وفد برلماني مصري في الكونغرس لمناقشة تجفيف منابع الإرهاب اليوم

في زيارة ثانية للرد على تقارير ادعت وجود انتهاكات لحقوق الإنسان

TT

وفد برلماني مصري في الكونغرس لمناقشة تجفيف منابع الإرهاب اليوم

يغادر وفد برلماني مصري رفيع، برئاسة رئيس مجلس النواب (البرلمان)، الدكتور علي عبد العال، اليوم (الجمعة)، إلى أميركا لزيارة مجلس الشيوخ الأميركي (الكونغرس)، وهي الزيارة الثانية من نوعها لبرلمانيين مصريين، عقب زيارة وفد مجلس النواب المصري للكونغرس في يونيو (حزيران) الماضي.
وقال طارق رضوان رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب (البرلمان)، لـ«الشرق الأوسط»، قبيل مغادرة الوفد للقاهرة، أمس، إن «الزيارة لها أهمية خاصة في هذا التوقيت... ويأتي الرد على تقارير المنظمات الأميركية عن حقوق الإنسان، ومناقشة تجفيف منابع الإرهاب، ووقف تمويل الجماعات الإرهابية، على رأس المناقشات».
وتسعى مصر خلال الزيارة إلى رسم خريطة للتعاون البرلماني بين البرلمان المصري والكونغرس الأميركي، خصوصاً عقب مزيد من التقارب في السياسات. وقال مراقبون إن «تغييرات كبرى في العلاقات المصرية - الأميركية حدثت خلال الفترة الماضية، خصوصاً في الملف السياسي، وتقارب وجهات النظر بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الأميركي دونالد ترمب، خصوصاً في مكافحة الإرهاب، وما يتعلق برؤية الإدارة الأميركية لحالة حقوق الإنسان في مصر، بجانب التعاون الاقتصادي بين البلدين».
وما زالت أصداء التقرير المثير للجدل لمنظمة «هيومن رايتس ووتش»، في سبتمبر (أيلول) الماضي، الذي زعمت فيه تعرُّض السجناء بمصر لانتهاكات داخل السجون، تثير غضب المسؤولين المصريين... واتهمت وزارة الخارجية المصرية، المنظمة، حينها، بأنها «منحازة وتعبر عن مصالح جهات ودول تمولها».
وكانت المنظمة قد عرضت في تقريرها الأخير شهادات لـ19 سجيناً سابقاً وشهادة أسرة سجين آخر، زعمت أنهم تعرضوا لأساليب من التعذيب بين عامي 2014 و2016 تضمنت الضرب والصعق الكهربائي والاغتصاب.
وقال النائب رضوان، أمس، إن «الوفد البرلماني يضم أحمد سعد أمين عام مجلس النواب (البرلمان)، ومحمد السويدي رئيس ائتلاف دعم مصر، والدكتور حسين عيسى رئيس لجنة الخطة والموازنة، والنائبة ماريان عازر، والنواب كريم درويش، ومحمد السلاب، وعمرو صدقي».
وأضاف: «تتناول زيارة الوفد لقاءاتٍ مع الجالية المصرية في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك لخلق قنوات تواصل ما بين البرلمان المصري والمصريين بالخارج، والوقوف على أهم التحديات والرؤى الخاصة بهم... وكذلك لقاءات مع غرفة التجارة الأميركية، وسيتناول الوفد مناقشة التطور الاقتصادي في مصر، في ظل حِزَم البرامج الاقتصادية التي تم إقرارها العام الماضي، وأيضاً فرص الاستثمار في ظل قانون الاستثمار الجديد».
وقال رضوان إن «وفد البرلمان المصري سوف يلتقي مع مسؤولي معهد الشرق الأوسط، وهو من أكبر المراكز البحثية بالولايات المتحدة الأميركية، وسيتضمن اللقاء مناقشة كثير من التحديات التي تواجهها مصر، وكذلك استعراض ما تم من إنجازات خلال الأربع سنوات الماضية».
وعلى صعيد آخر، أوضح النائب طارق رضوان أن الوفد سوف يعقد سلسلة من اللقاءات بالكونغرس الأميركي بغرفتيه، حيث يلتقي الوفد مع رئيس مجلس النواب الأميركي بول رايان، ورؤساء لجان الخارجية والاستخبارات والموازنة، وكذلك زعماء الأغلبية والأقلية.
من جانبها، قالت مصادر برلمانية إن «الوفد المصري سوف يتطرق أيضاً لملف القضية الفلسطينية، وما يجري من مصالحة بين الأطراف الفلسطينية أخيراً بجهود مصرية، والتأكيد على ضرورة دعم أعضاء الكونغرس، حتى يتحقق الاستقرار الأمني في المنطقة العربية بأكملها».


مقالات ذات صلة

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».