فرص إبرام اتفاق تجارة بين واشنطن وبكين هذا العام تتقلص

توقعات بركود عالمي خلال 9 أشهر مع تصاعد الحرب

فرص إبرام اتفاق تجارة بين واشنطن وبكين هذا العام تتقلص (رويترز)
فرص إبرام اتفاق تجارة بين واشنطن وبكين هذا العام تتقلص (رويترز)
TT

فرص إبرام اتفاق تجارة بين واشنطن وبكين هذا العام تتقلص

فرص إبرام اتفاق تجارة بين واشنطن وبكين هذا العام تتقلص (رويترز)
فرص إبرام اتفاق تجارة بين واشنطن وبكين هذا العام تتقلص (رويترز)

فيما أشار بنك الاستثمار العالمي «مورغان ستانلي» إلى أنه يتوقع حدوث ركود عالمي، خلال تسعة أشهر، إذا استمر التصعيد التجاري المتبادل بين الولايات المتحدة والصين، قال بنك «غولدمان ساكس» إنه لم يعد يتوقع أن يتوصل البلدان لاتفاق لإنهاء نزاعهما التجاري، الذي طال أمده، قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستُجرى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، مع ميل صانعي السياسات في أكبر اقتصادين في العالم «لاتباع نهج متشدد».
ويتوقع البنك حالياً أن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) بخفضين متتابعين لأسعار الفائدة «في ضوء تنامي مخاطر السياسة التجارية وتوقعات السوق بخفض أكبر بكثير لأسعار الفائدة، وتزايد المخاطر العالمية المتعلقة باحتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق».
يأتي التعليق على التجارة بين الولايات المتحدة والصين ومراجعة التوقعات الخاصة بـ«المركزي الأميركي»، بعد أن قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأسبوع الماضي، إنه سيفرض رسوماً بنسبة 10 في المائة على واردات صينية بقيمة 300 مليار دولار اعتباراً من أول سبتمبر (أيلول) المقبل، ما يؤجج التوترات التجارية مع بكين.
ومما يعقد الأمر بشكل أكبر أن ترمب أكد أن انتظار الصين لما بعد الانتخابات يعني أنها سيكون عليها القبول بشروط أكثر صعوبة من المتاحة أمامها حالياً.
وكتب يان هاتسيوس، كبير الاقتصاديين لدى «غولدمان ساكس»، في مذكرة، تعليقاً على الخطوات الأميركية الأخيرة، إن تحرك واشنطن «يشير إلى أن الجانبين في الصراع التجاري يتخذان مواقف أكثر تشدداً؛ بما يقلل احتمالات التوصل إلى حل على المدى القريب».
وأضاف أن «المركزي الأميركي» استجاب بشكل متزايد هذا العام لمخاطر الحرب التجارية وتوقعات سوق السندات والمخاوف المتعلقة بالنمو العالمي، في تفسيره لتوقعه إعلان «المركزي» لخفضين متتالين لسعر الفائدة في سبتمبر وأكتوبر (تشرين الأول) المقبلين.
من جهة أخرى، توقع بنك «مورغان ستانلي» حدوث ركود عالمي خلال 9 أشهر، إذا استمرت الولايات المتحدة في سياسة فرض رسوم جمركية على البضائع الصينية في الأشهر المقبلة، واضطرت الصين للرد. وقال تشيتان أهيا، كبير الاقتصاديين في «مورغان ستانلي»، «نرى أن خطر المزيد من التصعيد مرتفع، ما يزيد من المخاطر التي تهدد التوقعات العالمية».
وتعتقد المؤسسة المالية الاستثمارية أن الركود العالمي سيأتي في غضون 9 أشهر، إذا استمرت الحرب التجارية في التصاعد من خلال رفع الرسوم الجمركية الأميركية إلى 25 في المائة «على جميع الواردات من الصين لمدة 4 إلى 6 أشهر»، موضحة: «قد نرى الاقتصاد العالمي يدخل الركود خلال ثلاثة أرباع مالية».
وأشار أهيا إلى أن الرسوم الجديدة التي أعلن عنها ترمب، الأسبوع الماضي، «تثير المخاطر الهبوطية بشكل كبير»، وأوضح أن «نحو ثلثي السلع التي فرضت عليها رسوم في هذه الجولة هي سلع استهلاكية، ما قد يؤدي إلى تأثير أكثر وضوحاً على الولايات المتحدة مقارنة بالشرائح السابقة»، في الوقت الذي دفعت التوترات التجارية ثقة الشركات والنمو العالمي إلى أدنى مستوياتها منذ عدة سنوات.
وقال أهيا: «البنوك المركزية العالمية، خصوصاً بنك الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي) والبنك المركزي الأوروبي، ستوفر دعماً إضافياً للسياسة النقدية... لكن هذه التدابير، رغم أنها مفيدة في احتواء مخاطر الهبوط، لن تكون كافية لدفع الانتعاش حتى تتبدد حالة عدم اليقين».
وسمحت الصين - التي سيطرت على عملتها تاريخياً - بانخفاض اليوان إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عقد، حيث يتداول اليوان أعلى من 7 يوانات للدولار، ما يجعل المنتجات الصينية أرخص.
ونفى بنك الشعب الصيني، في بيان له، أول من أمس، تخفيض قيمة اليوان كتعويض عن الرسوم الأميركية، فيما قال محافظ بنك الشعب الصيني يي غانغ، إن بلاده «لن تلجأ لتخفيض قيمة العملة، ولن تستخدم سعر الصرف لأغراض تنافسية، ولا كأداة للتعامل مع الاضطرابات الخارجية مثل النزاعات التجارية». فيما اتهم ترمب، الصين، بالتلاعب في عملتها، خلال تغريدة عبر حسابه على «تويتر»، مساء يوم الاثنين.


مقالات ذات صلة

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي هاتفياً مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو المستجدات الإقليمية والموضوعات المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)

توقعات بإبطاء «الفيدرالي الأميركي» خفض أسعار الفائدة خلال 2025

بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن العاصمة (رويترز)
بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن العاصمة (رويترز)
TT

توقعات بإبطاء «الفيدرالي الأميركي» خفض أسعار الفائدة خلال 2025

بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن العاصمة (رويترز)
بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن العاصمة (رويترز)

ربما يشعر الأميركيون الذين يأملون في خفض تكاليف الاقتراض لشراء المنازل وبطاقات الائتمان والسيارات، بخيبة أمل بعد اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع.

ومن المرجح أن يوصي واضعو السياسات النقدية في مجلس الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أقل في أسعار الفائدة العام القادم مقارنة بالتوقعات السابقة.

ويتأهب المسؤولون لخفض سعر الفائدة الأساسي، وفق وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية، الذي يؤثر على العديد من القروض الاستهلاكية والتجارية، بواقع ربع نقطة مئوية في اجتماع يوم الأربعاء المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

وعند هذا المستوى، سيكون سعر الفائدة أقل بواقع نقطة كاملة عن أعلى مستوى له خلال أربعة عقود، والذي بلغه في يوليو (تموز) 2023.

وكان واضعو السياسة النقدية قد أبقوا على سعر الفائدة الرئيس عند ذروته لأكثر من عام في محاولة للحد من التضخم، قبل أن يقوموا بخفضه بواقع نصف نقطة في سبتمبر (أيلول) وربع نقطة الشهر الماضي.

وتضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض؛ مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.