اكتشاف حوت برمائي بأربع أرجل عاش قبل 43 مليون سنة

صورة توضيحية لحوت برمائي بأربع أرجل (أ.ف.ب)
صورة توضيحية لحوت برمائي بأربع أرجل (أ.ف.ب)
TT
20

اكتشاف حوت برمائي بأربع أرجل عاش قبل 43 مليون سنة

صورة توضيحية لحوت برمائي بأربع أرجل (أ.ف.ب)
صورة توضيحية لحوت برمائي بأربع أرجل (أ.ف.ب)

عثر علماء على حفريات في صحراء ساحلية بجنوب بيرو لحوت برمائي بأربع أرجل عاش في البحر والبر قبل نحو 43 مليون عام، وذلك في اكتشاف يشرح مرحلة مهمة في تطور الثدييات البحرية.
وقال العلماء، أمس (الخميس) إن الحوت، الذي يبلغ طوله أربعة أمتار ويسمى بيريجوسيتوس المسالم، يمثل خطوة انتقالية حاسمة قبل أن تصبح الحيتان متكيفة بالكامل مع الحياة البحرية.
وكانت الأطراف الأربعة تقدر على حمل الحوت في البر؛ وهو ما يعني أنه كان يتمكن من العودة إلى ذلك الساحل الصخري للاستراحة، وربما الولادة قبل أن يقضي معظم وقته في البحر.
وتنتهي أطراف الحوت بحوافر صغيرة، وربما كانت‭‭ ‬‬موصولة بأغشية لمساعدته على السباحة.
وأفاد أوليفر لامبرت، الخبير في الحفريات بالمعهد البلجيكي الملكي للعلوم الطبيعية الذي أشرف على البحث المنشور بدورية «كارنت بيولوجي»: «نعتقد أن هذا النوع من الحيتان كان يقتات داخل الماء وأن تحركاته هناك كانت أسهل مقارنة بالبر».
ولم يكن أصل نشأة الحيتان مفهوماً بشكل واضح حتى التسعينات عندما اُكتشفت حفريات للأجيال الأولى منها.
وأظهرت حفريات عدة أن الحيتان نشأت قبل أكثر من 50 مليون عام.



بيتهوفن... شعر بالموسيقى عبر الأسنان

بيتهوفن... شعر بالموسيقى عبر الأسنان
TT
20

بيتهوفن... شعر بالموسيقى عبر الأسنان

بيتهوفن... شعر بالموسيقى عبر الأسنان

عندما نذكر اسم لودفيغ فان بيتهوفن، يتبادر إلى أذهاننا فوراً أحد أعظم عباقرة الموسيقى في التاريخ، لكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن بيتهوفن لم يؤلف أعظم أعماله في أوج قوة سمعه، بل في أحلك فترات حياته عندما فقد قدرته على السمع تدريجياً حتى أصبح أصمّ تماماً. والسؤال المذهل هو: كيف استطاع هذا الموسيقيّ العبقريّ أن يواصل تأليف الموسيقى بعد أن حُرم من أهم حواسه كمؤلف موسيقيّ؟

الأسنان... للشعور بالموسيقى

السر يكمن في عبقريته وابتكاره اللذين سبق بهما عصره. فقد لجأ بيتهوفن إلى وسيلة غريبة وفريدة: استخدام أسنانه للشعور بالموسيقى. نعم، لقد كان يضع عصا بين أسنانه ويُثبت طرفها الآخر على آلة البيانو. وعندما يعزف، تنتقل الذبذبات الصوتية عبر العصا إلى عظام الفك ومن ثم إلى الأذن الداخلية، فيتمكن من سماع الموسيقى من خلال الاهتزازات وحدها. وهذا الاكتشاف الشخصي الرائع كان بمثابة ثورة صامتة في عالم الإبداع الإنساني.

التوصيل العظمي

قبل أن يُكتشف مبدأ التوصيل العظمي علمياً، استخدم بيتهوفن هذه التقنية بشكل غير واعٍ ليستمع إلى الموسيقى بعد أن فقد سمعه. كان يضع قضيباً معدنياً بين أسنانه موصولاً بآلة البيانو، فتنتقل اهتزازات الصوت عبر عظام الفك مباشرةً إلى أذنه الداخلية. تُعرف هذه الطريقة اليوم باسم التوصيل العظمي، وهي تقنية تتجاوز الأذن الخارجية والوسطى لتنقل الصوت مباشرةً إلى قوقعة الأذن. ورغم أن هذا المفهوم لم يُدرس علمياً إلا في القرن التاسع عشر، فإن بيتهوفن كان من أوائل من استفادوا منه بشكل عملي ومدهش.

التقنية تقلل عبء الإعاقات

بيتهوفن لم يستسلم للعجز. بل على العكس، أنتج في سنوات صممه أرقى وأعظم أعماله، من بينها السيمفونية التاسعة الخالدة، التي لا تزال تُبهر المستمعين في كل أنحاء العالم حتى يومنا هذا. وهذه القصة لا تسلط الضوء فقط على عبقرية موسيقية، بل على إرادة إنسانية فذَّة رفضت أن تنكسر أمام قيود الجسد.

إن تجربة بيتهوفن تعطينا درساً بليغاً في الإصرار والابتكار. فالفن ليس حكراً على من يملكون الحواس كاملة، بل هو انعكاس لروح الإنسان وقوة إرادته في مواجهة التحديات. ومن المؤسف أن هذا الجانب الإنساني في حياة بيتهوفن لا يُذكر كثيراً، رغم أنه يمثل أعظم ما في قصة هذا الموسيقي الخالد.

في عالم اليوم، حيث تُعتمَد التكنولوجيا في علاج الإعاقات وتذليل العقبات، تظل قصة بيتهوفن شاهداً على عظمة الإنسان في ابتداع الحلول، حتى في غياب الأدوات العصرية.