الجنرال مارك ميلي... الرئيس الجديد لأركان القوات المسلحة الأميركية

تعيينه وتولي إسبر وزارة الدفاع يضمنان ولاء «البنتاغون» لترمب

الجنرال مارك ميلي... الرئيس الجديد لأركان القوات المسلحة الأميركية
TT

الجنرال مارك ميلي... الرئيس الجديد لأركان القوات المسلحة الأميركية

الجنرال مارك ميلي... الرئيس الجديد لأركان القوات المسلحة الأميركية

تعيين الجنرال مارك ميلي، الرئيس الـ20 لرؤساء أركان الجيوش الأميركية المشتركة، لم يكن مفاجئاً، بل كانت المفاجئة في توقيتها، حين أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قبل سنة تقريباً من انتهاء ولاية الجنرال جوزف دانفورد، الرئيس السابق لرؤساء الأركان، عن رغبته في تعيين ميلي رئيساً لأركان القوات المسلحة.
الجنرال ميلي الذي يحمل على كتفيه 4 نجوم، والذي أقسم اليمين الدستورية أخيراً كأرفع ضابط عسكري أميركي في الولايات المتحدة، يأتي من الجيش (أي القوات البرية)، ويخلف في رئاسة هيئة الأركان المشتركة دانفورد الآتي من قوات «المارينز»، الذي كان قد عيّنه الرئيس باراك أوباما. ويشير تاريخ رئيس الأركان الجديد العسكري طيلة 39 سنة من الخدمة إلى مشاركته في كثير من الحروب، قديمها وجديدها.

في أواخر عام 2018، كان من المتوقع أن يختار الرئيس الأميركي دونالد ترمب إما الجنرال مارك ميلي أو رئيس أركان القوات الجوية الجنرال ديفيد غولدفين، إلا أن روايات انتشرت في وزارة الدفاع (البنتاغون) تشير إلى أن غولدفين كان مدعوماً من دانفورد، ووزير الدفاع - آنذاك - الجنرال جيم ماتيس. غير أن تودد ميلي لترمب، وتبادله معه النكات الودية التي تخللتها نقاشات حول كيفية تقليص النفقات العسكرية المتضخمة، أقنع الرئيس باختياره في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وشكل هذا صدمة في أوساط «البنتاغون»، بالنظر إلى أنه كان ما زال أمام دانفورد 9 أشهر من الخدمة قبل أن يتقاعد.
وفعلاً، صوّت مجلس الشيوخ في يوليو (تموز) الماضي على تثبيت ميلي بـ89 صوتاً، مقابل اعتراض صوت واحد، هو السيناتور الديمقراطي جيف ميركلي (من ولاية أوريغون)، ممن حضروا الجلسة. ومع تثبيته، يكون نصف الرؤساء العشرين لرئاسة الأركان قد أتوا من الجيش (أي القوات البرّية)، و4 من القوات الجوية، و4 من القوات البحرية، و2 من قوات مشاة البحرية (المارينز).

ترمب يبعد معارضيه
وكانت الأجواء تشير كلها إلى رغبة الرئيس ترمب في إبعاد معارضي سياساته الخارجية، ونظرته إلى القوات الأميركية وتحديثها وميزانيتها، عن إدارته. ومعلوم اختلافه مع البعض حول رؤيته وفهمه للدور الذي تلعبه الولايات المتحدة على المسرح الدولي، وتمسّكه بسياسة «إنهاء التورط الأميركي» فيما يصفه بـ«الحروب اللامتناهية غير المفيدة». وعندما رشّح ميلي لهذا المنصب، فإنه ألقى بدعمه وراء تحديث القوات النووية الأميركية، والقدرات الجديدة لحرب المعلومات.
وعام 2018، عندما أعلن ترمب نيته تشكيل «قوة الفضاء»، كقوة مستقلة قائمة بذاتها إلى جانب الجيوش (أو الأسلحة) الأميركية الأربعة، عارضه دانفورد ووزير دفاعه السابق ماتيس. ولم يمض بضعة أشهر حتى أعلن ترمب نيته سحب القوات الأميركية من سوريا، مما تسبب في استقالة ماتيس من منصبه، وأفسح المجال أمام تغييرات بنيوية في قيادة «البنتاغون»، ساهمت الإطالة في تعيين بديل عنه في تعزيزها.
اليوم، يربط البعض بين التطورات الأخيرة في ملف الأزمة السورية والكشف عن أن رئيس الأركان الجديد مارك ميلي كان حاضراً مع وزير الدفاع الجديد أيضاً مارك إسبر الذي عمل لمدة سنتين معه حين كان وزيراً للجيش، خلال المكالمة الهاتفية التي جرت بين ترمب ونظيره التركي رجب طيب إردوغان. وهي المكالمة التي بحث فيها الرئيسان الأميركي والتركي العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا في شمال سوريا. والقصد هو أن سياسات ترمب تسير الآن بتوافق تام مع قيادته العسكرية التي باتت أكثر التزاماً بتوجيهات ترمب بصفته «القائد الأعلى» للقوات الأميركية، عمّا كانت عليه في السابق.
ميلي يحظى بإعجاب ترمب
يقول أصدقاء ميلي، والأشخاص الذين عملوا معه، إن قدرته على التواصل مع ترمب هي، ببساطة، انعكاس لشخصيته كجنرال متحمس... على النقيض من دانفورد الأكثر تحفظاً. وترمب نفسه أشار إلى ذلك في أثناء حفل تقديم ميدالية الشرف، العام الماضي، عندما أشار إلى محادثات جرت مع ميلي حول تكلفة القنابل الباهظة الثمن، إذ قال الرئيس: «لقد رأيت ذلك في عينيه عندما تحدثت عن تكلفة تلك القنابل... إنه جيد في إلقائها، وجيد أيضاً في تسعيرها».
وفي عام 2016، قال ترمب: «عندما كان ميلي رئيساً لأركان الجيش، وكانت إدارته تجري بحثاً ودراسة مطولة لاختيار مسدس جديد، حينها انفجر ميلي غاضباً، وقال: سنتان لاختبار مسدس؟ وبكم؟ 17 مليون دولار؟ وقال للمكتب الاستشاري في واشنطن: أعطني 17 مليون دولار في بطاقة ائتمان، وسأتصل بشركة كابيلا الليلة لتوريد الشحنة».

سجل عسكري حافل
ووفق بطاقة التعريف الرسمية برئيس الأركان الجديد، الصادرة عن «البنتاغون»، كان مارك ميلي رئيس الأركان الـ39 في الجيش (القوات البرية)، قبل إسناد منصبه الجديد إليه في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
وحسب المعلومات، شغل الجنرال ميلي عدة مناصب في القيادة والأركان في 8 فرق وقوات خاصة على مدار السنوات الـ39 الماضية، تشمل قيادة الكتيبة الأولى المشاة 506، والفرقة الثانية المشاة، واللواء الثاني، والفرقة الجبلية العاشرة، ونائب القائد العام، والفرقة 101 المحمولة جواً (الهجوم الجوي)، والقائد العام في الفيلق الثالث، والقائد العام في قيادة قوات الجيش. وفي أثناء خدمته كقائد عام للفيلق الثالث، عمل الجنرال ميلي قائداً عاماً للقيادة المشتركة لقوة المساعدة الأمنية الدولية، ونائب القائد العام للقوات الأميركية في أفغانستان. وتشمل المهام المشتركة للجنرال ميلي أيضاً مديرية عمليات الأركان المشتركة، ومساعداً عسكرياً لوزير الدفاع.

مشاركاته في العالم العربي وخارجه
شارك الجنرال ميلي في مهام القوة المتعددة الجنسيات والمراقبين في شبه جزيرة سيناء بمصر، وعملية «القضية العادلة» في بنما عام 1989، وعملية «دعم الديمقراطية» في هايتي، وعملية «المسعى المشترك» في البوسنة والهرسك لتنفيذ اتفاق دايتون للسلام، كذلك عملية «حرية العراق»، و3 جولات خلال عملية «الحرية الدائمة» في أفغانستان، وكذلك في الصومال وكولومبيا. وإبان فترة خدمته العسكرية في العراق، اضطر الجنرال ميلي للنزول في مجاري الصرف الصحي المفتوحة في أبو غريب، وتعرض لنيران القنابل الصاروخية والرشاشات في مدينة الصدر، خلال الحرب التي أخذت لاحقاً طابعاً طائفياً. وينقل عنه هجومه الحاد والفظ على ضابط أميركي كبير أعلى منه، سأله عما إذا كان بإمكانه التعامل مع الوضع العسكري المتفجر والتمرد الذي تشهده مدينة بغداد، قائلاً له: «أيها الجنرال، نحن أكبر لواء متحرك لديك على الإطلاق. ركز فقط في العمل داخل مدينتك».
ومن جهة أخرى، تعرض ميلي، عندما كان رئيساً لأركان الجيش، لانتقادات من بعض أفراد فريق العمليات الخاصة بسبب الكمين الذي نصب للقوات الأميركية في النيجر عام 2017، وأودى يومذاك بحياة 4 جنود أميركيين. وقيل إن ميلي أقنع باتريك شاناهان، الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع بالوكالة قبل أشهر قليلة، بالحد من عمليات المراجعة الواسعة، كما عمل على منع فصل الضابط الذي تلقى اللوم بسبب الكمين. ودافع أنصار ميلي عن ذلك بقولهم إنه اكتفى بمنع الضابط من قيادة وحدة قتالية أخرى.

اختبار العلاقة مع ترمب
سياسياً، سيكون الأمر متروكاً لميلي في التعايش مع الرئيس ترمب.
وسيكون على هذا العسكري، الذي كثيراً ما يمزج بين المزاح والجدية الفظة، إدارة ما قد يكون العلاقة الأكثر مهنية في حياته، بعدما غدا أكبر مستشار عسكري لرئيس سريع القرارات، زجّ بـ«البنتاغون» في صلب المواجهات السياسية الداخلية بشكل روتيني ودائم. وآخر تلك المواجهات ملف ما بات يعرف بـ«فضيحة أوكرانيا» التي أعلن قادة «البنتاغون» أنهم سيتعاونون فيها مع لجان التحقيق في مجلس النواب، ويقدمون الوثائق المطلوبة... التي قد تمهد لتصويت المجلس على عزل الرئيس ترمب. وهذا الأمر كان سبباً لقلة ارتياح عدد من القادة العسكريين وأركان وزارة الدفاع.
ومن ناحية ثانية، يعرف عن الجنرال ميلي إسهابه في الكلام، بجانب أنه طالب متعطش للتاريخ بشكل عام، وللتاريخ العسكري بشكل خاص. وينقل عنه استشهاده بالقديسين أوغسطينوس وتوماس الأكويني، وكذلك هنري ديفيد ثورو، في أحاديثه. وهو يرفض نقاش ما دار في معركة القصرين، التي تعد إحدى الجولات المهمة في الحرب العالمية الثانية في تونس، عندما تفوقت القوات الألمانية على القوات الأميركية. وفي هذا الصدد، يشدد على القول إن القوات الأميركية لم تكن جاهزة للمعركة بعد في ذلك الوقت.
كذلك ينقل عنه ميله الشديد غريزياً لإيجاد أرضية مشتركة مع أطباع وآراء كثير من الأشخاص. وفي مؤتمر لكبار القادة العسكريين الأفارقة في مدينة أروشا، بجمهورية تنزانيا، خلال مايو (أيار) 2016، كسر ميلي حالة الجمود والصمت التي هيمنت على القاعة، عندما افتتح خطابه الرئيسي بأن وجه الحديث إلى الجنرال الأميركي الكبير الذي نظم المؤتمر، ووصفه بصاحب الرأس العنيد. ولقد أثار هذا الأمر الضحك، ثم إنه شبه الفترة التي قضاها في حرب العراق بمن قضى وقتاً وسط صراعات الجيوش الأفريقية. وقال ميلي مخاطباً مسؤولين عسكريين كباراً من 37 دولة أفريقية: «كثيرون منكم في هذه القاعة هم أحفاد المقاتلين الذين خاضوا حرب العصابات ضد الفرنسيين والبريطانيين والقوات الاستعمارية في أوروبا. إن أهم متطلبات الانضمام إلى جيوشكم هي معرفة كيفية خوض حرب العصابات».
وحقاً، قد يخوض ميلي نوعاً آخر من حرب العصابات، كأكبر مستشار عسكري لترمب. إنها مهمة حساسة ومتخصصة للغاية في السير على حبل مشدود لإعطاء الرئيس أفضل نصيحة عسكرية ممكنة، مع أداء التحية له، واتباع التوجيهات التي قد لا يتفق معها تماماً.

