عودة راكيتيتش إلى بيته القديم... بهجة في إشبيلية وارتياح في برشلونة

الفريق الكاتالوني حوَّل اللاعب الكرواتي إلى «كبش فداء» لانتكاساته رغم دوره في حصد البطولات

راكيتيتش كان مستعداً لبذل جهود مضاعفة حتى يتفرغ نجوم برشلونة لأداء واجباتهم الهجومية (الغارديان)  -  راكيتيتش عاد إلى بيته القديم وجمهوره الذي يعشقه (أ.ف.ب)
راكيتيتش كان مستعداً لبذل جهود مضاعفة حتى يتفرغ نجوم برشلونة لأداء واجباتهم الهجومية (الغارديان) - راكيتيتش عاد إلى بيته القديم وجمهوره الذي يعشقه (أ.ف.ب)
TT

عودة راكيتيتش إلى بيته القديم... بهجة في إشبيلية وارتياح في برشلونة

راكيتيتش كان مستعداً لبذل جهود مضاعفة حتى يتفرغ نجوم برشلونة لأداء واجباتهم الهجومية (الغارديان)  -  راكيتيتش عاد إلى بيته القديم وجمهوره الذي يعشقه (أ.ف.ب)
راكيتيتش كان مستعداً لبذل جهود مضاعفة حتى يتفرغ نجوم برشلونة لأداء واجباتهم الهجومية (الغارديان) - راكيتيتش عاد إلى بيته القديم وجمهوره الذي يعشقه (أ.ف.ب)

