لماذا تقيل معظم أندية الدوري الفرنسي مدربيها؟

نصف عدد المديرين الفنيين الذين بدأوا العام مع فرقهم لن يكونوا في مناصبهم بالموسم الجديد

الثلاثي غاسيت وغينيسيو وغارسيا مدربو سانت إتيان وليون ومرسيليا سيتركون مناصبهم في الموسم الجديد
الثلاثي غاسيت وغينيسيو وغارسيا مدربو سانت إتيان وليون ومرسيليا سيتركون مناصبهم في الموسم الجديد
TT

لماذا تقيل معظم أندية الدوري الفرنسي مدربيها؟

الثلاثي غاسيت وغينيسيو وغارسيا مدربو سانت إتيان وليون ومرسيليا سيتركون مناصبهم في الموسم الجديد
الثلاثي غاسيت وغينيسيو وغارسيا مدربو سانت إتيان وليون ومرسيليا سيتركون مناصبهم في الموسم الجديد

انتهى موسم الدوري الفرنسي الممتاز، لكن إقالات المديرين الفنيين للأندية ما زالت تتواصل، ولذا لم يكن من الغريب أن يرحل فابيان ميركادال عن نادي كاين، بعدما عانى بسبب عدم إبرام النادي لصفقات جيدة. ولم يشعر كثيرون بالصدمة لرحيل جوسيلين غورفينيك عن نادي غانغان، بعد تقديم أداء هجومي عقيم والهبوط لدوري الدرجة الأولى.
وسوف تعاني الأندية الهابطة إلى دوري الدرجة الأولى من مشاكل مالية كبيرة بالطبع، ومن المرجح أن تضطر لبيع أفضل لاعبيها للتغلب على هذا الأمر، وقد فقد نادي كاين بالفعل لجهود لاعبه فريدريك غويلبيرت، الذي انتقل لنادي أستون فيلا الإنجليزي، في الوقت الذي أبدت فيه أندية أوروبية أخرى رغبتها في ضم ماركوس تورام من نادي غانغان. ومع وضع ذلك في الاعتبار، لا يمكننا أن نلوم هذه الأندية على رغبتها في تبني نهج جديد، لكن الحقيقة أن هذه المشكلة لا تقتصر على أندية القاع فقط.
وعلى الأقل، فقد ضمن المديران الفنيان اللذان أنهيا الموسم في المركزين الأول والثاني بقاءهما في منصبيهما، حيث جدد توماس توخيل عقده مع باريس سان جيرمان حتى عام 2021، وهو ما يعكس حقيقة أن ملاك النادي يدركون أن فشل الفريق في الذهاب بعيدا في دوري أبطال أوروبا يعود في الأساس إلى عدم تحرك النادي بشكل جيد في سوق انتقالات اللاعبين، وإلى بعض المشاكل في غرفة خلع الملابس، وليس المدير الفني.
وقد تم اختيار المدير الفني لنادي ليل، كريستوفر غالتير، أفضل مدير فني في الموسم بعدما قاد هذا الفريق الشاب إلى احتلال المركز الثاني في جدول الترتيب. وفي الحقيقة، لم يكن هذا إنجازا هينا بالنسبة لمدير فني عرف عنه اعتماده على الطرق الدفاعية البحتة عندما كان يتولى قيادة نادي سانت إتيان. ومن المرجح أن يرحل عدد من اللاعبين المميزين عن الفريق، بما في ذلك اللاعب الرائع نيكولاس بيبي، لكن غالتير سوف يواصل مهمته مع الفريق وسيقوده للمشاركة في النسخة المقبلة من دوري أبطال أوروبا.
وبينما احتفظ الناديان الأول والثاني في جدول الترتيب بمديريهما الفنيين، فإن الأندية الثلاثة التالية في جدول الترتيب - ليون وسانت إتيان ومرسيليا - قد أقالت مديريها الفنيين. كما غير بوردو المدير الفني (مرتين)، وموناكو (مرتين)، وأقالت أندية ديجون، ونانت، ورين، وغانغان، مديريها الفنيين هذا الموسم. وهناك قصة مختلفة وراء إقالة كل مدير فني في هذه الأندية، لكن القاسم المشترك بينها جميعا هو رغبة هذه الأندية في التطوير من خلال التغيير.
وأنهى ليون الموسم في المركز الرابع تحت قيادة برونو غينيسيو، لكن رئيس النادي جين ميشال أولاس قرر عدم تجديد عقد المدرب الذي ينتهي بنهاية هذا الشهر. وكان غينيسيو يحظى بحب واحترام اللاعبين في غرفة خلع الملابس، لكن يبدو أنه قد اختبر صبر مالك النادي للمرة الأخيرة. ولم يخسر ليون أي مباراة في دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا، وحقق الفوز على مانشستر سيتي على ملعب الاتحاد، لكنه عانى بشكل ملحوظ على المستوى المحلي، وخاصة في بطولتي الكأس، وهو ما خلق شعورا بالإحباط وخيبة الأمل.
وفي ظل فشل باريس سان جيرمان في الحصول على كأس فرنسا أو كأس الرابطة الفرنسية، كان أمام ليون فرصة ذهبية للحصول على أول بطولة له منذ عام 2012، لكنه تعثر في البطولتين، وعانى من عدم الثبات في المستوى، وهو الأمر الذي اعتاد عليه الفريق خلال السنوات الأخيرة.
وقد أنفق أولاس الكثير من الأموال لتدعيم صفوف الفريق، ومن المتوقع أن يضخ المزيد من الأموال خلال الفترة المقبلة. ورغم أنه لم يكن من المتوقع أن يكون ليون بالقوة التي كان عليها قبل 15 عاما، فإن النتائج التي حققها غينيسيو لم ترتق إلى طموحات رئيس النادي. لكن من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان الثنائي البرازيلي - المدير الفني سيلفينيو والمدير الرياضي جونينيو - سيتمكنان من مساعدة النادي على العودة إلى المسار الصحيح وتقديم مستوى ثابت خلال الفترة المقبلة أم لا. لكن من الواضح تماما أن أولاس يؤمن بأن غينيسيو - وليس الأداء المحبط من جانب نبيل فقير أو ممفيس ديباي - هو السبب وراء تراجع نتائج وأداء الفريق.
ويبدو أن الطموح كان هو السبب وراء رحيل جين لويس غاسيت عن نادي سانت إتيان، رغم التقارير التي تشير إلى رغبة المدير الفني البالغ من العمر 65 عاما في اعتزال التدريب. وبالنظر إلى النجاح الكبير الذي حققه مديرون فنيون آخرون في الآونة الأخيرة، فإنه من الصعب أن نعتقد أن غاسيت، ذلك الرجل الذي شغل طويلا منصب مساعد المدير الفني لكن لم تتح له الكثير من الفرص لكي يشغل منصب الرجل الأول، قد قرر اعتزال التدريب.
وقد فشلت مساعي سانت إتيان في احتلال أحد المراكز الثلاثة الأولى في جدول الترتيب في نهاية الموسم، لكن غاسيت قدم مستويات رائعة فيما يتعلق بطريقة إدارته للفريق وقدرته على الدفع باللاعبين الشباب (المدافع الشاب ويليام ساليبا يعد أفضل لاعب صاعد في الدوري بعد مبابي في عام 2019)، ووصل الأمر لدرجة أن عددا كبيرا من لاعبي الفريق قد صرحوا بأنه في حال رحيل غاسيت فإنهم سيبحثون عن فرصة في مكان آخر. وفي ظل التقارير التي تشير إلى استثمارات أميركية محتملة في نادي سانت إتيان، يتعين على المرء أن يتساءل عما إذا كان غاسيت قد أجبر على الرحيل بطريقة مماثلة لما حدث مع رودي غارسيا. صحيح أن غارسيا قد ارتكب بعد الأخطاء، لكن رحيله عن نادي مرسيليا، الذي لم يُظهر رغبة كبيرة في بناء إطار رياضي متماسك، يعد إحدى النقاط السلبية لمالك النادي فرنك ماكورت. ورغم أن مارسيليا قد حقق نتائج سيئة هذا الموسم، لكن غارسيا كان يبني فريقا شابا تألق في بعض الفترات، وحقق الفوز في خمس من ست مباريات في شهر مارس (آذار)، وكان بحاجة إلى بعض الوقت من أجل التطور والتحسن.
لكن بعد ذلك تعرض الفريق لخسارة ثقيلة بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد في مباراة الكلاسيكو أمام باريس سان جيرمان، في ظل الكثير من الأمور المعاكسة التي أثرت على مسيرة الفريق، لكن لكي نكون منصفين يجب الإشارة إلى أن غارسيا قد قام بعمل جيد عندما دفع بالثنائي أبو بكر كمارا ودويي كاليتا كار سويا في خط الدفاع، رغم أن اللاعبين لم يكونا في الحسبان في بداية الموسم. ولم يكن رحيل غارسيا مفاجئا، لكنه يبدو خطوة «حذرة» من جانب مسؤولي النادي، بالمقارنة بالنجاح الذي حققته أندية أخرى هذا الموسم بسبب اختيارها لمديرين فنيين لديهم خبرات كبيرة في الدوري الفرنسي الممتاز وقدرة جيدة على إدارة الفريق.
ويعد غاليتر هو أبرز مثال على ذلك، لكن ميشال دير زاكاريان مع نادي مونبيليه وتيري لوريه في ستراسبورغ هما مثالان آخران على المديرين الفنيين الذين لديهم القدرة على تأمين النواحي الدفاعية على النحو الأمثل، مع العمل أيضا على تطوير الأمور الهجومية.


مقالات ذات صلة

دي تزيربي: لم أترك شاختار وهو تحت قصف بوتين... فكيف بمرسيليا؟!

رياضة عالمية تزيربي قال إنه مستمر في منصبه مدرباً لمرسيليا (أ.ف.ب)

دي تزيربي: لم أترك شاختار وهو تحت قصف بوتين... فكيف بمرسيليا؟!

أكد المدرب الإيطالي لنادي مرسيليا الفرنسي لكرة القدم روبرتو دي تزيربي، الجمعة، أنه لم يفكر قط في الاستقالة من منصبه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية زكريا أبوخلال (أ.ف.ب)

المغربي أبوخلال يستعيد التوهج بعد المعاناة

بداية حالمة، جدل، إصابة خطيرة وخيبة أمل... هذا مشوار زكريا أبوخلال مع فريقه تولوز الفرنسي الذي انتعش مؤخراً بفصل جديد مع عودة المهاجم الدولي المغربي.

«الشرق الأوسط» (تولوز)
رياضة عالمية سان جيرمان يتأهب لجولة جديدة في الدوري الفرنسي (أ.ف.ب)

الدوري الفرنسي: مباراة سهلة لسان جيرمان... وقمة بين موناكو وبريست

يسعى باريس سان جيرمان إلى تعزيز صدارته عندما يستضيف تولوز، العاشر (الجمعة)، في افتتاح المرحلة الـ12 من بطولة فرنسا في كرة القدم.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية يستعد أرنو لإتمام صفقة الاستحواذ على نادي باريس في وقت لاحق هذا الشهر (رويترز)

عائلة أرنو: شراء نادي باريس استثمار طويل الأجل

قالت عائلة الملياردير برنار أرنو الأربعاء إنها تهدف إلى الارتقاء تدريجيا بنادي باريس اف.سي الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية ليصبح ضمن نخبة الكرة الفرنسية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية ديديه ديشان (د.ب.أ)

ديشان «السعيد»: أرفع القبعات للاعبي فرنسا

أعرب ديديه ديشان المدير الفني للمنتخب الفرنسي لكرة القدم عن سعادته بالفوز الذي حققه منتخبه على المنتخب الإيطالي في الجولة الأخيرة من المجموعة الثانية

«الشرق الأوسط» (باريس)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.