مسيرة أكاديمية وعسكرية

> ينقل عن الجنرال مارك ميلي قوله إنه لم يخطط للخدمة العسكرية وقضاء حياته في الجيش. ويضيف أنه كان عليه أن يختار بين الانضمام إلى أفواج المجندين في أكاديمية «ويست بوينت» العسكرية، والالتحاق بإحدى الجامعات المرموقة، إذ أصر والده، وهو عسكري سابق في قوات مشاة البحرية (المارينز) شارك في معركة «إيو جيما» التي انتهت بانتصار الولايات المتحدة على اليابان في الحرب العالمية الثانية، أنه لا يريد لابنه أن ينضم إلى الجيش. ويقال إنه طلب من أحد أبنائه التخريب ومحاولة إفساد زيارة ابنه مارك إلى «ويست بوينت»، عبر الطلب من بعض معارفه الحديث بشكل سلبي، وإظهار الحياة القاسية في الكلية الحربية.
بيد أن الأب، واسمه ألكساندر ميلي، وقد توفي عام 2015، خسر لاحقاً معركة ثني ابنه عن اختيار حياة الجيش، إذ أخبر مارك أصدقاءه أن شيئاً ما قد زرع في عقله جعله يعتقد أنه محظوظ لأنه ولد في أميركا، وأن من واجبه أن يسير على خطى والده، وسرعان ما انضم خلال وجوده في جامعة برينستون إلى برنامج تدريبات الضباط الاحتياط.
وأنهى ميلي دراسته الثانوية في مدرسة بلمونت هيل الخاصة الراقية في مدينة بوسطن، عاصمة ولاية ماساتشوستس، ثم بدأ مسيرته الجامعية، فحصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة برينستون العريقة، ثم على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة عريقة أخرى، هي جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك.
وتخصّص كضابط في الأمن القومي والدراسات الاستراتيجية في إحدى أهم الكليات الحربية للأركان في البحرية الأميركية. كما تخرج كمتخصص في دراسات الأمن القومي في أحد برامج معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي» المرموق.


مقالات ذات صلة

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

حصاد الأسبوع Chinese Foreign Minister Wang Yi (C) speaks during a press conference with Senegal's Foreign Minister Yassine Fall (L) and Congo Foreign Minister Jean-Claude Gakosso (R) at the Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC) in Beijing on September 5, 2024. (Photo by GREG BAKER / AFP)

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

منذ فترة ولايته الأولى عام 2014، كان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أكبر مناصر للعلاقات بين الهند وأفريقيا.

براكريتي غوبتا (نيودلهي)
حصاد الأسبوع نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبيا

نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبيا

سطرت نيتومبو ناندي ندايتواه، 72 عاماً، اسمها في التاريخ بوصفها أول امرأة تتولى رئاسة ناميبيا منذ استقلال البلاد عام 1990، بعدما حصدت 57 في المائة من الأصوات في

فتحية الدخاخني ( القاهرة)
رياضة سعودية السعودية تستمر في تشكيل خريطة مختلف الرياضات العالمية بتنظيم واستضافات غير مسبوقة (الشرق الأوسط)

السعودية ستُشكل خريطة الرياضة العالمية في 2025

شارف عام حافل بالأحداث الرياضية بما في ذلك الألعاب الأولمبية التي حظيت بإشادة واسعة وأربع بطولات قارية لكرة القدم على الانتهاء ومن المتوقع أن يكون عام 2025 أقل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
حصاد الأسبوع فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

بعد 9 أيام من سقوط الحكومة الفرنسية بقيادة ميشال بارنييه في اقتراع لحجب الثقة، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فرنسوا بايرو، زعيم رئيس حزب الوسط (الموديم)،

أنيسة مخالدي (باريس)
حصاد الأسبوع خافيير ميلي (أ.ب)

خافيير ميلي... شعبية «المخرّب الأكبر» لا تعرف التراجع

في المشهد الشعبوي واليميني المتطرف، المتنامي منذ سنوات، يشكّل الصعود الصاعق لخافيير ميلي إلى سدّة الرئاسة في الأرجنتين، حالة مميّزة، لا بل فريدة، من حيث الأفكار

شوقي الريّس (مدريد)

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

Chinese Foreign Minister Wang Yi (C) speaks during a press conference with Senegal's Foreign Minister Yassine Fall (L) and Congo Foreign Minister Jean-Claude Gakosso (R) at the Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC) in Beijing on September 5, 2024. (Photo by GREG BAKER / AFP)
Chinese Foreign Minister Wang Yi (C) speaks during a press conference with Senegal's Foreign Minister Yassine Fall (L) and Congo Foreign Minister Jean-Claude Gakosso (R) at the Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC) in Beijing on September 5, 2024. (Photo by GREG BAKER / AFP)
TT

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

Chinese Foreign Minister Wang Yi (C) speaks during a press conference with Senegal's Foreign Minister Yassine Fall (L) and Congo Foreign Minister Jean-Claude Gakosso (R) at the Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC) in Beijing on September 5, 2024. (Photo by GREG BAKER / AFP)
Chinese Foreign Minister Wang Yi (C) speaks during a press conference with Senegal's Foreign Minister Yassine Fall (L) and Congo Foreign Minister Jean-Claude Gakosso (R) at the Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC) in Beijing on September 5, 2024. (Photo by GREG BAKER / AFP)

منذ فترة ولايته الأولى عام 2014، كان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أكبر مناصر للعلاقات بين الهند وأفريقيا.

على خلفية ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الهندية بذلت جهداً استثنائياً للتواصل مع الدول الأفريقية عبر زيارات رفيعة المستوى من القيادة العليا، أي الرئيس ونائب الرئيس ورئيس الوزراء، إلى ما مجموعه 40 بلداً في أفريقيا بين عامي 2014 و2019. ولا شك أن هذا هو أكبر عدد من الزيارات قبل تلك الفترة المحددة أو بعدها.

من ثم، فإن الزيارة التي قام بها مؤخراً رئيس الوزراء الهندي مودي إلى نيجيريا قبل سفره إلى البرازيل لحضور قمة مجموعة العشرين، تدل على أن زيارة أبوجا (في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي) ليست مجرد زيارة ودية، وإنما خطوة استراتيجية لتعزيز القوة. مما يؤكد على التزام الهند ببناء علاقات أعمق مع أفريقيا، والبناء على الروابط التاريخية، والخبرات المشتركة، والمنافع المتبادلة.

صرح إتش. إس. فيسواناثان، الزميل البارز في مؤسسة «أوبزرفر» للأبحاث وعضو السلك الدبلوماسي الهندي لمدة 34 عاماً، بأنه «من خلال تعزيز الشراكات الاقتصادية، وتعزيز التعاون الدفاعي، وتعزيز التبادل الثقافي، تُظهِر الهند نفسها بصفتها لاعباً رئيسياً في مستقبل أفريقيا، في الوقت الذي تقدم فيه بديلاً لنهج الصين الذي غالباً ما يتعرض للانتقاد. إن تواصل الهند في أفريقيا هو جزء من أهدافها الجيوسياسية الأوسع نطاقاً للحد من نفوذ الصين».

سافر مودي إلى 14 دولة أفريقية خلال السنوات العشر الماضية من حكمه بالمقارنة مع عشر زيارات لنظيره الصيني شي جينبينغ. بيد أن زيارته الجديدة إلى نيجيريا تعد أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء هندي لهذه الدولة منذ 17 عاماً. كانت الأهمية التي توليها نيجيريا للهند واضحة من حقيقة أن رئيس الوزراء الهندي مُنح أعلى وسام وطني في البلاد، وسام القائد الأكبر، وهو ثاني شخصية أجنبية فقط تحصل على هذا التميز منذ عام 1969، بعد الملكة إليزابيث الثانية؛ مما يؤكد على المكانة التي توليها نيجيريا للهند.

نجاح الهند في ضم الاتحاد الأفريقي إلى قمة مجموعة العشرين

كان الإنجاز الكبير الذي حققته الهند هو جهدها لضمان إدراج الاتحاد الأفريقي عضواً دائماً في مجموعة العشرين، وهي منصة عالمية للنخبة تؤثر قراراتها الاقتصادية على ملايين الأفارقة. وقد تم الإشادة برئيس الوزراء مودي لجهوده الشخصية في إدراج الاتحاد الأفريقي ضمن مجموعة العشرين من خلال اتصالات هاتفية مع رؤساء دول مجموعة العشرين. وكانت جهود الهند تتماشى مع دعمها الثابت لدور أكبر لأفريقيا في المنصات العالمية، وهدفها المتمثل في استخدام رئاستها للمجموعة في منح الأولوية لشواغل الجنوب العالمي.

يُذكر أن الاتحاد الأفريقي هو هيئة قارية تتألف من 55 دولة.

دعا مودي، بصفته مضيف مجموعة العشرين، رئيس الاتحاد الأفريقي، غزالي عثماني، إلى شغل مقعده بصفته عضواً دائماً في عصبة الدول الأكثر ثراء في العالم، حيث صفق له القادة الآخرون وتطلعوا إليه.

وفقاً لراجيف باتيا، الذي شغل أيضاً منصب المدير العام للمجلس الهندي للشؤون العالمية في الفترة من 2012 - 2015، فإنه «لولا الهند لكانت مبادرة ضم الاتحاد الأفريقي إلى مجموعة العشرين قد فشلت. بيد أن الفضل في ذلك يذهب إلى الهند لأنها بدأت العملية برمتها وواصلت تنفيذها حتى النهاية. وعليه، فإن الأفارقة يدركون تمام الإدراك أنه لولا الدعم الثابت من جانب الهند ورئيس الوزراء مودي، لكانت المبادرة قد انهارت كما حدث العام قبل الماضي أثناء رئاسة إندونيسيا. لقد تأثرت البلدان الأفريقية بأن الهند لم تعد تسمح للغرب بفرض أخلاقياته».

التوغلات الصينية في أفريقيا

تهيمن الصين في الواقع على أفريقيا، وقد حققت توغلات أعمق في القارة السمراء لأسباب استراتيجية واقتصادية على حد سواء. بدأت العلاقات السياسية والاقتصادية الحديثة بين البر الصيني الرئيسي والقارة الأفريقية في عهد ماو تسي تونغ، بعد انتصار الحزب الشيوعي الصيني في الحرب الأهلية الصينية. زادت التجارة بين الصين وأفريقيا بنسبة 700 في المائة خلال التسعينات، والصين حالياً هي أكبر شريك تجاري لأفريقيا. وقد أصبح منتدى التعاون الصيني - الافريقي منذ عام 2000 المنتدى الرسمي لدعم العلاقات. في الواقع، الأثر الصيني في الحياة اليومية الأفريقية عميق - الهواتف المحمولة المستخدمة، وأجهزة التلفزيون، والطرق التي تتم القيادة عليها مبنية من قِبل الصينيين.

كانت الصين متسقة مع سياستها الأفريقية. وقد عُقدت الدورة التاسعة من منتدى التعاون الصيني - الأفريقي في سبتمبر (أيلول) 2024، في بكين.

كما زوّدت الصين البلدان الأفريقية بمليارات الدولارات في هيئة قروض ساعدت في بناء البنية التحتية المطلوبة بشدة. علاوة على ذلك، فإن تعزيز موطئ قدم لها في ثاني أكبر قارة من حيث عدد السكان في العالم يأتي مع ميزة مربحة تتمثل في إمكانية الوصول إلى السوق الضخمة، فضلاً عن الاستفادة من الموارد الطبيعية الهائلة في القارة، بما في ذلك النحاس، والذهب، والليثيوم، والمعادن الأرضية النادرة. وفي الأثناء ذاتها، بالنسبة للكثير من الدول الأفريقية التي تعاني ضائقة مالية، فإن أفريقيا تشكل أيضاً جزءاً حيوياً من مبادرة الحزام والطريق الصينية، حيث وقَّعت 53 دولة على المسعى الذي تنظر إليه الهند بريبة عميقة.

كانت الصين متسقة بشكل ملحوظ مع قممها التي تُعقد كل ثلاث سنوات؛ وعُقدت الدورة التاسعة لمنتدى التعاون الصيني - الأفريقي في سبتمبر 2024. وفي الوقت نفسه، بلغ إجمالي تجارة الصين مع القارة ثلاثة أمثال هذا المبلغ تقريباً الذي بلغ 282 مليار دولار.

الهند والصين تناضلان من أجل فرض الهيمنة

تملك الهند والصين مصالح متنامية في أفريقيا وتتنافسان على نحو متزايد على الصعيدين السياسي والاقتصادي.

في حين تحاول الصين والهند صياغة نهجهما الثنائي والإقليمي بشكل مستقل عن بعضهما بعضاً، فإن عنصر المنافسة واضح. وبينما ألقت بكين بثقلها الاقتصادي الهائل على تطوير القدرة التصنيعية واستخراج الموارد الطبيعية، ركزت نيودلهي على كفاءاتها الأساسية في تنمية الموارد البشرية، وتكنولوجيا المعلومات، والتعليم، والرعاية الصحية.

مع ذلك، قال براميت بول شاودهوري، المتابع للشؤون الهندية في مجموعة «أوراسيا» والزميل البارز في «مركز أنانتا أسبن - الهند»: «إن الاستثمارات الهندية في أفريقيا هي إلى حد كبير رأسمال خاص مقارنة بالصينيين. ولهذا السبب؛ فإن خطوط الائتمان التي ترعاها الحكومة ليست جزءاً رئيسياً من قصة الاستثمار الهندية في أفريقيا. الفرق الرئيسي بين الاستثمارات الهندية في أفريقيا مقابل الصين هو أن الأولى تأتي مع أقل المخاطر السياسية وأكثر انسجاماً مع الحساسيات الأفريقية، لا سيما فيما يتعلق بقضية الديون».

ناريندرا مودي وشي جينبينغ في اجتماع سابق (أ.ب)