عاد النجم الكرواتي إيفان راكيتيتش إلى صفوف إشبيلية بعد ست سنوات من اللعب بقميص برشلونة. وفور الإعلان عن تلك الصفقة، كانت أجواء الاحتفالات تسيطر على إشبيلية، في حين كان نادي برشلونة يشعر بالارتياح؛ لأنه قد اتخذ أخيراً القرار الصحيح. ربما جاءت هذه الخطوة متأخرة بعض الشيء، وربما كان المقابل المادي الذي حصل عليه برشلونة أقل من المتوقع؛ لكن النادي الكاتالوني يشعر بالراحة لرحيل راكيتيتش الذي كان يسعى لإجباره على الرحيل قبل عام من الآن، من خلال محاولة إقحامه في صفقة استعادة النجم البرازيلي نيمار من باريس سان جيرمان، وهو ما جعل النجم الكرواتي يؤكد آنذاك على أنه «ليس كيساً من البطاطس» يتم تحريكه ونقله دون رغبته!
قد يقبل بعض اللاعبين أن يتم التعامل معهم بالطريقة التي رفضها راكيتيتش؛ لكن على أي حال يتعين على النادي الكاتالوني أن يعود بالذاكرة قليلاً إلى الوراء لكي يدرك أن النجم الكرواتي قدم مستويات رائعة مع النادي، ولعب دوراً محورياً في خط وسط الفريق، وقاده للحصول على عديد من البطولات والألقاب.
وفي ذلك الوقت، كان برشلونة يؤكد على أن قيمة راكيتيتش تصل إلى 65 مليون يورو؛ لكن بعد مرور عام واحد، وعندما بات يتعين على النادي أن يتخلص من الحرس القديم، رحل النجم الكرواتي مقابل 1.5 مليون يورو، بالإضافة إلى حوافز إضافية لبرشلونة تصل قيمتها إلى 9 ملايين يورو؛ لكن على أرض الواقع لن تصل هذه الحوافز إلى هذه القيمة أبداً: ثلاثة ملايين يورو من هذه الحوافز مضمونة؛ لكن من الصعب للغاية تحقيق الشروط التي تضمن للنادي الحصول على الستة ملايين يورو الأخرى.
ربما كان من المفترض أن يرحل راكيتيتش في وقت أقرب من ذلك - بالنسبة له، كما هو الحال بالنسبة لعديد من اللاعبين الآخرين - لكن برشلونة نجح من خلال هذه الصفقة في توفير الراتب الكبير الذي كان يحصل عليه راكيتيتش، كما تخلص من أحد اللاعبين المخضرمين، في إطار سعيه لإعادة بناء الفريق وضخ دماء جديدة بعد ارتفاع معدل أعمار اللاعبين بشكل ملحوظ؛ لكن إشبيلية وراكيتيتش حصلا على ما يريدانه تماماً، ويشعران الآن بالسعادة بعد إتمام هذه الصفقة.
ويجب التأكيد على أن راكيتيتش قد بذل أقصى ما في وسعه خلال مسيرته مع برشلونة منذ انتقاله إلى «كامب نو» في عام 2014. وكان النجم الكرواتي «محترفاً رائعاً»، حسب تصريحات المدير الفني السابق لبرشلونة إرنستو فالفيردي، ولم يدخر أي جهد أو يتراجع مستواه حتى ذلك الموسم الحزين الأخير.
وخلال مسيرته مع برشلونة، قاد راكيتيتش النادي للفوز بالثلاثية التاريخية، كما حصل على الثنائية المحلية (الدوري والكأس) ثلاث مرات، وحصل على لقب الدوري الإسباني الممتاز أربع مرات، وعلى كأس ملك إسبانيا أربع مرات. لعب راكيتيتش مع برشلونة 310 مباريات سجل خلالها 36 هدفاً، من بينها عديد من الأهداف الحاسمة، مثل هدف الفوز الشهير على ريال مدريد، وهدفه الافتتاحي في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا عام 2015. وخلال مسيرته مع إشبيلية، كان النجم الكرواتي أفضل لاعبي الفريق على الإطلاق، سواء عندما كان يلعب كمحور ارتكاز، أو حتى كصانع ألعاب، وفقاً لاحتياجات الفريق في كل مباراة. وفي برشلونة، أكد النجم الكرواتي على أنه لن يتردد إذا طُلب منه أن يجري خمسة آلاف متر أو عشرة آلاف متر حتى يتفرغ كل من ليونيل ميسي ونيمار ولويس سواريز لأداء واجباتهم الهجومية على النحو الأمثل، وهذا ما كان يقوم به بالفعل؛ حيث كان لا يتوقف عن الركض داخل الملعب حتى يعطي لهؤلاء النجوم الحرية في النواحي الهجومية.
صحيح أن راكيتيتش لم يكن يملك المهارات الفنية للنجم الإسباني تشافي الذي كان يتعين عليه أن يملأ الفراغ الذي تركه في خط وسط برشلونة؛ لكنه كان يبذل كل ما في وسعه لمساعدة زملائه داخل الملعب، فكان يظهر لهم في المساحات الضيقة والأوقات الصعبة ليتسلم منهم الكرة ويحل لهم عديداً من المشكلات، كما كان يقوم بأدواره الدفاعية والهجومية بشكل رائع. ووصفه فالفيردي بأنه «لاعب يمكن الاعتماد عليه بنسبة 100 في المائة».
