مصر تبحث إنشاء دليل لـ«السندات الخضراء»

لزيادة جاذبية السوق أمام الاستثمار المحلي والأجنبي

سيدة تسير بجوار لافتة دعاية تُظهر الدولار الأميركي في شوارع القاهرة (رويترز)
سيدة تسير بجوار لافتة دعاية تُظهر الدولار الأميركي في شوارع القاهرة (رويترز)
TT

مصر تبحث إنشاء دليل لـ«السندات الخضراء»

سيدة تسير بجوار لافتة دعاية تُظهر الدولار الأميركي في شوارع القاهرة (رويترز)
سيدة تسير بجوار لافتة دعاية تُظهر الدولار الأميركي في شوارع القاهرة (رويترز)

كشف الدكتور محمد عمران رئيس هيئة الرقابة المالية في مصر، عن دعوة الهيئة لعقد اجتماع استشاري لمجموعة من الخبراء في مجالات الاستدامة ومسؤولين من وزارة البيئة وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بشؤون البيئة؛ لبحث رؤية الهيئة في وضع تصنيف للمشروعات الخضراء (Green projects taxonomy)، تمهيداً لوضع دليل لإصدار السندات الخضراء في مصر يضع أمام المستثمرين المحليين والدوليين كافة التفاصيل المتعلقة بخطوات إصدار السندات الخضراء والتعريفات المتعلقة بها.
وقال رئيس الهيئة في بيان، أمس (الخميس)، إن مقترح الهيئة لإنشاء تصنيف للمشروعات الخضراء يبني أساساً مشتركاً بين الدولة والمستثمر في المفاهيم والفرص الاستثمارية في نطاق الاقتصاد الأخضر، بالإضافة إلى تيسير جذب المؤسسات المالية العالمية التي تستهدف تلك النوعية من المشروعات الخضراء بما يُسرع الخطى لنمو سوق السندات الخضراء في مصر.
وأضاف عمران أن الرقابة المالية استطاعت خلال عام 2019 أن تحقق خطوات إيجابية داخل القطاع المالي غير المصرفي، بوضع الاستدامة في دائرة الاهتمام وخلق قدر كبير من الوعي لدى صانعي السياسية الاستثمارية بالاهتمام بقضايا التغير المناخي والحرص على الدخول في مشروعات مرتبطة بالاستدامة.
وتابع أن «الهيئة رأت أن وضع قائمة بالقطاعات المستهدفة سيزيد من التوجه إلى الاقتصاد الأخضر، وهو ما استفدنا به من تجربة العمل مع إحدى مؤسسات التمويل العالمية المهتمة بالاستدامة، وإحدى الشركات المحلية التي ستُصدر قريباً أول إصدار من السندات الخضراء في مصر في أوائل عام 2020».
وأوضح عمران أن وحدة التنمية المستدامة بالهيئة أعدت مقترحاً بعد دراسة التجارب العالمية في هذا الشأن، يضع تصنيفاً للمشروعات الخضراء في ثلاث فئات هي: مشروعات قليلة الانبعاثات الكربونية، ومشروعات التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من حدته، والمشروعات التي تستهدف على وجه التحديد حفظ وصون وحماية التنوع البيولوجي الأرضي والمائي (بما في ذلك حماية البيئات الساحلية والبحرية)، ويستهدف توفير دليل مساعدة المستثمرين على فهم ما إذا كان النشاط الاقتصادي مستداماً على نحو لا يقبل الشك، كما أن التصنيف يؤكد توحيد اللغة بين المستثمرين وواضعي السياسات والمراقبين، وهو ما يُسهم في التأكد من أن المشروعات والاستثمارات تفي بالمعايير البيئية وتتسق مع الأطر الدولية رفيعة المستوى مثل اتفاقية باريس.
كما قدم الخبراء وجهات نظرهم فيما يتعلق بتصنيف المشروعات الخضراء وأبعادها، مؤكدين أن هناك احتياجاً حقيقياً لدليل إرشادي يساعد كثيراً من الشركات التي تؤمن بمسؤوليتها الاجتماعية تجاه البيئة والمجتمع بأن توظف ما لديها من مخصصات مالية في تمويل المشروعات الخضراء.
ويشار إلى أنه في نهاية أغسطس (آب) 2019، صدر قرار من مجلس إدارة الهيئة بتحديد قائمة بمراقبي البيئة الدوليين المستقلين، والتي يمكن للجهات الراغبة في إصدار السندات الخضراء الاختيار من بينها بهدف تفعيل إصدارات السندات الخضراء داخل الاقتصاد المصري، بجانب فتح سجل لمراقبي البيئة المحليين، كما أعفى مجلس إدارة الهيئة مصدري السندات الخضراء في مصر من 50% من مقابل الخدمات والفحص بالهيئة.
وتعد السندات الخضراء إحدى أدوات التمويل المتاحة للحكومات والشركات، والتي تستخدم حصيلتها في تمويل المشروعات الصديقة للبيئة، ويلتزم المصدر بالوفاء بقيمة السندات والعائد المستحق عليها، وتعد أدوات تمويل مشروطة باحترام معايير بيئية وتهدف إلى استعمال الطاقات النظيفة والتخفيف من العوامل التي تسهم في ارتفاع درجة حرارة الأرض. ومن أهم المشروعات الخضراء التي تستهدفها السندات الخضراء مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، ومشروعات التكيف مع التغيرات المناخية، ومشروعات استخدام الطاقة بكفاءة، ومشروعات التحكم في التلوث ومنعه، ومشروعات المباني الخضراء ومشروعات وسائل النقل النظيفة مثل وسائل النقل باستخدام الكهرباء.


