الخرطوم تعد زينتها لاستقبال ضيوف «جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي»

بمشاركة 626 رواية وقصة قصيرة ودراسة نقدية من 28 دولة

TT

الخرطوم تعد زينتها لاستقبال ضيوف «جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي»

أعلن مجلس أمناء «جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي»، اكتمال الاستعدادات لعقد دورته الثامنة في 14 و15 فبراير (شباط) المقبل، بمشاركة 626 عملاً في مجالات الرواية والقصة والنقد، من 28 دولة.
وقال الأمين العام للجائزة مجذوب العيدروس، في منتدى صحافي أمس، إن أعمال هذه الدورة قد اكتملت، وإنّ بعض ضيوف الجائزة بدأوا الوصول للبلاد.
وتعد الجائزة التي انطلقت في عام 2010 متزامنة مع الذكرى الأولى لرحيل الروائي والأديب السوداني الطيب صالح، واحدة من أرفع الجوائز الأدبية والإبداعية السودانية. تبلغ قيمتها 99 ألف دولار، وتُمنح لتسعة فائزين في مجالات الرواية والقصة القصيرة، برعاية وتمويل من الشركة السودانية للهاتف السيار «زين».
وتقوم الجائزة على محورين رئيسيين ثابتين كل دورة، هما «الرواية والقصة القصيرة»، أمّا المحور الثالث فهو محور متحرك يتغير كل عام، ويتناول الدورات السابقة: «دراسات نقدية، والنص المسرحي، والترجمة، والشعر، وقصص الأطفال، ودراسات في الرواية الأفريقية جنوب الصحراء».
وتحتوي الدورة الثامنة محوراً نقدياً يختص بـ«دراسات نقدية حول أدب المكان»، في ثلاثة محاور: «استلهام المكان في النص السردي، ووظيفة المكان ودلالاته في النص السردي، وتأثيرات المكان في اللغة والثقافة من خلال النص السردي».
وقال العيدروس: «إن التصاعد المتواتر في نسبة المشاركة كل عام يؤكد رسوخ وتطور الجائزة، ويتجسد ذلك في العدد المقدر من المشاركات في مجال دراسات وأدب المكان، واستقطاب المجال لكتاب وأكاديميين على مستوى عالٍ في الكتابة، فضلاً عن زيادة فئات الشباب والكاتبات».
وتتضمن الجائزة إضافة للأنشطة الرسمية «أنشطة مصاحبة»، من بينها ندوة «سرديات أدب الرحلات»، وقال العيدروس إن الدعوات قُدمت لشخصيات عربية وعالمية معروفة، للمشاركة في تحكيم الجائزة وتقديم الأوراق في الأنشطة المصاحبة، من دون أن يكشف عن أسمائهم.
كما لم يكشف شخصية «ضيف شرف الجائزة»، بيد أنه لمح إلى أنّه ربما يكون من «الأميركيتين»، مواصلة لتقليد «ضيوف شرف» الذي اتبعته الجائزة منذ إعلانها.
بدوره، قال الشاعر السوداني وعضو مجلس أمناء الجائزة، خالد فتح الرحمن، إن الدورة الثامنة، تستهدف كشف تداخل مفهومي المكان واللامكان، وارتياد مفاهيم جديدة للتواصل مع العالم، لتقديم الجائزة باعتبارها عالمية.
كما استضافت الجائزة أكثر من 50 شخصية أدبية وثقافية على المستوى العربي والأفريقي والأوروبي، من بينهم: «الروائي الجزائري واسيني الأعرج، والناقد العراقي حاتم الصكر، والإرتري حاجي جابر، والفلسطيني رشاد أبو شاور، والنمساوية أليكساندرا ماريتش»، وآخرون.



علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
TT

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)

كشفت دراسة أميركية أن علاجاً مبتكراً للأطفال الذين يعانون من الكوابيس المزمنة أسهم في تقليل عدد الكوابيس وشدّة التوتر الناتج عنها بشكل كبير، وزاد من عدد الليالي التي ينام فيها الأطفال دون استيقاظ.

وأوضح الباحثون من جامعتي أوكلاهوما وتولسا، أن دراستهما تُعد أول تجربة سريرية تختبر فاعلية علاج مخصصٍ للكوابيس لدى الأطفال، ما يمثل خطوة نحو التعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل، وليس مجرد عَرَضٍ لمشكلات نفسية أخرى، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Frontiers in Sleep».

وتُعد الكوابيس عند الأطفال أحلاماً مزعجة تحمل مشاهد مخيفة أو مؤلمة توقظ الطفل من نومه. ورغم أنها مشكلة شائعة، فإنها تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية للأطفال، إذ تُسبب خوفاً من النوم، والأرق، والاستيقاظ المتكرر، وهذه الاضطرابات تنعكس سلباً على المزاج، والسلوك، والأداء الدراسي، وتزيد من مستويات القلق والتوتر.

ورغم أن الكوابيس قد تكون مرتبطة باضطرابات نفسية أو تجارب مؤلمة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، فإنها لا تختفي بالضرورة مع علاج تلك المشكلات، ما يتطلب علاجات موجهة خصيصاً للتعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل.

ويعتمد العلاج الجديد على تعديل تقنيات العلاج المعرفي السلوكي واستراتيجيات الاسترخاء وإدارة التوتر، المستخدمة لدى الكبار الذين يعانون من الأحلام المزعجة، لتناسب الأطفال.

ويتضمّن البرنامج 5 جلسات أسبوعية تفاعلية مصمّمة لتعزيز فهم الأطفال لأهمية النوم الصحي وتأثيره الإيجابي على الصحة النفسية والجسدية، إلى جانب تطوير عادات نوم جيدة.

ويشمل العلاج أيضاً تدريب الأطفال على «إعادة كتابة» كوابيسهم وتحويلها إلى قصص إيجابية، ما يقلّل من الخوف ويعزز شعورهم بالسيطرة على أحلامهم.

ويستعين البرنامج بأدوات تعليمية مبتكرة، لتوضيح تأثير قلّة النوم على الأداء العقلي، وأغطية وسائد، وأقلام تُستخدم لكتابة أفكار إيجابية قبل النوم.

وأُجريت التجربة على 46 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً في ولاية أوكلاهوما الأميركية، يعانون من كوابيس مستمرة لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في عدد الكوابيس ومستوى التوتر الناتج عنها لدى الأطفال الذين تلقوا العلاج مقارنة بالمجموعة الضابطة. كما أُبلغ عن انخفاض الأفكار الانتحارية المتعلقة بالكوابيس، حيث انخفض عدد الأطفال الذين أظهروا هذه الأفكار بشكل كبير في المجموعة العلاجية.

ووفق الباحثين، فإن «الكوابيس قد تُحاصر الأطفال في دائرة مغلقة من القلق والإرهاق، ما يؤثر سلباً على حياتهم اليومية»، مشيرين إلى أن العلاج الجديد يمكن أن يُحدث تحولاً كبيراً في تحسين جودة حياة الأطفال.

ويأمل الباحثون في إجراء تجارب موسعة تشمل أطفالاً من ثقافات مختلفة، مع دراسة إدراج فحص الكوابيس بوصفها جزءاً من الرعاية الأولية للأطفال، ما يمثل خطوة جديدة في تحسين صحة الأطفال النفسية والجسدية.