مائدة مستديرة في الرياض تشدد على ضرورة «بناء أنظمة طاقة نظيفة ومرنة»

أكدت تنويع مصادر الإمداد وتعزيز قدرات التصنيع لتأمين طويل المدى للطاقة

المائدة المستديرة في الرياض (تصوير: مشعل القدير)
المائدة المستديرة في الرياض (تصوير: مشعل القدير)
TT

مائدة مستديرة في الرياض تشدد على ضرورة «بناء أنظمة طاقة نظيفة ومرنة»

المائدة المستديرة في الرياض (تصوير: مشعل القدير)
المائدة المستديرة في الرياض (تصوير: مشعل القدير)

شدد مختصون بالطاقة النظيفة على ضرورة تنويع مصادر الإمداد وتعزيز قدرات التصنيع المحلية لضمان أمن الطاقة على المدى الطويل وتقليل نقاط الضعف، داعين دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى تقليل الاعتماد على الموردين الفرديين من خلال الحصول على المواد والمكونات من عدة مناطق.

جاء ذلك في جلسة حوارية، استضافتها «اقتصاد الشرق مع بلومبرغ» بالتعاون مع «SRMG Think للأبحاث والاستشارات» في الرياض، لبحث موضوع «بناء أنظمة طاقة نظيفة مرنة» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأكد المجتمعون خلال اللقاء تطوير التصنيع المحلي والإقليمي، من خلال الاستثمار في تطوير الصناعات المحلية لتقنيات الطاقة النظيفة مثل الألواح الشمسية، وتوربينات الرياح، والبطاريات، مع أهمية إنشاء مناطق للتجارة الحرة ومراكز لإعادة التصدير، مع إنشاء مراكز لوجيستية لتسهيل التجارة وإعادة تصدير المواد الحيوية ومكونات الطاقة النظيفة.

وشددوا على ضرورة تعزيز اتفاقيات التجارة وإقامة شراكات تجارية استراتيجية لضمان الوصول إلى المواد الحيوية وتنويع المصادر، مع ضرورة الاستثمار في الابتكار وتشجيع الابتكار في تقنيات الطاقة النظيفة لتعزيز الكفاءة وتقليل التكاليف، مؤكدين أهمية العمل على «بناء أنظمة طاقة نظيفة ومرنة».

واستعرضت الجلسة الحوارية أبرز الرؤى التي طرحها تقرير «SRMG Think» الأخير بعنوان «تعزيز سلاسل الإمداد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أجل انتقالات الطاقة النظيفة».

وناقشت الجلسة الحوارية، التي قدمتها الإعلامية مايا حجيج، في «اقتصاد الشرق مع بلومبرغ»، التوجّهات الناشئة في مجال الطاقة النظيفة واستراتيجيات التوطين لتعزيز المرونة الإقليمية وآليات جذب الاستثمارات في قطاع الطاقة النظيفة.

وشددت على أهمية السياسات الاستباقية والاستثمارات الاستراتيجية والتعاون بين القطاعين العام والخاص، لتمكين المنطقة من بناء مستقبل مرن للطاقة النظيفة يسهم في جهود الاستدامة العالمية ويعزز أمن الطاقة الإقليمية في مواجهة الصدمات الخارجية، حيث تحدثت نداء المبارك، المديرة التنفيذية لـ«SRMG Think» وجسيكا عبيد، رئيسة قسم تحول الطاقة في «SRMG Think».

جانب من المائدة المستديرة (تصوير: مشعل القدير)

وكشف المشاركون بالجلسة الحوارية عن أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تتمتع بالقدرة على لعب دور حاسم في الانتقال إلى الطاقة النظيفة، مشددين على أن المنطقة تحتوي على احتياطيات ضخمة من المعادن الحيوية الممكنة للطاقة النظيفة.

ولفت المشاركون إلى أن المنطقة غنية بمعادن النحاس، والليثيوم، والنيكل، والكوبالت، والعناصر الأرضية النادرة (REEs)، التي تعد أساسية لتقنيات الطاقة النظيفة، حيث تقدم الموارد المنتشرة في السعودية والأردن والإمارات وعُمان ومصر، فرصاً كبيرة لتوطين الإنتاج وتعزيز سلاسل الإمداد، ودفع النموّ الاقتصادي المستدام.

وعلى صعيد خلايا وبطاريات الليثيوم، تُظهر السعودية والإمارات العربية المتحدة تنوعاً أكبر في الموردين، مع كون الولايات المتحدة الأميركية والصين المورَّدَين الرئيسيَّين.

وأكد رياض حمادة، رئيس الأخبار الاقتصادية في «الشرق للأخبار»، الدور المحوري الذي تلعبه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة»، مضيفاً أن نتائج الجلسة تؤكد قدرة المنطقة على قيادة الابتكار وتعزيز سلاسل الإمداد وفتح الطريق نحو مستقبل طاقة مستدام.

واستعرضت المبارك تقريراً حديثاً حول «سلاسل الإمداد للطاقة النظيفة»، من حيث الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوصفها لاعباً رئيسياً في تحول الطاقة النظيفة.

وقالت: «تتمتع منطقتنا بوفرة الموارد، مما يجعلها قادرة على لعب دور محوري في أنظمة الطاقة النظيفة، عبر تكامل سلاسل القيمة والاستثمار في الصناعات المحلية لإنتاج وتصدير أو إعادة تصدير المواد والمكونات الحيوية، وبالتالي ترسيخ دورها على المستوى العالمي في هذا القطاع».

ونوه المجتمعون بمخاطر سلاسل الإمداد والاعتماد العالمي، مؤكدين أن سلسلة الإمداد العالمية للطاقة النظيفة تتمتع بتركيز عالٍ، خصوصاً في الصين التي تهيمن على تكرير المعادن الحيوية وتصنيع مكونات الطاقة النظيفة، مشددةً على أن الاعتماد على مورد واحد يشكل مخاطر لأمن الطاقة، خصوصاً مع ازدياد الطلب العالمي على تقنيات الطاقة النظيفة.

ولفتت الجلسة إلى فرص التوطين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث توفر الموارد المعدنية الغنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فرصة كبيرة لتوطين الإنتاج وتنويع سلاسل الإمداد العالمية.

وشددت على قدرة دول المنطقة على تعزيز المرونة وتقليل الاعتماد على الموردين الخارجيين، ودفع النمو المستدام، من خلال الاستثمار في الصناعات المحلية وتعزيز تكامل سلاسل القيمة.

وعلى غرار الاتجاهات العالمية، وفق الجلسة الحوارية، تعتمد دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل كبير على الواردات لمكونات الطاقة النظيفة الرئيسية، إذ يتم استيراد الألواح الشمسية، وتوربينات الرياح، والمركبات الكهربائية وخلايا الليثيوم، والإلكتروليزرات بشكل رئيسي من الصين.


مقالات ذات صلة

رفع مفاجئ لتوقعات التضخم التركي في تقرير «المركزي»

الاقتصاد أتراك يتجولون في أسواق منطقة بايزيد في إسطنبول (رويترز)

رفع مفاجئ لتوقعات التضخم التركي في تقرير «المركزي»

رفع البنك المركزي التركي توقعاته للتضخم في نهاية العام الحالي إلى 24 في المائة مخالفاً التوقعات والهدف المعلن سابقاً من جانب الحكومة عند 21 في المائة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد حاويات مكدسة في ميناء كيلونغ بشمال تايوان (رويترز)

صادرات تايوان تتجاوز التوقعات في يناير بفضل الذكاء الاصطناعي و«تأثير ترمب»

سجلت صادرات تايوان في يناير (كانون الثاني) ارتفاعاً فاق التوقعات، مدفوعة بالطلب المتزايد على الذكاء الاصطناعي وتلقي الشركات طلبات قبل تولي دونالد ترمب منصبه.

«الشرق الأوسط» (تايبيه )
الاقتصاد شاحنات تنقل حاويات خارج ميناء يانغشان في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)

شبح «حرب التجارة» يحفز «المركزي الصيني» على اكتناز الذهب

أظهرت بيانات رسمية أن بنك الشعب الصيني حافظ على زخم إضافة الذهب إلى احتياطياته في يناير للشهر الثالث على التوالي.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد مشهد جوي لمصفاة نفطية على أطراف العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس (أ.ف.ب)

أجواء حرب التجارة تؤرق أسواق النفط

ارتفعت أسعار النفط يوم الجمعة بعد فرض عقوبات جديدة على صادرات الخام الإيرانية، لكنها اتجهت لتسجيل ثالث انخفاض أسبوعي على التوالي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

المستوى المحايد للفائدة... لغز جديد أمام صناع القرار في أوروبا

أشار البنك المركزي الأوروبي في ورقة بحثية نُشرت يوم الجمعة إلى أن خفض أسعار الفائدة قد يظل بعيداً عن الوصول إلى المستوى الذي يتوقف عنده عن كبح النمو الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)

«stc» تواصل دعم التحول الرقمي بشراكة استراتيجية مع «ليب 2025»

«stc» تواصل دعم التحول الرقمي بشراكة استراتيجية مع «ليب 2025»
TT

«stc» تواصل دعم التحول الرقمي بشراكة استراتيجية مع «ليب 2025»

«stc» تواصل دعم التحول الرقمي بشراكة استراتيجية مع «ليب 2025»

تستعد مجموعة «stc»، ممكن التحول الرقمي، للمشاركة في النسخة الرابعة لمؤتمر «ليب 2025»، الحدث التقني الأكثر حضوراً بالعالم، الذي سيُعقد تحت شعار «نحو آفاق جديدة» في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات بملهم خلال الفترة من 9 إلى 12 فبراير (شباط).

وبصفتها شريكاً استراتيجياً لمؤتمر «ليب» للسنة الرابعة على التوالي، تستعرض «stc» محفظتها المتكاملة من الحلول الرقمية والابتكارات، التي تشمل قطاعات متعددة، مثل الذكاء الاصطناعي، والرعاية الصحية، والخدمات اللوجستية، والسياحة، والمجتمعات الذكية.

وتهدف هذه الحلول إلى إبراز الدور المحوري للمجموعة في مواجهة التحديات العالمية، مثل تعزيز الاستدامة، وتحقيق الشمول الرقمي، ودعم المرونة الاقتصادية، بما يُسهم في تمكين القطاعات من التكيف مع التطورات التقنية المتسارعة.

وتعكس الابتكارات التي تقدمها «stc»، والتي تعتمد على تقنيات إنترنت الأشياء وشبكات الجيل الخامس (5G)، التزام المجموعة بمواكبة المتطلبات المتغيرة حول العالم، مع إبراز جهودها في تمكين الشركات والحكومات من استكشاف فرص جديدة، وتحقيق أهداف النمو المستدام.

كما ستُشارك «stc» في جلسات حوارية بقيادة نخبة من خبرائها في القطاع، وستُعلن عن شراكات استراتيجية جديدة خلال المؤتمر.

إلى جانب ذلك، ستوفر المجموعة تجارب تفاعلية مبتكرة داخل جناحها في المؤتمر، ما سيمنح المشاركين فرصة استثنائية لاستكشاف مستقبل التقنيات الرقمية، والاطلاع على أحدث الابتكارات في هذا المجال.

يُذكر أن المجموعة استعرضت خلال نسخة العام الماضي من المعرض أحدث الحلول التقنية في قطاعات الرعاية الصحية والخدمات اللوجيستية والمشروعات الكبرى والرياضة.

كما تكللت مشاركة المجموعة بالنجاح خلال العام الماضي من خلال توقيع عدد من الاتفاقيات والشراكات مع كبرى الشركات الرائدة، ومن ضمنها شراكة لإطلاق منصة «Oracle Alloy»، ومع شركة «Ericsson» لإطلاق أول رياضة إلكترونية واقعية في العالم، ومع شركة «Hawaii» لتطوير حلول التقنية المالية، وغيرها.

إلى جانب ذلك، وقعت مجموعة «stc» عدداً من الاتفاقيات الاستراتيجية مع جهات محلية وإقليمية، شملت اتفاقية مع مركز الأمير سلطان للدراسات والبحوث الدفاعية، واتفاقية في مجال تقديم خدمات الإنترنت الجوية مع كل من شركة «طيران ناس» وشركة «سكاي فايف العربية».

وسيجمع مؤتمر «ليب 2025» هذا العام أكثر من 600 شركة ناشئة، و1000 متحدث، وأكثر من 1800 عارض من مختلف أنحاء العالم، لاستكشاف مستقبل التقدم والابتكار الرقمي.

وتنسجم رؤية مجموعة «stc» لدفع عجلة التقدم التقني، وتوسيع نطاق حلولها الرقمية للعملاء والشركات والمجتمعات مع أهداف المؤتمر، بوصفه بوابة الابتكار في عالم التقنية، ونقطة التقاء قادة الفكر وصنّاع التغيير من جميع أنحاء العالم.