مصباح ضوئي يتيح للقراصنة سرقة منزلكم الذكي

منصة التحكم في إعدادات الأدوات معرضة للاختراقات

مصباح ضوئي يتيح للقراصنة سرقة منزلكم الذكي
TT

مصباح ضوئي يتيح للقراصنة سرقة منزلكم الذكي

مصباح ضوئي يتيح للقراصنة سرقة منزلكم الذكي

في موسم الأعياد، احتلت أجهزة «المنزل الذكي» حيزاً كبيراً من مقترحات الهدايا من المصابيح الضوئية إلى المقابس، وكاميرات المراقبة الأمنية، ومقاييس الحرارة، وأجراس المنازل التي يمكنكم التحكم فيها لاسلكياً من هاتفكم. ويتوقع المحللون أن تتنامى شعبية أجهزة إنترنت الأشياء هذه خلال السنوات القليلة المقبلة، بمعدل استهلاك 20.4 مليار جهاز بحلول عام 2020.
- قرصنة الأدوات الذكية
لكن في الوقت الذي قد تشعرون فيه بأن التحكم في منزلكم بواسطة الهاتف الذكي أمر مريح وممتع، هناك الكثير من الحالات الموثقة لقرصنة تتعرض لها الأجهزة الذكية الأمنية، كالأقفال وأجهزة الإنذار، وحتى أجهزة مراقبة الأطفال. وقد وجدت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة «ويليام آند ميري»، أنه حتى أبسط الأجهزة المنزلية الذكية، كالمقابس الذكية أو مصابيح الإضاءة، يمكن أن تشكل نقطة اختراق للقراصنة.
يعود هذا الأمر إلى كون التحكم في عدد كبير من الأجهزة المنزلية الذكية يتم عادة عن طريق تطبيق مركزي واحد كـ«غوغل نيست» أو «سامسونغ سمارت ثينغز»؛ وإن تغيير إعداد في جهاز ذكي واحد يمكن أن يبلغ هذه المنصة بتغيير سلوك الأجهزة الذكية الأخرى.
تخيلوا مثلاً أنكم برمجتم مصابيح المنزل على أن تضيء فور وصولكم إلى المنزل. كما أنكم قد تملكون أجهزة ذكية أخرى يطلب منها أن تقوم بعمل معين أثناء تواجدكم في المنزل وألا تفعله وأنتم في الخارج، كتعطيل نظام الإنذار وأنتم في المنزل. وفي حال تمكن القراصنة من اختراق إعدادات تشغيل مصابيح المنزل، قد يتمكنون أيضاً من اختراق إعدادات جهاز الإنذار وتعطيله أثناء تواجدكم في الخارج ليتمكنوا من دخول المنزل دون رصدهم، ببساطة عبر العبث بإعدادات المصابيح.
- منصة مخترقة
في مقابلة أجراها مع موقع «كوارتز»، قال كوشال كافلي، باحث رئيسي في هذه الدراسة: «عندما تبتاعون مقبساً للطاقة أو مصباحاً ضوئياً، لن يخطر أبداً في بالكم أنه قد يؤثر على الكاميرات الأمنية أو على جهاز الإنذار. لكن عندما تضمون هذا الجهاز إلى منصة منزلكم الذكي، سيتيح هذا الأمر للأجهزة التواصل مع بعضها بعضاً».
وفي ورقة بحثية أخرى نشرت في أوائل 2018، حلل الباحثون 16 جهاز إنترنت أشياء مختلفاً، ووجدوا أن الأجهزة الضرورية لحفاظ الأمن كالكاميرات الذكية وأجراس المنازل ليست صعبة القرصنة. وقال الباحث الرئيسي في هذه الدراسة، عمر شوارتز: «لأن هذه الأجهزة تصنع بكميات كبيرة، يمكنكم شراء كاميرا محددة واكتشاف ضعفها، ومن ثم استخدامها ضد أي شخص آخر يملك الكاميرا نفسها».
وكانت الأجهزة التي اختبرها شوارتز تملك كلمات مرور تتيح الوصول إلى الإعدادات، لكنها لم تكن دائماً آمنة. ولفت شوارتز إلى أن أسهل الأجهزة اختراقاً كانت كلمة مرورها «1234»، والأصعب اختراقاً كانت جهازاً فاخراً لمراقبة الأطفال، احتاج إلى يومين لاختراقه»، مضيفاً: «أظن أنني الوحيد الذي أعرف كلمة مروره؛ لذا لن أشارككم بها. لكن المقلق في الأمر أن الأمر كان سهلاً جداً».
تعرض الأجهزة الذكية القابلة للقرصنة، صاحبها لكابوس أمني آخر: الوصول إلى الشبكة اللاسلكية. إذ تخزن بعض الأجهزة كلمة مرور الواي - فاي بشكل غير آمن؛ مما يتيح لأي قرصان حقق اختراقاً لإعدادات جهازكم الذكي أن يصل إلى كلمة مرور الواي - فاي ويراقب نشاطكم على الشبكة. قد يتمكن أي قرصان من التجسس عليكم وأنتم تدخلون معلومات بطاقتكم المصرفية أثناء التبضع أو تسجلون دخولكم في حسابكم المصرفي.
- مخاطر ضئيلة
وقال كافلي من الدراسة الأولى: «قد تبدو نتائج الدراسة مقلقة، لكن المسألة ليست مرعبة إلى حد كبير. فأنتم لستم مضطرين إلى الاستغناء عن أجهزة المنزل الذكية؛ لأنها مفيدة في مجالات كثيرة». وفي النهاية، سيحتاج القرصان إلى حافز كافٍ لقرصنة شخص معين، والمستهلك العادي ليس هدفاً بارزاً. حمل كافلي وفريقه النتائج التي توصلوا إليها إلى شركات كبرى كـ«سامسونغ» و«غوغل»، وشعروا بالسرور لتجاوب هذه الشركات مع مقترحاتهم التصحيحية.
يرى كل من كافلي وشوارتز، أن التطبيقات والأجهزة التي تصنعها شركات معروفة تتميز بأمان أكبر؛ لأن هذه الشركات تملك المصادر المطلوبة لاختبار وتحديث التدابير الأمنية المعتمدة في الأجهزة. وأشار شوارتز: «تباع الأجهزة التي تصنعها العلامات التجارية الكبرى بكميات كبيرة، أي أن فرص اكتشاف العيوب التي تنطوي عليها ستكون أكبر».
توفر الأسواق اليوم أجهزة تتيح للمستخدمين مراقبة جميع النشاطات الواردة عبر الشبكة لرصد أي نشطاء مشبوهين. مثلاً، تعمل منتجات كـ«فينغبوكس» Fingbox و«بيتديفيندرز» Bitdefender على إنذاركم في حال حاول أي جهاز جديد الدخول إلى شبكتكم وعلى حجب أي قراصنة محتملين. لكن كأي جهاز آخر، يمكن أيضاً لها أن تتعرض للاختراق، غير أن المستهلك العادي قد لا يكون مهتماً بصرف مبالغ مالية أو تخصيص الوقت اللازم لضبطها. ومع عمل المجتمع التقني المستمر على تحسين أمن أجهزة إنترنت الأشياء، يفضل أن يتعامل المستهلكون بذكاء مع أجهزتهم الذكية. يقول شوارتز: «في حال كنتم تشعرون بالقلق من مشاركة شيء معين مع العالم، لعله يجدر بكم ألا تضعوه على جهازكم الذكي. يجدر بكم الحفاظ على حيز من الشك الدائم أثناء التعامل مع هذه الخدمات».

* «كوارتز» - خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

تقرير استخباراتي: تزايد التهديدات السيبرانية خلال الانتخابات الأميركية

تكنولوجيا حذّرت شركة «فورتينت» من تهديدات سيبرانية متزايدة استهدفت انتخابات الرئاسة الأميركية 2024 (أدوبي)

تقرير استخباراتي: تزايد التهديدات السيبرانية خلال الانتخابات الأميركية

بيّن التقرير تسجيل أكثر من 1000 نطاق وهمي جديد يحمل محتوى انتخابياً منذ بداية عام 2024، يستهدف خداع الناخبين.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا أصبحت ثقة نحو 3 أرباع المستهلكين (72%) بالشركات أقل مقارنة بعام 2023 (أدوبي)

65 % من العملاء يشعرون بأن الشركات تتعامل مع بياناتهم باستهتار وتهوّر

تظهر دراسة جديدة لشركة «سايلزفورس» تراجع الثقة بالشركات لدى 72 في المائة من العملاء حول العالم.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد إيلون ماسك متحدثاً (عن بُعد) عن الابتكار والذكاء الاصطناعي في الاجتماع السنوي السادس عشر للمنتدى الدولي لصناديق الثروة السيادية الذي تستضيفه سلطنة عمان الاثنين (العمانية)

تحذير من مخاطر الذكاء الاصطناعي والتهديدات السيبرانية على صناديق الثروة السيادية

حذر خبير دولي في إدارة صناديق الثروة السيادية، من التحديات المخاطر التي تمثلها عمليات الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
العالم الجهاز القضائي للاتحاد الأوروبي يعلن نجاح إغلاق خوادم إحدى أكبر منصات البرامج الضارة في العالم التي استهدفت ملايين الضحايا (رويترز)

تعاون عالمي مكن الشرطة من إحباط برمجيات خبيثة استهدفت الملايين

أعلن الجهاز القضائي للاتحاد الأوروبي (يوروجست) اليوم الثلاثاء أن عملية للشرطة العالمية نجحت في إغلاق خوادم إحدى أكبر منصات البرامج الضارة في العالم.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
خاص شارك في القمة مئات الخبراء والباحثين في مجال الأمن السيبراني من حول العالم (الشرق الأوسط)

خاص قمة «محللي الأمن» في إندونيسيا تناقش أخطر التهديدات السيبرانية في الشرق الأوسط

هجمات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإنشاء مواقع وهمية لزيادة المصداقية وأخرى تستغل ثغرات في رقائق الأجهزة الإلكترونية.

نسيم رمضان (بالي (إندونيسيا))

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
TT

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين، وإبرام عقود مع الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات لتحقيق المداخيل من محتواها.

واقترحت دار النشر «هاربر كولينز» الأميركية الكبرى أخيراً على بعض مؤلفيها، عقداً مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي تبقى هويتها طي الكتمان، يتيح لهذه الشركة استخدام أعمالهم المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي رسالة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، عرضت شركة الذكاء الاصطناعي 2500 دولار لكل كتاب تختاره لتدريب نموذجها اللغوي «إل إل إم» لمدة 3 سنوات.

آراء متفاوتة

ولكي تكون برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناء على طلب بسيط بلغة يومية، تنبغي تغذيتها بكمية مزدادة من البيانات.

وبعد التواصل مع دار النشر أكدت الأخيرة الموافقة على العملية. وأشارت إلى أنّ «(هاربر كولينز) أبرمت عقداً مع إحدى شركات التكنولوجيا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي للسماح بالاستخدام المحدود لكتب معينة (...) بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها».

وتوضّح دار النشر أيضاً أنّ العقد «ينظّم بشكل واضح ما تنتجه النماذج مع احترامها حقوق النشر».

ولاقى هذا العرض آراء متفاوتة في قطاع النشر، إذ رفضه كتّاب مثل الأميركي دانييل كيبلسميث الذي قال في منشور عبر منصة «بلوسكاي» للتواصل الاجتماعي: «من المحتمل أن أقبل بذلك مقابل مليار دولار، مبلغ يتيح لي التوقف عن العمل، لأن هذا هو الهدف النهائي من هذه التكنولوجيا».

هامش تفاوض محدود

ومع أنّ «هاربر كولينز» هي إحدى كبرى دور النشر التي أبرمت عقوداً من هذا النوع، فإنّها ليست الأولى. فدار «ويلي» الأميركية الناشرة للكتب العلمية أتاحت لشركة تكنولوجية كبيرة «محتوى كتب أكاديمية ومهنية منشورة لاستخدام محدد في نماذج التدريب، مقابل 23 مليون دولار»، كما قالت في مارس (آذار) عند عرض نتائجها المالية.

ويسلط هذا النوع من الاتفاقيات الضوء على المشاكل المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتم تدريبه على كميات هائلة من البيانات تُجمع من الإنترنت، وهو ما قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الطبع والنشر.

وترى جادا بيستيلي، رئيسة قسم الأخلاقيات لدى «هاغينغ فايس»، وهي منصة فرنسية - أميركية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، أنّ هذا الإعلان يشكل خطوة إلى الأمام، لأنّ محتوى الكتب يدرّ أموالاً. لكنها تأسف لأنّ هامش التفاوض محدود للمؤلفين.

وتقول: «ما سنراه هو آلية لاتفاقيات ثنائية بين شركات التكنولوجيا ودور النشر أو أصحاب حقوق الطبع والنشر، في حين ينبغي أن تكون المفاوضات أوسع لتشمل أصحاب العلاقة».

ويقول المدير القانوني لاتحاد النشر الفرنسي (SNE) جوليان شوراكي: «نبدأ من مكان بعيد جداً»، مضيفاً: «إنّه تقدم، فبمجرّد وجود اتفاق يعني أن حواراً ما انعقد وثمة رغبة في تحقيق توازن فيما يخص استخدام البيانات مصدراً، التي تخضع للحقوق والتي ستولد مبالغ».

مواد جديدة

وفي ظل هذه المسائل، بدأ الناشرون الصحافيون أيضاً في تنظيم هذا الموضوع. ففي نهاية 2023، أطلقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية اليومية ملاحقات ضد شركة «أوبن إيه آي» مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي» وضد «مايكروسوفت» المستثمر الرئيسي فيها، بتهمة انتهاك حقوق النشر. وقد أبرمت وسائل إعلام أخرى اتفاقيات مع «أوبن إيه آي».

وربما لم يعد أمام شركات التكنولوجيا أي خيار لتحسين منتجاتها سوى باعتماد خيارات تُلزمها بدفع أموال، خصوصاً مع بدء نفاد المواد الجديدة لتشغيل النماذج.

وأشارت الصحافة الأميركية أخيراً إلى أنّ النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو كأنها وصلت إلى حدودها القصوى، لا سيما برامج «غوغل» و«أنثروبيك» و«أوبن إيه آي».

ويقول جوليان شوراكي: «يمكن على شبكة الإنترنت، جمع المحتوى القانوني وغير القانوني، وكميات كبيرة من المحتوى المقرصن، مما يشكل مشكلة قانونية. هذا من دون أن ننسى مسألة نوعية البيانات».