يمنيون يرفضون بذخ الحوثيين ويقاطعون احتفالات عاشوراء

عنصران من الأمن الحوثي في صنعاء (أ.ف.ب)
عنصران من الأمن الحوثي في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

يمنيون يرفضون بذخ الحوثيين ويقاطعون احتفالات عاشوراء

عنصران من الأمن الحوثي في صنعاء (أ.ف.ب)
عنصران من الأمن الحوثي في صنعاء (أ.ف.ب)

على الرغم من استخدام الميليشيات الحوثية أساليب الترغيب والترهيب لإجبار السكان على الانخراط في فعالياتها وحضور مهرجاناتها، فإنها هذه المرة فشلت في إجبار سكان تسع مديريات على الأقل في ثلاث محافظات على المشاركة في احتفالاتها بيوم «عاشوراء».
مصادر محلية أكدت في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن فشلاً ذريعاً منيت به ميليشيات الحوثي الانقلابية في إقامة مهرجاناتها في أكثر من تسع مديريات تابعة لثلاث محافظات يمنية، هي ذمار، وإب، والمحويت، الخاضعة لسيطرة الميليشيات الطائفية.
مراقبون محليون اعتبروا أن جميع الفعاليات التي تقيمها الجماعة الحوثية طائفية، ومستقاة من إيران، ودخيلة على الشعب اليمني. وقالوا إن تلك الفعاليات الحوثية لم تكن من قبل مألوفة لدى اليمنيين.
وقال المراقبون: «إن ما يحدث بمناطق سيطرة الانقلابيين يمثل عادات دخيلة، وفدت من تقاليد إيرانية قديمة ممزوجة بتقاليد مسيحية، ألبسها ملالي الصفوية الإيرانية عناوين إسلامية».
وأضافوا: «إن إحياء يوم (عاشوراء) هذا العام يأتي في سياق إعلان رسمي، تسعى من خلاله الميليشيات إلى تحويل المدن الواقعة تحت سيطرتها إلى المذهب الشيعي الاثني عشري».
بدوره، كشف مصدر مقرب من ميليشيات الحوثي، عن إنفاق الجماعة أكثر من مليار ريال يمني (الدولار نحو 550 ريالاً) لإحياء يوم «عاشوراء» في العاصمة صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لسلطتها. وأشار المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إلى أن صرف ذلك المبلغ تمثل في طباعة البروشورات الطائفية والصور واللوحات الدعائية الكبيرة، ومصاريف لمشرفين وتابعين للميليشيات الحوثية.
وقال: «إن تلك المبالغ تذهب هدراً في وقت يواجه فيه ملايين اليمنيين خطر الجوع والمجاعة وتفشي الأوبئة القاتلة، وحرمانهم من رواتبهم وأبسط مقومات الحياة المعيشية».
واعتبر أن عبث الميليشيات وهدرها للمال العام قوبل بموجة استياء واسعة من قبل غالبية اليمنيين، الذين عدوها ثقافة وأفكاراً لا تسمن ولا تغني من جوع، ودخيلة على المجتمع اليمني.
وقالت المصادر المحلية، إن مواطني مديريات وقرى كل من «يريم، ومذيخرة، وحزم العدين، وذي السفال بمحافظة إب، والرجم، والطويلة، وشبام كوكبان بمحافظة المحويت، والحداء، وجهران في ذمار»، رفضوا الحضور والمشاركة في احتفالية الميليشيات الطائفية، الأمر الذي أدى إلى فشل فعالياتها التي أعدت مسبقاً، بحسب المصادر، عبر حملات ميدانية مكثفة، وضغوط كبيرة مارستها على المكاتب الحكومية والوجاهات والشخصيات الاجتماعية وعقال الحارات وخطباء المساجد، لتحشيد الناس بمختلف الوسائل للمشاركة.
وأكدت المصادر أن سكان تلك المديريات رفضوا أيضاً مطلع الأسبوع الماضي الحضور والمشاركة في إحياء فعاليات تمهيدية للاحتفاء بمقتل الحسين، التي تقيمها الجماعة تحت شعار «عاشوراء... تضحية وانتصار».
وكشفت عن توعد الميليشيات لسكان تلك المديريات ومواطني مناطق يمنية أخرى لم يحضروا الفعاليات، بالحرمان من المساعدات الإغاثية الأممية، ومادة الغاز المنزلي، وغيرها من المواد التي تقع تحت يد الميليشيات وتتحكم في طرق توزيعها.
