مئات من أبناء «الداعشيات» البريطانيات يعيشون في سوريا

وزير الداخلية اعتبر إعادتهم أمراً «بالغ الصعوبة»

البريطانية {الداعشية} بيغوم (الشرق الأوسط)
البريطانية {الداعشية} بيغوم (الشرق الأوسط)
TT

مئات من أبناء «الداعشيات» البريطانيات يعيشون في سوريا

البريطانية {الداعشية} بيغوم (الشرق الأوسط)
البريطانية {الداعشية} بيغوم (الشرق الأوسط)

كشف وزير الداخلية البريطاني عن احتمالية وجود المئات من أبناء «الداعشيات» البريطانيات في سوريا والعراق حاليا. في كلمته أمس أمام البرلمان البريطاني، قال وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد، إن إعادة هؤلاء الأطفال إلى بريطانيا أمر «بالغ الصعوبة».
وتشكل النساء الغالبية العظمى من البريطانيين الذين سافروا للانضمام إلى صفوف الجماعات المتطرفة في سوريا والعراق حيث تجاوز عددهن 900 فتاة وسيدة، بعضهن اصطحب أطفاله، فيما وضعت أخريات أطفالهن هناك، بحسب وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد.
وذكر جاويد في كلمته أمس أمام أعضاء لجنة الشؤون الداخلية بمجلس العموم البريطاني ردا على وضع البريطانية شميمة بيغوم البريطانية الداعشية التي تبلغ من العمر 19 عاما، والتي فرت من أهلها بلندن للانضمام إلى تنظيم داعش عام 2015، أن القانون البريطاني يمنح الطفل المولود لأم بريطانية الحق في الحصول على الجنسية البريطانية أيا كان مكان ميلاده.
وردا على سؤاله عن وجود خطة لاستقدام ابن شميمة بيغوم إلى المملكة المتحدة، قال وزير الداخلية البريطاني: «للأسف هناك مئات الأطفال الذين ولدوا لمقاتلين أجانب في سوريا والعراق. لكن من الصعب الترتيب لعودة أطفال من سوريا. من الوارد العمل على استعادة طفل من دولة بها قنصلية بريطانية، مثل تركيا. لكن في سوريا لا توجد قنصلية بريطانية حاليا». إن تجريد الإنسان من جنسيته يعد تصرفا فظا: «ولا يمكن بحال تنفيذ هذه الصلاحية القانونية مع شخص لا يملك سوى جنسية واحدة، وإلا فسيبقى بلا جنسية»، بحسب جاويد. مضيفا، أنه لم يفعل ذلك من قبل ولم يسمع أن أيا من الوزراء السابقين قد اتخذ إجراء كهذا، خاصة مع مواطن لا يملك سوى جنسيته البريطانية، وإلا فسيعد ذلك مخالفة للقانون الدولي كما نعرفه.
واستطرد جاويد: «لم أقدم على هذا الإجراء من قبل ولم أفكر فيه إلا بعد أن تيقنت من أن الشخص المطلوب يحمل أكثر من جنسية». وكشف محامي عائلة بيغوم أن العائلة ستتوجه إلى سوريا للقاء شميمة قبل الطعن في قرار وزارة الداخلية البريطانية بتجريدها من جنسيتها. الجدير بالذكر أن عائلة شميمة قد تسلمت إخطارا من وزارة الداخلية البريطانية في 12 فبراير (شباط) بأن آخر موعد للطعن على القرار سيكون في غضون 28 يوما من تاريخ صدوره.


مقالات ذات صلة

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».