مقهى أم كلثوم في بغداد ما زال محافظاً على عهدها رغم تغيير اسمه

بعد أكثر من 80 عاماً على زيارتها

ملتقى الأسطورة في بغداد («الشرق الأوسط»)
ملتقى الأسطورة في بغداد («الشرق الأوسط»)
TT

مقهى أم كلثوم في بغداد ما زال محافظاً على عهدها رغم تغيير اسمه

ملتقى الأسطورة في بغداد («الشرق الأوسط»)
ملتقى الأسطورة في بغداد («الشرق الأوسط»)

في ذاكرة محبي كوكب الشرق أم كلثوم من العراقيين ذكريات شجية، ومنبعها ليس فقط أغنياتها، بل وجودها الفعلي في العراق. فالمعروف أن أم كلثوم زارت بغداد مرتين، كانت الأولى خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1932، حيث أحيت عدة حفلات فنية في ما كان يسمى آنذاك «ملهى الهلال». والزيارة الثانية كانت عام 1946، بدعوة من الوصي على عرش العراق آنذاك الأمير عبد الإله (قتل عام 1958، بعد ثورة الضباط الأحرار بزعامة عبد الكريم قاسم) لإحياء حفلات بمناسبة عيد ميلاد الملك فيصل الثاني (قتل مع خاله الوصي عبد الإله خلال شهر يوليو (تموز) 1958، فيما عرف بمجزرة قصر الرحاب). وخلال تلكما الزيارتين، اهتمت الأوساط الفنية والاجتماعية والسياسية العراقية بأم كلثوم، وقد ترتب على ذلك أن قام عدد كبير من محبيها وعشاق صوتها بافتتاح عشرات المقاهي التي حملت اسمها في أماكن مختلفة من العراق. لكن مقهى واحداً منها بقي شاخصاً، رغم تغيير المكان والتسمية لأسباب بدت خارجة عن إرادة مؤسسه تحسين المياح، ليصبح اسمه «ملتقى الأسطورة».
المياح تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن تحولات هذا المقهى، وعن ذكرياته في شارع الرشيد، وقصة افتتاح المقهى. وعلى صوت أغنية «أنت عمري»، قال المياح: «المنطقة التي بني فيها هذا المقهى، وهي شارع الرشيد، كانت ملاذ البغداديين، قبل أن تتغير الأحوال فيما بعد»، مبيناً أن «هذا المقهى الذي كان يسمى (أم كلثوم) بني منذ السبعينات من القرن الماضي ليكون جزءاً من سلسلة مقاهٍ مهمة في شارع الرشيد، مثل (البرلمان) و(الزهاوي) و(حسن عجمي) و(الشانبدر)». ويستطرد المياح في حديث الذكريات قائلاً إن «قسماً كبيراً من رواد المقهى، في الغالب، من طبقات وأمزجة مختلفة، فمنم الأدباء والمثقفون والرياضيون، وفي الغالب هم من عشاق صوت أم كلثوم الذي يعيد الجميع إلى أيام الطرب الجميل». وبشأن سبب تسميته «ملتقى الأسطورة»، يقول المياح إن «السبب في تسمية المقهى بالملتقى، مع بقائه محتفظاً بلقب الأسطورة، كجزء من عملية التغيير حتى لا يكون مجرد مقهى، بل هو ملتقى أدبي وفكري وفني».
عدد من رواد المقهى أشادوا في أحاديثهم لـ«الشرق الأوسط» بمثل هذه «التجارب التي من شأنها الإبقاء على خيط رفيع يبقى يربط الحاضر بالماضي»، مثلما قال ستار الشمري الذي يضيف أن «الحفاظ على التقاليد أمر مهم، ولكون هذا الملتقى تعبيراً عن الصلة بين ماضٍ وإن يبدو تولى فإنه ما زال شاخصاً في الأذهان عبر صوت أم كلثوم الذي يقاوم الزمن، ولن يتكرر».
من جهته، يرى زيد طه أن «الجلوس في هذا المقهى بعيداً عن صخب الحياة الحديثة التي قتلتها ما باتت تسمى مواقع التواصل الاجتماعي، التي جعلت الفرد معزولاً مع نفسه، إنما يعيد للذهن الصفاء الروحي الذي افتقدناه، سواء من خلال معطيات الحياة الجديدة أو مستوى الغناء الحالي الذي أقل ما يقال عن غالبيته أنه ذو مستوى هابط إلى حد كبير».


مقالات ذات صلة

7 أسباب تجعل موناكو وجهة تستقبل فيها العام الجديد

سفر وسياحة كازينو مونتي كارلو يلبس حلة العيد (الشرق الأوسط)

7 أسباب تجعل موناكو وجهة تستقبل فيها العام الجديد

لنبدأ بخيارات الوصول إلى إمارة موناكو، أقرب مطار إليها هو «نيس كوت دازور»، واسمه فقط يدخلك إلى عالم الرفاهية، لأن هذا القسم من فرنسا معروف كونه مرتعاً للأغنياء

جوسلين إيليا (مونتي كارلو)
يوميات الشرق تنقسم الآراء بشأن إمالة المقعد في الطائرة (شركة ليزي بوي)

حق أم مصدر إزعاج؟... عريضة لحظر الاستلقاء على مقعد الطائرة

«لا ترجع إلى الخلف عندما تسافر بالطائرة» عنوان حملة ساخرة أطلقتها شركة الأثاث «ليزي بوي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق افتتاح تلفريك جديد في جبال الألب (إ.ب.أ)

سويسرا تفتتح أشد عربات التلفريك انحداراً في العالم

افتُتح تلفريك جديد مذهل في جبال الألب البرنية السويسرية. ينقل تلفريك «شيلثورن» الركاب إلى مطعم دوار على قمة الجبل اشتهر في فيلم جيمس بوند.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق سياح يتجولون في أحد شوارع طوكيو (إ.ب.أ)

33 مليون زائر هذا العام... وجهة شهيرة تحطم رقماً قياسياً في عدد السياح

يسافر الزوار من كل حدب وصوب إلى اليابان، مما أدى إلى تحطيم البلاد لرقم قياسي جديد في قطاع السياحة.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
سفر وسياحة البترون وجبيل وزغرتا... تتألق وتلبس حلة الأعياد

البترون وجبيل وزغرتا... تتألق وتلبس حلة الأعياد

في مناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة، تتنافس بلدات ومدن لبنانية على اجتذاب الزوّار. مدينتا جبيل والبترون كما زغرتا تشكّل وجهات سياحية داخلية محببة.

فيفيان حداد (بيروت)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.