رغم التقدم التكنولوجي الذي وصل إليه الإنسان في العصر الحديث، فإن العالم لا يزال يقف عاجزاً أمام ما وصل إليه قدماء المصريين من تقدم في شتى العلوم والفنون، إلا أن مجموعة من النحاتين المصريين «المحدثين» برعوا في الإساءة إلى تاريخ أجدادهم العريق بما نحتته أناملهم من تماثيل ومجسمات بطريقة سيئة للغاية أثارت سخرية كثيرين، وساهمت في تشويه سمعة الفنانين والنحاتين المصريين، مما أدى إلى سرعة إزالة بعض هذه التماثيل في رد فعل على الحملات الغاضبة والساخرة.
التماثيل الفرعونية الموجودة بواجهة أحد الفنادق بمحافظة المنيا (جنوب القاهرة)، وذلك بسبب غرابة تصميمها وتنفيذها، عدّها بعض المهتمين بالآثار مشوهة ورديئة. وعلّق عليها مهاب سمير، الذي التقط الصور خلال وجوده في منتجع سياحي بالمنيا، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قائلاً: «الفن الحرام!»، وتابع ساخراً: «ده منظر يرضي آمون ده؟!»، (إله الشمس وفق معتقدات قدماء المصريين).
وعلّق أحد أصدقائه بأن ذلك «لا يرضي آمون»، بينما قال آخر: «طب والله هاتصيبنا لعنة الفراعنة».
الصور عبارة عن جدارية كبيرة تضم 4 رسومات فرعونية مختلفة الأشكال، منها تمثالان صُممت ملامحهما بشكل بعيد تماماً عن ملامح قدماء المصريين، ولا يحملان أي دلالة على الجمال الفني.
وكانت محافظة المنيا شهدت عام 2015 حملة تشويه للتماثيل بدأت بتمثال الملكة نفرتيتي في مدخل مدينة سمالوط؛ مما أثار سخرية الشعب المصري، للفارق الكبير بين الأصل والتمثال الذي تم وضعه على مدخل المدينة، حتى وُصف بـ«المسخ».
وبعدها تم الكشف عن قدر كبير من التشويه والقبح الموجودين بتماثيل لرموز الأدب والفكر والفن في مصر، مثل تمثال رفاعة الطهطاوي الذي يعد رائداً من رواد النهضة التعليمية الحديثة، وظهر تمثاله بمسقط رأسه بمدينة طهطا بسوهاج، مشوهاً؛ الأمر الذي وُصف بأنه «كارثة فنية».
كما أثارت عمليات تجديد ودهان تمثال كوكب الشرق أم كلثوم الموجود بميدان «أبو الفدا» بحي الزمالك، غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وعدّوها تشويهاً لرمز من رموز الوطن، وهو نفس ما تعرض له تمثال أحمد عرابي (زعيم الفلاحين) الموجود في مسقط رأسه بقرية رزنة بالزقازيق بمحافظة الشرقية، بعد أن رممه المسؤولون بدهانه باللون الأخضر، فوصفه رواد مواقع التواصل الاجتماعي بـ«الرجل الأخضر».
وفي أعماق الجنوب، لم يسلم تمثال «العبقري» وعملاق الأدب العربي عباس محمود العقاد، من الأذى والسخرية؛ فقد سخر رواد مواقع التواصل الاجتماعي من شكل التمثال، وأكدوا أنه لا يشبه العقاد، بل إنه أقرب للمطربين الشعبيين. في محافظة سوهاج أيضا، تم تشويه تمثال «أم البطل» بمدينة البَلْيَنا، ونال حظاً وافراً من السخرية والانتقادات؛ إذ شيد المصمم تمثالاً لفلاحة مصرية يحتضنها جندي مصري بطريقة «غير مناسبة»، مما ولّد شعوراً بالإهانة لدى فئات الشعب المصري، حسب وصف بعد رواد مواقع التواصل.
في مدينة سفاجا (شرق مصر) وضع المسؤولون تمثالاً مشوهاً بميدان «عروس البحر»، لكنه افتقد الشكل الجمالي. وفي مدينة «النور» أو الأقصر، ارتكب مرممو تمثال الملك أوزوريس كارثة بوضعهم ساقاً إسمنتية بشكل مشوه؛ الأمر الذي وصفه المصريون بأنه «مركّب رجل إسمنت» و«تمثال بطرف صناعي».
الوضع بمدينة القاهرة لم يكن أفضل من بقية المدن الإقليمية، حيث أثار تجديد تمثال «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب في حي باب الشعرية بالقاهرة، سخرية المصريين، بسبب غرابة ألوانه وتصميمه السيئ، فجاء شبيها بالرئيس الأسبق حسني مبارك.
تمثال الزعيم الوطني الراحل مصطفى كامل، عند مدخل قرية دنشواي بمركز الشهداء في محافظة المنوفية، الذي ظهر وهو يرتدي بالطو بنياً وبدلة وطربوشاً، ويشير بيده إلى الأمام، وصفه الساخرون بأنه يشبه شخصية المخبر في الأفلام المصرية القديمة، وهو ما تكرر بميدان عرابي وسط مدينة الإسماعيلية بعدما وُضع به تمثال على هيئة قبضة يد، فأُطلق عليه «قبضة مازنجر»، نسبة لفيلم الكارتون الشهير.
في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، وضعت الجامعة تمثالاً يشبه البجعة، أمام كلية الهندسة بجامعة المنصورة، مما أثار شهية الساخرين، الذين لم يفوّتوا الفرصة؛ بسبب عدم وضوح معالمه وتغليفه بقطع قماش، وشابهه أيضا مجسم الكرة الأرضية الذي تم وضعه في مدخل مدينة أخميم بمحافظة سوهاج بالوجه القبلي، ولوحظ به أخطاء كثيرة، مع عدم التعبير عن خريطة العالم الصحيحة.
الفراعنة «المشوّهون» يفتحون ملف التماثيل «المسخ» في مصر
طال «أم كلثوم» و«العقاد» و«عرابي» و«أم البطل»
الفراعنة «المشوّهون» يفتحون ملف التماثيل «المسخ» في مصر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة