لماذا لا تزال الأدوات القديمة الأمثل للعمل الصحافي؟

الهاتف أفضل جهاز لجمع التقارير

لماذا لا تزال الأدوات القديمة الأمثل للعمل الصحافي؟
TT

لماذا لا تزال الأدوات القديمة الأمثل للعمل الصحافي؟

لماذا لا تزال الأدوات القديمة الأمثل للعمل الصحافي؟

كيف يستخدم صحافيو «نيويورك تايمز» التكنولوجيا في عملهم وفي حياتهم الشخصية؟ فيما يلي، ستطلعنا إميلي ستيل، مراسلة «التايمز» في نيويورك على كيفية استخدامها للوسائل التقنية.

هاتف الصحافي

> لقد قمت بكثير من التقارير الاستقصائية، رفع أحدها الغطاء عن ادعاءات التحرش الجنسي الموجهة ضدّ بيل أورايلي من «فوكس نيوز». ما أهم وسيلة أو مصدر تقني استخدمته في عملك؟
- قد يبدو الأمر قديماً بعض الشيء، ولكن الأداة التقنية الأفضل بالنسبة لي في جميع التقارير التي أعمل عليها هي الهاتف؛ إذ إنني أتواصل مع العشرات من المصادر، يتردد الكثيرون منهم في الإفصاح عن تجاربهم وحتى أنهم قد يُمنعون من مشاركتي بأي معلومات. لهذا السبب، توصلت إلى نتيجة مفادها أن الحديث عبر الهاتف، أو حتى المقابلات الشخصية، تساعد على بناء الثقة ووضع الأسس للعلاقة مع الآخرين.
أما بالنسبة للتكنولوجيا الحديثة، فاعتمد بشكل كبير على تطبيق «سيغنال» للتراسل المشفر، الذي لا يخزن أي معلومات، حتى الرسائل وقائمة الاتصال الخاصة بالمستخدمين. كما أنه يسمح لهم بإجراء اتصالات مشفرة وضبط الرسائل بحيث تختفي وحدها بعد قراءتها.
> ما الخصائص التي تحبينها في «سيغنال»، وما الخصائص التي يمكن تحسينها؟
- أحبّ سهولة استخدام هذا التطبيق، لأن التراسل عبره شبيه جداً بالتراسل عبر «آي مسجز»، وما على المستخدم إلا تحميله واستخدامه فوراً.
ولكن لا بدّ من القول إن بعض خصائصه تحتاج إلى التحسين، إذ إن خدمة الاتصال تكون متقطعة أحياناً. كما أنه سيكون من الأفضل أن يتيح التطبيق لمستخدميه أن يعرفوا ما إذا كان أحدهم قد التقط صورة للرسالة التي يفترض أن تختفي بعد قراءتها.
> تتنافس شركات الميديا الكبرى كـ«إتش بي أو» مع خدمات البثّ وشركات التكنولوجيا التي تنتج المحتوى الأصلي كأمازون، و«نيتفلكس»، و«هولو»، وقريباً آبل. كيف ترين حصول هذا الأمر؟
- نشهد حالياً سباقاً تنافسياً حامياً بين خدمات البثّ في إطار سعيها لتمييز نفسها أمام المستهلكين؛ والطريقة الوحيدة لتحقيق هدفها هي فتح زيادة المصاريف والاستثمارات في البرمجة الأساسية، أي أن المال سيتدفق!
كتب زميلي جون كوبلين في أكتوبر (تشرين الأول) عن خطط «نيتفلكس» لإنفاق ثمانية مليارات دولار على المحتوى خلال العام المقبل. وكانت شركة آبل قد أعلنت أيضاً أنها تعتزم إنفاق مليار إضافي في المجال نفسه. هذه الزيادة في الإنفاق تبشّر بعصر جديد من الإبداع في برامج ذات شعبية، ولا شكّ أن مراقبة سير الأمور في ظلّ هذه المنافسة سيكون أمراً ممتعاً.

