دشن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي، ليلة أمس، بالرياض، معرض «وهج» بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، بحضور الأمير تركي الفيصل رئيس المركز، وعدد من سفراء العالم لدى المملكة.
واحتوى المعرض على 60 نموذجاً من مختلف أنواع المخطوطات، تشمل المصاحف وعناوين المخطوطات والمخطوطات الخزائنية والمنمنمات، بهدف التعريف بها، والاطلاع على أهم ميزاتها، وإبراز جماليات الزخرفة والتذهيب في الفن الإسلامي.
ومن مقتنيات المعرض، زخرفة المخطوطات الخزائنية، التي كانت تُكتب وتُدوَّن برسم خزائن الملوك والسلاطين والأمراء في العهد العباسي، أو خزائن المدارس ودور العلم التي أسسوها، ومن أشهرها خزانة الخلفاء العباسيين ببغداد، التي ظلت قائمة تعجّ بالكتب والمؤلفات النفيسة إلى أن دهمها التتار وخُرّبت على يد هولاكو عام 1258م.
وقال عمار تمالت الخبير ورئيس قسم المخطوطات بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، لـ«الشرق الأوسط»: «أقدم تحفة معروضة في معرض (وهج: زينة الصفحة المخطوطة)، هي كتاب (كليلة ودمنة)، وتُعتبر نسخة مركز الملك فيصل هي ثاني أقدم نسخة منه في العالم».
وأضاف تمالت: «نسخة كتاب (كليلة ودمنة)، منسوخة في القرن الثامن الهجري، عام 747هـ، وهي مثال للمدرسة التيمورية البغدادية في الزخرفة، وهو أول كتاب عربي ظهرت فيه المنمنمات، زخرفتها عربية إسلامية، ليست من الزخارف الفارسية، مثل كتاب (شهمانة) أو كتاب (خمستنظامي) أو غيرها».
ولفت إلى معروضات «وهج»، توجد منها نسخة منها في بعض المتاحف العالمية، حيث يُعد مركز الملك فيصل من أقوى المراكز تعاوناً مع المراكز الأوروبية، ويُعتَبَر جسراً بين المكتبات الأوروبية والباحثين بمختلف أنواعهم وتخصصاتهم، إذ يقوم المركز بالتوسط لهؤلاء الباحثين في جلب ما يريدون من المخطوطات من دول أوروبية وغيرها.
واطلع زوار «وهج»، على زخرفة للمصاحف والنصوص القرآنية، التي بدأت في فترة مبكرة من التاريخ الحضاري الإسلامي، حيث تميزت أسماء السور في بعض المصاحف الحجازية والكوفية بنوع مميز من الزخرفة والتلوين، ثم في العصر المملوكي كان لزخرفة المصاحف اهتمام بالغ، فظهرت المصاحف المملوكية النادرة، التي كانت تُكتَب برسم بعض الملوك.
وتجلت في معرض «وهج»، زخرفة المنمنمات، وهي أحد الفنون التقليدية التي شاعت في البلدان الإسلامية والآسيوية والأوروبية. والمنمنمة صورة فنية صغيرة الحجم، رُسِمت في كتاب من أجل توضيح المضمون، مثل «كليلة ودمنة»، وشاع بعده التصوير في المخطوطات الأدبية الفارسية في العصر الإيلخاني (1256 - 1353م).
واشتمل المعرض كذلك على زخرفة الافتتاحيات، حيث يضع الفنان في القسم الأعلى من ظهر الورقة زخرفة تشير إلى مدخل بدء النص، وهذه الزخرفة تتعايش مع مستهل الكتاب، بحيث تأخذ أشكالاً تسمى «سرلوحة»، أو «طرة»، أو «طغرة»، أو «ديباجة»، إذ إن فن التذهيب كان من أرفع فنون الكتابة بعد الخط، وكان الفنان يتباهى بذكر اسمه على المخطوط، وتسبقه لفظة «المذهب».
ومن أشهر المكتبات العالمية، التي يتعاون معها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية مكتبة برلين الوطنية، ومكتبة لايدن في هولندا، والأمبرولوزيانا في ميلانو، وفق اتفاقيات تعاونية، أمام المخطوطات الفرنسية كلها مصورة بالمركز.
وزير الثقافة السعودي يفتتح معرض «وهج»
60 نموذجاً من المخطوطات للزخرفة منها ثاني أقدم نسخة لـ«كليلة ودمنة»
وزير الثقافة السعودي يفتتح معرض «وهج»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة