الإجهاد العقلي الناجم عن «كورونا» يصيب الأميركيين اللاتينيين أكثر من غيرهم

المجتمع اللاتيني في هيوستن بالولايات المتحدة تضرر بشدة خلال جائحة «كورونا» (أ.ف.ب)
المجتمع اللاتيني في هيوستن بالولايات المتحدة تضرر بشدة خلال جائحة «كورونا» (أ.ف.ب)
TT

الإجهاد العقلي الناجم عن «كورونا» يصيب الأميركيين اللاتينيين أكثر من غيرهم

المجتمع اللاتيني في هيوستن بالولايات المتحدة تضرر بشدة خلال جائحة «كورونا» (أ.ف.ب)
المجتمع اللاتيني في هيوستن بالولايات المتحدة تضرر بشدة خلال جائحة «كورونا» (أ.ف.ب)

يحذّر الخبراء من أنه بخلاف الخسائر المادية والمميتة التي تسبب بها فيروس «كورونا» للأميركيين، يمكن أن يكون تأثيره على الصحة العقلية حاداً أيضاً، خصوصاً بالنسبة إلى اللاتينيين، حيث لا يزالون متأثرين بالفيروس بشكل غير متناسب، وفقاً لشبكة «إيه بي سي نيوز».
وكشفت دراسة استقصائية أصدرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأسبوع الماضي أن 41% من المستجيبين أبلغوا عن أعراض بعض الاضطرابات العقلية، بما في ذلك الأعراض المرتبطة بالصدمات والاكتئاب والقلق.
ووفقاً للدراسة، تم العثور على انتشار أعلى لأعراض اضطراب الاكتئاب والأفكار الانتحارية والقلق بين المشاركين من أصل لاتيني. وفي حالة الأفكار الانتحارية، قال نحو 18.6% من المستجيبين من أصل إسباني إنهم «فكروا بجدية في الانتحار في الأيام الثلاثين الماضية».
وأفاد المشاركون السود أيضاً عن وجود حالة عالية نسبياً من الأفكار الانتحارية عند 15.1%، كما رُصد ذلك عند 7.9% من البيض و6% من الآسيويين و9.8% من الأعراق الأخرى أو الأعراق المتعددة.
واستندت الدراسة إلى استطلاعات الرأي التي أُجريت خلال الأسبوع الأخير من يونيو (حزيران) وشملت أكثر من 5 آلاف مشارك: 3453 أبيض و885 من أصل إسباني و663 أسود و256 آسيوياً وأكثر من 200 مشارك من أعراق أخرى أو عرقهم غير معروف.
وأشار مسح مراكز السيطرة على الأمراض إلى أن أعراض حالات الصحة العقلية أكثر انتشاراً بين العاملين الأساسيين ومقدمي الرعاية غير مدفوعي الأجر للبالغين والذين يتلقون العلاج من حالات الصحة العقلية الموجودة مسبقاً.
وقال فريدريك ساندوفال، المدير التنفيذي للجمعية الوطنية للصحة السلوكية اللاتينية، إن اثنتين من هذه المجموعات، وهما العاملون الأساسيون ومقدمو الرعاية غير المأجورين، لديهما عدد كبير من السكان اللاتينيين.
وقال ساندوفال: «ما علّمنا إياه فيروس (كورونا) بسرعة كبيرة هو سبب تأثيره على المجتمع اللاتيني كثيراً... لن يحصلوا على الخدمات بالقدر الكافي بسبب المحددات الاجتماعية التي تخلق تحديات من حيث الوصول إلى الموارد ووسائل النقل، والدخل المحدود». وأضاف: «بسبب ما حدث، وما رأيناه من الوباء، فقد أدى بسهولة شديدة إلى زيادة مستوى صدمة التوتر والقلق... لقد فرض ذلك هذا الضغط العاطفي على المجتمعات اللاتينية في كل أنحاء الولايات المتحدة».
وأشار ساندوفال إلى أن الآباء في المجتمعات الملونة الذين يتعين عليهم الآن الموازنة بين واجبات العامل الأساسية والتعليم بدوام كامل، من المحتمل أن يواجهوا المزيد من الضغط النفسي.
وقال الدكتور تيموثي سوليفان، رئيس قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية في مستشفى جامعة ستاتن آيلاند في نيويورك، لـ«إيه بي سي نيوز» إن «المجتمعات الملونة تتعامل بشكل غير متناسب مع آثار الازدحام الاجتماعي والفقر ونقص الدعم والحصول على رعاية جيدة... كل ذلك يسهم في الضغط على الوالدين».
وتابع سوليفان: «يحتاج الآباء أولاً إلى تلبية الاحتياجات المادية لعائلاتهم. ليس من الجيد التحدث إلى شخص ما حول مهارات التأقلم، إذا لم يتمكنوا من وضع الطعام على الطاولة أو دفع الإيجار. نحن بحاجة إلى إيجاد طريقة للمساعدة في إبقائهم هادئين، للتأكد من أنهم وعائلاتهم يمكنهم الاستمرار في البقاء على قيد الحياة».
وقالت باميلا غرينبيرغ، الرئيسة والمديرة التنفيذي لجمعية الصحة السلوكية والعافية، إن الشركات بحاجة إلى التأكد من أنها تقدم علاجاً مستجيباً ثقافياً بعدة لغات.
وأضافت غرينبيرغ: «لقد بدت هذه المجتمعات في أسوأ حالة من حيث افتقارها إلى التأمين الصحي، وقلة فرص الوصول إلى الخدمات... نحن بحاجة إلى التأكد من أنهم يتلقون العلاج الأفضل».
بالنسبة إلى ساندوفال، تعد دراسة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بمثابة دعوة لصانعي السياسات لإعطاء الأولوية للصحة العقلية.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
TT

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)

كشفت دراسة أميركية أن علاجاً مبتكراً للأطفال الذين يعانون من الكوابيس المزمنة أسهم في تقليل عدد الكوابيس وشدّة التوتر الناتج عنها بشكل كبير، وزاد من عدد الليالي التي ينام فيها الأطفال دون استيقاظ.

وأوضح الباحثون من جامعتي أوكلاهوما وتولسا، أن دراستهما تُعد أول تجربة سريرية تختبر فاعلية علاج مخصصٍ للكوابيس لدى الأطفال، ما يمثل خطوة نحو التعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل، وليس مجرد عَرَضٍ لمشكلات نفسية أخرى، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Frontiers in Sleep».

وتُعد الكوابيس عند الأطفال أحلاماً مزعجة تحمل مشاهد مخيفة أو مؤلمة توقظ الطفل من نومه. ورغم أنها مشكلة شائعة، فإنها تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية للأطفال، إذ تُسبب خوفاً من النوم، والأرق، والاستيقاظ المتكرر، وهذه الاضطرابات تنعكس سلباً على المزاج، والسلوك، والأداء الدراسي، وتزيد من مستويات القلق والتوتر.

ورغم أن الكوابيس قد تكون مرتبطة باضطرابات نفسية أو تجارب مؤلمة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، فإنها لا تختفي بالضرورة مع علاج تلك المشكلات، ما يتطلب علاجات موجهة خصيصاً للتعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل.

ويعتمد العلاج الجديد على تعديل تقنيات العلاج المعرفي السلوكي واستراتيجيات الاسترخاء وإدارة التوتر، المستخدمة لدى الكبار الذين يعانون من الأحلام المزعجة، لتناسب الأطفال.

ويتضمّن البرنامج 5 جلسات أسبوعية تفاعلية مصمّمة لتعزيز فهم الأطفال لأهمية النوم الصحي وتأثيره الإيجابي على الصحة النفسية والجسدية، إلى جانب تطوير عادات نوم جيدة.

ويشمل العلاج أيضاً تدريب الأطفال على «إعادة كتابة» كوابيسهم وتحويلها إلى قصص إيجابية، ما يقلّل من الخوف ويعزز شعورهم بالسيطرة على أحلامهم.

ويستعين البرنامج بأدوات تعليمية مبتكرة، لتوضيح تأثير قلّة النوم على الأداء العقلي، وأغطية وسائد، وأقلام تُستخدم لكتابة أفكار إيجابية قبل النوم.

وأُجريت التجربة على 46 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً في ولاية أوكلاهوما الأميركية، يعانون من كوابيس مستمرة لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في عدد الكوابيس ومستوى التوتر الناتج عنها لدى الأطفال الذين تلقوا العلاج مقارنة بالمجموعة الضابطة. كما أُبلغ عن انخفاض الأفكار الانتحارية المتعلقة بالكوابيس، حيث انخفض عدد الأطفال الذين أظهروا هذه الأفكار بشكل كبير في المجموعة العلاجية.

ووفق الباحثين، فإن «الكوابيس قد تُحاصر الأطفال في دائرة مغلقة من القلق والإرهاق، ما يؤثر سلباً على حياتهم اليومية»، مشيرين إلى أن العلاج الجديد يمكن أن يُحدث تحولاً كبيراً في تحسين جودة حياة الأطفال.

ويأمل الباحثون في إجراء تجارب موسعة تشمل أطفالاً من ثقافات مختلفة، مع دراسة إدراج فحص الكوابيس بوصفها جزءاً من الرعاية الأولية للأطفال، ما يمثل خطوة جديدة في تحسين صحة الأطفال النفسية والجسدية.