كتاب جديد يضع ميلانيا ترمب في دائرة الضوء

الكاتبة شبّهتها بـ«أبي الهول» في صمتها

ميلانيا ترمب السيدة الأولى للولايات المتحدة (نيويورك تايمز)
ميلانيا ترمب السيدة الأولى للولايات المتحدة (نيويورك تايمز)
TT

كتاب جديد يضع ميلانيا ترمب في دائرة الضوء

ميلانيا ترمب السيدة الأولى للولايات المتحدة (نيويورك تايمز)
ميلانيا ترمب السيدة الأولى للولايات المتحدة (نيويورك تايمز)

بالنسبة إلى جهاز الاستخبارات السرية، هو «قطب» الأعمال، وهي «مصدر الإلهام». فقد التقى دونالد ترمب وميلانيا كناوس في مانهاتن عام 1998 وتزوجا بعد سبع سنوات. كان رجل عقارات وكانت هي ذات جاذبية ظاهرة.
في كتاب جديد عن حياة ميلانيا ترمب حمل عنوان «فن صفقتها»، تشير ماري جوردان إلى أنّ ميلانيا حافظت على اهتمام رجل الأعمال اللامع من خلال كونها تلميذة مجتهدة دأبت على قراءة ومتابعة كل صغيرة وكبيرة كُتبت عنه، بما في ذلك ما يقرب من 20 كتاباً.
في كتاب «فن العودة» (1997)، تأليف كيت بونر، دوّنت ميلانيا ملاحظات نقلاً عن ترمب في وصف النساء قال فيها: «هناك نوع من النساء يتطلب صيانة عالية، ونوع آخر يتطلب صيانة بسيطة، ونوع ثالث لا يتطلب صيانة».
ميلانيا أشبه بأبي الهول في صمتها، فهي لم تحتفظ بأصدقاء عند انتقالها من مرحلة لأخرى، سواء في طفولتها في يوغوسلافيا السابقة، أو خلال سنوات عملها كعارضة أزياء في ميلانو وباريس ونيويورك، ولم تكن هناك وصيفات شرف في حفل زفافها.
دأبت ميلانيا على رفض الحديث عن ماضيها باستثناء العموميات. دائماً ما تبدو جاهزة تماماً للكاميرا في جميع اللحظات، حسب مؤلف الكتاب: «فهي تبدو معتنية بنفسها للدرجة التي تتشكك في أنّها تذهب إلى المرحاض مثل باقي البشر».
يدفع بُعد ميلانيا عن باقي الناس بالمؤلفة إلى أن تصرخ صرخة من القلب. فقد كتبت جوردان متعجبة: «خلال ثلاثة عقود عملت خلالها مراسلة في جميع أنحاء العالم، كتبت في كثير من الأحيان عن المترددين وعن العزلة، بما في ذلك رئيس عصابة مخدرات مكسيكية وأميرة يابانية، ولكن لا شيء يمكن مقارنته بمحاولة فهم ميلانيا».
«معظم الناس الذين تحدثت معهم لم يتطرقوا إلى سيرتها، وذلك لأنّ العديد من شركات ترمب تطبق اتفاقية عدم الإفشاء، وقد حُذّر الكثيرون من قبل المحامين وأفراد الأسرة وغيرهم من المقربين من ميلانيا بعدم التحدث عنها علناً. كان الحل لمن أراد التحدث عنها هو استخدام تطبيقات الهاتف المشفرة التي يستخدمها الجواسيس وغيرهم في عالم المخابرات. وحتى الصور القديمة التي كانت في السابق سهلة البحث عبر منصة (غوغل) لم تعد تظهر على الإنترنت».
ولذلك، ورغم أن كتاب «فن صفقتها» حظي بتقديم جيد، فإنه يبدو غير متوازن. فأحد أنصار ترمب مثل كيوري ليفاندوفسكي قال إن «لديها غرائز سياسية مدهشة»، فيما قال روجر ستون: «ليس هناك شيء سيئ بشأنها»، وقال كريس كريستي: «إذا عرفتها عن قرب، فستجد أنّها شخصية دافئة للغاية»، وذكر سيان سبايسر: «إنّها دائماً تبلغ الرئيس بما تفكر فيه». لكن التعليقات الأقل سوءاً خرجت في الغالب عن مصادر غير مسماة.
ومع ذلك، فقد بحثت جوردان وتوصلت إلى معلومات جديدة عن هذه السيدة الأولى غير التقليدية.
كتبت جوردان أنّ ميلانيا كانت تعيد التفاوض بشأن اتفاقها قبل الزواج خلال حملة 2016، ومن المؤكد أن كارثة زوجها المتمثلة في برنامج «الوصول إلى هوليوود» قد منحتها نفوذاً كبيراً. وأفادت جوردان بأن هذه المفاوضات، وليس الحاجة إلى البقاء في مانهاتن لتعليم ابنهم بارون، هي السبب في تأخير ميلانيا وبارون في الانتقال إلى البيت الأبيض.
ذاع بعض الأنباء عن التوترات بين ميلانيا وابنته إيفانكا ترمب، وكشفت جوردان أن ميلانيا سُمعت تشير إلى إيفانكا بوصفها «الأميرة»، فيما وصفت إيفانكا ميلانيا بـ«الصورة» عندما كانت أصغر سناً.
تؤكد جوردان كيف تمسكت ميلانيا بشراسة بجذورها السلوفينية، إذ تقضي معظم وقتها برفقة بارون ووالديها. يتحدث بارون السلوفينية، وهو مواطن مزدوج شأن والدته -يحمل جوازي سفر سلوفينيا والولايات المتحدة. وكتبت جوردان قائلة: «لقد اشتكى ترمب للآخرين من أن ليس لديه فكرة عما يقولانه (بسبب اختلاف اللغة)».
الحقيقة أننا ما زلنا نجهل الكثير بشأن تأشيرة دخول ميلانيا الخاصة وقضايا المواطنة وكيف أحضرت والديها وشقيقتها إلى الولايات المتحدة بينما كان زوجها يشكك فيما تُعرف بـ«سلاسل الهجرة».
وكتبت جوردان تقول إنّ ميلانيا تتضايق عندما يصفها أحد بالهشة. فهي مَن شجعت ترمب على الترشح للرئاسة، ولم تكن مجرد ورقة رمتها الريح في طريقه. كانت مستشارة مؤثرة له في بعض القضايا، مثل اختيار مايك بنس للترشح إلى جواره، كذلك شجعت ترمب على التراجع عن سياسة «عدم التسامح» التي فصلت العديد من الأطفال عن والديهم عند الحدود المكسيكية.
لم تكن دائماً صوت الاعتدال، فقد أيّدت زوجها في هجومه اللفظي على باراك أوباما لمجرد أنّه وُلد خارج الولايات المتحدة، وطعنت في نزاهة النساء اللاتي اتهمن أزواجهن بالتحرش الجنسي. وتقول المؤلفة إنّ الويل لأي شخص يتعدى الحدود في وصفها.
خلال فترة نشأتها الأولى، كان والد ميلانيا يعمل ميكانيكياً وأحياناً يعمل سائقاً. وكانت والدتها خياطة ماهرة تعتني باختيار ملابس ابنتها بشكل لا تشوبه شائبة منذ ولادتها. درست ميلانيا لفترة وجيزة في برنامج العمارة المرموق في جامعة ليوبليانا قبل أن تتركها.
تولي جوردان اهتماماً للعديد من المقابلات الصحافية التي أجرتها ميلانيا عندما كانت تعمل عارضة أزياء، وأخذها عليها الكثير من المبالغة، بما في ذلك زعمها أنّها تتحدث العديد من اللغات، فيما تتحدث لغتين فقط في الحقيقة.
لم تجد جوردان الصوت الذي تستطيع من خلاله أن تروي هذه القصة. فهي ليست لديها وجهة نظر قوية ودائماً ما تبعد نفسها عن التحليل الحاد. يمكن النظر إلى كتاب «فن صفقتها» كمقالة صحافية طويلة جداً وليس كتاب محكم. ويبدو أن المؤلفة تنحني إلى الوراء لتكون عادلة ومحايدة في تناولها للموضوع الذي يبدو أنّه سيجعلها تحتاج إلى مساعدة للعلاج في تقويم العمود الفقري.
- هل خضعت ميلانيا لجراحة تجميل؟
نقلت الكاتبة عن إحدى زميلاتها السابقات في نيويورك قولها إنّها عادت من رحلة عيد الميلاد عام 1997 إلى أوروبا وتبدو أكثر جمالاً. وأبلغت زميلتها نفسها في الغرفة، صاحبة التقرير، بأنّ ميلانيا، في تلك الأيام التي سبقت معرفتها بترمب، كانت تحب اللقاء مع «الأصدقاء» وكانت تتناول الكثير من الفواكه والخضراوات كل يوم، ولم تكن تشرب الكحول مطلقاً وكانت تمشي بأوزان على كاحليها للحفاظ على لونها.
أكدت جوردان أنّ السيدة الأولى وزوجها ينامان في غرفتي نوم منفصلتين وأنّه يحب الجدران والسجاد ذات الألوان الداكنة، فيما تفضل هي الألوان الخفيفة. ونادراً ما تراهما يتفاعلان، وأنّه يستخدم صابون الربيع الآيرلندي.
نقلت جوردان عن جاي غولدبرغ، أحد محامي ترمب خلال أيام الشباب واللعب، قوله إنّ ترمب غالباً ما يتحدث بشكل رومانسي عن الأعمال التجارية، لكنّه لا يتحدث أبداً عن النساء. وقال غولدبرغ إنّ ما يجعله سعيداً هو الشوكولاته: «فقط أعطه شوكولاته بارهيرشي ودعه يشاهد التلفزيون».
يبدو أنّ دونالد ترمب يسكن في البيت الأبيض مثل السلطان بين وساداته، فيما تعيش ميلانيا في عزلة مع والديها وابنها. وكتبت جوردان أنّ مكتبها الصحافي لا يجيب في أيام كثيرة عن أسئلة حول مكان وجودها.
قد يكونون سعداء وربما أنّهم يتبنون حلاً وسطاً يجعلهم يعيشون مثل السيد سميث وزوجته -القتلة المتزوجون في فيلم براد بيت وأنجلينا جولي- كل منهم ينتظر فرصة لإطلاق رصاصة وقتل الآخر.
ظهرت ميلانيا كفتاة جيمس بوند الساخرة في جلسة تصوير لمجلة «جي كيو» البريطانية الشهيرة. وقد فكرت في وضعها مؤخراً خلال مشاهدة فيلم «عش ودعْ نفسك تموت» حيث تمكن روجر مور، الذي تقطعت به السبل في منتصف بركة مليئة بالتماسيح، من الوصول بأمان إلى الشاطئ بالقفز فوق رؤوس التماسيح واستخدامها كنقاط انطلاق.
- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

رئيس إسرائيل: أحترم طلب ترمب بالعفو عن نتنياهو لكننا «دولة ذات سيادة»

شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتوسط الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في مطار بن غوريون أكتوبر الماضي (أ.ب) play-circle

رئيس إسرائيل: أحترم طلب ترمب بالعفو عن نتنياهو لكننا «دولة ذات سيادة»

قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، إنه يحترم رأي الرئيس الأميركي دونالد ترمب بوجوب إصدار عفو عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قضية الفساد.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
أوروبا مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس تتحدّث في منتدى الدوحة يوم 6 ديسمبر (أ.ف.ب)

كالاس تؤكد أن واشنطن ما زالت «أكبر حليف» للاتحاد الأوروبي

انتقدت استراتيجية دونالد ترمب للأمن القومي بشدّة الحلفاء الأوروبيين، وأشارت إلى تراجع حصة أوروبا في الاقتصاد العالمي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تحليل إخباري ترمب يؤدّي رقصته الشهيرة خلال حفل قرعة كأس العالم لكرة القدم بمركز كيندي يوم 5 ديسمبر (أ.ب)

تحليل إخباري كيف يعيد ترمب تشكيل ركائز الأمن القومي الأميركي؟

تركّز استراتيجيّة الرئيس ترمب للأمن القومي الأميركي على محيط الولايات المتّحدة المباشر، ضمن ترتيب جديد للأولويات الجيوسياسيّة.

المحلل العسكري
الولايات المتحدة​ الرئيس بوتين محاطاً بيوري أوشاكوف (على يمينه) وكيريل دميترييف خلال المحادثات مع ويتكوف وكوشنر في موسكو الأربعاء (سبوتنيك - أ.ف.ب) play-circle

واشنطن وكييف تواصلان محادثات «السلام الصعب» في فلوريدا لليوم الثالث

تجري أوكرانيا والولايات المتحدة محادثات في فلوريدا السبت لليوم الثالث على التوالي بشأن خطة واشنطن وروسيا تُسابق بتوازٍ الدبلوماسية على عدة جبهات

إيلي يوسف (واشنطن)
تحليل إخباري روبيو يتحدث إلى جانب ترمب في البيت الأبيض يوم 2 ديسمبر 2025 (أ.ب)

تحليل إخباري حملة واشنطن على فنزويلا بين الحرب على المخدرات ومساعي إسقاط النظام

زادت تصريحات وزير الخارجية، ماركو روبيو، حول تحوّل فنزويلا إلى موطئ قدم لـ«الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله»، من حجم التساؤلات حول دوافع التصعيد.

رنا أبتر (واشنطن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.


رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».


ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».