بسعر تداول أولي يتراوح ما بين 150 إلى 160 دولارا للسهم على مؤشر «إس آند بي 500»، دشنت «سبوتيفاي»، وهي أكبر شركة في العالم للبث الموسيقي على الإنترنت، دخولها إلى بورصة وول ستريت للأوراق المالية أمس كشركة مساهمة عامة.
وكما كانت الشركة متميزة في مجالها، فإن طرحها جاء مختلفا أيضا، إذ فضل مستثمروها إدراج الأسهم الحالية فيها مباشرة في بورصة نيويورك، عوضاً عن رفع رأسمالها عن طريق إصدار أسهم جديدة، متوقعين تحقيق المزيد من الأرباح وراء هذه الخطوة.
وكان مؤسس سبوتيفاي ومديرها التنفيذي دانيال إيك، استعد لطرح الشركة السويدية في البورصة، وقال في مذكرة صدرت أمس: «ليس لدي أدنى شك في أننا ننجح أحيانا وأحيانا نتعثر، لكن الثابت هو أننا نعتقد أننا ما زلنا في مرحلة مبكرة من رحلتنا، ولدينا مجال للتعلم والنمو، ونحن ما زلنا نواصل الابتكار وتطوير قدرات جديدة، فلقد علمتني السنوات العشر الماضية أنه لا شيء يحدث على الإطلاق في خط مستقيم، وغدا (قاصدا أمس) هو مجرد يوم آخر في رحلتنا للوفاء بمهمتنا». مذكرا بالشعار الخاص بالشركة: «أقصى.. أفضل.. أسرع.. أقوى».
وقبل ظهورها للأول مرة على شاشة التداول صباح أمس، كان السعر المرجح للسهم عند 132 دولارا، لتصبح قيمة الشركة نحو 23.5 مليار دولار، بينما رجح خبراء لـ«الشرق الأوسط» أن تصل قيمة الشركة إلى نحو 27 مليار دولار، فيما بلغ آخر تقييم لسبوتيفاي 8.4 مليار دولار، عندما ضخت الشركة قيمة تمويلية بلغت 400 مليون دولار في عام 2015.
وتتوفر خدمات سبوتيفاي من السويد إلى 61 دولة مع قاعدة مستخدمين مجانيين وصلت إلى 159 مليون مستمع للخدمة، وأكثر من 70 مليونا آخرين مدفوعين الأجر مقابل الخدمة وفقا لآخر إحصائيات في يناير (كانون الثاني) الماضي، بما يفوق عملاء «آبل ستور»، وأسس الشركة كل من دانيال إيك ومارتن لورينزو في عام 2006.
واتخذت «سبوتيفاي» في طرحها الأول نهجا غير تقليدي ومحفوف بالمخاطر يطلق عليه «الإدراج المباشر»، وهو مسار عادة ما تتخذه الشركات ذات رؤوس الأموال الصغيرة، أو الشركات في مجال التكنولوجيا الحيوية، حيث إنه بديل أقل تكلفة للاكتتاب العام، حيث تبيع الشركة الأسهم مباشرة إلى الجمهور دون أي وسطاء.
وغيرت بورصة نيويورك قواعدها مؤخرا للتوافق مع هذا الطرح الدقيق، خاصة أن هذا الطرح كان يتم فقط على مؤشر ناسداك. وقد يؤدي الطرح الناجح لسبوتيفاي إلى موجة من الشركات الناشئة التي تحذو حذوها، ويذكر أن شركات للتكنولوجيا الحيوية على غرار «أوفا ساينس» و«نيوكسيون ميدسيستمز» و«بايو لاين ريكس» طرحت على مؤشر ناسداك بنفس الطريقة بقيمة سوقية تراوحت بين 55 و83 مليون دولار، ولم يسمع من قبل عن هذه الشركات لأن الطرح المباشر كان يقتصر على الشركات ذات رؤوس الأموال الصغيرة فضلا على أن معظمها يعمل في مجال التكنولوجيا الحيوية وعلوم الحياة.
وتأخر التداول على شاشات بورصات وول ستريت بسبب قرار «سبوتيفاي» بعدم اللجوء إلى البنوك الاستثمارية للاكتتاب الأول، مما يوفر عليها ملايين الدولارات من الرسوم، فضلا عن أن الشركة لم تقم بإصدار أسهم جديدة، بل باعت الأسهم التي يملكها المستثمرون من القطاع الخاص. وتقوم سبوتيفاي بطرح أسمهما بعد فترة من تراجع نمو الأرباح، في حين علل خبراء بأن الشركة كان سيتم طرحها للاكتتاب العام آجلا أم عاجلا، وهو ما يمكن أن يوفر العذر الذي تحتاجه الإدارة الحالية لإجراء التغيرات المطلوبة.
وقدمت منصة سبوتيفاي العديد من الإنتاجات الأصلية خلال الأعوام القليلة الماضية على غرار ألبوم تايلور سويفت الأخير الذي كان متاحا فقط لعملاء خدمات سبوتيفاي، ويرى محللون أن الخدمات يمكن أن تقدم محاكاة لبرامج أخرى على غرار ساوند كلود في برلين، والذي أتاح منصة لمبدعي المحتوى الأقل شهرة.
أسهم «سبوتيفاي» تنساب مثل موسيقاها في {وول ستريت}
السعر الأولي للطرح بلغ 150 دولاراً... والقيمة المرجحة للشركة 27 ملياراً
أسهم «سبوتيفاي» تنساب مثل موسيقاها في {وول ستريت}
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة