«ماجيك ليب وان» ابتكار جديد لنظم الواقع المعزز

قد تساعد في الاستغناء عن ورشات التدريب

«ماجيك ليب وان» ابتكار جديد لنظم الواقع المعزز
TT

«ماجيك ليب وان» ابتكار جديد لنظم الواقع المعزز

«ماجيك ليب وان» ابتكار جديد لنظم الواقع المعزز

بعد ما يقارب من عقد واحد من العمل والتطوير، خرجت أخيراً سماعة «ماجيك ليب وان» للواقع المعزز، التي تتيح بسط الأشياء الرقمية على أسطح العالم الحقيقي، إلى الأسواق بعد طول انتظار.
- واقع معزز
قد لا تتوفّر هذه السماعة في متاجر قريبة منكم لأنها طرحت حتى اليوم في ستة مراكز جغرافية فقط هي شيكاغو، ولوس أنجليس، ونيويورك، وسياتل، وسان فرانسيسكو وميامي، بالقرب من مقرّ الشركة. ومن المقرّر توصيل السماعات إلى أبواب الزبائن من قبل وكلاء متخصصين سيساعدونهم في ضبطها ويقدّمون لهم التدريب المطلوب لاستخدامها. وتباع «ماجيك ليب وان» Magic Leap One بسعر 2295 دولارا.
يعتبر هذا السعر أعلى بكثير من أسعار سماعات الواقع الافتراضي المتطورة التي تباع بـ500 أو 600 دولار. يمكن القول إنّ أقرب المنتجات سعراً إلى «ماجيك ليب وان» في السوق اليوم هي نظارة «هولو لينس» من غوغل، التي يصل سعرها إلى 3000 دولار والمتاحة للمطورين فقط.
وفي العادة يتفاعل معظم المستخدمين مع تقنية الواقع المعزز، والتي على عكس الواقع الافتراضي، تمتزج مع العالم الحقيقي، عبر كاميرات هواتفهم الذكية أو السماعات التي تتصل بأجهزة الكومبيوتر (سعرها 200 - 400 دولار).
لقد كان الطريق طويل جداً أمام «ماجيك ليب»، التي جمعت 3.2 مليار دولار على الأقلّ على شكل تمويل من أسماء معروفة كشركات «علي بابا» و«غوغل» و«جي.بي. مورغان». ومن جهة أخرى، حصدت الشركة الكثير من السخرية من أشخاص يعتقدون أن منتجها لن يرقى إلى الضجيج الترويجي الذي أحدثته، مما شكّل لها أزمة زادت من طول فترة تطويرها قبل طرحها في الأسواق.
تشير التقييمات المبكرة للسماعة إلى أنّها لم ترق إلى أولى وعودها. فقد ورد في أحدها أنّ مجال الرؤية، وتحديداً «الشاشة» أو حجم العدسات، صغير. وفي شكوى أخرى، قال النقاد إنّها وعلى عكس إكسسوارات الرأس الأخرى، لا تترك «ماجيك ليب وان» مساحة لارتداء نظارة تحتها، على الرغم من أنّ هذه الميزة وردت في الوصف الترويجي.
كتب سكوت ستين في موقع «سي. نت»: «يبدو أن (ماجيك ليب وان) هي خطوة أولى جريئة، ولكنّها لم تحقق أهدافها بعد».
- قيود الأسعار
بهذا السعر، وهذه القيود، سينحصر شراء «ماجيك ليب وان» غالباً بالمطورين أو أشخاص آخرين يعملون على تطوير محتوى أو برامج للنظارة. وكما في العديد من إكسسوارات الرأس، يبدو أنّ شركة «ماجيك ليب» تراهن على الوقت لتطوير هذه النظارة. فخلال مقابلة أجراها مع موقع «وايرد»، كشف روني آبوفيتز، الرئيس التنفيذي للشركة أنّ الشركة تعمل حالياً على تطوير نظارة أخرى.
ولكنّ السؤال المطروح اليوم هو أي نوع من الأسواق ستولد للأجهزة المستقبلية؟ بشكل عام، تستمر شهية المستهلكين لاستخدام سماعات الواقعين المعزز والافتراضي بالنمو، ولكن بسرعة أقلّ من التوقعات. يعتبر المحللون المختصون في هذا المجال أنّ الأسعار المرتفعة لهذه الإكسسوارات شكّلت عائقاً أمام شراء عدد أكبر منها لاستخدامها في نشاطات المجموعات. هذا بالإضافة إلى المشاكل التي تسببها على صعيد دوار الحركة والتصميم. (تذكروا السخرية التي أحدثتها نظارات غوغل، التي أتت على شكل شاشة صغيرة فوق إحدى العينين، وهي تأتي الآن مضاعفة مع «ماجيك ليب وان» التي تحمل عدستين بشعتين تشبهان عيني الحشرة).
ولكنّ بعض الشركات ترى أنّ هذه النظارات تشكّل عامل جذب في بيئات العمل لدورها في الاستغناء عن الورشات التدريبية. فمع نظارات الواقع المعزز، تستطيع الشركات مثلاً أن تتخلّى عن الرسوم البيانية المعقّدة وأن تسلّط الضوء على الأجزاء المهمة من محرّك أو آلة معينة، في الوقت الذي يستطيع فيه العامل أن يلمسه، أي مزج حاسة اللمس مع القدرة التقنية.
- خدمة «واشنطن بوست»


مقالات ذات صلة

ثورة في تجفيف الأغذية باستخدام الذكاء الاصطناعي والمستشعرات البصرية

تكنولوجيا تتناول دراسة جامعة إلينوي ثلاث تقنيات ناشئة يمكن أن تُحدث تحولاً في صناعة الأغذية (أدوبي)

ثورة في تجفيف الأغذية باستخدام الذكاء الاصطناعي والمستشعرات البصرية

تركّز الدراسة على ثلاثة أنظمة استشعار بصرية لتحسين جودة الأغذية المجففة.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا من غير المتوقع ظهور التحديث التالي لأجهزة «Surface Pro» و«JSurface Laptop» الموجهة للمستهلكين قبل نهاية العام (أدوبي)

«مايكروسوفت» تستعد لإعلان مهم لسلسلة «Surface» نهاية يناير

تم الكشف عن هذه الأخبار من خلال حساب «سيرفس» (Surface) الرسمي على «لينكد إن».

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا استقطبت دورة هذا العام أكثر من 100 ألف مشارك وشركة عارضة في مدينة لاس فيغاس (CES)

اختتام معرض «CES» بابتكارات تعكس توجه مستقبل التكنولوجيا الاستهلاكية

في لاس فيغاس كمبيوترات قابلة للطي، وشاشات فائقة السطوع، وساعات اللياقة الذكية وأجهزة للعرض المنزلي وغيرها.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يعد «Daily Listen» من «غوغل» نموذجاً مثيراً لكيفية تطور الوسائط الشخصية في السنوات القادمة (أدوبي)

بودكاست من «غوغل» يُقدمه اثنان من روبوتات الدردشة فقط!

روبوتا الدردشة يناقشان مواضيع تتماشى تماماً مع اهتماماتك الخاصة بناءً على تاريخ بحثك ونشاطك.

نسيم رمضان (لندن)
خاص «آي بي إم»: فجوات المهارات وتعقيد البيانات والتكاليف والحوكمة تشكل تحديات رئيسية أمام الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط (شاترستوك)

خاص مدير عام «آي بي إم» لـ«الشرق الأوسط»: الذكاء الاصطناعي قادر على جني 4 تريليونات دولار سنوياً

يعدّ سعد توما مدير عام «آي بي إم» في الشرق الأوسط وأفريقيا خلال لقاء مع «الشرق الأوسط»، أن الذكاء الاصطناعي «ليس مجرد أداة أخرى، بل ورشة عمل بأكملها».

نسيم رمضان (لندن)

ثورة في تجفيف الأغذية باستخدام الذكاء الاصطناعي والمستشعرات البصرية

تتناول دراسة جامعة إلينوي ثلاث تقنيات ناشئة يمكن أن تُحدث تحولاً في صناعة الأغذية (أدوبي)
تتناول دراسة جامعة إلينوي ثلاث تقنيات ناشئة يمكن أن تُحدث تحولاً في صناعة الأغذية (أدوبي)
TT

ثورة في تجفيف الأغذية باستخدام الذكاء الاصطناعي والمستشعرات البصرية

تتناول دراسة جامعة إلينوي ثلاث تقنيات ناشئة يمكن أن تُحدث تحولاً في صناعة الأغذية (أدوبي)
تتناول دراسة جامعة إلينوي ثلاث تقنيات ناشئة يمكن أن تُحدث تحولاً في صناعة الأغذية (أدوبي)

يُعد تجفيف الأغذية عملية أساسية تُستخدم للحفاظ على مجموعة متنوّعة من المنتجات من الفواكه إلى اللحوم. ومع ذلك، غالباً ما تؤدي الطرق التقليدية للتجفيف إلى التأثير سلباً في جودة الغذاء وقيمته الغذائية. يقدّم باحثون من جامعة «إلينوي في أوربانا - شامبين» تقنيات دقيقة متطورة تستفيد من المستشعرات البصرية والذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة ودقة تجفيف الأغذية.

التجفيف الذكي

تتطلّب أنظمة التجفيف التقليدية إزالة العينات بشكل متكرر لمراقبة تقدّم العملية؛ مما يجعلها مستهلكة للوقت وغير فعّالة في كثير من الأحيان. على النقيض من ذلك، يسمح التجفيف الدقيق، أو ما يُعرف بالتجفيف الذكي، بالمراقبة المستمرة في الوقت الفعلي؛ مما يُحسّن الدقة والكفاءة.

يوضح الأستاذ المساعد في قسم الهندسة الزراعية والبيولوجية بجامعة إلينوي الأميركية، محمد كامروزمان، أنه مع التجفيف الذكي يمكن تحسين العملية بأكملها من خلال مراقبتها باستمرار في الوقت الفعلي.

حلّل كامروزمان وفريقه الأبحاث الحالية حول تقنيات التجفيف الدقيقة وتطبيقاتها في صناعة الأغذية. ركزت الدراسة على ثلاثة أنظمة استشعار بصرية، وهي: التصوير بالألوان الثلاثية (RGB) مع الرؤية الحاسوبية، والتحليل الطيفي بالأشعة تحت الحمراء القريبة (NIR)، والتصوير الطيفي بالأشعة تحت الحمراء القريبة (NIR - HSI)، وتوصلت النتائج إلى أن لكل طريقة مزاياها وتحدياتها؛ مما يوفر خيارات مرنة للصناعة لتحسين عمليات التجفيف.

مع التطورات المستمرة قد يصبح التجفيف الدقيق هو المعيار مما يضمن حفظاً أفضل وتقليل الهدر عبر سلسلة إمداد الأغذية (أدوبي)

فهم التكنولوجيا

- التصوير بالألوان الثلاثية (RGB) مع الرؤية الحاسوبية

يستخدم التصوير بالألوان الثلاثية كاميرات قياسية تلتقط الضوء المرئي في نطاق الألوان الأحمر والأخضر والأزرق. يبرز هذا النظام في تحليل الميزات السطحية مثل اللون والحجم والشكل، ولكنه لا يمكنه قياس الخصائص الداخلية مثل محتوى الرطوبة.

- التحليل الطيفي بالأشعة تحت الحمراء القريبة (NIR)

يستخدم التحليل الطيفي بالأشعة تحت الحمراء القريبة الضوء لقياس الخصائص الداخلية، بما في ذلك مستويات الرطوبة. من خلال قياس امتصاص الضوء عند أطوال موجية مختلفة، يوفّر النظام رؤى قيمة حول الخصائص الكيميائية والفيزيائية للغذاء. ومع ذلك، فإن قدرة المسح النقطي لهذا النظام قد تكون محدودة عندما تصبح المادة غير متجانسة في أثناء التجفيف.

- التصوير الطيفي بالأشعة تحت الحمراء القريبة (NIR - HSI)

يجمع «NIR - HSI» بين أفضل ميزات الأنظمة الأخرى؛ حيث يمسح السطح بالكامل، ويستخرج بيانات مكانية وطيفية ثلاثية الأبعاد. يوفّر هذا النظام معلومات دقيقة للغاية حول معدلات التجفيف وخصائص المنتج. ومع ذلك، فإن التكلفة العالية لهذا النظام -أكثر بعشر إلى عشرين مرة من «NIR» ومائة مرة من «RGB»- تشكّل تحدياً كبيراً، بالإضافة إلى متطلبات الصيانة والحوسبة العالية.

الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي: المحركات الأساسية

تتطلّب جميع التقنيات الثلاث استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لمعالجة الكميات الكبيرة من البيانات التي تنتجها. يجب تصميم النماذج لتناسب التطبيقات المحددة، خصوصاً في حالة «NIR - HSI» الذي يجمع مجموعات بيانات ضخمة. من خلال دمج هذه التقنيات، تمكّن الباحثون من التغلب على قيود طرق التجفيف التقليدية؛ مما يوفّر قدرات مراقبة في الوقت الفعلي لم تكن ممكنة من قبل.

يضيف كامروزمان أن الدمج بين التصوير بالألوان الثلاثية والاستشعار الطيفي بالأشعة تحت الحمراء القريبة والتصوير الطيفي مع الذكاء الاصطناعي يمثّل مستقبلاً ثورياً لتجفيف الأغذية.

تسلّط هذه الدراسة الضوء على الإمكانات التحويلية لهذه الابتكارات ودورها في تشكيل مستقبل هندسة الأغذية (أدوبي)

اختبار التكنولوجيا

طوّر فريق البحث نظام تجفيف خاصاً به لاختبار هذه التقنيات. باستخدام فرن حراري، جفّف الفريق شرائح التفاح، وبدأ بالتجربة باستخدام «RGB» و«NIR» ثم دمجوا نظام «NIR - HSI» لاحقاً. أظهرت النتائج الإمكانات الهائلة لدمج هذه الأنظمة البصرية مع الذكاء الاصطناعي لإحداث تحول في عمليات تجفيف الأغذية.

نظرة مستقبلية

أحد أبرز التطلّعات هو تطوير أجهزة «NIR - HSI» محمولة. يمكن لهذه الأدوات تمكين المراقبة المستمرة في بيئات متعددة، مما يوفّر تحكماً في الجودة في الوقت الفعلي ويوسّع تطبيقات التجفيف الدقيق.

مدعومة بمؤسسة «NSF» ومركز الأبحاث المتقدمة في التجفيف «CARD»، تمهّد هذه الدراسة الطريق لحلول مبتكرة في حفظ الأغذية. مع تبني هذه التقنيات، يمكن للصناعات توقع تحسينات كبيرة في الكفاءة والجودة والاستدامة. يمثّل دمج المستشعرات البصرية والذكاء الاصطناعي في تجفيف الأغذية قفزة نوعية للصناعة. من خلال توفير رؤى في الوقت الفعلي والتغلّب على قيود الطرق التقليدية، تعد هذه التقنيات بتحسين مراقبة الجودة وتبسيط العمليات.