التنقيب عن النفط يضر «جراد البحر الشوكي»

دراسة رصدت تأثيراً سلبياً لبنادق الهواء الزلزالية

جراد البحر الشوكي
جراد البحر الشوكي
TT

التنقيب عن النفط يضر «جراد البحر الشوكي»

جراد البحر الشوكي
جراد البحر الشوكي

توصل فريق بحثي مشترك من جامعتي تسمانيا وكورتين في أستراليا، إلى أنّ بنادق الهواء الزلزالية، المستخدمة في التنقيب عن النفط والغاز في البحار، يمكن أن تلحق الضّرر بالأعضاء الحسّيّة في جراد البحر الشوكي أو المعروف باسم «الكركند الصخري».
ويُعتبر هذا الكائن ذا أهمية اقتصادية في أوروبا وأميركا الشمالية لقيمته الغذائية العالية، وهو مزود بزوجين من الكماشات الواسعة وله مخلبان، الأول قوي يستخدمه للعصر، والثاني صغير يستخدمه للعض.
وحصرت أبحاث سابقة التأثيرات السّلبية للتّلوث الضوضائي الذي تحدثه بعض الأنشطة في المحيطات على الحيتان، حيث وُجد أنّ الضوضاء تؤثّر سلبيا على قدرتها على السّماع وتحديد الاتجاهات أثناء الهجرة، ما يدفعها لرمي نفسها إلى الشّاطئ بمعدلات تنذر بالخطر.
وفي هذه الدراسة الجديدة، التي نُشرت يوم الثلاثاء، في دورية (Biological Sciences)، اكتشف الباحثون تأثيرات سلبية تحدث لكائن آخر وهو جراد البحر الشوكي.
ووجد الباحثون أنّ الضوضاء التي تُحدثها البنادق الهوائية الزّلزالية يمكن أن تؤدّي إلى تلف «كِيْسَة التوازُن» التي تُعرف باسم «statocyst»، وهي عبارة عن مستقبلات حسّيّة موجودة في بعض اللافقاريات المائية ومنها جراد البحر الشوكي، وهي العضو المسؤول عن التوازن.
والبنادق الهوائية الزلزالية هي أجهزة تطلق انفجارات هواء مضغوط في مياه المحيط، وهي قوية بدرجة كافية لاختراق قاع المحيط، وتسحب الفرق الاستكشافية مجموعة من هذه الأجهزة خلف قارب، ما يؤدي للعديد من الانفجارات أثناء تحركها، وأثناء قيامهم بذلك، يراقب الفنيون على متن القارب أجهزة الاستشعار التي تأخذ قراءات في تأثير الانفجارات على قاع البحر على أمل العثور على رواسب نفط أو غاز، وتوصف هذه الانفجارات بأنّها أعلى الأصوات التي يصنعها الإنسان في المحيط.
ولفهم تأثير بنادق الهواء الزلزالية بشكل أفضل على جراد البحر الشوكي، جمع الباحثون عينات لدراستها، من ثم أوصلوها بموجات صوتية منخفضة التردد لخزانات جمعت فيها العينات بنفس التردد الذي تنتجه البنادق الزلزالية، ثم فحصوا جراد البحر الشوكي، فوجدوا أضراراً بالغة لحقت بـ«كيسة التوازن»، واستمر الضرّر طوال مدة الدراسة، التي استمرت سنة كاملة.
وعن أسباب الاتجاه للدراسة، يقول ريان داي، من معهد الدراسات البحرية في جامعة تسمانيا، وأحد الباحثين المشاركين بالدراسة لـ«الشرق الأوسط»، عبر البريد الإلكتروني، إنّ «مصايد الأسماك تدرّ سنويا 250 مليون دولار سنويا في أستراليا، لذلك بعد أن وجدت الحكومة أنّ صناعة الأسقلوبية (حيوانات بحرية من الرخويات)، بدأت تتأثّر بسبب الوفيات المرتفعة وحصاد النوعية الرديئة في أعقاب المسح الزلزالي في مضيق «باس» عام 2010. بدأ الاتجاه نحو دراسة تأثير مثل هذا النّشاط على الكائنات البحرية، ومن ضمنه جراد البحر الشوكي».
ولا يمكن للفريق البحثي في هذه المرحلة وضع روشة تساعد على تجنيب تلك الكائنات أخطار هذا النشاط، لكن يمكننا التعبير عن مزيد من المخاوف بشأن تأثير التعرض للضوضاء على مراحل حياة اليرقات من اللافقاريات البحرية، كما يؤكد داي. ويضيف، «تتمثل الاستراتيجية التناسلية للعديد من اللافقاريات البحرية في توليد أكبر عدد ممكن من اليرقات، القليل منها يستطيع أن يبقى على قيد الحياة، وإذا تأثرت اليرقات سلباً، فقد يؤدي ذلك لفناء النوع».


مقالات ذات صلة

رئيس الإمارات يوافق على تشكيل مجلس إدارة ذراع الاستثمار العالمية لـ«أدنوك»

الاقتصاد منظر عام لمقر شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في أبوظبي (رويترز)

رئيس الإمارات يوافق على تشكيل مجلس إدارة ذراع الاستثمار العالمية لـ«أدنوك»

وافق رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تشكيل مجلس إدارة شركة «إكس آر جي (XRG)»، الذراع الاستثمارية الدولية الجديدة لشركة «أدنوك».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الاقتصاد لوحة عليها شعار شركة «روسنفت» الروسية في المنتدى الاقتصادي في سانت بطرسبرغ (رويترز)

«روسنفت» و«ريلاينس» تتفقان على أكبر صفقة بين الهند وروسيا لتوريد النفط

قالت 3 مصادر إن شركة النفط الحكومية الروسية «روسنفت» وافقت على توريد ما يقرب من 500 ألف برميل يومياً من النفط الخام إلى شركة التكرير الهندية الخاصة «ريلاينس».

«الشرق الأوسط» (موسكو - نيودلهي)
الاقتصاد مصفاة النفط «إكسون» في ليندن بنيوجيرسي (أ.ب)

أسعار النفط تحافظ على مكاسبها وسط عوامل متباينة

لم تشهد أسعار النفط تغييراً يذكر في التعاملات الآسيوية المبكرة يوم الخميس، في حين تترقّب الأسواق حالياً أي مؤشرات بشأن التحرك الذي سيتبناه الاحتياطي الفيدرالي.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد انخفاض مخزونات النفط الخام وارتفاع مخزونات البنزين في أميركا

انخفاض مخزونات النفط الخام وارتفاع مخزونات البنزين في أميركا

أعلنت إدارة معلومات الطاقة يوم الأربعاء أن مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام انخفضت بينما ارتفعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير.

«الشرق الأوسط» (دنفر)
الاقتصاد منظر عام لمصفاة فيليبس 66 كما شوهدت من مدينة روديو بكاليفورنيا أقدم مدينة لتكرير النفط بالغرب الأميركي (رويترز)

النفط يرتفع بفضل توقعات ارتفاع الطلب من الصين في 2025

ارتفعت أسعار النفط قليلاً، في وقت مبكر اليوم الأربعاء، مع توقع المتعاملين بالسوق ارتفاع الطلب بالصين، العام المقبل.


«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.