مشعل سأل في الكويت عن إمكانية طرح مبادرة.. والشيخ الصباح أكد التزامه الحل المصري

لقاء ثلاثي في الدوحة يجمع عباس وكي مون وأمير قطر

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لدى استقباله رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الدوحة أمس (أ.ف.ب)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لدى استقباله رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الدوحة أمس (أ.ف.ب)
TT

مشعل سأل في الكويت عن إمكانية طرح مبادرة.. والشيخ الصباح أكد التزامه الحل المصري

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لدى استقباله رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الدوحة أمس (أ.ف.ب)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لدى استقباله رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الدوحة أمس (أ.ف.ب)

استبق خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، لقاءه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الدوحة، مساء أمس، بزيارة خاطفة إلى الكويت التقى خلالها أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة والجهود المبذولة للتوصل إلى حل للأزمة. وأكد أمير الكويت تمسكه بالمبادرة المصرية للتهدئة ووقف إطلاق النار في غزة. وفي غضون ذلك، وجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي سيتوجه إلى القاهرة، انتقادات حادة لحماس ووصف موقفها بـ«المتعنت»، داعيا الحركة إلى قبول وقف إطلاق النار.
وكان مرتقبا أمس عقد اجتماع في العاصمة القطرية الدوحة يضم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وعباس، بحضور أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لبحث جهود التهدئة في غزة، في الوقت الذي أكدت فيه الدوحة أنها لن تمارس أي ضغط سياسي على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لدفعها لقبول وقف غير مشروط لإطلاق النار مع إسرائيل.
وكان مصدر قطري مسؤول قال أمس إن الاجتماع الثلاثي سيرأسه الشيخ تميم آل ثاني، الذي يعمل «كقناة اتصال» بين حماس والمجتمع الدولي. وأضاف، حسب وكالة «رويترز»، أن «قطر عرضت مطالب حماس على المجتمع الدولي، وأن هذه القائمة قدمت لفرنسا وللأمم المتحدة، والمحادثات الثلاثية ستكون مزيدا من التفاوض بشأن هذه الشروط».
وتطالب حركة حماس بأن يتضمن أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع الجانب الإسرائيلي إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة والالتزام باتفاق 2012 والإفراج عن أسرى أعيد اعتقالهم مؤخرا وفتح المعابر الحدودية بين غزة وإسرائيل ورفع الحصار الإسرائيلي عن ميناء غزة البحري.
من جهتها، أكدت مصادر في حركة حماس لـ«الشرق الأوسط» أن مشعل سيبحث مع عباس في الدوحة شروط حماس التي قدمتها لقطر وتركيا والجامعة العربية ولعباس نفسه، وسيطلب منه تبني هذه الشروط إما عبر إقناع المصريين بإدخالها إلى مبادرتهم أو عبر طرح مبادرة أخرى.
وبحسب المصادر، فقد حظيت شروط حماس للتهدئة بـ«مباركة» قطرية وتركية، وأن «حماس في ظل المجازر الجديدة بحي الشجاعية في غزة، لن تتنازل عن مطالبها، لأن هذه المجازر تؤكد أحقية المطالب». وقدمت الشروط بالتنسيق مع «الجهاد الإسلامي» والفصائل الأخرى.
وكانت التطورات في غزة موضوع محادثة هاتفية أجراها خالد العطية وزير خارجية قطر، مع أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركية، أمس. وقالت وكالة الأنباء القطرية إن الوزيرين بحثا «آخر تطورات الوضع في قطاع غزة والسبل الكفيلة لإنهاء العدوان الإسرائيلي».
وفي زيارة خاطفة، توجه مشعل إلى دولة الكويت، حيث استقبله أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. وعلمت «الشرق الأوسط»، نقلا عن مصادر دبلوماسية رفيعة، أن اللقاء تخلله سؤال من مشعل عن نية الكويت إطلاق مبادرة لحل الأزمة في غزة، وهو ما ردت عليه الكويت بالنفي، مؤكدة التزامها بالمبادرة المصرية التي تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار تنفيذا لاتفاق التهدئة الموقع عام 2012. وأوضحت المصادر أن الكويت تعد كثرة المبادرات المتعلقة بالأوضاع في قطاع غزة من شأنها إطالة أمد الأزمة وتشتيت الجهود العربية لوقف العدوان، مع تأكيد الكويت في الوقت ذاته التزامها بأي جهد عربي من شأنه إنهاء الأزمة في غزة.
وبينت المصادر أن مشعل عرض خلال اللقاء تطورات الأوضاع في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي الذي حصد أكثر من 400 قتيل وقرابة 2800 جريح، ودمر مئات المنازل.
ومن جانبه، التقى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح أيضا مشعل. وذكر بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية الكويتية، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، وقوف دولة الكويت إلى جانب الشعب الفلسطيني وإدانة ما يتعرض له من أعمال إجرامية وعدوانية إسرائيلية في قطاع غزة، والتي أدت إلى مقتل وإصابة الكثير من الضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن.
وذكر البيان أن الشيخ صباح الخالد جدد دعوته للمجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته الإنسانية وممارسة الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ودعم الجهود الرامية لتحقيق السلام العادل والشامل. واختتم البيان بتأكيد التزام دولة الكويت ودعمها ما جاء في المبادرة المصرية.
ومن المقرر أن يلتقي اليوم (الاثنين) أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال زيارته للبلاد ضمن جولته في منطقة الشرق الأوسط لإنهاء أزمة قطاع غزة. وبحسب بيان للأمم المتحدة، فإن كي مون سيزور الكويت بصفتها رئيسة الدورة الحالية لجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية، وسيلتقي خلال الزيارة التي تستمر ثلاث ساعات الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكويتي وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح.
يشار إلى أن جولة الأمين العام للأمم المتحدة في الشرق الأوسط تشمل المملكة العربية السعودية والكويت وقطر ومصر والأردن ورام الله وإسرائيل. ويذكر أن دولة الكويت أعلنت تبرعا بقيمة عشرة ملايين دولار للشعب الفلسطيني خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي ترأسته الكويت في القاهرة الأسبوع الماضي. كما أطلقت جمعية الهلال الأحمر الكويتي، أمس، بمبادرة من أمير الكويت الرئيس الفخري للجمعية، حملة تبرعات شعبية لصالح الشعب الفلسطيني في غزة.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.