الصين تحشد جيشها في سباق تطوير لقاح ضد فيروس «كورونا»

4 دول أوروبية توقّع عقداً مع شركة «أسترا زينيكا» للحصول على 400 مليون جرعة من دواء في طور الاختبار

أخذ عيّنة من رجل لفحصها في أحد مستشفيات ولاية تكساس الأميركية للتأكد من خلوه أو إصابته بالفيروس (أ.ب)
أخذ عيّنة من رجل لفحصها في أحد مستشفيات ولاية تكساس الأميركية للتأكد من خلوه أو إصابته بالفيروس (أ.ب)
TT

الصين تحشد جيشها في سباق تطوير لقاح ضد فيروس «كورونا»

أخذ عيّنة من رجل لفحصها في أحد مستشفيات ولاية تكساس الأميركية للتأكد من خلوه أو إصابته بالفيروس (أ.ب)
أخذ عيّنة من رجل لفحصها في أحد مستشفيات ولاية تكساس الأميركية للتأكد من خلوه أو إصابته بالفيروس (أ.ب)

في وقت وقّعت فيه إيطاليا وألمانيا وفرنسا وهولندا عقداً مع شركة «أسترا زينيكا» للحصول على لقاح واقٍ من فيروس «كورونا» المستجد، حشدت الصين جيشها وسرّعت الاختبارات، في إطار السباق العالمي للعثور على لقاح لهذا الفيروس.
وبعد 6 أشهر على ظهور أولى الإصابات في مدينة ووهان، سارعت الصين إلى تطوير لقاح، بينما تشارك في عدد من نحو 10 اختبارات سريرية تجري حالياً حول العالم، بحسب ما جاء في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، من بكين، أمس.
وأشارت الوكالة إلى أن الباحثين الصينيين سجلوا نتائج أولية واعدة من الاختبارات على البشر والقردة، بينما تأمل السلطات بأن تكون أولى الجرعات جاهزة للعامة هذه السنة.
وتعد «الأكاديمية العسكرية للعلوم الطبية» من بين الجهات التي تعمل على تطوير لقاح، بالاشتراك مع شركة لتصنيع الأدوية. وأذنت الصين بالقيام بإجراءات سريعة تسمح بإجراء المراحل التي تسبق التجارب السريرية في الوقت ذاته، بدلاً من واحدة تلو الأخرى.
لكن عميد كلية علوم الصيدلة من جامعة «تسينغهوا» في بكين، دينغ شينغ، حذّر من استخدام «أساليب غير تقليدية»، بحسب الوكالة الفرنسية التي نقلت عنه قوله لصحيفة «الشعب»، التابعة للحزب الشيوعي الحاكم: «أتفهم انتظار الناس بشغف للقاح، لكن من وجهة نظر عملية، لا يمكننا خفض معاييرنا حتى في الطوارئ». وشكك دينغ في قرار السماح بإجراء الاختبارات السريرية في المرحلتين الأولى والثانية في الوقت ذاته، ما يسمح للمختبرات بتجنّب الحاجة للحصول على إذن قبل الانتقال من مرحلة إلى أخرى.
لكن نيك جاكسون، من «تحالف ابتكارات التأهّب الوبائي»، أشار إلى أن الصين ليست الدولة الوحيدة التي تقوم بذلك. وقال جاكسون الذي تموّل منظمّته الأبحاث المرتبطة باللقاحات: «تجري كثير من المنظمات حول العالم تجارب متكيفة تسمح بالانتقال من دراسات المرحلة الأولى إلى الثانية بشكل سريع»، وتابع: «هذا النهج ضروري نظراً إلى الحاجة الملحّة للقاحات».
وقالت شركة تصنيع أدوية، تدعى «سينوفارم»، إن لقاحاتها قد تكون جاهزة للاستخدام العام بحلول نهاية العام أو مطلع 2021. أما رئيس المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، فيأمل بأن يكون اللقاح جاهزاً بحلول سبتمبر (أيلول) للفئات الأهم، على غرار العاملين في مجال الصحة. لكن سيكون على الصين كذلك إقناع العامة بأن أي لقاح تنتجه آمن نظراً إلى فضائح الأدوية الملوّثة والفساد التي طالت قطاع صناعة الأدوية لديها في السنوات الأخيرة، بحسب ما جاء في تقرير وكالة الصحافة الفرنسية.
ودفعت سمعة القطاع بعض الأهالي في الصين للسعي إلى الحصول على لقاحات مصنوعة خارج البلاد لأطفالهم. ولعل اسم شركة «تشانشون تشانشينغ للتكنولوجيا الحيوية» ارتبط بواحدة من أكبر تلك الفضائح، بعدما فبركت سجّلات للقاح للبشر ضد «داء الكلب»، ليتم فرض غرامة قياسية عليها، بلغت 1.3 تريليون دولار عام 2018.
وأنتجت الشركة ذاتها كذلك لقاحاً للديفتيريا والكزاز والسعال الديكي (دي بي تي) تناوله أكثر من 200 ألف طفل، وتسبب بالشلل في بعض الحالات.
وتورطت إحدى الشركات المنخرطة حالياً في البحث عن لقاح ضد فيروس «كورونا» المستجد في الفضيحة.
وأنتج معهد ووهان للمنتجات البيولوجية، الواقع في المدينة التي ظهر فيها «كورونا» المستجد أواخر العام الماضي، 400 ألف جرعة من لقاح «دي بي تي»، تبيّن أنها «لم تكن متوافقة مع المعايير»، بحسب جهات تنظيمية.
وردّت الحكومة عبر فرض قانون يشدد الإشراف، ويمنع وصول جرعات غير صالحة للاستخدام إلى السوق.
وقال رئيس معهد المناعة الجينية الطبي في شينزين (جنوب) الذي يعمل كذلك على تطوير لقاح لـ«كورونا» المستجد، لونغ - جي تشانغ، إن «الحكومة حذرة للغاية في مراجعة تطبيقات اللقاحات».
لكن وسائل الإعلام الصينية سجّلت حالات أخرى خلال العام الماضي، من قبيل إعطاء لقاحات زائفة في مستشفى في جنوب البلاد، وتقديم جرعات لمرض مختلف لأطفال في مقاطعة خبي (شمال).
ونقلت الوكالة الفرنسية عن الخبير في الصحة العالمية في مجلس العلاقات الدولية في الولايات المتحدة، يانزونغ هوانغ، قوله إن «هذا لا يعني أن (الصين) لا تملك القدرة على إنتاج لقاح آمن فعّال لـ(كوفيد-19)»، وأشار إلى أنه بات لدى الصين حالياً قوانين أكثر تشدداً، ولقاحات تعترف بها منظمة الصحة العالمية، ومزيد من الأموال المستثمرة في البحث والتنمية.
وفي استعراض للثقة، تم حقن موظفين رفيعين في «سينوفارم» بلقاح لـ«كورونا» تطوره الشركة حالياً. وقال هوانغ: «أعتقد أن آخر شيء تريده الحكومة الصينية هو توزيع لقاح غير صالح»، وأضاف: «يمكنك تخيّل كيف ستضر أي أنباء عن ردود فعل معاكسة شديدة مرتبطة بلقاح صيني بشرعية النظام وسمعته الدولية».
وفي روما، قال وزير الصحة الإيطالي، روبرتو سبيرانتسا، أمس (السبت)، إن إيطاليا وألمانيا وفرنسا وهولندا وقعت عقداً مع شركة «أسترا زينيكا» للحصول على لقاح واقٍ من فيروس «كورونا». وأكد الوزير، في منشور على «فيسبوك» نقلته وكالة «رويترز»، أن العقد ينص على الحصول على 400 مليون جرعة من اللقاح الذي جرى تطويره مع جامعة أوكسفورد، ووصلت تجاربه إلى مرحلة متقدمة بالفعل، ومن المتوقع الانتهاء منها في الخريف. وأضاف أن الدفعة الأولى من الجرعات ستكون متاحة بحلول نهاية العام.
وتلقت المفوضية الأوروبية، يوم الجمعة، تفويضاً من حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي للتفاوض على عمليات شراء مسبقة للقاحات واعدة للوقاية من فيروس «كورونا»، وفقاً لما ذكرة كبير مسؤولي الصحة في التكتل، لكن لم يتضح إن كانت هناك أموال كافية لذلك.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.