بروكسل: التعاون الإقليمي ساهم في مواجهة الصيد غير الشرعي وحماية التنوع

الاتحاد الأوروبي يشجع مصايد الأسماك المستدامة في البحر المتوسط

بروكسل: التعاون الإقليمي ساهم في مواجهة الصيد غير الشرعي وحماية التنوع
TT

بروكسل: التعاون الإقليمي ساهم في مواجهة الصيد غير الشرعي وحماية التنوع

بروكسل: التعاون الإقليمي ساهم في مواجهة الصيد غير الشرعي وحماية التنوع

قالت المفوضية الأوروبية في بروكسل، إن مصايد الأسماك مصدر للغذاء، ومصدر للرزق لأعداد كبيرة من الصيادين في البحر المتوسط، ولهذا السبب قام الاتحاد الأوروبي وشركاؤه بالإعلان قبل عامين عن مبادرات برنامج الصيد المستدام في المتوسط والذي يحدد التزامات سياسية لتغيير الوضع الصعب والحرج لمعظم مخزونات الصيد «ولقد حققنا تقدما ملموسا نحو تحقيق طموحنا من أجل مصايد الأسماك المستدامة ويجب علينا مواصلة هذا العمل المشترك وبشكل أسرع مع الالتزام ببذل المزيد في السنوات القادمة» بحسب ما جاء على لسان المفوض الأوروبي كامينو فيلا الذي مثل المفوضية الأوروبية في قمة رفيعة المستوى انعقدت أواخر الأسبوع الماضي في مراكش حول استعادة المصايد الصحية في هذا الحوض البحري المهم.
وحسب بيان أوروبي في بروكسل، فقد جرى الإعلان عن مبادرات برنامج مصايد أسماك مستدامة في المتوسط، ومن بعد اعتماده في 2017 في حملة جديدة، نحو التنمية المستدامة لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في البحر المتوسط، وقد التزمت الدول المتشاطئة بخارطة طريق تتضمن إجراءات ملموسة على مدى السنوات العشر القادمة.
وأشارت المفوضية الأوروبية في بيانها، إلى أن هناك تقدما كبيرا في هذا الصدد بما في ذلك تدابير طموحة لإدارة مصايد الأسماك وحماية التنوع البيولوجي وتحسين البحوث ومكافحة متصاعدة ضد الصيد غير الشرعي أو الصيد غير المنظم.
وشدد بيان المفوضية على أن كل هذه الإنجازات تحققت بفضل التعاون الإقليمي الوثيق وكذلك القدرات المعززة في الاتحاد الأوروبي والبلدان المجاورة في منطقة البحر المتوسط ولكن رغم التحسينات في إدارة المصايد السمكية لا يزال البحر المتوسط في حالة حرجة وهناك حاجة ماسة إلى مزيد من الإجراءات لتأمين مستقبل مجتمعات الصيد وحتى لا يفقد هذا الزخم، فقد عمل المشاركون في المؤتمر رفيع المستوى على تقييم الإنجازات المشتركة وتحديد الالتزامات والوفاء بشكل كامل بالوعود.
وقبل أيام جرى الإعلان في الرباط، أن الحكومة قد اعتمدت الاتفاق البحري مع الاتحاد الأوروبي، وفي مارس (آذار) الماضي اعتمد المجلس الأوروبي في بروكسل، قرارا بشأن اتفاقية شراكة مستدامة في الصيد البحري بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، كما جرى اعتمادا بروتوكول التنفيذ المرافق، مما يفتح الباب أمام بدأ تنفيذ الاتفاق، وذلك بعد موافقة البرلمان الأوروبي عليه في 12 فبراير (شباط) الماضي.
والبروتوكول الذي يستغرق أربع سنوات لتنفيذ الاتفاق، يوفر فرصا لصيد الأسماك للاتحاد الأوروبي مقابل مساهمة مالية قدرها 208 ملايين يورو سيتم استخدام جزء كبير منها في التنمية المستدامة لقطاع الصيد البحري في المغرب والصحراء الغربية. وحسب مؤسسات الاتحاد الأوروبي هذا الاتفاق يأخذ في الاعتبار حكما صدر عن محكمة العدل الأوروبية في فبراير 2018، ينص على استثناء مياه الصحراء الغربية المتنازع عليها من اتفاق الصيد المعمول به بين الاتحاد الأوروبي والمغرب منذ عام 2007.
وقالت المحكمة إن اتفاق الصيد بين الاتحاد الأوروبي والمغرب «يظل نافذا ما دام لا يطبق على الصحراء الغربية والمياه المحاذية لها». وكانت علاقات المغرب توترت مع بروكسل عام 2016 بعد أن قضت محكمة بإلغاء اتفاق زراعي معه بالاستناد إلى حجج قانونية مشابهة، رغم إلغاء هذا الحكم لاحقا والدفع قدما بشأن العمل بالاتفاق.
وكانت الاتفاقية الأخيرة في مجال الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي، التي دخلت حيز التنفيذ في 2011. انتهت صلاحيتها في يوليو (تموز) 2018. وتزامنت فترة تجديدها مع إصدار المحكمة الأوروبية حكما في قضية ذات صلة بهذا الأمر...
وفي سياق مفاوضات المغرب والاتحاد الأوروبي من أجل تجديد الاتفاقية، تم التوصل إلى اتفاقية عبر تبادل الرسائل من أجل ملاءمة اتفاق الصيد البحري الجديد مع قرار محكمة العدل الأوروبية، وذلك من خلال التنصيص على مجال سريان مفعوله. وتم التوقيع على اتفاق الصيد البحري الجديد بين المغرب والاتحاد الأوروبي في 14 من يناير (كانون الثاني) الماضي في بروكسل، قبل أن يصادق عليه البرلمان الأوروبي في جلسة علنية، بعد أن قطع كل أشواط إجراءات التشريع الأوروبي، ليصبح جاهزاً للدخول حيز التطبيق. ويحدد الاتفاق الجديد بين المغرب والاتحاد الأوروبي، الذي يغطي منطقة الصيد التي تمتد من خط العرض 35 إلى خط العرض 22.


مقالات ذات صلة

«خديعة» لردع أسماك القرش عن مهاجمة ركّاب الأمواج

يوميات الشرق أمكن لعشّاق الموج «الاطمئنان» (شاترستوك)

«خديعة» لردع أسماك القرش عن مهاجمة ركّاب الأمواج

الخوف من أسماك القرش البيضاء قائم منذ فترة طويلة، وأحد أسبابه هو عدم فهمنا لهذه الحيوانات بشكل جيد...

«الشرق الأوسط» (سيدني)
بيئة السمكة الشبح (المعهد الوطني للمياه والغلاف الجوي في نيوزيلندا)

باحثون يكتشفون سمكة قرش جديدة ومذهلة في نيوزيلندا

تم اكتشاف نوع جديد من أسماك القرش الشبح في أعماق المياه بنيوزيلندا.

«الشرق الأوسط» (ويلينغتون)
يوميات الشرق السمكة الصغيرة تتميز بمظهرها الشرس وأنيابها الكبيرة (الباحث فيكتور نونيس بينيمان)

اكتشاف نوع جديد من «الأسماك الغاضبة» في البحر الأحمر

اكتشف فريق من الباحثين في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) بالسعودية، وجامعة واشنطن نوعاً جديداً من الأسماك يظهر بمظهر غاضب دائماً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الصيّادة التونسية سارة السويسي في قاربها (أ.ف.ب)

صيّادات تونسيات «عالقات في شباك» السيطرة الذكورية والتغيّر المناخي

تزاول تونسيات مهنة صيد السمك رغم السيطرة الذكورية على القطاع وتحدّيات يفرضها التغيّر المناخي.

«الشرق الأوسط» (تونس)
يوميات الشرق التلوّث مُسمِّم للأسماك (تعبيرية - أ.ف.ب)

أجسام الأسماك مُخترَقة بالبلاستيك وإطارات السيارات

تخترق المواد البلاستيكية الدقيقة المُنتشرة في مختلف جوانب البيئة أعماق أجسام الأسماك، وهي موجودة بكثافة في الشرائح التي يأكلها المستهلكون.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)

بعد «فيتش»... «موديز» تتخذ إجراءات تصنيفية ضد 7 شركات تابعة لـ«أداني»

شعار مجموعة «أداني» على مبنى في مومباي (إ.ب.أ)
شعار مجموعة «أداني» على مبنى في مومباي (إ.ب.أ)
TT

بعد «فيتش»... «موديز» تتخذ إجراءات تصنيفية ضد 7 شركات تابعة لـ«أداني»

شعار مجموعة «أداني» على مبنى في مومباي (إ.ب.أ)
شعار مجموعة «أداني» على مبنى في مومباي (إ.ب.أ)

قالت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني، يوم الثلاثاء، إنها خفضت النظرة المستقبلية لتصنيفات 7 كيانات تابعة لمجموعة «أداني» إلى «سلبي» من «مستقر»، بعد ساعات على إعلان وكالة «فيتش» وضعها بعض سندات «أداني» تحت المراقبة لاحتمال خفض تصنيفها. في حين وضعت وكالة التصنيف «ستاندرد آند بورز غلوبال» شركة «أداني للمواني»، و«أداني للطاقة الخضراء» و«أداني للكهرباء» على قائمة التحذير من خفض التصنيف الائتماني.

وكانت واشنطن قد اتهمت رئيس مجلس إدارة مجموعة «أداني»، غوتام أداني، وآخرين بتهم الرشوة المزعومة، وهو ما يثير قلقاً حول قدرة المجموعة على الحصول على التمويل ويزيد من تكاليف رأس المال.

وثبَّتت «موديز» التصنيفات على جميع الكيانات السبعة، التي منها: مواني أداني للمواني، والمنطقة الاقتصادية الخاصة المحدودة، ومجموعتين محدودتين مقيدتين من «أداني للطاقة الخضراء».

«فيتش» تراقب التحقيق الأميركي

كما وضعت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني بعض سندات مجموعة «أداني» تحت المراقبة لاحتمال تخفيض تصنيفها، مشيرةً إلى لائحة الاتهام.

وقالت «فيتش» في بيان لها، إن سندات «أداني لحلول الطاقة المحدودة» و«أداني للكهرباء» في مومباي وبعض سندات «أداني للمواني والمنطقة الاقتصادية الخاصة» بالروبية والدولار، أصبحت الآن تحت «مراقبة سلبية».

وأوضحت أنه تم تخفيض التصنيف الائتماني لأربعة سندات دولارية غير مضمونة لـ«أداني» من مستقرة إلى سلبية.

وفتحت أسهم «أداني» على انخفاضٍ إضافي، يوم الثلاثاء. ومن بين 10 شركات مدرجة، خسرت نحو 33 مليار دولار من قيمتها السوقية منذ صدور لائحة الاتهام، كانت شركة «أداني للطاقة الخضراء» هي الأكثر تضرراً، إذ خسرت نحو 9.7 مليار دولار.

وانخفض السهم بنسبة 7.5 في المائة، يوم الثلاثاء.

وتشير مراقبة التصنيفات السلبية إلى زيادة احتمالية خفض التصنيف الائتماني الذي قد يؤثر في تسعير ديون «أداني» التي تبلغ قيمتها مئات الملايين من الدولارات.

وقالت «فيتش» في بيانها إنها ستراقب التحقيق الأميركي بحثاً عن أي تأثير على المركز المالي لشركة «أداني». وقالت على وجه التحديد، إنها ستراقب «أي تدهور مادي في الوصول إلى التمويل على المدى القريب إلى المتوسط، بما في ذلك قدرتها على تجديد خطوط الائتمان الحالية أو الوصول إلى تسهيلات جديدة، بالإضافة إلى هوامش ائتمانية أعلى محتملة».

ووضعت وكالة التصنيف «ستاندرد آند بورز غلوبال» شركة «أداني للمواني»، و«أداني للطاقة الخضراء» و«أداني للكهرباء» على قائمة التحذير من خفض التصنيف الائتماني بسبب لوائح الاتهام الأميركية.

وتأتي ردود الفعل من الحكومة السريلانكية ووكالة «فيتش» بعد يوم واحد من إعلان شركة النفط الفرنسية الكبرى «توتال إنرجيز» الفرنسية أنها ستوقف مساهماتها المالية في استثمارات مجموعة «أداني» بعد لائحة الاتهام التي صدرت الأسبوع الماضي.

ورداً على ذلك، قالت «أداني للطاقة الخضراء» يوم الثلاثاء، إنه لا يوجد أي التزام مالي جديد قيد المناقشة مع «توتال إنرجيز»، وأن قرار الشركة الفرنسية لن يكون له أي تأثير جوهري على عمليات الشركة أو خطط نموها.

ومع ذلك، تلقت المجموعة الهندية دعماً من أحد الداعمين الرئيسيين لها، وهي شركة GQG Partners. ولم ترَ شركة الاستثمار المدرجة في أستراليا أن لوائح الاتهام سيكون لها تأثير مادي على أعمال «أداني»، حسبما أخبرت عملاءها في مذكرة.

سريلانكا

هذا وتنظر سريلانكا في اتهامات الرشوة الأميركية ضد مجموعة «أداني».

وتمتلك «أداني للمواني»، وهي أكبر مشغل خاص للمواني في الهند، 51 في المائة من مشروع محطة حاويات جديدة من المتوقع أن تبدأ عملياتها العام المقبل في مدينة كولومبو السريلانكية المجاورة.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الوزراء السريلانكي ناليندا جاياتيسا، للصحافيين، إن وزارتَي المالية والخارجية في سريلانكا تراجعان هذه الاتهامات، مضيفةً أن الحكومة ستنظر في جميع جوانب مشاريع المجموعة في الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي.

ورفضت جاياتيسا الإفصاح عن المدة التي سيستغرقها تقييم التقارير الوزارية.

جاءت هذه التصريحات بعد أيام من إعلان وكالة أميركية كانت قد وافقت على إقراض أكثر من 550 مليون دولار لتطوير الميناء السريلانكي أنها تراجع تأثير اتهامات الرشوة الموجَّهة إلى بعض المسؤولين التنفيذيين الرئيسيين في «أداني».