وأضافت المصادر المحلية التي فضلت عدم الكشف عن هوياتها، لـ«الشرق الأوسط»، أن ميليشيات الحوثي عممت على مديري المديريات الخاضعة لسيطرتها، بحشد المواطنين وتنظيم فعالية احتفالية بيوم «عاشوراء».
وفي الصعيد ذاته، دعت الحكومة اليمنية على لسان وزير إعلامها معمر الإرياني، جميع اليمنيين الشرفاء المخلصين الصادقين مع وطنهم، إلى أن يهبوا لنجدة بلدهم وحاضرهم ومستقبلهم، وحمايته مما وصفها بـ«النبتة الشيطانية».
وقال الإرياني: «إن الجماعة تعمل بكل خبث على غسل عقول أبنائنا وبناتنا، وتدمير النسيج الاجتماعي، وضرب السلم الأهلي، وهويتهم العربية الأصيلة، وتحويل اليمن إلى مقاطعة إيرانية». ‏وأضاف: «إن إحياء الميليشيات ذكرى (عاشوراء) في العاصمة المختطفة صنعاء، وباقي مناطق سيطرتها، على الطريقة الإيرانية، وإرغام المواطنين على أداء شعائرها المستوردة من طهران، يؤكد تبعيتها المطلقة لنظام الملالي، ومضيها في محاولة مسخ هوية اليمنيين، وفرض معتقداتها الدخيلة على المجتمع».
واعتبر أن «تلك المظاهر الطائفية المستوردة لا تمثل عامة اليمنيين، وتؤكد أن خطر الميليشيا الحوثية يزداد يوماً بعد يوم، من خلال قيامها بغسل عقول أطفالنا وشبابنا».
وحشدت الجماعة الطائفية الثلاثاء أنصارها إلى حي المطار بالعاصمة صنعاء، لإحياء مناسبة ما يدعى بـيوم «عاشوراء»، على غرار ما تمارسه الطوائف الشيعية في إيران وكربلاء.
وسبقت الميليشيات ذلك وعلى مدى ثلاثة أيام بحملات ميدانية مكثفة، لإجبار السكان تحت الضغط والتهديد وأساليب أخرى، في العاصمة صنعاء ومدن أخرى خاضعة لسيطرتها، على المشاركة في الفعاليات والأنشطة الطائفية التي تقيمها.
وأكد سكان محليون في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، إجبار الجماعة لسكان أحياء العاصمة عبر عقال الحارات والمشرفين التابعين لها، على الخروج للمشاركة في إحياء ذكرى ما سمي بـ«عاشوراء».
وأضاف السكان أن «عربات عليها مكبرات الصوت جابت شوارع وأحياء عدة في صنعاء، تدعو المواطنين للمشاركة في الفعاليات الطائفية الدخيلة على المجتمع اليمني».
ولفت السكان المحليون إلى أن الجماعة أقامت فعاليات إحياء ذكرى «عاشوراء» هذه المرة بأمانة العاصمة، على طريقة كربلاء.
وعبر مكبرات الصوت في المساجد أيضاً، دعا أئمة وخطباء الميليشيات جموع المصلين، إلى الاحتفال بيوم «عاشوراء»، وإبراز مكانة أسرة الحوثي، وحرمة الخروج عليهم، ووجوب الاستماع لهم. كما أصدرت وزارة الأوقاف الخاضعة لسيطرة الانقلابيين تعميمات على جميع المساجد لإحياء الفعالية، عبر الجلوس في المساجد وتأدية طقوس البكاء على الحسين.
وتسعى الميليشيات الطائفية، منذ انقلابها وسيطرتها على العاصمة بقوة التهديد والسلاح، إلى فرض طقوسها الإيرانية، والعمل على إضعاف الهوية اليمنية.
وطبقاً لتقارير إعلامية محلية، فإن أسراً تابعة للحوثيين صرفت لبعض أنصارها في أحياء العاصمة صنعاء قبيل احتفالهم، ملابس وعمائم سوداء. ويوم احتفال الميليشيات شهدت أحياء عدة بصنعاء خروج مواطنين بلباسهم الأسود، للمشاركة في حسينيات الحوثيين الطائفية.
وكشفت التقارير عن افتتاح ميليشيات الحوثي مؤخراً لعدد من الحسينيات في صنعاء ومناطق أخرى خاضعة لها، بهدف إحياء المناسبة بالنواح والبكاء واللطم، وتأنيب النفس، والضرب على الصدور.
وتأتي فعالية الحوثيين بـ«يوم عاشوراء» بعد أقل من شهر تقريباً من احتفائها بما يعرف بـ«يوم الغدير أو الولاية»، والتي كانت الميليشيات قد خصصت له ميزانية ضخمة للدعاية ونشر صور زعيم الجماعة، ودعوات الإقرار «بحق الولاية للسلالة الحوثية».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.