أفضل خمسة مطاعم في لندن... ومليون تعليق على الإنترنت

اختيار الزبائن يتفوق على تقييم خبراء «ميشلان»

جانب من مطعم فايف فيلدز الحائز إعجاب الزبائن
جانب من مطعم فايف فيلدز الحائز إعجاب الزبائن
TT

أفضل خمسة مطاعم في لندن... ومليون تعليق على الإنترنت

جانب من مطعم فايف فيلدز الحائز إعجاب الزبائن
جانب من مطعم فايف فيلدز الحائز إعجاب الزبائن

لم يعد تقييم المطاعم يعتمد على خبراء «ميشلان» أو كبار الصحافيين المتخصصين في التذوق، وإنما على مدى رضاء الزبائن الذين خاضوا بالفعل تجربة تناول وجبات في المطاعم وتركوا انطباعاتهم وتقييمهم، وربما شكاواهم أيضاً على الإنترنت. وفي أحدث تقييم للمطاعم من خلال تعليقات زبائنها ظهرت قائمة بأفضل خمسة مطاعم في لندن، وذلك بعد فحص أكثر من مليون تعليق من الزبائن.
التجربة الفريدة قامت بها مؤسسة «أوبن تيبل» المتخصصة في حجز المطاعم للزبائن وفتح موقعها على الإنترنت لتلقي انطباعات الزبائن عن تجربتهم في المطاعم التي حجزوا وجباتهم فيها. وبناء على ترشيحات الزبائن تقدم الشركة سنوياً قائمة أفضل المطاعم بناء على التقديرات التي يحصل عليها من الزبائن. وتصدر «أوبن تيبل» عدة قوائم سنوياً منها أفضل عشرة مطاعم في بريطانيا وأفضل مائة مطعم. والمطاعم الخمسة المختارة من هذه القوائم تقع في لندن ونالت أكبر نسبة إعجاب من الزبائن.
ورغم أنها تعتبر أيضاً أفضل خمسة مطاعم بريطانية فإن مواقع هذه المطاعم توجد في لندن كما أن معظم الأصوات والتعليقات كانت من زبائن هذه المطاعم الذين يقيمون أيضاً في لندن، ولذلك كان من الأصح إطلاق صفة أفضل مطاعم لندن عليها. وتتراوح أنواع الأطعمة التي تقدمها هذه المطاعم بين المطبخ البريطاني والفرنسي والأوروبي المعاصر، ويقع معظمها في أحياء لندن الارستقراطية.
- مطعم «كور» (Core): وهو مطعم يقدم وجبات بريطانية والأول الذي تشرف عليه كلير سميث ويعمل منذ صيف عام 2017 في منطقة نوتنغ هيل غيت. وهو يتميز بمهارة كلير سميث، الشيف التي كانت تعمل سابقاً في مطاعم غوردون رامزي. وتعد كلير هي الشيف الوحيدة التي تدير مطعماً كامرأة حاصلة على ثلاث نجوم من «ميشلان»، ويعتمد المطعم على تقديم وجبات من مكونات طازجة من مصادرها المباشرة ومورديها من المزارع. ومنذ افتتاح المطعم حصل على العديد من الجوائز والتقديرات الجيدة وزادته مؤسسة ميشلان نجمتين في العام الماضي، إضافة إلى نجمة سابقة ليصبح المطعم مصنفاً بثلاث نجوم من «ميشلان». كما حصل المطعم على جوائز خمس زهور من مؤسسة «إيه إيه» البريطانية ودرجة 10-10 من دليل المطاعم البريطانية. ونشأت كلير سميث في آيرلندا الشمالية ثم انتقلت إلى لندن في عمر السادسة عشرة وتدربت في العديد من المطاعم منها مطاعم الشيف الشهير غوردون رامزي. وبلغ من تفوقها أن إحدى الجامعات البريطانية منحتها ماجستير إدارة أعمال شرفي كما حصلت على لقب أفضل شيف نسائية في عام 2017. وهي تعمل مع فريق من أفضل الطباخين الشباب الذين يتفانون يومياً في خدمة الزبائن. ويقدم المطعم وجبات متعددة من اللحوم والطيور والأسماك مع بعض الوجبات الموسمية التي تعتمد على مكونات طازجة. ويصل متوسط ثمن وجبة العشاء للفرد الواحد نحو مائة جنيه إسترليني (130 دولاراً).
- مطعم «ليدبيري» (Ledbury): افتتح هذا المطعم في عام 2005 في منطقة نوتنغ هيل غيت أيضاً ويديره الشيف بريت غراهام. ويساهم في إدارة المطعم جيل من الشباب الذين ساهموا في حصول المطعم على نجمة ميشلان الثانية. وهي يشتهر بتقديم الأكلات الأوروبية التي حصل بها على لقب أفضل مطعم أوروبي في بريطانيا ودخل لائحة أفضل 50 مطعماً في العالم في عام 2019. وعلى عادة المطاعم الأوروبية يقدم «ليدبيري» قائمة تذوق لمعظم الوجبات التي يقدمها لطاولة من أربعة أفراد. وتشمل القائمة منوعات بحرية مع سلطات وقطع واسابي وأنواع نباتية ثم أقداح من الشاي وأنوع من الحلويات. وتتكلف قائمة التذوق نحو 165 جنيهاً (215 دولاراً) لكل أفراد المائدة. وهناك قائمة تذوق نباتية بديلة أرخص ثمناً. وتنقسم وجبات المطعم للغداء والعشاء إلى أربعة كورسات تبدأ بالسلطة وتنتهي بالقهوة والحلوى. ويصل ثمن الوجبة للفرد 135 جنيهاً (175 دولاراً). ويمكن الحجز بالهاتف أو على الإنترنت. وخلال شهر يناير (كانون الثاني) 2020 يجري الحجز في «ليدبيري» حتى نهاية شهر مارس (آذار) 2020. ونظراً للطلب على المطعم يتم خصم غرامة على بطاقات الائتمان في حالات عدم الحضور بواقع 80 جنيهاً لوجبة الغداء و135 جنيهاً لوجبة العشاء. ويمدح في الطعام والمناخ العام للمطعم أكثر من ألفي تعليق على موقع «أوبن تيبل». ويشمل المديح الوجبات النباتية أيضاً ونوعية الخدمة والنصائح حول اختيار الطعام الملائم للزبائن.
- «ذا فايف فيلدز» (The Five Fields): وهو مطعم يقدم أفضل أنواع الطعام البريطاني في مواسمه ويديره شيف من مواليد لندن اسمه تيلور بونيمان. وتوصف وجبات المطعم بأنها تمثل التنوع العرقي الموجود في العاصمة. ويتاح للزبائن الاختيار من بين الوجبات الثابتة أو من قوائم الطعام الحرة. ويختار الزبائن من الوجبة الثابتة نوعاً من ثلاث مجموعات من المقبلات والطبق الرئيسي والحلوى. وتشمل الأطباق الرئيسية أنواع الأسماك أو اللحم الضاني أو المأكولات البحرية أو الخيار النباتي. وتضم الحلوى مجموعة منوعة تشمل الشوكولاته والأناناس والفواكه والكمثرى المحفوظة في العسل. ويصل ثمن هذه الوجبات إلى 85 جنيهاً (110 دولارات) للفرد في فترة الغداء ترتفع إلى 145 جنيهاً (188 دولارا) في وجبات التذوق. ويقول الشيف بونيمان إن سبب اختيار الاسم هو خريطة قديمة يعود تاريخها إلى القرن 18 ذكر فيها أن المنطقة التي يقع فيها المطعم كانت تسمى «فايف فيلدز». ويضم المطعم قاعة علوية للمناسبات الخاصة يمكن حجزها بالكامل. وتسمى القاعة «روك روم»، وهي تطل على شوارع تشيلسي الخلفية وتتميز بمدفأة طبيعية في أحد جوانبها. وتقع غرفة بجوار القاعة لاستقبال الضيوف قبل الدخول الجماعي إلى القاعة. ويمكن الحجز للقاعة أو لوجبة في المطعم حتى مدة ستة أسابيع قبل الحضور. ولا يسمح المطعم بحضور الأطفال تحت 12 سنة ويوصى بلباس «سمارت كاجيوال». ويتم الحجز بالهاتف فقط ويشترط المطعم في حالات إلغاء الحجز أن يتم ذلك قبل 48 ساعة حتى لا يفرض غرامة قدرها 75 جنيهاً.
- غوردون رامزي (Gordon Ramsey): تأسس هذا المطعم في عام 1998. وهو أحد ثلاثة مطاعم، وأول مطعم يملكه الشيف غوردون رامزي، ويتخصص في الوجبات الفرنسية. ويقع المطعم في حي تشيلسي ويعمل طوال أيام الأسبوع ما عدا يوم الاثنين. المطعم حاصل على ثلاث نجوم «ميشلان» منذ عام 2001 وما زال يحافظ عليها، ويديره الشيف ماثيو آبي منذ عام 2015.
معظم التعليقات على المطعم إيجابية وتصفه بالتميز في المأكولات والخدمة والجو العام. ويوفر المطعم مائدة خاصة بشكل نصف دائري يطلق عليها اسم «مائدة الابتكار» ويمكن حجزها لأربعة أشخاص للغداء أو العشاء. ويمكن حجز المطعم بالكامل لنحو 44 ضيفاً في المناسبات الخاصة. وهو يصلح لحفلات الزفاف أو دعوات الشركات. وعملت كلير سميث في المطعم بين عامي 2007 و2015 حتى افتتحت مطعمها الخاص «كور» الذي يحتل قمة أفضل خمسة مطاعم. ويوفر المطعم إمكانية منح الآخرين فرصة تناول وجبات فيه عن طريق كوبونات هدايا. وتضم قائمة الطعام أنواع مختلفة من المأكولات مثل الرافيولي واللوبستر والسالمون والمأكولات البحرية واللحوم وكبد الإوز «فوا غرا». ويمكن الاختيار من قائمة الغداء التي تقدم مقبلات ووجبة سمك رئيسية وحلوى مع قهوة بثمن يبلغ 70 جنيهاً (91 دولاراً). وفي شهر فبراير (شباط) يقدم المطعم وجبات خاصة في عيد «فالنتاين» باهظة الثمن لا تقل في سعرها عن 225 جنيهاً (293 دولاراً) للفرد الواحد. ويوفر المطعم لزبائنه فرصة مشاهدة الشيف آبي وفريقه أثناء إعداد الطعام في تجربة يطلق عليها اسم «ماستر كلاس» ويقدمها المطعم مرة واحدة كل ثلاثة أشهر.
- «ترينيتي» (Trinity): يقع هذا المطعم في منطقة كلابهام جنوبي لندن التي بدأ نشاطه منها في عام 2006. وهو متوسط الحجم بسعة 50 ضيفاً، بالإضافة إلى مساحة مكشوفة تستوعب 16 ضيفاً. ويرى زبائن المطعم المطبخ أثناء إعداد الطعام.
وهو يتخصص في الوجبات الأوروبية وحاصل على نجمة «ميشلان». ويتميز طعام «ترينيتي» بأنه لذيذ الطعم وموسمي ومبتكر. ويوفر المطعم قاعة علوية للمناسبات الخاصة أو المجموعات كبيرة العدد. من لمسات التجديد في المطعم أنه يوفر خدمات الوجبات الخارجية للمناسبات التي يقوم على إعدادها وتقديمها فريق المطعم.
ويصمم المطعم قائمة طعام خاصة لهذه المناسبات تناسب مذاق منظمي المناسبات، وتتكون من أربعة كورسات. ويقوم الفريق بتنظيف المكان والأطباق بعد انتهاء المناسبات. وتتوفر هذه الوجبات المنزلية لأعداد من الضيوف تتراوح ما بين ثمانية إلى 14 شخصاً.
ويعلن المطعم عن أسعار هذه الوجبات التي يتراوح ثمنها ما بين 100 إلى 250 جنيهاً (130 إلى 325 دولاراً) للفرد الواحد يتم دفع نصفها مقدماً. ويقدم المطعم قوائم طعام مختلفة لوجبتي الغداء والعشاء بأسعار تبدأ من 55 جنيهاً (71 دولاراً) للفرد في وجبة الغداء إلى 75 جنيهاً (97 دولاراً) لوجبة العشاء. ويوفر المطعم لزبائنه أيضاً خيار الوجبات النباتية كما يراعي طلبات الزبائن من ذوي الحساسيات ضد بعض أنواع الطعام.


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

المطاعم و«إنستغرام»... قصة حب غير مكتملة

ديكورات جميلة ولكن مذاق الطعام عادي (إنستغرام)
ديكورات جميلة ولكن مذاق الطعام عادي (إنستغرام)
TT

المطاعم و«إنستغرام»... قصة حب غير مكتملة

ديكورات جميلة ولكن مذاق الطعام عادي (إنستغرام)
ديكورات جميلة ولكن مذاق الطعام عادي (إنستغرام)

في الماضي، كان الناس يخرجون لتناول الطعام في مطعمهم المفضل وتذوق طبقهم الألذ فيه، أما اليوم، وفي عصر وسائل التواصل الاجتماعي وتوفر كاميرا الهواتف الذكية في كل مكان وزمان، ونشر صور الطعام على منصات رقمية على رأسها «إنستغرام» أصبحت زيارة المطعم لالتقاط الصور ومشاركتها مع العالم، دون أكلها أحياناً. ولكن هل كل ما تأكله الكاميرا قبل المعدة لذيذ كما تراه في الصورة؟

برغر سمك في "فيش إند بابلز " (إنستغرام)

هناك فئة من المطاعم التي تحمل مصطلح «إنستغرامابل» Instagrammable وتعني أنها تبدو جميلة على صفحات «إنستغرام» نظراً للتركيز على شكل الأطباق وطريقة تقديمها واستخدام الألوان فيها، بعيداً عن التركيز عن النكهة والمنتج المستخدم فيها.

وفي دراسة نشرت أخيراً على موقع رقمي متخصص بأخبار المطاعم والطعام، تبين أن تصوير مأكولات (تبدو شهية مثل الكيك وأنواع الحلوى المنمقة) قد تزيد من نكهتها قبل أكلها، والسبب قد يعود إلى أن مقولة «العين تعشق قبل القلب أحياناً» صحيحة، وذلك لأن العين هنا تقع في حب الطبق قبل تذوقه، فقط بسبب الصور التي نلتقطها.

طبق شهير نشرت صوره على وسائل التواصل الاجتماعي (إنستغرام)

في الآونة الأخيرة، وفي تغير واضح في طريقة تصرف الذواقة في المطاعم أصبح التقاط صور الطعام أمراً مبالغاً به، لدرجة أنه أصبح من الضروري الاستئذان من الجالسين على طاولتك قبل مد يدك لتناول الأكل بسبب اهتمام بعضهم بالتقاط الصور ونشرها على الإنترنت، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل كل ما تلتقطه الكاميرا وينشر على الشبكة العنكبوتية يتمتع بنكهة لذيذة توازي الشكل الجميل؟

ديكورات تلفت الانظار والمهتمين بنشر صور المطاعم (إنستغرام)

هذا السؤال يذكرني بحادثة وقعت معي، بعدما تحمست لزيارة أحد المطاعم الإيطالية في لندن، بعد رؤية العديد من المؤثرين ينشرون صوراً لثمار البحر يسيل لها اللعاب، فقررت الذهاب وتذوق تلك التحف الصالحة للأكل، وللأسف انتهى الحماس بمجرد تذوق أول لقمة من طبق الأسماك المشكلة الذي جئت حالمة بصورته وتذوقه، فالمذاق لم يكن على المستوى الذي توقعته، خاصة أن لائحة الانتظار للحصول على حجز في ذلك المطعم طويلة مما اضطرني للتكلم مع المدير المسؤول في هذا الخصوص، والاعتراض على نوعية المنتج.

صور الطعام قد تكون خادعة في بعض الاحيان (انستغرام)

الأكل في أيامنا هذه بالنسبة للأجيال الصاعدة مثل «جين زي» وجيل الألفية يعدّ نوعاً من التعبير عن المكانة الاجتماعية والمادية، فنشر صور الأكل بالنسبة لهم يتعدى مفهوم التهام الطعام والتمتع بمذاقه، وإنما يكون نوعاً من المفاخرة والتباهي في أوساط مجتمعاتهم ومعارفهم.

فالطعام نوعان؛ الأول يركز على المذاق والنكهة، أما الثاني فيعتمد على التصميم الخارجي، تماماً مثل ما حصل مع دوناتس قوز القزح، أقراص الحلوى التي غزت الإنترنت وشبكة التواصل الاجتماعي، وسميت بـRainbow Food Craze فكل من تذوق هذه الحلوى بوصفة الدونات المعدلة والمبتكرة قال إن النوع التقليدي يتمتع بمذاق ألذ بكثير.

تاباس أسماك (إنستغرام)

هناك عدد من المطاعم حول العالم التي تشتهر بتقديم أطباق جميلة وجذابة بصرياً على «إنستغرام»، لكنها ليست بالضرورة لذيذة. غالباً ما يكون الهدف من هذه المطاعم هو جذب الانتباه من خلال الإبداع في العرض وتنسيق الألوان والتفاصيل الجمالية، ولكن عند تذوق الطعام قد يكون الطعم عادياً أو غير مميز.

فيما يلي بعض الأمثلة التي تُذكر عادة في هذا السياق، مثل مطعم «ذا أفو شو» في أمستردام المعروف بتقديم يعتمد بشكل كامل على الأفوكادو بطريقة مبهرة وجميلة، إنما هناك بعض الآراء التي تشير إلى أن الطعم لا يرقى إلى مستوى العرض البصري.

صور الطعام قد تكون خادعة في بعض الاحيان (انستغرام)cut out

أما مطعم «سكيتش» في لندن ويعدّ من المطاعم ذائعة الصيت والمميز بديكوراته الجميلة وألوانه الزاهية، فهناك آراء كثيرة حول مذاق أطباقه الذي لا يكون على قدر التوقعات العالية التي يولدها المظهر الفاخر.

