدان أو نسيان كلمات المرور الخاصة بالمَحافظ الرقمية الموجودة بها عملاتهم، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
وحسب التقرير، فإن نحو 20% من إجمالي 18.5 مليون وحدة بيتكوين موجودة على الإنترنت حالياً، موضوعة في مَحافظ بكلمات مرور مفقودة.
وتبلغ قيمة هذه العملات العالقة نحو 140 مليار دولار.
وقالت شركة «شيناليسيز»، وهي شركة تساعد الأشخاص على استرجاع مَحافظهم الرقمية المفقودة، إنها تتلقى 70 طلباً يومياً من أشخاص يطلبون المساعدة في استعادة ثرواتهم، أي ثلاثة أضعاف الرقم الذي حصلت عليه قبل شهر.
وامتلك الكثيرون هذه العملات الرقمية منذ الأيام الأولى لظهورها قبل عقد من الزمان، عندما لم يكن لدى أحد ثقة في أنها ستكون ذات قيمة عالية تستوجب منهم الحرص على الاحتفاظ بكلمة المرور.
في حين انخفض سعر «بيتكوين» بشكل حاد يوم الاثنين، إلا أنه لا يزال مرتفعاً بأكثر من 50% عن الشهر الماضي فقط، عندما تجاوز أعلى مستوى له على الإطلاق عند نحو 20 ألف دولار.
وتحدث مالكو العملة الذين لا يستطيعون فتح مَحافظهم لـ«نيويورك تايمز» عن الإحباط الذي عانوا منه لأيامٍ وليالٍ طويلة في أثناء محاولتهم الوصول إلى ثرواتهم.
وقال ستيفان توماس، وهو مبرمج ألماني المولد يعيش في سان فرانسيسكو، إن محتويات محفظته ستساوي نحو 220 مليون دولار اعتباراً من هذا الأسبوع.
وفقد توماس منذ سنوات الورقة التي قام بتدوين كلمة المرور الخاصة بمحفظته فيها.
ويُسمح للمستخدمين بتجربة 10 تخمينات قبل أن تتم مصادرة محتويات المحفظة وتشفيرها إلى الأبد، وقد جرّب توماس ثمانٍ من أكثر صيغ كلمات المرور شيوعاً لديه، ولكن دون جدوى.
من جهته، قال براد يسار، وهو رجل أعمال يعيش في لوس أنجليس إن لديه عدداً من أجهزة الكومبيوتر التي تحتوي على الآلاف من عملات «بيتكوين» التي امتلكها منذ الأيام الأولى لظهور العملة.
إلا أن يسار فقد كلمات المرور الخاصة به منذ سنوات عديدة، الأمر الذي يصيبه يومياً بالإحباط الشديد.
وقال يسار: «لا أريد أن أتذكر كل يوم أن لديَّ كل هذا القدر من الأموال التي لا أستطيع الحصول عليها».
وخسر غابرييل عابد (34 عاماً)، وهو رائد أعمال من بربادوس، نحو 800 بيتكوين -تساوي الآن نحو 25 مليون دولار– بعد أن تم مسح جميع المعلومات وكلمات المرور المسجلة على جهاز الكومبيوتر الخاص به في أثناء إصلاحه من أحد المبرمجين في 2011.
وسبق أن قال منشئ العملة الافتراضية، وهو شخصية غامضة تُعرف باسم ساتوشي ناكاموتو، إن الفكرة الأساسية لإنشاء «بيتكوين» كانت السماح لأي شخص في العالم بفتح حساب مصرفي رقمي والاحتفاظ بالمال بطريقة لا يمكن لأي حكومة منعها أو تنظيمها.
وتحكم «بيتكوين» شبكة من أجهزة الكومبيوتر التي تتبع برنامجاً يحتوي على جميع القواعد الخاصة بالعملة المشفرة. ويتضمن هذا البرنامج خوارزمية معقّدة تمكّن الشخص من إنشاء كلمة مرور لمحفظته لا يعرفها شخص غيره.
وتختلف «بيتكوين» تماماً عن العملات التقليدية التي يتم الاحتفاظ بها في البنوك، فإذا نسي شخص ما كلمة المرور الخاصة بحسابه المصرفي يمكن للبنك السماح له بوضع كلمة مرور أخرى وبالتالي الوصول إلى أمواله، وهو الأمر الذي لا يحدث مع «بيتكوين»، حيث لا يوجد أي شركة يمكنها توفير كلمات المرور للشخص أو مساعدته على تغييرها.


مقالات ذات صلة

ترمب يدفع «البتكوين» نحو 100 ألف دولار... ارتفاع جنوني في أسبوعين

الاقتصاد عملة «البتكوين» في صورة توضيحية تم التقاطها في «لا ميزون دو بتكوين» بباريس (رويترز)

ترمب يدفع «البتكوين» نحو 100 ألف دولار... ارتفاع جنوني في أسبوعين

لامست «البتكوين» أعلى مستوى قياسي جديد، يوم الجمعة، مع توجه أنظارها نحو حاجز 100 ألف دولار، في ارتفاع مذهل للعملة المشفرة مدفوع بتوقعات بيئة تنظيمية أكثر ودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تمثيلات عملات الريبل والبتكوين والإيثيريوم واللايتكوين الرقمية (رويترز)

عصر ذهبي جديد للعملات المشفرة مع تجاوز قيمتها السوقية 3 تريليونات دولار

وسط موجة من التفاؤل والتوقعات بتحولات جذرية، حافظت سوق العملات المشفرة على زخم صعودي قوي عقب فوز الرئيس المنتخب دونالد ترمب في انتخابات 5 نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تمثيل لعملة البتكوين يظهر أمام مخطط للأسهم (رويترز)

«البتكوين» تواصل صعودها التاريخي... هل تتجاوز حاجز الـ100 ألف دولار؟

تسارعت وتيرة ارتفاع سعر «البتكوين» نحو الـ100 ألف دولار يوم الخميس؛ حيث يراهن المستثمرون على نهج أكثر دعماً للعملات الرقمية في عهد دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تعهّد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بجعل الولايات المتحدة العاصمة العالمية للبيتكوين والعملات الرقمية (رويترز)

«البيتكوين» تتخطى عتبة الـ95 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها

تخطّى سعر عملة البتكوين الرقمية، اليوم، عتبة الـ95 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها، وذلك بدفع من الآمال المعقودة على قُرب عودة الرئيس ترمب إلى البيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد العملة المشفرة بتكوين في صورة توضيحية (رويترز)

البتكوين تحلق فوق 94 ألف دولار مع تفاؤل بدعم ترمب العملات المشفرة

ارتفع سعر البتكوين؛ العملة المشفرة الأكبر والأكثر شعبية في العالم، بأكثر من الضِّعف، هذا العام.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».