لبنان يطبِّق استراتيجية إقفال بلدات تضم مصابين بالفيروس

سوق شبه خالية في صيدا بجنوب لبنان عشية العيد (رويترز)
سوق شبه خالية في صيدا بجنوب لبنان عشية العيد (رويترز)
TT

لبنان يطبِّق استراتيجية إقفال بلدات تضم مصابين بالفيروس

سوق شبه خالية في صيدا بجنوب لبنان عشية العيد (رويترز)
سوق شبه خالية في صيدا بجنوب لبنان عشية العيد (رويترز)

تراجع العداد اليومي لإصابات «كورونا» في لبنان من 62 إصابة يومياً خلال اليومين الأخيرين إلى 11 إصابة جديدة فقط، بالتزامن مع إجراءات اتخذتها السلطات لاحتواء الفيروس، تمثلت في عزل القرى والبلدات التي يتم فيها تسجيل الإصابات، كي لا تضطر لإغلاق البلد بأكمله.
وسجَّلت وزارة الصحة العامة 11 حالة «كورونا» جديدة، رفعت العدد التراكمي إلى 1097 إصابة. وانقسمت الأعداد الجديدة إلى 6 حالات في صفوف الوافدين، و5 حالات محلية تم تسجيلها جميعها من مخالطي حالات سابقة.
واتبعت السلطات استراتيجية إقفال البلدات والأحياء التي يجري فيها تسجيل أعداد من المصابين، وهو ما طبقته في منطقة رأس النبع في بيروت؛ حيث تم تسجيل عدد كبير من الإصابات في صفوف عمال أجانب. كما اتبعت الاستراتيجية نفسها في بلدات مجدل عنجر في البقاع وجديدة القيطع في عكار في الشمال؛ حيث خضعت 160 عينة لفحوصات الـ«بي سي آر» (PCR)، ومزبود في جبل لبنان؛ حيث خضع العشرات للفحوصات.
وأجرى المركز الطبي في الجامعة الأميركية - اللبنانية (LAU)، في ساحة بلدية مزبود، بالتعاون مع مستشفى «رزق»، وخلية الأزمة في بلدية مزبود، فحص الـ«PCR» لـ214 حالة، بعد ارتفاع عدد الإصابات في البلدة إلى 17. وشملت الفحوص جميع الحالات التي خالطت الإصابات، في حضور النائبين محمد الحجار وبلال عبد الله.
ودعا نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان الحكومة إلى «تحمل مسؤولياتها تجاه منطقة إقليم الخروب، والالتفات إليها، بجدية، وإعطائها حقوقها، والعمل على تعزيز إدارات الدولة ومؤسساتها، لتتمكن من توفير الحماية والاطمئنان لأبناء الإقليم، في ضوء انتشار فيروس (كورونا) في عدد من قراه، وخصوصاً في مزبود وشحيم والوردانية وبرجا، العزيزات على قلوبنا، وحرمان المنطقة من التيار الكهربائي، رغم وجود 3 معامل إنتاج للكهرباء فيها».
وإثر تأكيد وزير الصحة حمد حسن أنه سيتبع استراتيجية «مناعة القطيع»، قال مدير مستشفى رفيق الحريري الحكومي فراس أبيض، رداً على سؤال عبر «تويتر»، إنه «مع انتشار فيروس (كورونا) بنسبة تقل عن 0.02 في المائة بين السكان، ومن دون أي لقاح في الأفق، تبقى المناعة هدفاً بعيداً». وأضاف: «الهدف الأساسي هو احتواء الفيروس حتى نعيد فتح الأعمال التجارية ونعود إلى حياتنا الطبيعية. سيبقى خطر الانتشار الأوسع موجوداً دائماً».
في غضون ذلك، سيَّرت شركة «طيران الشرق الأوسط» (ميدل إيست) 7 رحلات وصلت إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، في ظل استمرار مرحلة التعبئة العامة التي أعلنت الحكومة تمديدها حتى السابع من يونيو (حزيران) المقبل، وقبل يوم واحد من انتهاء المرحلة الثالثة لخطة إجلاء اللبنانيين الراغبين في العودة.
وخضع ركاب الرحلات لفحوص (PCR) فور وصولهم إلى المطار، وقبيل انتقالهم إلى الفنادق المخصصة لهم، في انتظار صدور نتائج هذه الفحوص.
ووصلت الطائرات من لارنكا والدوحة وباريس وموسكو وأبيدجان ولندن، إضافة إلى مابوتو (موزمبيق)، علماً بأن رحلتي باريس ولندن متاحتان أيضاً للأشخاص العائدين من الولايات المتحدة وكندا وأميركا الجنوبية.
وعلى ضوء تسجيل عدد من الإصابات في صفوف عمال أجانب، اجتمعت لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس «كورونا»، في السرايا الكبيرة مع ممثلين عن عدد من المنظمات الدولية: منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (UNRWA)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF)، ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، وأطباء بلا حدود (MSF)، ومنظمة الهجرة الدولية (IOM).
وتم عرض مستجدات الانتشار الوبائي في لبنان، ووضع آلية فورية لمعالجة موضوع القاطنين في المبنى الموجود في منطقة رأس النبع - بيروت؛ حيث تبين من خلال الفحوصات وجود انتشار كبير للفيروس بين أفراد الجالية البنغالية، وكذلك إجراء فحوصات شاملة للنازحين واللاجئين والعمال الأجانب في لبنان.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».