في الظروف العادية، كان من المفترض أن يستعد نوتس كاونتي، الذي يحتل مركزاً متأخراً في دوري الدرجة الثالثة، للعب أمام نيوبورت في نهاية هذا الأسبوع. لكن، بطبيعة الحال، فإن الظروف الحالية ليست ظروفاً عادية على الإطلاق، حيث كان نيوبورت سيلعب مباراة مهمة أمام ميدلسبره في كأس الاتحاد الإنجليزي؛ وهو ما جعل نوتس كاونتي يقضي هذا الأسبوع من دون خوض أي مباراة.
وبكل تأكيد، لن ينعم أنصار وعشاق هذا النادي العريق بهذه الراحة ويشعرون بالسعادة في الوقت الذي يبتعد فيه النادي بفارق ثماني نقاط فقط عن منطقة الهبوط بدوري الدرجة الثالثة ويقترب بشكل خطير من فقدان لقبه كأقدم نادٍ في الدوريات الإنجليزية الرسمية. ويعود تاريخ تأسيس نوتس كاونتي إلى عام 1862؛ ونظراً لأنني ترعرعت في نوتنغهام فإنني أعلم جيداً مدى فخر جمهور النادي واعتزازه بهذه العراقة. وكانت القصص والحكايات تروى عن المدير الفني الأسكتلندي جيمي سيريل، الذي نجح في قيادة نوتس كاونتي من دوري الدرجة الرابعة للصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، والفوز في المباراة الافتتاحية لموسم 1981-1982 على حامل اللقب آنذاك أستون فيلا.
وقبل عامين من الآن، قام مالك النادي ألان هاردي أو «ألان الكبير»، كما يحب أن يُنادى، بشراء نادي نوتس كاونتي، وضخ الكثير من الأموال في النادي على أمل تطويره بسرعة وإعادته إلى مكانته السابقة. ويعد هاردي شخصية مثيرة للجدل في حقيقة الأمر، وما زلنا نتذكر جميعاً ما حدث عندما قاد سيارته بسرعة أكبر من السرعة المقررة، وأعلن أن القوانين البريطانية الخاصة بالطرق وسرعات السيارات لا يجب أن تنطبق عليه، قائلاً: «أنا لا أتفق على أن هذه السرعة تؤدي إلى الوفاة»، قبل أن يؤكد أنه غير مذنب ويطلب أن تحال القضية إلى المحاكمة. وأضاف: «السرعة غير الملائمة تقتل، وهناك فرق واضح بين هذه السرعة وبين السرعة التي كنت أقود بها السيارة».
ولم يكن غريباً أن نعرف أن القضاة في نوتنغهام قد رفضوا ادعاءه، بعد أن سمعوا أنه كان يقود سيارته بسرعة 77 ميلاً في الساعة في منطقة تكون أقصى سرعة مسموح بها هي 40 ميلاً في الساعة. وقام هاردي، على الأقل، بتغيير رأيه واعترف بالذنب، لكنه كان مصراً على أنه لم يكن يتعين على المحكمة أن تعاقبه بمنعه من قيادة السيارة، لكنه منع من القيادة لمدة ثلاثة أشهر.
ومن بين أكثر التطورات المثيرة للاهتمام التي يمكن أن أكشفها عما يحدث داخل نادي نوتس كاونتي هو أنه قد تم إيقاف سبعة أعضاء، من غير العاملين في كرة القدم، العام الماضي؛ مما أدى إلى فقدان أربعة منهم وظائفهم؛ بسبب نزاع داخلي شمل اكتشاف مجموعتين على تطبيق «واتساب» لتبادل وجهات النظر بشأن مالك النادي وأمور أخرى. ومن بين الأشخاص الثلاثة الذين لم يتم إيقافهم، رحل اثنان عن النادي في وقت لاحق، ورفض النادي التعليق على ما حدث.
ووصف هاردي، الذي نشأ وترعرع في نوتنغهام، نادي نوتس كاونتي بأنه «النادي الحقيقي للمجتمع في هذه المنطقة»، ودخل في حالة من الجدل مع جمهور نوتنغهام فورست على «تويتر» ووعدهم بأن المنافسة ستكون «ساخنة للغاية» عندما يلعب الناديان في المسابقة نفسها. وبينما كان نوتس كاونتي يتقدم إلى الأمام ويتصدر في بعض الأوقات خلال الموسم الماضي جدول ترتيب دوري الدرجة الثالثة، كان هاردي يوجه الانتقادات اللطيفة، وأحياناً غير اللطيفة، لنادي نوتنغهام فورست دائماً.
وكانت المشكلة بالنسبة لنوتس كاونتي تتمثل في أن هذه استراتيجية محفوفة بالمخاطر، وبخاصة أن النادي يلعب له اثنان من لاعبي نوتنغهام فورست على سبيل الإعارة، وهما لاعب خط الوسط المهاجم جورج غرانت الذي سجل 16 هدفاً قبل نهاية العام، وريان ياتيس، وهو خريج آخر من أكاديمية نوتنغهام فورست، الذي كان يلعب دوراً أكثر أهمية مع الفريق. لكن هاردي «عض اليد التي أطعمته» وظل يوجه الانتقادات لنادي نوتنغهام فورست.
وقبل بداية الموسم، وصف هاردي الصعود لدوري الدرجة الثانية بأنه «حتمي»، لكنه بدلاً من ذلك أقال المدير الفني للفريق كيفين نولان في أغسطس (آب)، وعيّن بدلاً منه هاري كيويل الذي لم يستمر سوى 73 يوماً فقط. وبعد ذلك، تم تعيين نيل أردلي، لكنه لم يفز سوى في مباراة واحدة في أول عشر مباريات له مع الفريق.
وبدأت الأمور تزداد صعوبة على هاردي في يناير (كانون الثاني) الماضي، عندما تقدم نادي سكونثورب، الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى، بعرض لضم ياتيس في صفقة من شأنها أن تمنح اللاعب الفرصة للحصول على خبرات كبيرة من خلال اللعب في بطولة أقوى. ووافق نوتنغهام فورست على الصفقة؛ وهو ما يعني أن هاردي لم يعد يستحق المعاملة التفضيلية التي كان يحصل عليها في السابق لأنه يمالك نادياً في المدينة نفسها.
وبعدما كان نوتس كاونتي يحتل المركز الثاني في جدول الترتيب بفارق ست نقاط كاملة عن صاحب المركز الثالث، هبط الفريق إلى المركز الخامس وخسر أمام كوفنتري سيتي في ملحق الصعود. وقبل بداية الموسم الجديد، وصف هاردي الصعود بأنه «حتمي»، لكن بدلاً من ذلك لم يفز الفريق في أي مباراة من المباريات الخمس الأولى، وتم إقالة المدير الفني للنادي، كيفين نولان، في 26 أغسطس. وقد كان الأمر مربكاً بعض الشيء؛ نظراً إلى أن هاردي قد سبق وأن أشاد بنولان ووصفه بأنه «المدير الفني المستقبلي للمنتخب الإنجليزي»، وعيّنه وزعم في صحيفة «نوتينغهام إيفنينغ بوست» أنه كان قراراً بالإجماع من قبل مجلس الإدارة.
لكن جون إنيفير، وهو عضو آخر في مجلس الإدارة، كتب على «تويتر» آنذاك يقول: «بالإجماع؟ هذا ببساطة غير صحيح». وشعر إنيفير بالإهانة الشديدة واستقال من منصبه، ثم استقال نائب رئيس النادي، دارين فليتشر، بعد ذلك بفترة قصيرة. وكان فليتشر قد عُين نائباً للرئيس في شهر يونيو (حزيران) مع «مسؤولية الإشراف على قطاع كرة القدم»، وكان من المفترض أن يقوم بعمله في النادي في الوقت الذي لا يعمل به معلقاً للتلفزيون على شبكة «بي تي سبورت».
وقد استمر هاري كيويل، الذي تولى قيادة الفريق خلفاً لنولان، لمدة 73 يوماً فقط قبل أن يقال من منصبه هو الآخر. وقد سُئل نولان نفسه عما إذا كان يرغب في العودة لقيادة الفريق مرة أخرى، لكنه لم يبد أي اهتمام، وتم تعيين نيل أردلي مديراً فنياً للفريق في نهاية المطاف. وحقق أردلي، الذي كان قد ترك لتوه منصبه مديراً فنياً لنادي ويمبلدون، الفوز في مباراة واحدة من أول عشر مباريات له مع الفريق. وعلاوة على ذلك، اهتزت شباك الفريق بـ59 هدفاً في 29 مباراة وقدم أداءً كارثياً، رغم أن النادي يدفع رواتب للاعبين تصل إلى ثلاثة ملايين جنيه إسترليني ولديه قائمة كبيرة من اللاعبين تضم 38 لاعباً.
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما الذي يمكن استخلاصه من كل ذلك؟ أولاً، لا تفسد علاقتك بناد يحاول مساعدتك. لقد رفض نادي نوتنغهام فورست الانجرار إلى شجار علني مع نادي نوتس كاونتي، لكن هناك شيئين واضحين للغاية: أولاً، لم يلعب نادي نوتنغهام فورست مباراته الودية المعتادة قبل بداية الموسم أمام نوتس كاونتي، الذي استضاف بدلاً من ذلك ناديي ليستر سيتي وديربي كاونتي، بعدما أعلن هاردي ترحيبه بـ«أكبر ناديين لكرة القدم في منطقة إيست ميدلاندز».
وثانياً، بدأ نادي نوتنغهام فورست يعير لاعبه إلى نادي مانسفيلد في خطوة وصفت بأنها بداية «علاقة خاصة» مع النادي، وكان من بين اللاعبين المعارين جورج غرانت الذي سبق وأن لعب لنوتس كاونتي، بالإضافة إلى اللاعب المميز تايلر ووكر. وفي الظروف العادية، كان يمكن أن ينتقل هؤلاء اللاعبون إلى نادي نوتس كاونتي ويقدمون دعماً كبيراً للنادي. وخلاصة القول، إذا كان هناك درس يمكن استخلاصه مما قام به هاردي مع نادي نوتس كاونتي، فهو أنه لا ينبغي على أي مسؤول أن يدير نادياً لكرة القدم بهذه الطريقة.
أما الشيء المؤكد الآن، فهو أن نوتس كاونتي لديه 17 مباراة فقط لكي يستمر ضمن الدوريات الكبرى في إنجلترا وينقذ تاريخاً عريقاً مدته 157 عاماً. أتمنى أن ينجح نوتس كاونتي في الخروج من هذه الورطة الكبيرة، لكن حتى جمهور نوتس كاونتي نفسه يعترف بصعوبة المهمة. ويجب التأكيد على أن نادي نوتس كاونتي – وليس ستوك سيتي أو نوتنغهام فورست أو أي نادٍ آخر – هو أقدم نادٍ في الدوريات الإنجليزية الرسمية، وسيكون يوماً حزيناً للغاية إذا تغيرت هذه الحقيقة.
ألان هاردي مالك نوتس كاونتي يقود النادي نحو الهاوية
الفريق العريق يقترب من الهبوط إلى الدرجة الرابعة وفقدان لقبه كأقدم نادٍ في الدوريات الإنجليزية الرسمية
ألان هاردي مالك نوتس كاونتي يقود النادي نحو الهاوية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة