ملتقى للكتاب في القاهرة يستعيد روح الثقافة بعد «كورونا»

بمشاركة 20 دار نشر

TT

ملتقى للكتاب في القاهرة يستعيد روح الثقافة بعد «كورونا»

يستثمر جمهور الكتب في مصر الهامش الثقافي والاجتماعي الذي يتيحه «ملتقى الساقية للكتاب» بعد أشهر من توقف الفعاليات المرتبطة بالقراءة بسبب فيروس «كورونا»، ففي «قاعة النهر» مفتوحة الهواء تشارك 20 دار نشر مصرية في الملتقى السنوي الذي تنظمه ساقية عبد المنعم الصاوي بالقاهرة، الذي تسوده هذا العام ملامح احترازية باتت تقليدية، ومصحوبة بجرعة فنية وموسيقية لفعالياته الثقافية التي تستمر حتى نهاية شهر أغسطس (آب) الجاري.
وتعد ساقية عبد المنعم الصاوي، أحد المراكز الثقافية الشهيرة التي تقع على نيل القاهرة، في حي الزمالك، وحسب حنان عمر، مسؤولة الإعلام في ساقية عبد المنعم الصاوي، فإنه مراعاةً لإجراءات التباعد التي تفرض نفسها على الملتقى هذا العام، فقد تم استحداث نظام لتنظيم أعداد الحضور عبر نظام جديد يُحدد حركة الدخول للمكان، بالإضافة لإجراءات التباعد بين أجنحة دور النشر المشاركة.
وتضيف عمر لـ«الشرق الأوسط»: «رغم تلك الإجراءات فإن هناك إقبالاً لافتاً من الجمهور، خصوصاً خلال حفلات التوقيع والندوات المصاحبة لها، وكذلك الفعاليات الفنية الغنائية والشعرية التي تنظَّم على هامش الملتقى، منها حفل للفنان علاء صابر عازف العود والقانون، وحفل للفريق الفني (جنوبيان) وغيرها من الفعاليات»، ويربط بعض الفعاليات بين الكتب والموسيقى مثل الندوة التي حضرها الفنان المصري هاني شنودة لتدشين الكتاب الذي يضم مذكراته، وهو الكتاب الذي صدر أخيراً عن دار «ريشة» للنشر، وقام بكتابة وتحرير تلك المذكرات الكاتب الصحافي مصطفى حمدي.
«ملتقى الساقية للكتاب» يعد أول فعالية حيّة تجمع بين دور النشر والجمهور منذ الإغلاق العام الذي طال الحياة الثقافية في مصر مع شهر مارس (آذار) الماضي بسبب فيروس «كورونا»، وهو الإغلاق الذي طال سوق النشر المصرية بكثير من الخسائر، حسب سعيد عبده، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، الذي قال في تصريحات صحافية إن «مبيعات الكتب في مصر تراجعت بنسبة تتراوح بين 70 و80%، مع توقف حركة الطباعة بنسبة 80% منذ ظهور مرض فيروس (كورونا)، لا سيما مع توقف أنشطة المعارض العربية والدولية البارزة خلال هذه الفترة التي تعد سوقاً رئيسية لدور النشر المصرية».
ومن بين أجنحة دور النشر المشاركة هذا العام في ملتقى الساقية للكتاب، دار «تويا»، ودار «دوّن»، ودار «الرسم بالكلمات»، ودار «دارك للنشر والتوزيع»، ودار «الهالة»، وترى حنان عمر أن المعرض يُعد استئنافاً للنشاط الثقافي بعد توقف الساقية عن نشاطها خلال أشهر الحظر والعزل المنزلي، وتقول إن ملتقى الكتاب يُعقد في شهر أغسطس من كل عام، بوصفه ملتقى لتقريب المسافات بين القراء وكتّابهم المفضلين عبر الندوات وحفلات التوقيع وجلسات المناقشة وورش العمل.
كانت الحكومة المصرية قد أعلنت في شهر يونيو (حزيران) الماضي عودة السينما والمسرح بشرط السماح بوجود 25% فقط من القدرة الاستيعابية مع ضمان التباعد الاجتماعي، وبعد هذا القرار كانت ساقية عبد المنعم الصاوي من أولى المؤسسات الثقافية التي بادرت بتطبيق التباعد الاجتماعي بطريقة ابتكارية، تتفق وروح المكان الذي يعتمد نشاطه على استضافة الفعاليات الفنية، والغنائية، والمسرحية بشكل أساسي، حيث تم طبع صور فناني الزمن الجميل على كراسي المسرح المخصص للمناسبات، بحيث تكون مقاعد هؤلاء الفنانين وسيلة للفصل بين مقاعد الجمهور، ولتحقيق التباعد الاجتماعي بينهم خلال العروض المختلفة.
وحسب مي هاشم، مديرة المشروعات الفنية بساقية عبد المنعم الصاوي، فإنهم قاموا بتجربة عدة طرق لتحقيق عملية التباعد خلال الحفلات الفنية والأنشطة الثقافية، حتى قاموا في النهاية بالاستقرار على تثبيت المُجسمات التي تُصور نجوم الفن المصري على الكراسي.


مقالات ذات صلة

أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

ثقافة وفنون أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

أطلّت الكاتبة التشيلية الأشهر إيزابيل الليندي، عبر منصة «مايسترو»، في «هيئة الإذاعة البريطانية»، من صالونها الهادئ الذي يضم تفاصيلها الشخصية والحميمية

سحر عبد الله
يوميات الشرق «معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)

انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

انطلقت، الخميس، فعاليات «معرض جدة للكتاب 2024»، الذي يستمر حتى 21 ديسمبر الجاري في مركز «سوبر دوم» بمشاركة نحو 1000 دار نشر ووكالة محلية وعالمية من 22 دولة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
كتب الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)

«حياتي كما عشتها»... محمود ياسين يروي ذكرياته مع الأدباء

في كتاب «حياتي كما عشتها» الصادر عن دار «بيت الحكمة» بالقاهرة، يروي الفنان المصري محمود ياسين قبل رحيله طرفاً من مذكراته وتجربته في الفن والحياة

رشا أحمد (القاهرة)
كتب «عورة في الجوار»... رواية  جديدة لأمير تاجّ السِّر

«عورة في الجوار»... رواية جديدة لأمير تاجّ السِّر

بالرغم من أن الرواية الجديدة للكاتب السوداني أمير تاج السر تحمل على غلافها صورة «كلب» أنيق، فإنه لا شيء في عالم الرواية عن الكلب أو عن الحيوانات عموماً.

«الشرق الأوسط» (الدمام)
كتب «البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

«البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

في كتابه الأحدث «البؤس الأنثوي... دور الجنس في الهيمنة على المرأة»، يشير الباحث فالح مهدي إلى أن بغيته الأساسية في مباحث الكتاب لم تكن الدفاع المباشر عن المرأة

محمد خضير سلطان

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.