بعد معاناة الكثيرين من مصابي فيروس «كورونا» خلال الأشهر الثلاثة الماضية في مصر من «وصمة الفيروس» الاجتماعية، وبعض أشكال التمييز، على غرار رفض سكان بعض القرى دفن ضحايا الوباء في المقابر المشتركة، ومحاولة طرد طبيبة تعمل في مستشفى فحص مصابي كورونا من مسكنها خوفاً من نقل العدوى. ساهم إعلان بعض المشاهير عن إصابتهم بـ«كورونا» أخيراً بمقاومة هذه الوصمة، وفق خبراء ومتابعين.
الفنان الشاب كريم قاسم، الذي يعدّ أحدث مصابي «كورونا» في الوسط الفني بمصر بعد الفنانة رجاء الجداوي، التي تتلقى العلاج في قسم الرعاية المركزة بأحد مستشفيات العزل حالياً، دشن حملة على «السوشيال ميديا» لدعم مرضى «كورونا»، ومحاربة الوصم الاجتماعي، عنوانها «الإصابة بكورونا مش عيب».
ونشر قاسم، مقطع فيديو له عبر حسابه الرسمي على «إنستغرام» حكى فيه تجربته مع الفيروس بعد إصابته به منذ ثلاثة أسابيع، وقال، إنّه «كان يقيم مع والده البالغ من العمر 79 سنة، قبل أن يتركه خوفاً من نقل العدوى إليه بسبب كثرة اختلاطه بالآخرين خلال تصوير مسلسل (لما كنا صغيرين) الذي عُرض خلال موسم شهر رمضان الماضي، مشيراً إلى أنّه عانى في البداية من الصداع وارتفاع درجة الحرارة وآلام متفرقة في الجسد». مؤكداً أنّ اليوم الخامس من إصابته بالفيروس كان من أصعب الأيام التي مرت عليه خلال المرض. وتابع: «خفت أموت لوحدي ويكسروا علي باب الشقة، قبل أن أشعر بالتّحسن بداية من اليوم السابع».
وأوضح قاسم، أنّه «نشر هذا الفيديو لحثّ الناس على الالتزام وعدم الاستهتار بالفيروس وعزل أنفسهم منزلياً في حال شعورهم بأعراضه الشائعة، بجانب ضرورة إعلام الشخص المصاب بالفيروس لمخالطيه السابقين لأنّ الإصابة بكورونا ليست عيباً». وأعلن عدد من نجوم الفن في مصر دعمهم لكريم قاسم بعد إعلان إصابته بالفيروس.
ويرى خبراء علم الاجتماع أنّ إعلان المشاهير عن إصابتهم بفيروس «كورونا» يحدّ من انتشار الوباء من جهة، ويعمل على مقاومة الوصم الاجتماعي للفيروس من جهة أخرى.
وفي ذلك، تقول الكاتبة وأستاذة علم الاجتماع المصرية، الدكتورة سامية خضر لـ«الشرق الأوسط» إنّ «إعلان المشاهير عن إصابتهم بالفيروس يمنح الجرأة لمصابين آخرين يتخوفون من إعلان إصابتهم خوفاً من الوصم الاجتماعي، بجانب توخي الحذر من خطر الإصابة بالعدوى، والحد من التزاحم وتنفيذ إرشادات التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات في الشوارع والمصالح الحكومية، فإصابة المشاهير تؤكد نظرية أنّه لا يوجد أحد كبير على التقاط الفيروس».
وتتلقى الفنانة المصرية رجاء الجداوي (82 سنة)، التي تأكد إصابتها بفيروس «كورونا» عقب انتهاء تصوير مسلسل «لعبة النسيان» والتي شاركت به في ماراثون دراما رمضان الماضي، العلاج من الفيروس داخل العناية المركزة في مستشفى أبو خليفة بمدينة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، وحالتها الصحية مستقرة. وبدأت الجداوي في بداية الأسبوع الجاري، تلقي جرعة حقن بمصل البلازما، حسب بروتوكول اللجنة العلمية المشرفة على علاج مصابي فيروس «كوفيد 19» بوزارة الصحة المصرية.
وتؤكد خضر أنّ «عدداً كبيراً من المصريين كانوا يتنمرون على ضحايا الفيروس في بداية انتشاره بالبلاد منذ نحو ثلاثة أشهر، ولكن مع مرور الوقت وانتشار حملات التوعية بوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، تغير الوضع وحاول كثيرون تغيير هذه النظرة السلبية عبر استقبال المتعافين من الوباء بشكل إيجابي ومميز».
وأصاب «كوفيد - 19» عدداً لافتاً من الإعلاميين المصريين في الآونة الأخيرة، من بينهم ريهام السهلي، وآية عبد الرحمن، وإلهام النمر، وحسام حداد، ودينا حويدق، وكريم رمزي، وغيرهم. بالإضافة إلى إصابة ووفاة عدد من الصّحافيين المصريين والعاملين في التلفزيون المصري (ماسبيرو).
إعلان مشاهير عن إصابتهم بكورونا يقاوم «وصمة الفيروس»
الفنان المصري كريم قاسم أحدثهم
إعلان مشاهير عن إصابتهم بكورونا يقاوم «وصمة الفيروس»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة