مطاعم بيروت شبه فارغة بعد السماح بفتحها

حملة حكومية لضبط الأسعار وقلق على القطاع السياحي

مطاعم بيروت شبه فارغة بعد السماح بفتحها
TT

مطاعم بيروت شبه فارغة بعد السماح بفتحها

مطاعم بيروت شبه فارغة بعد السماح بفتحها

لم تلاق المطاعم اللبنانية التي كانت قد أعلنت الإقفال الشامل والمؤقت في شهر فبراير (شباط) الماضي حفاظا على الأمن الوقائي بعد تفشي فيروس «كورونا»، بحماسة قرار الحكومة إعادة فتحها في إطار المرحلة الثانية من إنهاء «التعبئة العامة» التي انطلقت مطلع الأسبوع الجاري. فالظروف التي رافقت إعادة الفتح، وبالتحديد احتدام أزمة سعر صرف الدولار وحلول شهر رمضان المبارك مع فرض الإقفال عند الساعة التاسعة مساء، فاقمت أزمتها ما يهدد مصيرها كما مصير القطاع السياحي ككل.
وبدت معظم المطاعم التي فتحت أبوابها وخاصة في العاصمة بيروت فارغة بعدما تردد قسم كبير من اللبنانيين في الخروج من منازلهم، خوفا من موجة ثانية من الوباء. وقالت نهى رزق (34 عاما) إنها تفضل أن يتمرّس العاملون في المطاعم على الإجراءات الوقائية الواجب اتباعها خلال أسبوعين أو 3 على أن تفكر بعدها بارتياد أحدها. وأضافت في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «لم نطلع بعد على لوائح الأسعار الجديدة خاصة بعدما تم التداول بفواتير بأسعار خيالية لا قدرة لنا على دفعها».
وتحركت وزارة السياحة مؤخرا لمنع رفع الأسعار في المطاعم بعدما انتشرت صورة فاتورة صادرة عن أحد المطاعم في بيروت، تبيّن أن فيها تعديلا للأسعار لا يتطابق مع الأسعار المرخّصة لها. وأعلن وزير السياحة رمزي المشرفية قيام الشرطة السياحية بالإجراءات القانونية اللازمة، وتسطير محضر ضبط بالمطعم، مؤكدا عدم السماح بـ«استغلال الناس بحجّة السوق السوداء للدولار».
وتنفي أمينة سرّ نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي في لبنان مايا بخعازي نون أن يكون رفع الأسعار قد طال كل المطاعم، لافتة إلى أن بعضها رفعها بحدود 10 و15 في المائة أما الغالبية فأبقت أسعارها كما هي علما بأن تكلفة المشتريات عليها نتيجة أزمة الدولار زادت 3 مرات. وأشارت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن 20 في المائة فقط من مطاعم بيروت فتحت أبوابها، أما في باقي المناطق فلم تتعد النسبة الـ10 في المائة، لافتة إلى حركة شبه معدومة نتيجة مجموعة مشاكل أبرزها تراجع القدرة الشرائية لدى اللبنانيين، وحلول شهر رمضان بحيث لا يقصد أحد المطاعم في ساعات الصباح وبعد الظهر، كما أن فرض الإقفال في الساعة التاسعة مساء يؤدي لتراجع عدد الزبائن بشكل كبير.
وتقدمت نقابة المطاعم، بحسب نون بمجموعة مقترحات لوزير السياحة لمعالجة الأزمة، منبهة من أن عدم الأخذ بها سيؤدي إلى انتهاء القطاع ككل. كذلك تقدم المشرفية باقتراحات مشاريع تعاميم ومراسيم وإعفاءات ضريبية لتأمين مقومات الصمود للمطاعم تلحظ بشكل أساسي إلزام المصارف إعطاء أصحاب المؤسسات التجارية والسياحية قروضا استثنائية، إضافة إلى إقرار القوانين اللازمة لتمديد مهل العقود ولا سيما مهل إيجارات العقارات، وغيرها من الاقتراحات.
ويتردد عدد كبير من أصحاب المطاعم بفتح أبوابها بانتظار استقرار سعر صرف الدولار عند عتبة معينة كي يتمكنوا من تعديل لائحة الأسعار تبعا لذلك.
وكانت النقابة أعلنت في وقت سابق أن 25 ألف موظف طردوا من عملهم منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، في وقت يعمل قسم كبير من باقي العمال بدوام جزئي وبنصف راتب، بسبب تدني أرقام المبيعات بنسبة 75 في المائة.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.