ومطعم «شوغر فاكتوري» في الولايات المتحدة الذي يملك فروعاً كثيرة، وشهير بحلوياته ومشروباته المزينة بألوان مشرقة على «إنستغرام»، إلا أن الكثير من الزبائن يصفونه بأنه مجرد «سكر على شكل جميل»، ولا يقدم شيئاً مميزاً من حيث المذاق.

«إيل أند أن كافيه» في لندن، وهو غني عن التعريف، خاصة أنه من أكثر المطاعم التي تنشر صورها على «إنستغرام»، ومن بين أول المطاعم التي استخدمت أسلوب الديكور الذي يعتمد على الورود، فهناك من يعتقد أن أكله ليس جيداً على عكس الصور التي تنشر هنا وهناك.

برغر سمك في "فيش إند بابلز " (إنستغرام)cut out

«فيش أند بابلز» Fish & Bubbles الواقع في نوتينغ هيل بلندن، من المطاعم الإيطالية التي انتشرت بسرعة البرق على وسائل التواصل الاجتماعي، والصور والفيديوهات التي نشرها المؤثرون جرّت الكثير للذهاب إلى المطعم وتذوق ثمار البحر كما رأوها في الصور، ولكن الحقيقة هي عكس ذلك؛ لأن المذاق أقل من عادي والأسماك ليست طازجة، ومن زار هذا المكان فلن يزوره مرة ثانية.

ولمحبي البرغر فقد أغرتهم الصور في مطعم «بلاك تاب كرافت برغرز» في نيويورك بعد الشهرة التي حصل عليها على «إنستغرام»، إلا أن الكثير من الزبائن يجدون أن النكهات عادية، ولا تتناسب مع الشهرة التي حصل عليها على الإنترنت. ولا يتفق الكثير من الذين زاروا «سيريال كيلار كافيه» Celear Killer Café في كامدن تاون بلندن، الذي يقدم حبوب الإفطار بألوان زاهية وتنسيقات مبتكرة تجعلها مثالية للصور، أن الطعم يوازي روعة الصور، مما عرّض المقهى للكثير من الانتقادات، خاصة أنه ليس رخيصاً.

لائحة أسماء المطاعم التي تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي لتسويق أطباقها التي لا ترتقي للجودة المطلوبة لا تنتهي، والسبب وفي عصرنا هذا هو التسويق البصري والجذب السريع للزبائن، حيث يعتمد هذا النوع من التسويق بشكل كبير على الصور والفيديوهات القصيرة، خاصة على منصات مثل «إنستغرام» و«تيك توك». الأشخاص يتأثرون بالصور الجميلة والجذابة أكثر من أي شيء آخر. لذلك، عندما تكون الأطباق مصممة بشكل جميل ومبهج، يسارع الناس إلى تصويرها ونشرها، مما يوفVر للمطعم تسويقاً مجانياً وانتشاراً واسعاً.V

الكثير من الزبائن في يومنا هذا يسعون إلى أماكن مثالية لتصوير أطباقهم ومشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي. بعض المطاعم تلبي هذا الاحتياج عبر تقديم أطباق مبهجة بصرياً، مما يجعل المطعم وجهة مفضلة رغم أن الطعم قد يكون عادياً.

في السنوات الأخيرة، بدأ الطعام يُعامل بوصفه نوعاً من الفنون البصرية. فهناك اتجاه كبير نحو تقديم الطعام بطريقة إبداعية وفنية، مما يجعل من الصعب أحياناً التوفيق بين الطعم والتصميم. فالبعض يرى أن تصميم الطبق الجميل يستهلك جهداً كبيراً قد يطغى على الاهتمام بالتفاصيل المتعلقة بالطعم.

ولكن، وفي النهاية، لا يصح إلا الصحيح، ويبقى هذا النوع من المطاعم التي تهتم بالشكل والديكور وطريقة تقديم الأطباق لتشد الكاميرا وتتحول إلى صور يتهافت عليها الزبائن حالة خاصة؛ لأنها ستكون مؤقتة وستجذب الزبون مرة واحدة على عكس المطاعم التي تعتمد على جودة المنتج ونوعية الطعام وطعمه. كما أنه لا يجوز وضع المسؤولية كاملة على كاهل المطاعم إنما يتحمل أيضاً الزبون وبعض المؤثرين المسؤولية في تضليل الرأي العام، والتسويق لمطعم لا يستحق الشهرة والانتشار.