تقنيات المعيشة

> بعيداً عن عملك، ما الأدوات التقنية التي تستخدمينها بكثرة في حياتك اليومية؟
- سأتزوج العام المقبل، لهذا السبب، استغلّ كلّ وقتي خارج دوام العمل في التخطيط للزفاف. وقد وجدت أن المواقع والتطبيقات المتخصصة بالزواج كثيرة ومربكة، فبعد أن سجلت دخولي في أحدها، وجدت أكثر من 100 عنوان على لائحة المهام التي يجب أن أقوم بها.
ولكن خطيبي دان وأنا، نجحنا في العثور على بعض المواقع والتطبيقات المهمة عرضت لنا عملية تنظيم حفل الزفاف على شكل مقاطع فيديو، وأتاحت لنا فرصة إضافة بعض من لمساتنا الخاصة.
يحمل أحد هذه المواقع اسم «بوستابل Postable» الذي سمح لنا وبسرعة جمع عناوين المدعوين وتحديث كتاب العناوين الخاص بنا قبل إرسال الدعوات. وبالطبع، كانت العملية أسهل بكثير من إرسال مجموعة من الرسائل الإلكترونية والنصية لطلب المعلومات من أصحاب العلاقة.
بعد قليل من البحث، استخدمنا أيضاً موقع «مينتد Minted» لتحويل واحدة من الصور التي التقطها دان إلى بطاقة للدعوة، وكانت النتيجة رائعة! (كما أننا أسسنا موقعاً خاصاً بزفافنا بواسطة «مينتد»).
ككثير من العرائس، أمضيت الكثير من الوقت في تصفح «بنترست Pinterest» لجمع الأفكار التي أحتاجها. فقد عمل منسق الورود الذي استعنا به على تصميم منصة خاصة ساعدتنا على حصر الأفكار المتعلقة بالورود التي سنختارها لليوم المنتظر.
من الأدوات التقنية التي أستخدمها هذه الأيام كثيراً أيضاً تطبيق «1 ساكند إيفريداي 1 Second Everyday» الذي يساعد في صناعة مذكرات من مقاطع فيديو مدتها ثانية واحدة. رأينا دان وأنا أنها ستكون فكرة رائعة لتحضير مقطع يلخص السنة التي سبقت زفافنا.

تقنيات التعقّب

قبل عملي في صحيفة «التايمز»، كتبت الكثير من التقارير حول تكنولوجيا التعقب وأدواتها، مما دفعني إلى الحذر كثيراً من التقنيات والتطبيقات والخدمات التي أستخدمها. وعلى الرغم من أن «إيكو» من أمازون و«غوغل هوم» أطلقتا العام الماضي، لا أرغب أبدا في وضع جهازٍ يستمع إلي طوال الوقت في منزلي. ولكنني في الوقت عينه أريد أن أشعل وأطفئ الأضواء عبر الأوامر، لهذا السبب اشتريت جهاز «كلابر» التقليدي؛ قد يكون اختراعاً متخلفاً بعض الشيء، ولكنني لا زلت أفضله.
> كمراسلة صحافية، ما النظام الذي تعتمدينه في منزلك للمشاهدة؟ هل تعتمدين على الإنترنت بدل التلفاز؟
- نعم، أعتمد على الإنترنت بدل التلفاز، ولكنني لا أستطيع أيضاً أن أشاهد البرامج التي أريدها عبر الهوائي الرقمي أو عبر خدمات البثّ كـ«إتش.بي.أو». و«نيتفلكس» وأمازون وهولو.
ولأنني أمام الشاشة طوال اليوم، أحاول أن أبتعد قليلاً عنها في المنزل. أحبّ قراءة الكتب والاستماع للموسيقى، حتى أنني أترك هاتفي في المنزل حين أخرج للجري.
* خدمة «نيويورك تايمز»
ــ خاص بـ {الشرق الأوسط}


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
رياضة عربية المهندس خالد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى للإعلام في مصر (صفحة المجلس على «فيسبوك»)

مصر: قرارات جديدة لمواجهة «فوضى الإعلام الرياضي»

أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، برئاسة المهندس خالد عبد العزيز مجموعة قرارات، اعتماداً لتوصيات لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي.

محمد الكفراوي (القاهرة)
أوروبا مراسلات يتحدثن أمام الكاميرات خلال تغطية صحافية في البرازيل (رويترز)

ثلثهم على أيدي الجيش الإسرائيلي... مقتل 54 صحافياً في عام 2024

قُتل 54 صحافياً حول العالم أثناء قيامهم بعملهم أو بسبب مهنتهم في عام 2024، ثلثهم على أيدي القوات الإسرائيلية، وفق ما أظهر تقرير سنوي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الصحافي سامح اللبودي والزميلة بيسان الشيخ من «الشرق الأوسط»

«الشرق الأوسط» تفوز ببرونزية «أريج» للصحافة الاستقصائية

فازت «الشرق الأوسط» بالجائزة البرونزية للصحافة الاستقصائية العربية التي تمنحها مؤسسة «أريج»، عن تحقيق: قصة الإبحار الأخير لـ«مركب ملح» سيئ السمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق صورة تذكارية لعدد من أعضاء مجلس الإدارة (الشركة المتحدة)

​مصر: هيكلة جديدة لـ«المتحدة للخدمات الإعلامية»

تسود حالة من الترقب في الأوساط الإعلامية بمصر بعد إعلان «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» إعادة تشكيل مجلس إدارتها بالتزامن مع قرارات دمج جديدة للكيان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».