للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود... السعودية تفتتح أول دار سينما غداً

تعرض فيلم {النمر الأسود} في الرياض

ملصق فيلم النمر الأسود
ملصق فيلم النمر الأسود
TT

للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود... السعودية تفتتح أول دار سينما غداً

ملصق فيلم النمر الأسود
ملصق فيلم النمر الأسود

لأول مرة منذ ثلاثة عقود، يقصّ السعوديون في التاسعة من مساء يوم غد الأربعاء، بمركز الملك عبد الله المالي في العاصمة الرياض، شريط افتتاح أول دار سينما في البلاد، وذلك من خلال عرض فيلم النمر الأسود (Black Panther).
وقد أعلن صندوق الاستثمارات العامة مطلع أبريل (نيسان) الحالي، أنّ شركة الترفيه للتطوير والاستثمار المملوكة بالكامل للصندوق، وقّعت اتفاقية مع شركة إيه إم سي (AMC) أكبر مقدم ومالك لخدمات دور السينما في العالم، لإدارة دور السينما التابعة لها في السعودية.
وتدور أحداث الفيلم حول شخصية «تشالا» (النمر الأسود) التي يؤديها الممثل تشادويك بوزمان، مجسّداً دور ملك جديد لدولة أفريقية غنية في عالم المستقبل تعرف باسم «واكاندا»، تتحداه فصائل في الداخل. وكانت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع وجّهت الدعوات لوسائل الإعلام المحلية والعالمية للمشاركة في تغطية هذا الحدث التاريخي بمركز المؤتمرات في مركز الملك عبد الله المالي، فيما لم يتضح حتى إعداد هذا التقرير، ما إذا كان هناك إمكانية حجز التذاكر للجمهور الرّاغب في حضور العرض الأول من عدمه، أم سيقتصر الحضور على دعوات محددة.
وتخطط شركة الترفيه للتطوير والاستثمار مع (إيه إم سي)، لإنشاء ما يقارب 30 إلى 40 دار سينما في 15 مدينة سعودية خلال السنوات الخمس المقبلة، إضافة إلى افتتاح من 50 إلى 100 دار سينما في 25 مدينة داخل المملكة بحلول 2030.
وحسب بدر الزهراني المشرف على قطاع السينما في السعودية، فإن الهيئة انتهت من التصنيف السعودي للمحتوى المرئي بما فيها الأفلام، وفقاً لأعلى الممارسات المتبعة في دول الخليج، وقال في تصريحات سابقة إنّ «الهيئة عملت كثيراً خلال الأشهر الماضية، للتنسيق المسبق مع الجهات المختلفة مثل الشؤون البلدية والقروية والجمارك والدفاع المدني في تسيير أعمال فتح النشاط ودخول المستثمرين للسوق».
ولفت الزهراني إلى «وجود مساحات في المجمعات التجارية يمكن تحويلها لدور سينما بعد استيفاء بعض الاشتراطات، وهناك مساحات أخرى موجودة يمكن تحويلها لدور سينما مثل المسارح وقاعات المؤتمرات». وتعد تنمية قطاع الترفيه في السعودية أحد الأهداف الرئيسية لرؤية 2030، إذ من المتوقع أن ينمو قطاع السينما ليصل حجمه إلى نحو مليار دولار خلال السنوات القليلة المقبلة.
وقد أسست شركة الترفيه للتطوير والاستثمار بداية العام الحالي من قبل صندوق الاستثمارات العامة لأداء دور استثماري فعال في مختلف مجالات قطاع الترفيه، إضافة إلى جذب شراكات استراتيجية لبناء منظومة العمل في القطاع بالسّعودية. ومن المتوقع أن تشكّل السعودية التي يفوق عدد سكانها 32 مليون نسمة، غالبيتهم دون سن الثلاثين، أكبر سوق في المنطقة لزوار دور العرض السينمائي. وينتظر أن يُفتتح نحو 350 دار عرض سينمائي تضم أكثر من 2500 شاشة بحلول عام 2030.
من جانبه، أوضح الدكتور عواد العواد وزير الثقافة والإعلام، أنّ منح الرخصة الأولى لشركة (إيه إم سي) الأميركية، يتيح فرصاً استثمارية مهمة لمشغلي دور العرض السينمائي. وأشار في تصريحات صحافية إلى أن افتتاح دور السينما سيُساعد في دعم الاقتصاد المحلي من خلال الاحتفاظ بالإنفاق الأسري محلياً، بالإضافة إلى المساهمة في إيجاد فرص عمل جديدة في السعودية. كما وقّع أخيراً خلال زيارة ولي العهد السعودي إلى فرنسا، مع وزيرة الثقافة الفرنسية، اتفاقية تعاون في مجالات الثقافة والأدب والفنون وصناعة السينما والمسرح والموسيقى.
وأعلن الدكتور العواد أنّ السعودية ستشارك لأول مرة في مهرجان كان السينمائي الدولي للأفلام في دورته الحادية والسبعين لعام 2018، من خلال جناح خاص للمجلس السعودي للأفلام الذي أطلقته الهيئة العامة للثقافة.
في السياق نفسه، قال آدم أرون الرئيس التنفيذي لشركة «إيه إم سي»، إنّ شركته تتابع بإعجاب كبير حركة الإبداع الكامنة في مشاريع التطوير بالسعودية الرّامية لافتتاح قطاعات اقتصادية جديدة. وأضاف: «نشعر بحماس أكبر بفضل الترحيب الذي تلقيناه من وزارة الثقافة والإعلام ومن صندوق الاستثمارات العامة ومن كل المؤسسات السعودية والأفراد الذين تواصلنا معهم».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.