الروس يدعمون الطاقة النووية بعد مرور 33 عاماً على كارثة تشيرنوبيل

ينظرون إلى محطاتها في مدنهم باعتبارها «ميزة إيجابية»

محطة سمولينسك للطاقة النووية
محطة سمولينسك للطاقة النووية
TT

الروس يدعمون الطاقة النووية بعد مرور 33 عاماً على كارثة تشيرنوبيل

محطة سمولينسك للطاقة النووية
محطة سمولينسك للطاقة النووية

في الوقت الذي كان العالم فيه يستعيد ذاكرة كارثة تشيرنوبيل النووية، بعد مرور 33 عاما عليها، أجرت مؤسسة أبحاث ودراسات استطلاعا واسعا في المدن الروسية القريبة من، أو التي توجد فيها محطات كهروذرية، لمعرفة موقف المواطنين في تلك المدن من تلك المحطات واعتماد الطاقة النووية لتوفير الطاقة الكهربائية الضرورية لحياتهم. وكان لافتا أن عبر غالبية سكان تلك المدن عن نظرة إيجابية نحو هذا النوع من الطاقة، وسكنهم قرب محطات نووية. ويرى مراقبون أن هذا أمر طبيعي، وأن المخاوف من تلك المحطات هي الآن في أدنى مستوى، بعد أن قامت الشركات الروسية العاملة في هذا المجال بتطوير تصميم المحطات، مع تركيز بصورة خاصة على رفع مستوى تدابير الأمان والسلامة لعمل المفاعلات، التي باتت اليوم تسمح بتفادي أي إمكانية لتكرار حوادث التسرب النووي، حتى لو تعرضت المنطقة التي توجد فيها المحطة لهزات أرضية شديدة جداً، أو أي عوامل طبيعية «خارقة» أخرى. كما تأخذ تدابير الأمان العالية في المحطات الروسية العامل التقني بالحسبان.
وكانت شركة «إيلان كوم» للأبحاث والدراسات أجرت استطلاعا للرأي في معظم المدن الروسية التي توجد فيها محطات طاقة نووية. وأظهر الاستطلاع أن جميع سكان تلك المدن تقريباً يوافقون إلى حد كبير على استخدام الطاقة النووية، الأمر الذي عزته الشركة إلى تجربة شخصية للسكان المحليين مع تلك المحطات، أسهمت في تعزيز قناعتهم بمزاياها، والأمان في استخدامها وعملها. وفي بعض المدن كان مستوى التأييد لاستخدام الطاقة النووية قريبا من نسبة 100 في المائة، وعلى سبيل المثال عبر 98.5 في المائة من سكان مدينة بولارنايا زونا، حيث توجد محطة كولسكايا للطاقة النووية عن موافقتهم على استخدام هذه الطاقة. وعبر عن موقف مماثل 92.3 في المائة من سكان مدينة ديسناغورسك (محطة سمولينسكايا للطاقة النووية)، وفي مدينة زاريتشني (محطة بيلايارسكايا للطاقة النووية) وافق 97.3 في المائة من السكان، وفي مدينتي سوسنوفي بور ونوفورونيز، حيث توجد محطات نووية مزودة بمفاعلات من نوع (VVER - 120) وهي مماثلة لتلك التي سيتم بناؤها في الضبعة، كان مستوى الدعم العام للطاقة النووية 84.8 في المائة و72.6 في المائة على التوالي.
وفي الإجابات حول السؤال عن الموقف من وجود محطات نووية في مدنهم أو بالقرب منها، عبر 60 إلى 70 في المائة من المشاركين في استطلاع الرأي عن قناعتهم بأن وجود تلك المحطات يُعد ميزة كبيرة تتمتع بها مدنهم، خلافا عن المناطق الأخرى التي ليس لديها محطات للطاقة النووية. وعند الإجابة عن السؤال حول «ما هي مصادر الطاقة التي سيتم الاعتماد عليها في المستقبل من وجهة نظركم؟»، كان الخياران الأكثر شيوعاً بين إجابات المشاركين هما «الطاقة النووية» و«الطاقة البديلة»، التي تفوقت بشكل كبير على أنواع أخرى من الطاقة مثل (الطاقة المائية والغاز والفحم).
تجدر الإشارة إلى أن استطلاع الرأي أُجري خلال الفترة من مارس (آذار) وحتى أبريل (نيسان) من العام الجاري، في معظم الأقاليم الروسية، وشمل محافظات ومدن لينينغراد، روستوف، مورمانسك، ساراتوف، تفير، سمولينسك، فورونيغ، كورسك، سفيردلوفسك وكالينينغراد، وشارك في الاستطلاع 10 آلاف شخص في 60 مدينة في البلاد.


مقالات ذات صلة

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم العربي أعمال تنفيذ محطة الضبعة النووية (هيئة المحطات النووية المصرية)

مصر تؤكد انتظام العمل في المحطة النووية وفق الجدول الزمني

أكدت مصر انتظام العمل في «محطة الضبعة» النووية، وفق الجدول الزمني المخطط لها، وذلك بعد أيام من إعلان الحكومة التزامها بسداد جميع مستحقات الجانب الروسي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا جانب من التجارب الروسية على إطلاق صواريخ لمحاكاة رد نووي (أرشيفية - أ.ف.ب)

ضابط روسي هارب: كنا على استعداد لتنفيذ ضربة نووية في بداية الحرب

قال ضابط روسي هارب إنه في اليوم الذي تم فيه شن الغزو في فبراير 2022 كانت قاعدة الأسلحة النووية التي كان يخدم فيها «في حالة تأهب قتالي كامل».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم نظام صاروخي باليستي عابر للقارات من طراز «يارس» الروسي خلال عرض في «الساحة الحمراء» بموسكو يوم 24 يونيو 2020 (رويترز)

كيف كسرت الحرب في أوكرانيا المحرّمات النووية؟

عبر جعل التهديد النووي عادياً، وإعلانه اعتزامه تحويل القنبلة النووية إلى سلاح قابل للاستخدام، نجح بوتين في خلق بيئة مواتية لانتشار أسلحة نووية حول العالم.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

تسعى روسيا إلى تصعيد التهديد النووي، في محاولة لتثبيط الدعم الغربي لأوكرانيا بانتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض، آملة التوصل إلى اتفاق سلام بشروطها.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.