على عكس الصين، التي ركزت على إقامة البنية التحتية واستخراج الموارد الطبيعية، فإن الهند من خلال استثماراتها ركزت على كفاءاتها الأساسية في تنمية الموارد البشرية، وتكنولوجيا المعلومات، والأمن البحري، والتعليم، والرعاية الصحية. والحقيقة أن الشركات الصينية كثيراً ما تُتهم بتوظيف أغلب العاملين الصينيين، والإقلال من جهودها الرامية إلى تنمية القدرات المحلية، وتقديم قدر ضئيل من التدريب وتنمية المهارات للموظفين الأفارقة. على النقيض من ذلك، يهدف بناء المشاريع الهندية وتمويلها في أفريقيا إلى تيسير المشاركة المحلية والتنمية، بحسب ما يقول الهنود. تعتمد الشركات الهندية أكثر على المواهب الأفريقية وتقوم ببناء قدرات السكان المحليين. علاوة على ذلك، وعلى عكس الإقراض من الصين، فإن المساعدة الإنمائية التي تقدمها الهند من خلال خطوط الائتمان الميسرة والمنح وبرامج بناء القدرات هي برامج مدفوعة بالطلب وغير مقيدة. ومن ثم، فإن دور الهند في أفريقيا يسير جنباً إلى جنب مع أجندة النمو الخاصة بأفريقيا التي حددتها أمانة الاتحاد الأفريقي، أو الهيئات الإقليمية، أو فرادى البلدان، بحسب ما يقول مدافعون عن السياسة الهندية.

ويقول هوما صديقي، الصحافي البارز الذي يكتب عن الشؤون الاستراتيجية، إن الهند قطعت في السنوات الأخيرة شوطاً كبيراً في توسيع نفوذها في أفريقيا، لكي تظهر بوصفها ثاني أكبر مزود للائتمان بالقارة. شركة الاتصالات الهندية العملاقة «إيرتل» - التي دخلت أفريقيا عام 1998، هي الآن أحد أكبر مزودي خدمات الهاتف المحمول في القارة، كما أنها طرحت خطاً خاصاً بها للهواتف الذكية من الجيل الرابع بأسعار زهيدة في رواندا. وكانت الهند رائدة في برامج التعليم عن بعد والطب عن بعد لربط المستشفيات والمؤسسات التعليمية في كل البلدان الأفريقية مع الهند من خلال شبكة الألياف البصرية. وقد ساعدت الهند أفريقيا في مكافحة جائحة «كوفيد – 19» بإمداد 42 بلداً باللقاحات والمعدات.

تعدّ الهند حالياً ثالث أكبر شريك تجاري لأفريقيا، حيث يبلغ حجم التجارة الثنائية بين الطرفين نحو 100 مليار دولار. وتعدّ الهند عاشر أكبر مستثمر في أفريقيا من حيث حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة. كما توسع التعاون الإنمائي الهندي بسرعة منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وكانت البلدان الأفريقية هي المستفيد الرئيسي من برنامج الخطوط الائتمانية الهندية.

قالت هارشا بانغاري، المديرة الإدارية لبنك الهند للاستيراد والتصدير: «على مدى العقد الماضي، قدمت الهند ما يقرب من 32 مليار دولار أميركي في صورة ائتمان إلى 42 دولة أفريقية، وهو ما يمثل 38 في المائة من إجمالي توزيع الائتمان. وهذه الأموال، التي تُوجه من خلال بنك الهند للاستيراد والتصدير، تدعم مجموعة واسعة من المشاريع، بما في ذلك الرعاية الصحية والبنية التحتية والزراعة والري».

رغم أن الصين تتصدر الطريق في قطاع البنية التحتية، فإن التمويل الصيني للبنية التحتية في أفريقيا قد تباطأ بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة. برزت عملية تطوير البنية التحتية سمةً مهمة من سمات الشراكة التنموية الهندية مع أفريقيا. وقد أنجزت الهند حتى الآن 206 مشاريع في 43 بلداً أفريقياً، ويجري حالياً تنفيذ 65 مشروعاً، يبلغ مجموع الإنفاق عليها نحو 12.4 مليار دولار. وتقدم الهند أيضاً إسهامات كبيرة لبناء القدرات الأفريقية من خلال برنامجها للتعاون التقني والتكنولوجي، والمنح الدراسية، وبناء المؤسسات في القارة.

وتجدر الإشارة إلى أن الهند أكثر ارتباطاً جغرافياً من الصين بالقارة الأفريقية، وهي بالتالي تتشاطر مخاوفها الأمنية أيضاً. وتعتبر الهند الدول المطلة على المحيط الهندي في افريقيا مهمة لاستراتيجيتها الخاصة بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، ووقّعت الهند مع الكثير منها اتفاقيات للدفاع والشحن تشمل التدريبات المشتركة. كما أن دور قوات حفظ السلام الهندية موضع تقدير كبير.

يقول السفير الهندي السابق والأمين المشترك السابق لشؤون أفريقيا في وزارة الخارجية، السفير ناريندر تشوهان: «إن الانتقادات الموجهة إلى المشاركة الاقتصادية للصين مع أفريقيا قد تتزايد من النقابات العمالية والمجتمع المدني بشأن ظروف العمل السيئة والممارسات البيئية غير المستدامة والتشرد الوظيفي الذي تسببه الشركات الصينية. ويعتقد أيضاً أن الصين تستغل نقاط ضعف الحكومات الأفريقية، وبالتالي تشجع الفساد واتخاذ القرارات المتهورة. فقد شهدت أنغولا، وغانا، وغامبيا، وكينيا مظاهرات مناهضة للمشاريع التي تمولها الصين. وهناك مخاوف دولية متزايدة بشأن الدور الذي تلعبه الصين في القارة الأفريقية».

القواعد العسكرية الصينية والهندية في أفريقيا

قد يكون تحقيق التوازن بين البصمة المتزايدة للصين في أفريقيا عاملاً آخر يدفع نيودلهي إلى تعزيز العلاقات الدفاعية مع الدول الافريقية.

أنشأت الصين أول قاعدة عسكرية لها في الخارج في جيبوتي، في القرن الأفريقي، عام 2017؛ مما أثار قلق الولايات المتحدة؛ إذ تقع القاعدة الصينية على بعد ستة أميال فقط من قاعدة عسكرية أميركية في البلد نفسه.

تقول تقارير إعلامية إن الصين تتطلع إلى وجود عسكري آخر في دولة الغابون الواقعة في وسط أفريقيا. ونقلت وكالة أنباء «بلومبرغ» عن مصادر قولها إن الصين تعمل حالياً على دخول المواني العسكرية في تنزانيا وموزمبيق الواقعتين على الساحل الشرقي لأفريقيا. وذكرت المصادر أنها عملت أيضاً على التوصل إلى اتفاقيات حول وضع القوات مع كلا البلدين؛ الأمر الذي سيقدم للصين مبرراً قانونياً لنشر جنودها هناك.

تقليدياً، كان انخراط الهند الدفاعي مع الدول الأفريقية يتركز على التدريب وتنمية الموارد البشرية.

في السنوات الأخيرة، زادت البحرية الهندية من زياراتها للمواني في الدول الأفريقية، ونفذت التدريبات البحرية الثنائية ومتعددة الأطراف مع الدول الأفريقية. من التطورات المهمة إطلاق أول مناورة ثلاثية بين الهند وموزمبيق وتنزانيا في دار السلام في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2022.

هناك مجال آخر مهم للمشاركة الدفاعية الهندية، وهو الدفع نحو تصدير معدات الدفاع الهندية إلى القارة.

ألقى التركيز الدولي على توسع الوجود الصيني في أفريقيا بظلاله على تطور مهم آخر - وهو الاستثمار الاستراتيجي الهندي في المنطقة. فقد شرعت الهند بهدوء، لكن بحزم، في بناء قاعدة بحرية على جزر أغاليغا النائية في موريشيوس.

تخدم قاعدة أغاليغا المنشأة حديثاً الكثير من الأغراض الحيوية للهند. وسوف تدعم طائرات الاستطلاع والحرب المضادة للغواصات، وتدعم الدوريات البحرية فوق قناة موزمبيق، وتوفر نقطة مراقبة استراتيجية لمراقبة طرق الشحن حول الجنوب الأفريقي.

وفي سابقة من نوعها، عيَّنت الهند ملحقين عسكريين عدة في بعثاتها الدبلوماسية في أفريقيا.

وفقاً لغورجيت سينغ، السفير السابق لدى إثيوبيا والاتحاد الأفريقي ومؤلف كتاب «عامل هارامبي: الشراكة الاقتصادية والتنموية بين الهند وأفريقيا»: «في حين حققت الهند تقدماً كبيراً في أفريقيا، فإنها لا تزال متخلفة عن الصين من حيث النفوذ الإجمالي. لقد بذلت الهند الكثير من الجهد لجعل أفريقيا في بؤرة الاهتمام، هل الهند هي الشريك المفضل لأفريقيا؟ صحيح أن الهند تتمتع بقدر هائل من النوايا الحسنة في القارة الأفريقية بفضل تضامنها القديم، لكن هل تتمتع بالقدر الكافي من النفوذ؟ من الصعب الإجابة عن هذه التساؤلات، سيما في سياق القوى العالمية الكبرى كافة المتنافسة على فرض نفوذها في المنطقة. ومع ذلك، فإن عدم القدرة على عقد القمة الرابعة بين الهند وأفريقيا حتى بعد 9 سنوات من استضافة القمة الثالثة لمنتدى الهند وأفريقيا بنجاح في نيودلهي، هو انعكاس لافتقار الهند إلى النفوذ في أفريقيا. غالباً ما تم الاستشهاد بجائحة «كوفيد - 19» والجداول الزمنية للانتخابات بصفتها أسباباً رئيسية وراء التأخير المفرط في عقد قمة المنتدى الهندي الأفريقي».