الأناقة... بين الشخصي والرائجhttps://aawsat.com/home/article/1643206/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%AE%D8%B5%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D8%AC
ليس كل ما يعرض على منصات العرض يناسب الواقع - الخطوط الكلاسيكية والألوان الهادئة مضمونة أكثر
البعض يجد أنّ متابعة عروض الأزياء العالمية، أو تقليد التقليعات الرائجة في الشوارع العالمية خلال مواسم الموضة، أفضل طريقة لمعرفة توجهات الموضة، ومن تم تقليدها، للحصول على نتيجة مضمونة، إلا أنّ هذا الاعتقاد ليس دقيقاً. فرغم أهمية هذه العناصر فإنها ليست كافية، لأنها تكون بمثابة إشارات أو اقتراحات نأخذ منها ما يناسبنا. حسب الخبراء، فإن لأي إطلالة أنيقة حسابات واعتبارات منها: - شكل الجسم: فهو أول ما يجب أخذه بعين الاعتبار، وغالبية الخبراء يؤكدون على ضرورة اختيار قصات وصيحات تناسب مقاسه ومقاييسه. فليس كل ما يظهر على المجلات أو عروض الأزياء يناسب كل النساء، وبعض الخطوط تُبرز العيوب أكثر مما تخفيها. في هذه الحال لا يُجدي إن كان ما نلبسه من آخر الصيحات أو صرفنا عليه مبالغ باهظة. موضة السترات المزينة بكشاكش مثلاً لا تناسب ذوات الصدر الكبير، على العكس من الكنزات و«التي - شيرتات» التي تأتي بقصات V، فهي هنا أنسب لتصغير حجم الصدر. البنطلونات الواسعة في المقابل مثالية لصاحبات الأرداف الكبيرة، وفي حال كانت الرغبة إضفاء بعض الطول على الجزء العلوي الجسم، فيفضّل اختيار بنطلون بخصر منخفض والعكس. هذه أمثلة قليلة جداً تؤكد أن اختيار الأزياء بشكل صحيح لا يعتمد على اسم دار الأزياء التي طرحته، أو مدى رواجه التجاري وشعبيته، بقدر ما يعتمد على الذوق الخاص والصدق مع النفس فيما يتعلق بما يناسب المقاييس الجسمانية التي تفرق بين كل واحد منا. - «الأسلوب هو الذي يمنحك شخصيتك الخاصة وهويتك» هذا ما أشار إليه المصمم الراحل إيف سان لوران بقوله «إن الموضة تموت، لكن الأناقة تبقى»، وهو محق في هذا القول. فالأناقة هي ذلك الأسلوب الذي يعكس شخصية صاحبه من خلال تنسيق الأزياء والإكسسوارات مع بعضها، ويصبح مع الوقت بمثابة البصمة الخاصة التي يمكن التعرف من خلالها على الشخص من النظرة الأولى. لا يهم إن كان الأسلوب كلاسيكياً أو عصرياً أو بوهيمياً، وما شابه من العناوين العريضة، المهم أن يكون متميزاً ومناسباً. - المظهر المرتب: مهما بلغ سعر القطعة التي نقتنيها، أو مدى شهرة المصمم الذي وقعها، فإنها تفقد قيمتها إذا لم نحافظ على نظافتها ومعرفة كيفية العناية بها. قد لا يعير البعض الأمر أهمية كبيرة رغم أنها أساسيّة. فعندما تكون القطعة نظيفة ومكوية ومرتبة، فإنها تعكس إطلالة أنيقة من دون حاجة إلى أي تفاصيل أو مبالغات. فأي بقعة ميكروسكوبية أو خيط رفيع نافر، سيعطي مظهراً سلبياً كما قد يعكس شخصية لا مبالية بالتفاصيل. - معنى الإطلالة الأنيقة هي أن تكون متكاملة. والمقصود هنا كيفية انتقاء كل قطعة، ثم تنسيقها مع باقي القطع أو الإكسسوارات أو الماكياج. فطريقة التنسيق هي التي تفرق بين شخص وآخر، حتى وإن كانا يرتديان القطع نفسها. ينبه الخبراء هنا إلى ضرورة عدم الوقوع في فخ الألوان المكرّرة، فقط لأنها موجة سائدة. - أخيراً وليس آخراً، لا يجب الاستهانة بالملابس الداخلية، لأنها تؤثر تأثيراً كبيراً على الإطلالة الخارجية. فمن الأخطاء الفادحة التي ترتكبها بعض النساء إبرازها بشكل متعمد أو غير متعمد، الأمر الذي قد يعطي انطباعاً بالابتذال. الأنوثة بمفهومها العصري هي الغموض وعدم كشف أجزاء كبيرة من البشرة بهدف إظهار مفاتن الجسم. ثم لا تنسين أهمية أن تكون حمالة الصدر مثلاً بمقاس مناسب، لأنها هي العمود الذي تستند عليه باقي القطع. لهذا خصصت الكثير من المحلات ركناً خاصاً باستشارة خبيرة عن المقاس المناسب حتى تأتي الإطلالة متوازنة، لأنها تبدأ بالأساسيات.
قامت ميلانيا بالخطوة الأولى بدبلوماسية ناعمة بإعلانها أنها امرأة مستقلة ولها آراء خاصة قد تتعارض مع سياسات زوجها مثل رأيها في حق المرأة في الإجهاض وغير ذلك
حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)
مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها. بيوت الأزياء الكبيرة هي الأخرى تتسابق على حجز مكان رئيسي لها على هذه الواجهات لتسليط الضوء عليها وعلى إبداعاتها. فما لا يختلف عليه اثنان أن هذه الواجهات والزينة، بما في ذلك الأنوار التي تُزين الشوارع والساحات، تعد نقطة جذب سياحي تعتمد عليه لندن كل سنة. عادةً ما تبدأ الحجوزات قبل فترة طويلة.
وبما أن محلات «هارودز» معلمة ووجهة سياحية، فإن فرصة العرض فيها لا تقدر بثمن، وبالتالي فهي لا تمنح الفرصة لأيٍّ كان لاحتلال واجهاتها. لكنَّ «لورو بيانا» ليست أياً كان؛ فهي من أهم بيوت الأزياء العالمية حالياً. تصاميمها المترفة تجذب النظر وتحفز حركة البيع في الوقت ذاته، بدليل أنها من بين بيوت أزياء تعد على أصابع اليد الواحدة لا تزال تحقق الأرباح رغم الأزمة التي ألمَت بكثير من الأسماء الشهيرة.
هذا العام، أُتيحت لها الفرصة لتجعل 36 نافذة عرض في «هارودز» ملكها الخاص. لم يكن الأمر سهلاً. بدأت العمل عليه منذ أكثر من عام تقريباً ليأتي بصورة تسلط الضوء على تاريخها وإرثها وأيضاً مهارات حرفييها بشكل جيد، وهو ما مثَّلته «ورشة العجائب» Workshop of Wonders. فكرتُها استعراضُ خبراتهم في غزْل الصوف وأساليبهن الخاصة في المزج بين الحرفية والفن. هنا سيستمتع الناظر بقصة تُسرد من زاوية مدهشة تتبع رحلتهم، من المراعي و طرق عيش الخرفان والغزلان الخرفان وكيفية الحصول على المواد الخام وصولاً إلى المنتج النهائي.
ورشة العجائب
تتميز بديكورات متحرّكة ميكانيكية تُجسّد فكرة مسرح الدمى من خلال الآليات التي تحركها وراء الكواليس. أغلبها من الخشب لتعزيز الطابع اليدوي التقليدي. فهذه الورشة تعكس فكرة مفادها أنّ الطبيعة نفسها ورشة من الجمال والتفرد والكمال.
تأتي التصاميم هنا مستوحاة من روح عشرينات القرن الماضي، وهي الحقبة التي أبصرت فيها الدار النور، ممّا يعزز الشعور بالعراقة من خلال استخدام القوام الخشبي والألوان الدافئة الممزوجة بلمسات من الذهب المطفي. تملأ المشهد، دمى مرسومة ومحاطة بسحب من الصوف المنسوج يدوياً. هنا أيضاً يُكشف الستار عن مجتمعات الحرفيين الماهرين Masters of Fibers والأماكن الساحرة حول العالم، حيث يعيش الماعز، والألباكا، وحيوان الأيل، والغزال. هنا كل شيء يتأرجح بين الواقع والخيال،
وخلال هذه الفترة، ستفتتح الدار متجرَين جديدَين في «هارودز»؛ الأوّل مخصّص لأزياء الصغار، والآخر للديكور المنزلي، إلى جانب منتجات وتصاميم حصرية تحتفي بتاريخ الدار وبموسم الأعياد.
الواجهة والنوافذ
الجميل في تصميم الواجهات أن التركيز لم يقتصر على عرض تصاميمها بشكل يُغري المتسوقين، بقدر ما جرى التركيز على أخذهم في رحلة ممتعة إلى أماكن بعيدة، لتُعرفهم من أين تُستورد الألياف النادرة قبل أن تتحول إلى رزمٍ قطنية ثم إلى أقمشة فاخرة، يُزيِن بعضها شجرة عيد ميلاد بارتفاع 17 متراً .
صُممت كل نافذة بدقة لتحاكي تحفة فنية تروي مرحلة من تاريخ «لورو بيانا» وقصةً نجمُها الرئيسي أليافٌ وأنسجة خفيفة على شكل رزم تتحرك على حزام ناقل، لتتحوّل إلى قماش من خلال آلية مذهلة، وفي النهاية تتّخذ شكل شجرة عيد ميلاد بطول 17 متراً مزينة بالأقمشة وحلة العيد الفريدة.
نوافذ أخرى، تسرد فصولاً تتناول مواقع ومجتمعات «الحرفيين الماهرين» Masters of Fibers من منغوليا وأستراليا وجبال الأنديز وما بعدها، وصولاً إلى إيطاليا حيث يتم تحويل الألياف والمواد الخام إلى قطع لا تقدر بثمن.
منها ما يحكي قصص صوف الفيكونيا، ونسيج بيبي كشمير، وصوف الملوك وقماش «بيكورا نيراPecora Nera® وغيرها. النوافذ المخصّصة لـصوف الملوك مثلا تركز على عملية البحث عن أفضل المراعي الخضراء لخراف المارينو، وهي عملية تعود بنا إلى أواخر القرن الثامن عشر، حين وصل القبطان جيمز كوك إلى نيوزيلندا وأستراليا، حاملاً معه خراف المارينو لأول مرة. لدهشة الجميع، وجدت هذه الخراف مكانها المثالي، حيث حظيت بعناية مكثفة على يد المربّين المحليين ومنحتهم هذه الخراف بدورها أجود أنواع الصوف في العالم. أمّا نافذة Pecora Nera® فتروي رؤية وإبداع المزارعة النيوزيلندية فيونا غاردنر التي ركّزت على الخراف ذات اللون الداكن تحديداً. صوفها الثمين يتحوّل إلى ألياف طبيعية لا تحتاج إلى صبغات.
قطع حصرية لـ«هارودز»
احتفالاً بالذكرى المئوية للدار وأسلوبها المتميز بالفخامة الهادئة، تم طرح مجموعة جاهزة للرجال والنساء، حصرياً في «هارودز». كان من الطبيعي أن تستمد إيحاءاتها من الأناقة البريطانية الكلاسيكية مطعَّمة بلمسات مستوحاة من الفروسية وأنماط المربعات، إضافةً إلى اللون الأخضر الأيقوني الخاص بـ«هارودز» و ألوان أخرى مستوحاة من أجواء العيد، مثل الأحمر والأبيض.
الإطلالات المسائية للمرأة في المقابل تتميز بفساتين طويلة من الحرير المطرّز يدوياً وفساتين محبوكة بقصات عمودية، إلى جانب قمصان ناعمة مصنوعة هي الأخرى من الحرير تم تنسيقها مع سراويل واسعة بسيطة بعيدة عن التكلّف. تضيف أحذية الباليه المسطحة المصنوعة من المخمل الأسود، والصنادل ذات الكعب العالي المطرزة بزهور الشوك الذهبية، لمسة نهائية راقية.
من جهته يتألق رجل «لورو بيانا» في كل المناسبات الرسمية والاحتفالات الموسمية، بفضل التشكيلة الواسعة من البدلات الرسمية.
متجران مؤقتان
بهذه المناسبة خصصت الدار متجرَين مؤقّتَين من وحي الأعياد. الأول في الباب 6، ويشمل عناصر مستوحاة من ورش العمل والأقمشة المطرّزة. تتوسطه طاولة عمل من الجلد مضاءة بمصباح علوي، بالإضافة إلى عجلة صناعية كبيرة تعرض المنتجات الجلدية والإكسسوارات. يمكن للزوّار هنا العثور على تشكيلة حصرية من ربطات العنق والقبّعات المصنوعة من الكشمير الفاخر للأطفال، والصوف، وقماش التويل الحريري بألوان هادئة أو مزيّنة بزخارف تحمل رموز الدب وزهرة الشوك وغيرها. أما للمنزل، فتتوفر تماثيل خشبية للماعز والألباكا، بالإضافة إلى نسخ محشوة منها على قواعد خشبية. وقد جرى تخصيص زاوية خاصة لإدخال اللمسات الشخصية على وشاح Grande Unita الأيقوني، حيث يمكن للعملاء تطريز الأحرف الأولى من أسمائهم.
أما المتجر الثاني بباب 9، فخُصّص لفنّ تقديم الهدايا وتجربة حصرية يمكن حجزها لمزيد من المتعة. تبدأ بتعريف الضيوف بعالم الحرف اليدوية، من خلال أشجار الأعياد المغلّفة بالصوف والكشمير، وحيوانات محشوة على شكل الماعز، والألباكا، وحيوان الأيل، والغزال، بالإضافة إلى رؤوس أقلام على شكل حيوانات. وتتجلّى بهجة موسم الأعياد في كرة الثلج المصنوعة من الخشب والزجاج التي تضم ماعز الكشمير محاطاً بحبّات الثلج المتطايرة. يستضيف هذا المتجر أيضاً ورشة عمل تُتيح للضيوف اختبار مهاراتهم في الحرف اليدوية أو تعلّم كيفية صنع زينة العيد وتغليف نماذج خشبية بالصوف.
تستمر فعاليّات Workshop of Wonders حتّى الثاني من يناير (كانون الثاني) 2025، وتُشكّل جزءاً مهماً وأساسياً من احتفالات الدار بعيدها المئة حول العالم، وبذكرى تأسيسها عام 1924 على يد بييترو لورو بيانا.