زحمة في شوارع لبنان عشية الإقفال التام لاحتواء انتشار «كوفيد ـ 19»

تسجيل 8 إصابات جديدة بعد ارتفاع مفاجئ في الحالات

الأسواق في بيروت شهدت حركة لمواطنين سارعوا إلى تموين منازلهم قبل الإقفال التام (أ.ب)
الأسواق في بيروت شهدت حركة لمواطنين سارعوا إلى تموين منازلهم قبل الإقفال التام (أ.ب)
TT

زحمة في شوارع لبنان عشية الإقفال التام لاحتواء انتشار «كوفيد ـ 19»

الأسواق في بيروت شهدت حركة لمواطنين سارعوا إلى تموين منازلهم قبل الإقفال التام (أ.ب)
الأسواق في بيروت شهدت حركة لمواطنين سارعوا إلى تموين منازلهم قبل الإقفال التام (أ.ب)

بدأت الحكومة اللبنانية، اليوم (الخميس)، تطبيق قرار الإغلاق الكامل لمدة 4 أيام والذي جاء بناءً على توصية من وزير الصحة حمد حسن بعد تسجيل ارتفاع في إصابات فيروس كورونا بشكل مفاجئ خلال الأسبوع الماضي.
وعشية دخول قرار الإقفال حيّز التنفيذ، سجّل لبنان 8 إصابات جديدة بفيروس «كورونا» المستجد خلال الـ24 ساعة الماضية، 5 منها لمقيمين و3 لوافدين، ليرتفع العدد الإجمالي للمصابين بهذا الفيروس إلى 878.
وأفادت وزارة الصحة بأن عدد حالات الشفاء بلغ 236 وبلغ عدد الوفيات 26 حالة، مشيرة إلى أن عدد الفحوص التي أجريت للمقيمين خلال الـ24 ساعة الماضية بلغ 1413 فحصاً، في حين أجري 12 فحصاً للوافدين.
وكان يوم أمس شهد زحمة على الطرقات؛ إذ توجه عدد كبير من المواطنين إلى المصارف، كما تهافت بعضهم على محال المواد الغذائية لشراء حاجاتهم على الرغم من أنّ قرار الإقفال العام استثنى القطاعات الغذائية.
وانطلاقاً من إعلان الحكومة استكمال عودة اللبنانيين من الخارج وفق ما كان محدداً قبل قرار الإقفال التام، أكدت شركة «طيران الشرق الأوسط» (الخطوط الجوية اللبنانية)، استمرار تسيير رحلاتها في إطار المرحلة الثالثة من عملية إجلاء اللبنانيين المغتربين.
وقالت الشركة في بيان لها، إنه «منعاً لأي التباس في ضوء القرار الصادر عن مجلس الوزراء المتعلق بالإغلاق الكامل لمدة 4 أيام اعتباراً من مساء الأربعاء 13 مايو (أيار) حتى صباح الاثنين 18 منه، تؤكد الشركة تسيير جدول رحلاتها مع بعض التعديلات الطفيفة للمرحلة الثالثة من عملية الإجلاء الممتدة بين 14 و24 مايو 2020 ضمناً».
والتزاماً بقرار الإغلاق الكامل، أعلنت المديرية العامة للأوقاف الإسلامية في لبنان عن تعليق صلاة الجمعة لهذا الأسبوع.
وفي سياق إجراءات وتدابير «كورونا»، أحال محافظ جبل لبنان القاضي محمد المكاوي أمس دفعة جديدة من الأشخاص إلى النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان بناءً على كتب واردة من بلديات في أقضية مختلفة في جبل لبنان أفادت بفقدان الاتصال بهؤلاء الأشخاص وعدم ثبوت تنفيذهم أو مخالفتهم شروط الحجر الصحي الإلزامي.
ودعا المكاوي «المواطنين إلى تفهم كل تشدد في تطبيق الإجراءات كجزء من التدابير والجهود الحكومية للقضاء على وباء كورونا وحماية اللبنانيين من مخاطر انتشاره».
ويُشار إلى أن الحكومة اللبنانية كانت اتخذت قراراً بالعودة إلى الإغلاق الكامل لمدة 4 أيام اعتباراً من مساء يوم أمس إلى صباح يوم الاثنين المقبل، لاستكمال المسح الميداني المتعلق بالحالات المشخّصة وتدارك الانزلاق إلى مرحلة التفشي المجتمعي، على حدّ تعبير وزير الصحة.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.