العقار السعودي يفقد 9 % من قيم صفقاته في أسبوع بضغط من قطاع الأراضي

تعتبر الأراضي هي المحرك الرئيسي للعقار بشكل عام وخصوصاً في المدن الرئيسية
تعتبر الأراضي هي المحرك الرئيسي للعقار بشكل عام وخصوصاً في المدن الرئيسية
TT

العقار السعودي يفقد 9 % من قيم صفقاته في أسبوع بضغط من قطاع الأراضي

تعتبر الأراضي هي المحرك الرئيسي للعقار بشكل عام وخصوصاً في المدن الرئيسية
تعتبر الأراضي هي المحرك الرئيسي للعقار بشكل عام وخصوصاً في المدن الرئيسية

بضغط مباشر بسبب نزول صفقات الأراضي بأنواعها، فقد القطاع العقاري السعودي 9 في المائة من إجمالي قيم الصفقات المحلية خلال أسبوع، في سلسلة انخفاضات متتالية، عدا الأسبوع الماضي الذي شهد ارتفاعاً في الصفقات، لكن سرعان ما عادت إلى وضعها الطبيعي بمجرد انخفاض صفقات الأراضي.
وانخفض المؤشر العام نتيجة استحواذ الأراضي على ما يزيد على 88.9 في المائة من إجمالي حركة السوق التي تعيش ضغوطات متكررة في الأداء والقيمة، في ظل تزايد العوامل من سن قوانين تقييدية وتنظيمية، وصولاً إلى وجود فجوة بين قدرات المشترين وعرض البائعين.
ورغم تعدد أسباب الانخفاض في القيمة والطلب، فإن الرسوم تظل الأكثر تأثيراً بحسب تسلسل نسبة الانخفاض منذ اعتمادها من مجلس الوزراء، مدعوماً بالعزوف الكبير؛ نظراً للفجوة الكبيرة بين أسعار البائعين وقدرة المشترين، ومدفوعاً بالنزول في الطلب وخصوصاً التجاري منها يعتبر مؤثراً جداً في مسيرة العقار المحلي الذي طالما عانى من الارتفاعات في قيمته، خصوصاً أن القطاع لا يزال يشهد انخفاضات متتالية في الأداء والقيمة.
وقال فارس الحربي، الذي يمتلك شركة الفارس العقارية، إن بعض المستثمرين الصغار يحاولون التخلص والتحرر من نتائج السوق، حيث إن هناك انخفاضا ملموسا استجابة للضغوطات التي يعيشها القطاع العقاري، حيث تشهد السوق نزولا ملحوظا في الأسعار إلى مستويات معقولة ومغرية، خصوصا من جانب الذين يضعون معظم سيولتهم في العقار، الذين تجدهم أكثر من يقوم بخفض السعر والتفاوض مع المشتري، بعكس كبار المطورين الذين تجدهم يضعون قيمة محددة.
وزاد: «تعتبر الأراضي هي المحرك الرئيسي للعقار بشكل عام وخصوصاً في المدن الرئيسية، حيث إن معدل حركة العقار متوقف عليها بشكل كبير، وكما هو ملاحظ انخفاض في حركة الأراضي هذا الأسبوع بما يزيد على 9 في المائة عن الأسبوع الماضي وهو السبب الحقيقي وراء ما يحدث في القطاع العقاري هذا الأسبوع»، لافتاً إلى أن هناك مؤشرات أخرى يمكن قياس حركة السوق بها إلا أن الأراضي تعتبر علامة فارقة عن الجميع، وهي المحرك الأساسي الذي تقاس به حركة العقار بشكل عام.
وعادت السوق العقارية المحلية للانخفاض مجددا، بعد ارتفاعها خلال الأسبوع الأسبق، ليسجل إجمالي قيمة تعاملاتها خلال الأسبوع الماضي انخفاضا بلغت نسبته 9.5 في المائة، مقارنة بارتفاعها خلال الأسبوع الأسبق بنسبة 49.0 في المائة، ليستقر إجمالي قيمة صفقات السوق العقارية بنهاية الأسبوع السادس والثلاثين من العام الجاري عند مستوى 906 ملايين دولار.
ويُعزى انخفاض إجمالي قيمة الصفقات العقارية خلال الأسبوع الماضي إلى انخفاض إجمالي قيمة صفقات الأراضي بنسبة 10.1 في المائة، التي يصل وزنها إلى إجمالي قيمة صفقات السوق نحو 88.9 في المائة، وتسببها بشكل رئيسي في انخفاض إجمالي صفقات السوق العقارية خلال الأسبوع.
وأكد ذلك عبد الله العليان المدير التنفيذي لمؤسسة العليان للاستثمارات العقارية، بأن هناك مستويات انخفاض فيما يخص القيمة جاءت كردة فعل عكسية على ضعف الطلب، وبالتحديد قيمة الصفقات بعد أن عجزت السوق على تحمل انخفاضه نتيجة ارتفاع أسعار العرض، وأن تطبيق الرسوم غيرت وجه السوق نحو تسجيل نزول في القيمة بنسب كبيرة.
وأوضح أن الاستثمار في القطاع العقاري في هذه الفترة صعب للغاية، لأن السوق في تحول كبير نحو عودة الأسعار إلى طبيعتها بعد موجة من التضخم، مشيراً إلى أن تنويع الاستثمارات العقارية أمر هام خلال الفترة القادمة بالنسبة إلى المستثمرين والعاملين.
ولفت إلى أن انخفاض أسعار الأراضي هو المؤشر الأول لقرب نزول العقار عموماً، خصوصاً أن ارتفاع قيمة الأراضي هو المتسبب الرئيسي في ارتفاع العقار بشكل عام، لافتاً بأن العقار سيشهد مزيداً من الانخفاض، وهو ما يحاول التكيف معه العقاريون الذين يحاولون تصريف ما يمتلكون بأقل الأضرار، بأن السوق تشهد نزولاً ملحوظاً في الأسعار تماشياً مع الطلب لمستويات معقولة ومغرية، خصوصاً أن السوق بدأت فعلياً بدفع فواتير الرسوم، وهو القرار الذي من المتوقع أن يشهد زخماً كبيراً في السوق والأسعار وقتياً بدليل تسييل كميات كبيرة من الأراضي الفترة الماضية.
وسيطر الانخفاض في قيمة الصفقات العقارية على كل من القطاعين السكني والتجاري، حيث انخفضت قيمة صفقات القطاع السكني بنسبة 8.1 في المائة، مقارنة بارتفاعها خلال الأسبوع الأسبق بنسبة 48.3 في المائة، لتستقر قيمة الصفقات السكنية مع نهاية الأسبوع عند مستوى 666 مليون دولار، كما انخفضت قيمة صفقات القطاع التجاري بنسبة بلغت 12.9 في المائة، مقارنة بارتفاعها خلال الأسبوع الأسبق بنسبة 50.6 في المائة، لتستقر قيمة الصفقات التجارية مع نهاية الأسبوع عند 240 مليون دولار.
وحول السبب المباشر لنزول صفقات القطاع وخصوصاً السكني، أشار مشعل المقرن، المستثمر العقاري، إلى أن تعبير المشترين على الأسعار الحالية التي يرونها مرتفعة هو ابتعادهم عن الشراء، رغم أن المطورين يرغبون بشكل كبير في البيع.
وقال: «يلاحظ وجود العديد من العروض والتنازلات التي يقدمها المستثمرون والمطورون من أجل المضي قدماً في إنقاذ استثماراتهم والبيع ولو بأرباح بسيطة أو برأس المال»، لافتاً بأن هناك فجوة يمكن ملاحظتها بين قدرة المشترين وعرض البائعين، وأن الحل الوحيد عودة الأسعار لما كانت عليه، أو الانخفاض بنسب يستطيع ذوو الدخول المتوسطة الاستفادة منها.
وأضاف أن جميع القطاعات العقارية بلا استثناء أصابها التقلص، وأن البعض يرى أنها فرصة مناسبة لانتقاء واختيار العقار المناسب للشراء بالنسبة إلى التملك، إلا أن قطاع الأراضي وهو المحرك الرئيسي يعاني من بعض الضغوطات المختلفة، وهو ما اعكس على الأسعار بالنزول ولو بمبالغ غير مؤثرة، باستثناء من يضطر للبيع ولو بأسعار متدنية وهم نسب غير قليلة، وأن فرص اقتناص الشراء بالقيم المنخفضة أصبحت منتشرة في القطاع العقاري، أما من يبيع بأسعار السوق فإن الطلب متوقف إلى حد كبير، وهو ما يؤكده المؤشر العقاري.


مقالات ذات صلة

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

الاقتصاد وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة).

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)

قطاعا البنوك والطاقة يعززان السوق السعودية... ومؤشرها إلى مزيد من الارتفاع

أسهمت النتائج المالية الإيجابية والأرباح التي حققها قطاع البنوك وشركات عاملة بقطاع الطاقة في صعود مؤشر الأسهم السعودية وتحقيقه مكاسب مجزية.

محمد المطيري (الرياض)
عالم الاعمال المائدة المستديرة في الرياض (تصوير: مشعل القدير)

مائدة مستديرة في الرياض تشدد على ضرورة «بناء أنظمة طاقة نظيفة ومرنة»

شدد مختصون بالطاقة النظيفة على ضرورة تنويع مصادر الإمداد وتعزيز قدرات التصنيع المحلية لضمان أمن الطاقة على المدى الطويل وتقليل نقاط الضعف.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)

منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

أكد رئيس «الهيئة العامة للطيران المدني السعودي»، عبد العزيز الدعيلج، أن السعودية حريصة على التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات الأمنية.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
الاقتصاد تتولى الهيئة الملكية لمدينة الرياض تنفيذ عدد من المشاريع الضخمة بالعاصمة السعودية (الهيئة)

«بارسونز» الأميركية تفوز بعقد قيمته 53 مليون دولار لبرنامج الطرق في الرياض

فازت شركة «بارسونز» الأميركية بعقد لإدارة تطوير شبكة الطرق بالرياض، في وقت تستعد العاصمة السعودية لاستضافة «إكسبو 2030» وكأس العالم لكرة القدم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».