مقالات ذات صلة

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مصريون يلجأون للمعارض لشراء احتياجاتهم مع ارتفاع الأسعار (الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية)

الغلاء يُخلخل الطبقة الوسطى في مصر... رغم «التنازلات»

دخلت الطبقة الوسطى في مصر مرحلة إعادة ترتيب الأولويات، بعدما لم يعد تقليص الرفاهيات كافياً لاستيعاب الزيادات المستمرة في الأسعار، فتبدلت معيشتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بالعاصمة الإدارية الجديدة (رويترز)

تحويلات المصريين بالخارج زادت بأكثر من 100 % في سبتمبر

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري، اليوم الاثنين، أن تحويلات المصريين بالخارج ارتفعت لأكثر من مثليها على أساس سنوي في سبتمبر (أيلول) الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«ناسداك» يتجاوز 20 ألف نقطة للمرة الأولى مع استمرار صعود أسهم الذكاء الاصطناعي

شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)
شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)
TT

«ناسداك» يتجاوز 20 ألف نقطة للمرة الأولى مع استمرار صعود أسهم الذكاء الاصطناعي

شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)
شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)

اخترق مؤشر ناسداك مستوى 20 ألف نقطة، يوم الأربعاء، حيث لم تظهر موجة صعود في أسهم التكنولوجيا أي علامات على التباطؤ، وسط آمال بتخفيف القيود التنظيمية في ظل رئاسة دونالد ترمب ومراهنات على نمو الأرباح المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الأرباع المقبلة. ارتفع المؤشر الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا 1.6 في المائة إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 20001.42 نقطة. وقد قفز بأكثر من 33 في المائة هذا العام متفوقاً على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي، ومؤشر داو جونز الصناعي، حيث أضافت شركات التكنولوجيا العملاقة، بما في ذلك «إنفيديا» و«مايكروسوفت» و«أبل»، مزيداً من الثقل إلى المؤشر بارتفاعها المستمر. وتشكل الشركات الثلاث حالياً نادي الثلاثة تريليونات دولار، حيث تتقدم الشركة المصنعة للآيفون بفارق ضئيل. وسجّل المؤشر 19 ألف نقطة للمرة الأولى في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، عندما حقّق دونالد ترمب النصر في الانتخابات الرئاسية الأميركية، واكتسح حزبه الجمهوري مجلسي الكونغرس.

ومنذ ذلك الحين، حظيت الأسهم الأميركية بدعم من الآمال في أن سياسات ترمب بشأن التخفيضات الضريبية والتنظيم الأكثر مرونة قد تدعم شركات التكنولوجيا الكبرى، وأن التيسير النقدي من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يبقي الاقتصاد الأميركي في حالة نشاط.