في مسار يربط بين الثقافة والفنون واقتصاديات الإبداع، يبدأ مشروع «كرييتيف سيركلز» أولى فعالياته لدعم ريادة الأعمال الثقافية والإبداعية مثل صناعة السينما والمسرح والنشر والموسيقى والتصميم وغيرها، وهو المشروع الذي يُعد أول برنامج مُتخصص تُطلقه وزارة الثقافة المصرية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.
وقد أعلن المشروع عن فتح الباب للمتقدمين لأولى دوراته التدريبية المتخصصة التي تهدف إلى سد الفجوات المهارية والمعرفية لدى العاملين في القطاع الثقافي وقطاع الصناعات الثقافية، وحسب محمد عبد الدايم، مؤسس ومدير مشروع «كرييتيف سيركلز»، فإن تلك الدورة التدريبية ستكون بمثابة محاكاة لرحلة رائد الأعمال في مجال المشروعات الثقافية، التي تبدأ من الفكرة وتنتهي بالخطوة التنفيذية الأولى له عملياً، ويتعلم رائد الأعمال خلال رحلته تلك كيف يوظّف العلم واستراتيجياته في مواجهة التحديات التي يواجهها في مجال الصناعات الثقافية، ويضيف في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن الصناعات الثقافية أعمق بكثير من مجرد الإبداع والموهبة، ويقول «يمكننا هنا الإشارة إلى مثال عملي وهو شركة (والت ديزني) التي تُعد واحدة من كبريات الصناعات الثقافية في العالم التي يقف وراءها صناعة كاملة واقتصاد إبداعي، فالفن هو وسيلة للتعبير عن النفس، بينما الاقتصاد الإبداعي هو كيفية الانتقال من حيّز الفن وتعبيراته إلى حيز الصناعات الفنية الجماهيرية الأكثر تأثيراً».
يستهدف المشروع العاملين في القطاع الحكومي المتمثل في وزارة الثقافة ممن لهم صلة بالصناعات الثقافية والإبداعية، وأيضاً التابعين للقطاع الأهلي والخاص من أصحاب الأفكار والمشروعات أو الشركات العاملة في قطاع الاقتصاد الإبداعي كالناشرين، أو الغاليرهات الفنية، أو فرق الفنون الأدائية والموسيقية، وكذلك يستقبل طلبات تقدم من أفراد غير تابعين لمؤسسات من مُنتجي المحتوى الإبداعي بأشكاله المختلفة.
وحسب محمد عبد الدايم فإن الدورة التدريبية التي تستهدف رواد الأعمال الإبداعيين ستشمل موضوعات رئيسية أبرزها المفاهيم الأساسية لكل من الإدارة المالية، والإدارة الاستراتيجية، وكذلك أساسيات التصويت الثقافي، والتواصل والتصميم الإبداعي، ويقول إن تلك العلوم عادة هي التي نعاني فيها من وجود فجوات، وتعوق رواد الأعمال في مجال الإبداع عن مواصلة مشاريعهم بشكل مُتصاعد.
وكانت وزارة الثقافة المصرية قد فازت مؤخراً بمنحة مشروع «كرييتيف سيركلز» والمقدمة من مجموعة معاهد الاتحاد الأوروبي الوطنية للثقافة «يونيك»، وقالت وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبد الدايم، في بيان لها إن «مشروع كرييتيف سيركلز يعد أول حاضنة لرواد الأعمال في المجالات الثقافية والإبداعية في مصر، وإن الوزارة فازت في ختام مشروع الاقتصاد الإبداعي، بعد منافسة مع مجموعة كبيرة من المشروعات الثقافية، التي تقدمت بها العديد من المؤسسات الخاصة والحكومية».
وبسبب جائحة «كورونا، فقد تم الاستقرار، حسب محمد عبد الدايم، على أن تكون الدورة التدريبية القادمة، مطلع سبتمبر (أيلول) المقبل، عن بُعد عبر تطبيق (زووم) على الإنترنت، لتكون أولى فعاليات المشروع المهتم بقطاع الاقتصاد الإبداعي والصناعات الثقافية».
وتلقى موضوعات الاقتصاد الإبداعي خلال السنوات الأخيرة اهتماماً واسعاً، لا سيما أنه يعد على مستوى العالم أحد مصادر الدخل القومي فيما يتعلق بالموضوعات المرتبطة بالسياحة والثقافة والفنون، وقد احتل ملف الاقتصاد الإبداعي اهتماما أوسع خلال السنوات الأخيرة في مصر، وفق مؤسس ومدير مشروع «كرييتيف سيركلز»، الذي أشار إلى «قيام المركز الثقافي البريطاني عام 2018 بإطلاق برنامج لتنمية الاقتصادات الإبداعية وذلك بالتزامن مع احتفاله بمرور 80 عاماً على عمله في مصر، وأطلق المجلس في هذا الصدد برنامجاً تحت اسم (تنمية الاقتصادات الشاملة والإبداعية)، وهو برنامج لمدة عامين بقيمة 30 مليون جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل نحو 16 جنيها مصرياً) لدعم الاقتصاد الإبداعي وقطاع المشاريع الاجتماعية في مصر».
برنامج جديد لدعم صنّاع السينما والمسرح والنشر في مصر
«كرييتيف سيركلز» تتبناه وزارة الثقافة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي
برنامج جديد لدعم صنّاع السينما والمسرح والنشر في مصر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة