رقم قياسي في مبالغ تعويضات «الأخطاء القضائية» بفرنسا
مارك حين حصل على حكم بالبراءة عام 2012.. رفقة محاميه
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
رقم قياسي في مبالغ تعويضات «الأخطاء القضائية» بفرنسا
مارك حين حصل على حكم بالبراءة عام 2012.. رفقة محاميه
قضت محكمة الاستئناف في العاصمة باريس بمنح "مارك ماشين" حوالى 664 ألف يورو، تعويضا له مقابل وقوعه ضحية خطأ قضائي أودى به في السجن مدة 2126 يوما، مما يحطم رقم قياسيا جديدا في هذا المجال. وقالت صحيفة "لوباريسيان" التي أوردت الخبر، إن المحكمة قضت بمنح مارك 663.320 يورو، منها 600 ألف يورو لجبر الضرر المعنوي، و63.320 يورو للتكاليف الأخرى، في حين كان "الضحية" يطالب بتعويض يصل إلى مليوني يورو تقريبا، عن طريق محاميه لويس بالينغ. وإضافة إلى هذا المبلغ، قضت المحكمة بمنح 38 ألف يورو لوالد مارك، و20 ألف يورو لكل فرد من أخوته وأخواته، تعويضا لخسائرهم. وكان مارك ضحية لحكم قضائي خلال محاكمته في الفترة 2004 ـ 2005 بتهمة قتل ماري آنغني بيودو التي عثر عليها مقتولة في الأول ديسمبر (كانون الأول) 2001، قبل أن يتضح اسم القاتل الحقيقي من خلال التحقيقات، ويحظى مارك بالبراءة عام 2012. وأشارت "لوباريسيان" إلى أن هذا المبلغ يعد الأعلى في تاريخ تعويضات أخطاء القضاء الفرنسي. وكان "الرقم القياسي" السابق في تعويضات الأخطاء القضائية، بحوزة باتريك ديل، الذي حاز عام 2003 مبلغ مليون يورو، بعد أن اتضح أنه أدين خطأ بالضلوع في مقتل طفلين في سبتمبر (أيلول) 1986.
رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائيةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5092009-%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D9%84-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B9%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%85-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D9%86%D8%AF%D8%B3-%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%A3%D9%86-%D9%8A%D8%AD%D9%85%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%A8%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9
رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائية
الراحل عبد الله العلي النعيم
محطات كثيرة ولافتة وعجيبة شكلت حياة عبد الله العلي النعيم، الذي رحل، الأحد، بعد رحلة طويلة في هذه الحياة تجاوزت تسعة عقود، كان أبرزها توليه منصب أمين مدينة الرياض في بدايات سنوات الطفرة وحركة الإعمار التي شهدتها معظم المناطق السعودية، وسبقتها أعمال ومناصب أخرى لا تعتمد على الشهادات التي يحملها، بل تعتمد على قدرات ومهنية خاصة تؤهله لإدارة وإنجاز المهام الموكلة إليه.
ولد الراحل النعيم في مدينة عنيزة بمنطقة القصيم وسط السعودية عام 1930، والتحق بالكتاتيب وحلقات التعلم في المساجد قبل إقرار المدارس النظامية، وأظهر نبوغاً مبكراً في صغره، حيث تتداول قصة عن تفوقه، عندما أجرى معلمه العالم عبد الرحمن السعدي في مدرسته بأحد مساجد عنيزة مسابقة لحفظ نص لغوي أو فقهي، وخصص المعلم جائزة بمبلغ 100 ريال لمن يستطيع ذلك، وتمكن النعيم من بين الطلاب من فعل ذلك وحصل على المبلغ، وهو رقم كبير في وقته يعادل أجر عامل لمدة أشهر.
توجه الشاب النعيم إلى مكة بوصفها محطة أولى بعد خروجه من عنيزة طلباً للرزق وتحسين الحال، لكنه لم يجد عملاً، فآثر الذهاب إلى المنطقة الشرقية من بلاده حيث تتواجد شركة «أرامكو» ومشاريعها الكبرى، وتوفّر فرص العمل برواتب مجزية، لكنه لم يذهب للشركة العملاقة مباشرة، والتمس عملاً في إحدى محطات الوقود، إلى أن وجد عملاً في مشروع خط التابلاين التابع لشركة «أرامكو» بمرتب مجز، وظل يعمل لمدة ثلاث سنوات ليعود إلى مسقط رأسه عنيزة ويعمل معلماً في إحدى مدارسها، ثم مراقباً في المعهد العلمي بها، وينتقل إلى جدة ليعمل وكيلاً للثانوية النموذجية فيها، وبعدها صدر قرار بتعيينه مديراً لمعهد المعلمين بالرياض، ثم مديراً للتعليم بنجد، وحدث كل ذلك وهو لا يحمل أي شهادة حتى الابتدائية، لكن ذلك اعتمد على قدراته ومهاراته الإدارية وثقافته العامة وقراءاته وكتاباته الصحافية.
بعد هذه المحطات درس النعيم في المعهد العلمي السعودي، ثم في جامعة الملك سعود، وتخرج فيها، وتم تعيينه أميناً عاماً مساعداً بها، حيث أراد مواصلة دراسته في الخارج، لكن انتظرته مهام في الداخل.
وتعد محطته العملية في شركة الغاز والتصنيع الأهلية، المسؤولة عن تأمين الغاز للسكان في بلاده، إحدى محطات الراحل عبد الله العلي النعيم، بعد أن صدر قرار من مجلس الوزراء بإسناد مهمة إدارة الشركة إليه عام 1947، إبان أزمة الغاز الشهيرة؛ نظراً لضعف أداء الشركة، وتمكن الراحل من إجراء حلول عاجلة لحل هذه الأزمة، بمخاطبة وزارة الدفاع لتخصيص سيارة الجيش لشحن أسطوانات الغاز من مصدرها في المنطقة الشرقية، إلى فروع الشركة في مختلف أنحاء السعودية، وإيصالها للمستهلكين، إلى أن تم إجراء تنظيمات على بنية الشركة وأعمالها.
تولى النعيم في بدايات سنوات الطفرة أمانة مدينة الرياض، وأقر مشاريع في هذا الخصوص، منها إنشاء 10 بلديات في أحياء متفرقة من الرياض، لتسهيل حصول الناس على تراخيص البناء والمحلات التجارية والخدمات البلدية. ويحسب للراحل إقراره المكتب التنسيقي المتعلق بمشروعات الكهرباء والمياه والهاتف لخدمة المنازل والمنشآت وإيصالها إليها، كما طرح أفكاراً لإنشاء طرق سريعة في أطراف وداخل العاصمة، تولت تنفيذها وزارة المواصلات آنذاك (النقل حالياً)، كما شارك في طرح مراكز اجتماعية في العاصمة، كان أبرزها مركز الملك سلمان الاجتماعي.