«حماس»: إسرائيل لم تتعاطَ بجدية مع مقترحات تبادل الأسرى

الاتصالات لم ترتقِ لمستوى مناقشة تفاصيل

حرس تابع لـ«حماس» أمام معبر رفح الحدودي مع مصر (أ.ف.ب)
حرس تابع لـ«حماس» أمام معبر رفح الحدودي مع مصر (أ.ف.ب)
TT

«حماس»: إسرائيل لم تتعاطَ بجدية مع مقترحات تبادل الأسرى

حرس تابع لـ«حماس» أمام معبر رفح الحدودي مع مصر (أ.ف.ب)
حرس تابع لـ«حماس» أمام معبر رفح الحدودي مع مصر (أ.ف.ب)

نفت حركة «حماس» تقارير حول وجود تقدم في ملف صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل. وقال مسؤول ملف الأسرى في الحركة موسى دودين، إنه لا يوجد أي تطورات حول قضية تبادل الأسرى.
وأضاف في تصريحات بثها موقع تابع لـ«حماس»، أنه «لا صحة للحديث عن قرب تحقيق إنجاز في صفقة التبادل». وأكد دودين أنه لا توجد اتصالات جدية، متهماً المستوى السياسي الإسرائيلي بأنه لا يتعاطى بجدية مع هذا الملف.
وينفي كلام دودين تقارير عربية حول وجود تقدم في هذا الملف. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن التقدم الوحيد هو أن «حماس» جاهزة بمقترحاتها وطلباتها وقوائمها وما ستقدمه، لكن لم ترتقِ الاتصالات لمستوى مناقشة ذلك.
كان رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، قد أكد الأسبوع الماضي، أنه يمكن إنجاز صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل إذا استجابت لمتطلبات ذلك. وأضاف أن حركته «مصممة على الإفراج عن الأسرى في إطار التبادل الذي يمكن إنجازه، في حال استجاب قادة إسرائيل مع متطلبات ذلك».
ولم يوضح هنية ما هي المتطلبات، لكن الحركة لطالما طرحت الإفراج عن جميع أسرى الصفقة السابقة الذين اعتُقلوا لاحقاً، قبل البدء في مفاوضات لصفقة جديدة.
ويتطلع الطرفان إلى إنجاز صفقة شاملة. لكنّ الحديث يدور الآن عن صفقة جزئية تم طرحها كمبادرة رئيس حركة «حماس» في غزة يحيى السنوار.
وأعلن السنوار استعداد حركته لتقديم «مقابل جزئي» لإسرائيل، إن أفرجت عن معتقلين فلسطينيين. وأضاف في مقابلة متلفزة أجراها مع فضائية «الأقصى» التابعة للحركة: «هناك إمكانية أن تكون مبادرة لتحريك الملف (تبادل الأسرى) بأن يقوم الاحتلال الإسرائيلي بعمل طابع إنساني أكثر منه عملية تبادل، بحيث يطلق سراح المعتقلين الفلسطينيين المرضى والنساء وكبار السن من سجونه، ويمكن أن نقدم له مقابلاً جزئياً».
ولم يوضح السنوار ما المقابل الجزئي، لكنّ ذلك يمكن أن يشمل تقديم معلومات حول حقيقة أن الجنود في غزة أحياء أو أموات، وقد يتضمن إطلاق سراح مدنيين.
وردت الحكومة الإسرائيلية بقولها إنها مستعدة للبدء بمحادثات غير مباشرة مع حركة «حماس»، لإبرام اتفاق يُفضي إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.
ويفترض الآن أن تتدخل دول حاولت سابقا التوسط مثل مصر وتركيا وقطر والسويد وألمانيا، من أجل دفع المفاوضات قدماً. وأكدت المصادر أن اتصالات جرت مع «حماس» بعد الإعلان الإسرائيلي، لكنّ ذلك لم يتحوّل إلى مبادرات حتى الآن ولم يرجع أحد من أجل تقديم رؤية إسرائيلية أو رد، أو ما شابه. ويبدو أن إسرائيل غير مستعجلة بسبب الانشغال بتشكيل حكومة جديدة، وهي مسألة تشهد تعقيدات كثيرة قد تذهب بالإسرائيليين إلى انتخابات رابعة، وأيضاً بسبب بمحاربة «كورونا».
ويوجد في قطاع غزة 4 إسرائيليين لدى «حماس»؛ الجنديان شاؤول آرون وهادار غولدن اللذان أسرتهما «حماس» في الحرب التي اندلعت في صيف 2014 (تقول إسرائيل إنهما جثتان بينما لا تعطي «حماس» أي معلومات حول وضعهما)، وأبراهام منغستو وهاشم بدوي السيد، ويحملان الجنسية الإسرائيلية، الأول إثيوبي والثاني عربي، دخلا إلى غزة بمحض إرادتيهما بعد حرب غزة في وقتين مختلفين.
ويبدو أن «حماس» مستعدة لتقديم معلومات حول وضع الجنود، أحياءً أو جثثاً، وقد يتضمن ذلك معلومات عن الوضع الصحي لمنغستو والسيد وإطلاق سراحهما أو سراح أحدهما، حسب الثمن الذي ستدفعه إسرائيل.
ووضع الجنود في قطاع غزة غامض منذ أعلنت «حماس» أسرهم قبل 6 أعوام. وتصر إسرائيل على أن اثنين منهما جثتان، لكن «حماس» ألمحت إلى أنهما قد يكونان من الأحياء، متهمةً الحكومة الإسرائيلية بممارسة الكذب على شعبها.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.