جهود أممية وحراك غربي لدعم الإسراع في تنفيذ «اتفاق الرياض»

المجلس الانتقالي ينفي اتهامات الشرعية بعرقلة مصفوفة الانسحابات العسكرية

نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر خلال استقباله أمس مسؤولة قسم شبه الجزيرة العربية  في وزارة الخارجية البريطانية هيلين ونترتون وسفير المملكة المتحدة مايكل أرون (سبأ)
نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر خلال استقباله أمس مسؤولة قسم شبه الجزيرة العربية في وزارة الخارجية البريطانية هيلين ونترتون وسفير المملكة المتحدة مايكل أرون (سبأ)
TT

جهود أممية وحراك غربي لدعم الإسراع في تنفيذ «اتفاق الرياض»

نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر خلال استقباله أمس مسؤولة قسم شبه الجزيرة العربية  في وزارة الخارجية البريطانية هيلين ونترتون وسفير المملكة المتحدة مايكل أرون (سبأ)
نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر خلال استقباله أمس مسؤولة قسم شبه الجزيرة العربية في وزارة الخارجية البريطانية هيلين ونترتون وسفير المملكة المتحدة مايكل أرون (سبأ)

اتهمت الحكومة اليمنية «المجلس الانتقالي الجنوبي» بعرقلة تنفيذ المصفوفة العسكرية والأمنية المتفق عليها أخيراً بموجب «اتفاق الرياض»، وهو أمر نفاه المجلس. جاء ذلك بالتزامن مع جهود أممية وحراك دبلوماسي غربي للإسراع بتنفيذ الاتفاق الذي ترعاه المملكة العربية السعودية.
وفي هذا السياق، اتهم مصدر حكومي رسمي «المجلس الانتقالي الجنوبي» بالسعي إلى إفشال المصفوفة من خلال رفض تسليم الأسلحة والعتاد الذي بحوزته للجان المكلفة بعملية حصر الأسلحة وتسلمها و«عدم الالتزام بعودة القوات إلى المواقع المحددة وفقاً للمصفوفة».
وأشار المصدر إلى وجود تصعيد إعلامي واتهامات من «الانتقالي» لقيادة الشرعية، وهي اتهامات عدّها المصدر ذاته «مستفزة وتوحي بالبحث عن أي تصعيد لإفشال الاتفاق».
واتهم المصدر، في بيان بثته وكالة «سبأ» الرسمية، المجلس الجنوبي بتهريب عتاد وأسلحة متوسطة وثقيلة إلى خارج العاصمة المؤقتة عدن. وقال إن قوات المجلس الانتقالي رفضت يوم الاثنين، «تسليم ما بحوزتها من أسلحة في عدد من المعسكرات، وقام أفراد يتبعونها بمنع اللجان من دخول المعسكرات وتسليم الأسلحة، كما أن القوات التي من المقرر عودتها إلى مواقع خارج عدن لم تنفّذ بالشكل المطلوب وفقاً للمصفوفة».
وعدّ المصدر الحكومي «هذه الممارسات واللغط الإعلامي والإفراط في التهم للحكومة الشرعية والتي بلغت مداها في بيان ما تسمى الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، كلها تعكس نيات مبيّتة لإفشال الاتفاق، والعودة بالأوضاع إلى نقطة الصفر».
وأكد المصدر أن القيادة السياسية في الشرعية، ممثلةً في الرئيس عبد ربه منصور هادي، «ظلّت حريصة طوال الفترة الماضية على تجنب التصعيد ولا تزال، لإتاحة المجال لتنفيذ الاتفاق، وإنجاح جهود السعودية لرأب الصدع وإنهاء حالة الفوضى التي تسببت بها التشكيلات العسكرية الموالية للمجلس الانتقالي، ورغم التعنت المستمر من المجلس الانتقالي».
وفي حين جدد المصدر اليمني المسؤول ثقة الشرعية بالجهود السعودية لتنفيذ اتفاق الرياض بشكل كامل يضمن بناء المؤسسات وممارسة الدولة مهامها كاملة في العاصمة المؤقتة عدن، حذّر في الوقت نفسه مما وصفه بـ«مغبة الاستمرار في سياسة التعنت، والسعي إلى إفشال الاتفاق، ووضع العراقيل أمام جهود تطبيع الأوضاع وتمكين الحكومة من ممارسة مهامها في العاصمة المؤقتة عدن».
في غضون ذلك، نفت قيادات في «الانتقالي الجنوبي» اتهامات الحكومة الشرعية خلال لقاء مع المبعوث الأممي مارتن غريفيث، في الرياض، حيث أطلعوا الأخير على «سير عملية تنفيذ اتفاق الرياض، والتزام المجلس بتنفيذ كامل بنود الاتفاق وفق تراتبيّتها وتسلسلها الزمني المنصوص عليه في بنود الاتفاق».
وذكرت المصادر الرسمية التابعة لـ«الانتقالي» أن عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي ناصر الخبجي، وهو رئيس وحدة شؤون المفاوضات ورئيس فريق الانتقالي في اللجنة المشتركة لمتابعة إجراءات تنفيذ اتفاق الرياض، أكد لغريفيث أن المجلس «نفّذ ما عليه من انسحابات وتسليم الأسلحة الثقيلة وإطلاق سراح الأسرى المتحفظ عليهم لدى الانتقالي وتأمين عمل الحكومة في عدن». وقال الخبجي إنهم في المجلس لا يزالون ينتظرون «أن تنفذ قوات الحكومة انسحابات متبادلة من أبين وشبوة والمضي في التوافق على تعيين محافظ ومدير أمن عدن، وإطلاق سراح الأسير محمد أحمد الفيضي الذي لا يزال في سجون الحكومة».
ونسبت مصادر «الانتقالي» إلى المبعوث الأممي غريفيث قوله إنه «يأمل التسريع في تنفيذ بنود اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة الجديدة ومن ثم الوصول إلى تشكيل الوفد التفاوضي لضمان الشروع في مفاوضات العملية السياسية الشاملة».
وكان غريفيث قد عاد إلى الرياض في سياق مهمته الأممية لإنعاش مسار السلام بين الشرعية والميليشيات الحوثية بالتوازي مع وجود حراك دبلوماسي غربي في الرياض وصنعاء في هذا الخصوص.
وعلى صعيد متصل، ذكرت المصادر الرسمية أن نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، التقى في الرياض (أمس)، مسؤولة قسم شبه الجزيرة العربية في وزارة الخارجية والكومنولث في المملكة المتحدة هيلين ونترتون، وسفير المملكة المتحدة مايكل آرون. ونقلت المصادر الرسمية عن الأحمر قوله: «إن تنفيذ اتفاق الرياض بكل جدية ومصداقية هو أقوى سلاح مهدِّد لكيان الانقلاب الحوثي الإيراني، حيث يُعنى أساساً بتوحيد الجبهة المناهضة لمشروعه الطائفي المذهبي».
وشدد نائب الرئيس اليمني على ما أفادت به وكالة «سبأ»، بـ«تنفيذ الاتفاق نصاً وروحاً، وبما يسهم في اصطفاف اليمنيين وتحقيق هدف إرساء السلام الشامل واستعادة الدولة اليمنية وبناء اليمن الاتحادي المكوّن من ستة أقاليم».
وفي لقاء آخر أجرته المسؤولة البريطانية مع مستشار الرئيس اليمني أحمد عبيد بن دغر، أكد الأخير أن «الحلول الجزئية لا تصنع السلام العادل والشامل الذي يتطلع إليه الشعب اليمني»، مشيراً إلى أن أقصر الحلول يتمثل في «التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 2216 والالتزام باستكمال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني».
وفيما يتعلق باتفاق الرياض، شدد بن دغر على أهمية تنفيذه بكامل بنوده ونصوصه المتفق عليها وبخاصة الالتزام بتطبيق مصفوفة الحلول العسكرية والأمنية والسياسية التي نصت على الانسحابات المتبادلة، وعودة القوات العسكرية إلى المواقع المحددة، وجمع وسحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وقال: «إن الحكومة الشرعية نفذت معظم التزاماتها من الانسحابات، وعلى المجلس الانتقالي الالتزام بتنفيذ ما تم التوقيع عليه للمضي قدماً نحو بقية الخطوات الأمنية والسياسية».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.