وحتى أولئك الذين لم يكونوا معجبين كثيراً بقدراته، كانوا يحترمونه كثيراً. وقال منتقدوه إنه لا يملك «الحمض النووي لبرشلونة»، وكانوا يلقون عليه اللوم الشديد عند أي إخفاق للفريق، إلى جانب فالفيردي ولويس سواريز. وكان هناك شعور بأن راكيتيتش لا يتمتع بأي حماية ضد هذه الانتقادات اللاذعة، على عكس عديد من اللاعبين الآخرين. صحيح أن مستوى راكيتيتش قد هبط في الآونة الأخيرة؛ لكن ذلك الأمر ينطبق على جميع لاعبي برشلونة أيضاً؛ حيث كان الفريق بأكمله يعاني خلال العام الماضي أو حتى قبل ذلك. وزادت الأمور سوءاً بالنسبة لراكيتيتش عندما ذهب إلى معرض في إشبيلية مع عائلته، في اليوم التالي لهزيمة الفريق القاسية أمام ليفربول في دوري أبطال أوروبا على ملعب «أنفيلد» عام 2019.
وقد حاول برشلونة التخلص منه؛ لكنه لم يستطع، على الرغم من أنه كان يضغط بكل قوة في هذا الاتجاه. وعندئذ شعر راكيتيتش بالغضب وكشف عن ذلك على الملأ، وهو الأمر الذي زاد الأمر تعقيداً. وفي الآونة الأخيرة، أصبح دور راكيتيتش مع الفريق محدوداً، رغم أنه كان أكبر بعض الشيء مما يطالب به منتقدوه، ويعود السبب في ذلك إلى أن كل المديرين الفنيين كانوا يثقون فيه وفي قدراته. وتم التعامل معه على أنه كبش فداء، بعد أن نظر البعض إلى استمرار وجوده في الفريق على أنه رمز لفشل النادي في معالجة العيوب الأساسية التي يعاني منها، وفشل في تجديد دماء الفريق.
وبعد أن عاد النجم الكرواتي للمشاركة في المباريات وأحرز هدف الفوز أمام أتلتيكو مدريد في يونيو (حزيران) الماضي، والذي كان أول هدف يسجله راكيتيتش منذ 49 مباراة، قال المدير الفني السابق لبرشلونة كيكي سيتين إنه «حقق نجاحاً كبيراً».
ومع ذلك، ظل هناك شعور بأن مسيرة راكيتيتش مع الفريق الكاتالوني يجب أن تنتهي في أقرب وقت ممكن.
والآن، عاد النجم الكرواتي إلى حيث يعتقد أنه ينتمي، وإلى حيث يعتقد أنه سيشعر بالسعادة. ولن ينسى راكيتيتش أبداً أنه في أول ليلة له في إشبيلية وقع في الحب مع زوجته الحالية، راكيل، التي أصحبت أما لأولاده الذين لا ينامون إلا إذا استمعوا إلى نشيد نادي إشبيلية! ويروي راكيتيتش أن عائلة زوجته تعشق إشبيلية حتى النخاع، وضرب مثلاً على ذلك بجد زوجته الذي ذهب إلى المستشفى ذات يوم بعد شعوره بالإعياء لكنه رفض أن يزيل الأطباء الساعة التي كان يرتديها، والتي كانت تحمل شعار نادي إشبيلية. وهكذا أصبحت معظم المدن الإسبانية موطناً لراكيتيتش.
وعلاوة على ذلك، كان راكيتيتش يمتلك مقهى في مدينة إشبيلية، كما كان يحمل شارة قيادة الفريق عندما فاز بلقب الدوري الأوروبي، وهو أول قائد أجنبي للنادي منذ النجم الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا. وقال راكيتيتش إنه لن يذهب إلى برشلونة إلا إذا وافق إشبيلية على ذلك، وهو ما حدث بالفعل. وعندما رحل راكيتيتش لعب النجم الأرجنتيني أيفر بانيغا بدلاً منه، والآن عاد النجم الكرواتي ليلعب بدلاً من بانيغا.
لقد حصل إشبيلية على مقابل مادي جيد من بيع راكيتيتش، واستفاد كلا الطرفين من انتقال اللاعب إلى برشلونة. لقد فاز راكيتيتش بلقب دوري أبطال أوروبا مع برشلونة، كما فاز إشبيلية بلقب الدوري الأوروبي. وحتى بعد رحيله، ظل النجم الكرواتي على اتصال مع المدير الرياضي لإشبيلية، مونشي، وكان يدخل معه في نقاشات مهمة بشأن مستوى الفريق؛ لكن المحادثات بينهما كانت أكثر جدية هذا الصيف؛ حيث أثمرت عن عودة راكيتيتش إلى ناديه القديم.
وفي المرة الأولى التي واجه فيها راكيتيتش إشبيلية، توقف مشجعو إشبيلية عن ترديد نشيد النادي لكي يتغنوا باسمه هو شخصياً، ورفعوا لافتة ضخمة كُتب عليها: «هذا سيكون منزلك دائماً، شكراً لك يا قائد». ومع نهاية المباراة، توجه إليهم لكي يمنحهم قميصه؛ لكن الأمر انتهى بأن منحهم أيضاً حذاءه وجواربه، بينما كان الجمهور لا يزال يهتف باسمه. لقد عاد جميع لاعبي برشلونة إلى إقليم كاتالونيا في تلك الليلة، ما عدا راكيتيتش الذي ظل في إشبيلية!
وعندما فاز إشبيلية بالدوري الأوروبي الشهر الماضي، احتفل راكيتيتش بتصوير نفسه وهو يقفز في حمام السباحة. والآن يحتفل مشجعو إشبيلية بعودته بشكل أكثر إثارة. ربما لم يكن احتفاله بفوز إشبيلية جيداً في برشلونة؛ لكنه بحلول ذلك الوقت كان أقرب إلى الرحيل عن النادي الكاتالوني من البقاء فيه. لقد كان مستعداً للرحيل، وكان يعرف إلى أين يريد أن يذهب. وفي مقابلة أجريت معه خلال فصل الربيع الماضي، قال راكيتيتش إنه يأمل أن يذهب إلى «مكان يريدني ويحترمني، وتشعر فيه عائلتي بالراحة والرضا». وبالفعل عاد النجم الكرواتي إلى بيته القديم وجمهوره الذي يعشقه.


مقالات ذات صلة

برشلونة يبحث بيع مقصورات كبار الشخصيات في «كامب نو» لجمع 200 مليون يورو

رياضة عالمية يسعى النادي إلى جمع الأموال في مناورة من شأنها أن تساعده على تسجيل داني أولمو وباو فيكتور (رويترز)

برشلونة يبحث بيع مقصورات كبار الشخصيات في «كامب نو» لجمع 200 مليون يورو

يبحث نادي برشلونة بيع مقصورات كبار الشخصيات في ملعب كامب نو الذي تم تجديده حديثاً في إطار التزامات لمدة 20 عاماً في خطوة لتسجيل لاعبي الفريق الأول في يناير.

The Athletic (برشلونة)
رياضة عالمية كيليان مبابي (أ.ب)

مبابي يلجأ إلى «تأديبية» رابطة المحترفين لحل نزاعه مع سان جيرمان

لجأ قائد المنتخب الفرنسي كيليان مبابي إلى اللجنة التأديبية في رابطة محترفي كرة القدم في بلاده من أجل البت في نزاعه المالي مع ناديه السابق باريس سان جيرمان.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية يأمل برشلونة أن يوقف نزف النقاط ويتمسك بصدارة الدوري الإسباني لكرة القدم (أ.ف.ب)

«لاليغا»: برشلونة لوقف نزف النقاط… والريال أمام اختبار شاق في الباسك

يأمل برشلونة أن يوقف نزف النقاط، ويتمسك بصدارة الدوري الإسباني لكرة القدم، حين يحل الثلاثاء ضيفاً على ريال مايوركا.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية كيليان مبابي (أ.ب)

ريال ومبابي يداويان الجراح القارية ويشددان الخناق على برشلونة

داوى ريال مدريد ونجمه الفرنسي كيليان مبابي جراحهما القارية بتشديد الخناق على برشلونة المتصدر بعد الفوز على الجار خيتافي 2-0 الأحد على ملعب «سانتياغو برنابيو».

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية دييغو مارتينيز (رويترز)

مدرب لاس بالماس: نقاط برشلونة مكافأة لنا مقابل العطاء

عبر دييغو مارتينيز مدرب لاس بالماس عن سعادته بالمجهود الجماعي الذي قدمه فريقه ليحقق فوزاً مفاجئاً 2 - 1 أمام برشلونة متصدر الدوري الإسباني لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».