v «آرت لبيروت» مزاد افتراضي لضخ الحياة في العاصمة اللبنانية

تنظمه مبادرة «إعادة إحياء مار مخايل» بمشاركة 51 فناناً

لوحة وقعتها سالي خوري بعنوان «بيروت»
لوحة وقعتها سالي خوري بعنوان «بيروت»
TT

v «آرت لبيروت» مزاد افتراضي لضخ الحياة في العاصمة اللبنانية

لوحة وقعتها سالي خوري بعنوان «بيروت»
لوحة وقعتها سالي خوري بعنوان «بيروت»

نحو 70 لوحة فنية يوقعها 51 فنانا من لبنان وخارجه يتضمنها المزاد العلني الافتراضي «آرت لبيروت» ويعود ريعه لإعادة الحياة إلى شوارع بيروت المتضررة من انفجار 4 أغسطس (آب).
تنظم هذا الحدث الذي يختتم فعالياته عبر الإنترنت في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل مبادرة «إعادة إحياء مار مخايل». ويشرف عليها مجموعة من أبناء منطقة مار مخايل من رجال أعمال وطلاب إضافة إلى متطوعين لبنانيين مقيمين ومغتربين. ويشير إيلي قرعة، أحد المسؤولين في المبادرة إلى أن الفكرة انبثقت إثر انفجار بيروت في 4 أغسطس الفائت. ويوضح في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «بدأنا كمجموعة أشخاص تعيش في منطقة مار مخايل أو تعمل فيها. فنحن تربينا بين أزقة الجميزة ومار مخايل، ونعرف شوارعها ودكاكينها ومطاعمها وعماراتها وسكانها عن كثب. وبعد الكارثة التي حلت بها قررنا الإسهام في مساعدة المتضررين من الانفجار، من خلال مساعدات نجمعها بين لبنان المقيم والمغترب».
وكانت أولى النشاطات، إثر الانفجار هو توجه عدد من شباب المبادرة إلى صيدلية تتوسط الشارع المذكور، ليسددوا لها ديون زبائن اشتروا من عندها الأدوية «على الحساب». ويروي قرعة: «بعد تسديدنا ديون الزبائن ومعظمهم من سكان الشارع من كبار السن، أخذنا على عاتقنا تأمين الأدوية لهم على مدى أشهر السنة، كونهم لا يملكون ميزانية لذلك بعد أن خربت بيوتهم ومحلاتهم».
كل شيء تهدم بلحظة في شارع مار مخايل، ولم يبق حجر على حجر بسبب قوة الانفجار. المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم وغيرها من مراكز تجارية أقفلت أبوابها. الأمر الذي ولد غضبا وضياعا لدى أهل المنطقة، ولا سيما الشباب بينهم الذين قرروا الهجرة. «من هذا المنطلق رغبنا في امتصاص غضب أهالينا والتخفيف عنهم. ومع أيادي الخير التي شاركتنا أهدافنا استطعنا مساعدة المئات من السكان ولا سيما المتقدمين في السن، كي يشعروا بالأمان» يقول إيلي قرعة في سياق حديثه. ومع المزاد الافتراضي الذي بدأ أعماله في 27 الجاري ليختتمها في 5 من نوفمبر المقبل، يأمل أصحاب المبادرة أن يعيدوا نبض الحياة إلى مار مخايل كما في السابق. «ساعدنا في إقامة هذا المزاد المتطوعة المغتربة ليزا بيطار، وأخذت على عاتقها إجراء كافة الاتصالات التي تحتاجها لتنفيذ الفكرة. ونطمح إلى افتتاح شارع مار مخايل من جديد مرتديا حلته التراثية المعروفة والمحبوبة لدى أهالي بيروت، كما لدى معظم السياح العرب والأجانب».
51 فنانا لبوا نداء ليزا بيطار من دون تردد للمشاركة في المزاد العلني «آرت لبيروت» (Art Li Beirut). فبعضهم قدم لوحات رسمها خصيصا لبيروت المجروحة، وآخرون اختاروا واحدة من لوحاتهم المعروفة عربون حب لمدينة يعشقونها. وتعرض هذه اللوحات عبر منصة https://artscoops.com/auctions/art - li - beirut.
وتقول ليزا بيطار في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أعيش حاليا في لندن ولكنني من المتطوعات في مبادرة «إعادة إحياء مار مخايل». فجميعنا تعلقنا بهذه المنطقة ونحمل ذكريات كثيرة عنها تتعلق بثقافتنا وتراثنا. وبداية رحت أجمع التبرعات من هنا وهناك لمساعدة متضرري الانفجار. وبعدها جاءتني فكرة إقامة المزاد الفني الافتراضي لأتمكن من حصد تبرعات تسهم في مساعدة عدد أكبر من الفنانين وأصحاب المحلات والمطاعم وسكان مار مخايل. لبى دعوتي 51 فنانا من لبنان وسوريا ومصر وبريطانيا وفرنسا وأميركا، ومن بلدان مختلفة وأتواجد حاليا في بيروت لمتابعة مجريات المزاد عن قرب».
كانت مفاجأة ليزا بيطار كبيرة بعد أن علمت بأن نصف اللوحات المعروضة وعددها نحو 70 رسمة جرى بيعها في المزاد بظرف يومين. وتقول: «بعض اللبنانيين والأجانب تفاعلوا مع هذا الحدث واشتروا لوحات لفنانين معروفين وغيرهم صاعدين. وكنا قد قررنا أن يعود ريع بعض هذه الأعمال بنسبة 30 في المائة لفنانين يحتاجون المساعدة لإعادة إعمار ورشهم الفنية والاستمرار في عطائهم. أما النسبة المتبقية من ثمن اللوحة 70 في المائة فتعود إلى أهالي المنطقة. فيما ذهب ثمن لوحات أخرى كاملا للمبادرة».
ومن الفنانين المشاركين في المزاد نتالي أتاميان في لوحة بعنوان «وبعدها جاء الأمل». فيما قدم الرسام مارون مخول لوحة بعنوان «أسميتها بيروت» وتمثل امرأة تعزف على آلة الكمان. وفي لوحة «بيروت» لسالي خوري المقيمة في قطر يطالعنا وجه من بين النيران تغطيه شلحة حريرية بيضاء مزينة بالزهور الزاهية. وترمز إلى حالة من النكران عاشها أهل بيروت إثر الكارثة وإلى الأمل الذي لم يفقدوه. وتعلق ليزا بيطار: «بعض اللوحات المشاركة تحمل رسائل إنسانية مباشرة مثل «أفكشن» لرينا ماسويان. وتظهر مدى المساندة والعطف اللذين يحتاجهما اللبناني، لتجاوز أزماته من خلال رسم لولد صغير يغمر لعبة دب من الريش. أما إيلين زغيب فتركز في لوحتها على الجسر الإنساني الذي يربط ما بين الشرق والغرب سيما وأنها تقيم في أميركا. فيما كلوي سليلاتي رسمت زهرة سوداء على خلفية بيضاء ترمز إلى الفرج الذي يبقى أمل اللبنانيين، مهما واجهوا من مصاعب».
فنانون آخرون أجانب يشاركون في مزاد «آرت لبيروت» الافتراضي أمثال البريطانية كلير ويلتشير والفرنسية ساندرا دي توربيه إضافة إلى الفنان المصري المعروف أحمد فريد والسوري أنس حمصي واللبنانيان فادي الشمعة وغازي باكر.
أما تسليم اللوحات فيجري كما هي العادة في هذا النوع من المزادات، عبر الشحن بحيث يتكفل الشاري بدفع كافة هذه المصاريف.
«آرت لبيروت» مزاد علني افتراضي يستحدث بقعة ضوء في زمن قاتم، تصب في خزان لبنان الثقافة والقوة. يفسح المجال لتتلون حياة لبنانيين كثر تضرروا من جراء الانفجار، فيزودهم ببارقة أمل حقيقية توقعها الإنسانية عبر العالم الافتراضي.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.