فتوى أزهرية بـ«تحريم» الانضمام لـ«الإخوان»

مصر تتهم التنظيم مجدداً بإثارة «إشاعات» بشأن السجون

فتوى أزهرية بـ«تحريم» الانضمام لـ«الإخوان»
TT
20

فتوى أزهرية بـ«تحريم» الانضمام لـ«الإخوان»

فتوى أزهرية بـ«تحريم» الانضمام لـ«الإخوان»

للمرة الأولى، أفتى الأزهر بتحريم الانضمام إلى تنظيم «الإخوان المسلمين»، الذي تصنفه السلطات المصرية رسمياً «جماعة إرهابية».
وفي فتوى مكتوبة، أجاب مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بالتفصيل والتفنيد، أن الانضمام لـ«جماعة الإخوان» وغيرها من الجماعات الإرهابية «محرم شرعاً».
وبحسب فتوى الأزهر: «أمر الله تعالى عباده باتباع صراطه المستقيم، ونهاهم عن الابتعاد عن أي طريق يصرف الناس عن اتباع الحق».
وتعتبر السلطات المصرية «الإخوان المسلمين» «جماعة إرهابية»، منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2014؛ حيث يحاكم مئات من عناصر وقادة التنظيم في تهم مرتبطة بالتحريض أو ارتكاب أعمال عنف، عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي للجماعة.
وتأتي فتوى الأزهر، متناغمة مع موقف «هيئة كبار العلماء السعودية»، التي أعلنت، منتصف نوفمبر الماضي، أن «الإخوان المسلمين» «جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وتتبع أهدافها الحزبية وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب»، محذرة من الانتماء إليها أو التعاطف معها. وهو الموقف الذي أيده كذلك مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي.
وقالت فتوى الأزهر إن «الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله والفهم الصحيح لهما وفق مقاصد الشريعة وأساس اجتماع الكلمة، ووحدة الصف والابتعاد عن الفتن وأسبابها، هو السبيل الوحيد لإرضاء الله»، مضيفاً: «بدا واضحاً جلياً للعامة والخاصة والصغير والكبير ما قامت به هذه الجماعات من تشويه لبعض النصوص واقتطاعها من سياقها واستخدامها لتحقيق أهداف أو مآرب شخصية وإفساد في الأرض بعد إصلاحها من خلال غرس الفتنة والوقيعة بين أبناء الوطن الواحد، بل أبناء الإنسانية كلها، ورمي المجتمعات بالكفر وغير ذلك، وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل».
واختتم الأزهر الفتوى بقوله: «من خلال ما سبق عرضه يحرم الانضمام لهذه الجماعات، وبناء على ما تقدم من أدلة، فالانتماء إلى تلك الجماعات المتطرفة يُعد حراماً شرعاً».
وعقب خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر، على فتوى الأزهر، مؤكداً أن العالم الإسلامي بأكمله «كان ينتظرها».
وأضاف الجندي، خلال تصريحات تلفزيونية، أمس، أنها «المرة الأولى التي يتحدث فيها الأزهر عن الانضمام للجماعات المتطرفة».
من جهة أخرى، ردت السلطات المصرية على ادعاءات وجود «عقاب جماعي» داخل أحد السجون، مشيرة إلى أن هذه الأنباء «عارية من الصحة» ومتهمة «جماعة الإخوان» بالوقوف خلفها.
وقال مصدر أمني، في تصريحات نقلتها وزارة الداخلية المصرية، عبر صفحتها على موقع «فيسبوك»، إنه ينفي «ما يتم تداوله من قِبل (جماعة الإخوان) الإرهابية وبعض المنظمات الموالية لها... من ادعاءات بوجود عقاب جماعي داخل أحد السجون».
وأكد المصدر المصري أن هذه الأنباء «عارية تماماً من الصحة»، مشيراً إلى أن الادعاءات تأتي في إطار «نهج (جماعة الإخوان) الإرهابية في نشر الأكاذيب والشائعات في محاولة لتأليب الرأي العام»، حسب قوله.
وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» نشرت تقريراً قبل أيام، حول وجود «تعذيب جماعي» داخل سجن «العقرب» في مصر، منذ منتصف نوفمبر الماضي.



الضربات الأميركية تنهك خطوط التماس الحوثية في الحديدة ومأرب

مقاتلة أميركية تقلع من فوق متن حاملة طائرات لضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)
مقاتلة أميركية تقلع من فوق متن حاملة طائرات لضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)
TT
20

الضربات الأميركية تنهك خطوط التماس الحوثية في الحديدة ومأرب

مقاتلة أميركية تقلع من فوق متن حاملة طائرات لضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)
مقاتلة أميركية تقلع من فوق متن حاملة طائرات لضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

تركّزت الضربات الأميركية على الحوثيين خلال اليومين الأخيرين على خطوط تماس الجماعة مع القوات اليمنية الحكومية في مأرب والحديدة، وامتدت الغارات إلى تحصينات الجماعة في صنعاء ومحيطها، وصولاً إلى جزيرة كمران في البحر الأحمر.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أمر ببدء حملة ضد الحوثيين المدعومين من إيران في 15 مارس (آذار)، وتوعدهم بـ«القوة المميتة»، وبـ«القضاء عليهم تماماً»، في سياق سعيه لإرغامهم على التوقف عن تهديد الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، والكف عن مهاجمة إسرائيل تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

وإذ تزعم الجماعة أنها مستعدة لمواجهة «طويلة الأمد»، يرجِّح مراقبون يمنيون أنها تعرضت لخسائر كبيرة على صعيد العتاد والعناصر خلال الأسابيع الستة الماضية، وسط تكهنات بأن واشنطن تحضر لحملة برية تقودها القوات اليمنية الحكومية، وهو ما يفسر كثافة الضربات المتصاعدة على خطوط التماس في جنوب الحديدة وفي مأرب.

وبحسب إعلام الجماعة الحوثية، استهدفت 3 غارات، فجر الثلاثاء، منطقة براش في مديرية سنحان بصنعاء، حيث يُعتقد أنها ضربت مخابئ جبلية للأسلحة، وذلك بعد ساعات من قصف مواقع للجماعة في منطقة المحجر بقرية هَروب التابعة لمديرية الحُصن جنوب شرقي صنعاء.

وفي محافظة مأرب (شرق صنعاء)، استهدفت نحو 10 غارات أميركية، ليل الاثنين وفجر الثلاثاء، مديريات صِرواح غرب المحافظة، والعبدية في جنوبها، ومَجزر في شمالها الغربي.

وسبق أن استهدفت الغارات هذه المناطق على مدار الأسابيع الستة الماضية، حيث طالت خطوط التماس وثكنات الجماعة ومخابئ الأسلحة، في سياق ما يُعتقد أنه سعي لإضعاف قدراتها تمهيداً لأي تحرك بري من الجيش اليمني.

إضافة إلى ذلك، استهدفت غارات عدة جزيرة كمران في البحر الأحمر، وهي الجزيرة التي تتخذها الجماعة قاعدة متقدمة لشن الهجمات البحرية. وسبق لها أن استُهدفت نحو 6 مرات منذ بدء الحملة الأميركية الجديدة.

في السياق نفسه، أقرت الجماعة الحوثية باستقبال 25 غارة في يوم واحد على مديرية التحيتا جنوب الحديدة، بالقرب من خطوط التماس مع القوات الحكومية، حيث يرشح المراقبون هذه الجبهة لإطلاق عملية برية باتجاه الحديدة وموانئها.

إنهاك القدرات

بهذه الغارات، تكون الجماعة الحوثية قد استقبلت أكثر من 1000 غارة جوية وضربة بحرية، وفق ما أقر به زعيمها عبد الملك الحوثي، وكانت أشدها قسوة الضربات التي دمرت، ليل الخميس الماضي، ميناء رأس عيسى النفطي شمال الحديدة.

وكانت الجماعة قد تلقت نحو 1000 غارة وضربة جوية في عهد الرئيس جو بايدن بين 12 يناير (كانون الثاني) 2024، و20 يناير 2025، قبل أن تتوقف على إثر هدنة غزة المنهارة بين إسرائيل وحركة «حماس».

ضربات أميركية دمرت ميناء رأس عيسى النفطي الخاضع للحوثيين في اليمن (رويترز)
ضربات أميركية دمرت ميناء رأس عيسى النفطي الخاضع للحوثيين في اليمن (رويترز)

وتركزت ضربات ترمب على تحصينات الجماعة في المعسكرات والأنفاق الجبلية في صعدة وصنعاء وضواحيها وفي عمران، كما طالت المئات منها خطوط التماس مع القوات الحكومية في مأرب والجوف وجنوب الحديدة.

كما استهدفت الغارات بدرجة أقل مواقع للاتصالات والقيادة والسيطرة ومخازن أسلحة في محافظات ذمار وإب والبيضاء وحجة، فضلاً عن ضربات استُخدمت خلالها المسيّرات لضرب أهداف متحركة، وتجمعات للقادة والعناصر.

وتقول الحكومة اليمنية إن الضربات الأميركية غير كافية لإنهاء تهديد الجماعة المدعومة من إيران، وإن الحل الأمثل هو دعم القوات الشرعية لتحرير الحديدة وصنعاء وبقية المناطق الخاضعة للجماعة بالقوة.

وخلال الأسابيع الستة، تحدث الحوثيون عن مقتل أكثر من 215 شخصاً وإصابة نحو 400 آخرين من المدنيين، وزعم القطاع الصحي التابع لهم أن من بين القتلى نساءً وأطفالاً، فيما لم يتم التحقق من هذه المعلومات من مصادر مستقلة.

تبنى الحوثيون إطلاق 13 صاروخاً باتجاه إسرائيل خلال 6 أسابيع (إعلام حوثي)
تبنى الحوثيون إطلاق 13 صاروخاً باتجاه إسرائيل خلال 6 أسابيع (إعلام حوثي)

ومنذ 17 مارس الماضي، تبنت الجماعة مهاجمة إسرائيل بـ13 صاروخاً تم اعتراضها جميعاً دون تأثير عسكري، كما تبنت في 5 مرات إطلاق عدد من المسيّرات، وسط تقديرات بتراجع القدرات الهجومية للجماعة عمّا كانت عليه قبل حملة ترمب.

وبشكل شبه يومي، يدّعي الحوثيون مهاجمة القوات الأميركية في شمال البحر الأحمر، وفي البحر العربي، في حين يؤكد الجيش الأميركي الاستمرار في ضرب قدراتهم على مدار الساعة.

وتربط الجماعة توقف هجماتها بإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وإدخال المساعدات، لكن لا يوجد سقف زمني واضح حتى الآن لنهاية حملة ترمب التي قد تتطور إلى إسناد عمليات برية تقودها القوات الحكومية اليمنية لإنهاء نفوذ الجماعة العسكري.

ضحايا بصواريخ الحوثيين

أثار سقوط بعض الصواريخ في صنعاء في الأيام الماضية المخاوف من خطر الأسلحة الحوثية على حياة المدنيين، إذ اتهمت مصادر حكومية وحقوقية الجماعة بإطلاق صواريخ دفاعية عادت أدراجها مسببة مقتل وجرح العشرات، ثم إلصاق هذه العمليات بالطيران الأميركي.

وأدان وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، بأشد العبارات، لجوء الحوثيين إلى استهداف مناطق مدنية مأهولة في صنعاء ومحيطها، وعدد من المدن الواقعة تحت سيطرتها القسرية، ومن ثم محاولة إلصاق تلك الهجمات بالقوات الأميركية.

وأوضح الوزير اليمني في بيان صحافي أن هذا السلوك الحوثي يأتي ضمن مخطط مدروس يهدف إلى إيقاع ضحايا بين المدنيين، بغرض إثارة الرأي العام المحلي والدولي، وخلق حالة من السخط تجاه العملية العسكرية الجارية، رغم أن الوقائع تكشف زيف تلك الادعاءات، وفق تعبيره.

حفرة في مقبرة بصنعاء أحدثها سقوط صاروخ يُعتقد أنه بسبب عملية إطلاق حوثية فاشلة (رويترز)
حفرة في مقبرة بصنعاء أحدثها سقوط صاروخ يُعتقد أنه بسبب عملية إطلاق حوثية فاشلة (رويترز)

وقال الإرياني إن سكاناً في صنعاء وثَّقوا بالصوت والصورة لحظة إطلاق أحد الصواريخ من داخل المدينة قبل سقوطه في أحد أحيائها، كما أظهرت مشاهد من موقع سقوط صاروخ آخر في جبل بمحافظة المحويت أرقاماً مكتوبة بخط باللغة العربية.

وبحسب الوزير اليمني، بينت صور من موقع سقوط صاروخ في مقبرة بصنعاء أن حجم الأضرار وقُطر الحفرة الناتجة لا يتوافقان مع خصائص الذخائر الأميركية المتطورة، وهو ما يؤكد أنها ذخيرة يستخدمها الحوثيون.

وقال الإرياني إن هذا السلوك الإجرامي يُضاف إلى سجل الحوثيين الحافل بالانتهاكات والجرائم، ويعكس مدى استهتارهم بأرواح المدنيين، واستخدامهم في حملات دعائية مضللة، تهدف للتغطية على الأزمات المتفاقمة في ظل تصاعد الضغط العسكري، واتساع العزلة الداخلية والخارجية المفروضة على الجماعة.

وحمَّل وزير الإعلام اليمني الحوثيين المسؤولية عن الجرائم ضد المدنيين، وقال إنها لن تمر دون مساءلة، وإن العدالة ستطول جميع المتورطين فيها من قيادات وعناصر الميليشيا، داعياً وسائل الإعلام إلى تحري الدقة، وعدم الانسياق خلف الرواية الحوثية المضلَِّلة التي تهدف إلى خلط الأوراق، وتزييف الحقائق.