الحكومة المصرية تحفز المصنّعين لإنتاج 30 مليون كمامة شهرياً

16 رحلة تعيد نحو 3 آلاف شخص من الأردن إلى القاهرة

جانب من تصنيع الكمامات في مصر بعد دعوات الحكومة إلى زيادة الإنتاج (أ.ب)
جانب من تصنيع الكمامات في مصر بعد دعوات الحكومة إلى زيادة الإنتاج (أ.ب)
TT

الحكومة المصرية تحفز المصنّعين لإنتاج 30 مليون كمامة شهرياً

جانب من تصنيع الكمامات في مصر بعد دعوات الحكومة إلى زيادة الإنتاج (أ.ب)
جانب من تصنيع الكمامات في مصر بعد دعوات الحكومة إلى زيادة الإنتاج (أ.ب)

فتحت الحكومة المصرية باب تلقي طلبات المصنّعين للكمامات القماشية، لتلبية احتياجات السوق المحلية، مستهدفةً إنتاج 30 مليون قطعة شهرياً، على المدى الطويل، وذلك في ظل استمرار رصد إصابات بـ«فيروس كورونا المستجد» تتجاوز أكثر من ألف حالة يومياً، والمخاوف من «ذروة تفشٍّ» متوقّعة للوباء حتى نهاية الأسبوع المقبل.
وتفرض السلطات المصرية غرامة لا تزيد على 4000 جنيه (الدولار يساوي 16.2 جنيه مصري في المتوسط) على المترددين على عدد من المنشآت العامة ووسائل النقل دون ارتداء الكمامة، وذلك في إطار إجراءات «التعايش مع فيروس (كورونا)».
وقالت وزيرة التجارة والصناعة المصرية، نيفين جامع، خلال اجتماع، أمس، مع مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إنه تم «حصر مصانع الغزل والنسيج والملابس الجاهزة، التي تخطى عددها 12 ألف مصنع صغير، وأقيم اجتماع مع ممثلي قطاع الغزل والنسيج والملابس الجاهزة، لبحث تدبير احتياجات الدولة من الكمامات القماشية، وأكد ممثلو قطاع الصناعات النسيجية والملابس الجاهزة التزامهم بتلبية احتياجات السوق المحلية من الكمامة القماشية، بواقع 5 جنيهات للكمامة».
وأضافت أنه «تم الاتفاق على بدء عملية الإنتاج خلال الأيام المقبلة، بحيث يتم تصنيع 8 ملايين كمامة كمرحلة أولى، والاستعداد لتوريد أقمشة تكفي لتصنيع نحو 10 ملايين كمامة شهرياً، ترتفع لتصل إلى 15 مليون كمامة شهرياً من خلال ما لا يقل عن 100 مصنع، موضحةً أنه من المستهدف الوصول إلى إنتاج 30 مليون كمامة».
وشدد مدبولي على أن «ضرورة تصنيع أكبر عدد ممكن من الكمامات القماشية، التي يُعاد استخدمها، حتى تكون متوافرة لكل من يطلبها، خصوصًا أنه لا تهاون في استخدامها في المناطق المحددة بالقرار السابق إصداره في إطار إجراءات التعايش مع فيروس (كورونا)، التي أعلنت عنها الحكومة».
ووفق بيان حكومي مصري، فإنه تم وضع عدد من «الاشتراطات الفنية لإنتاج الكمامات المصنوعة من القماش، التي تم اعتمادها من وزارة الصحة والسكان، لحصول المصانع على موافقة لتصنيع هذه الكمامات من (الهيئة العامة للتنمية الصناعية)».
ومن بين ضوابط التصنيع أن «هذه الكمامات مُعدّة ليستخدمها الأصحَّاء وليس المرضى المصابين بفيروس (كورونا)، كما أنها لا تستخدم مع الأشخاص المخالِطين للمصابين بالفيروس أو من يوجدون بمناطق تكون العدوى في نطاقها أمراً محتملاً»، فضلاً عن اشتراطات فنية أخرى لشكل التصميم، واختبار الكفاءة بعد حد أدنى 25 غسلة.
في غضون ذلك، جددت إدارة «مترو الأنفاق» في القاهرة، إصدار تحذيراتها للركاب من تطبيق «غرامة على عدم ارتداء الكمامة ضمن الإجراءات الوقائية ضد (كورونا)»، منوهة بأنها «وفّرت الكمامات للبيع في شبابيك تذاكر المترو بالمحطات للجمهور».
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الطيران المدني المصري، أمس، أنها ستبدأ الأسبوع المقبل، في تسيير 16 رحلة طيران استثنائية إلى العاصمة الأردنية، لإعادة 3300 مصري «منعهم تعليق رحلات الطيران إلى المطارات المصرية منذ مارس (آذار) الماضي من العودة إلى القاهرة».
وأفاد بيان رسمي بأن «الرحلات الجوية ستبدأ من يوم الأحد الموافق 14 يونيو (حزيران)، إلى عمان، وتستمر حتى السبت، 20 من الشهر نفسه».


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.