هادي: حربنا ضد الانقلاب وليس لشخص رئيس الجمهورية

الرئيس اليمني لدى تلقيه تهاني العيد في الرياض أمس (سبأ)
الرئيس اليمني لدى تلقيه تهاني العيد في الرياض أمس (سبأ)
TT

هادي: حربنا ضد الانقلاب وليس لشخص رئيس الجمهورية

الرئيس اليمني لدى تلقيه تهاني العيد في الرياض أمس (سبأ)
الرئيس اليمني لدى تلقيه تهاني العيد في الرياض أمس (سبأ)

كرر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي جملة في مناسبتين متتاليتين خلال الليلتين الماضيتين، وهي «أن المعركة التي نخوضها اليوم لإنهاء الانقلاب، ليست من أجل شخص رئيس الجمهورية؛ بل هي دفاع عن الثورة والجمهورية والدولة الاتحادية والأمن والاستقرار، فالأشخاص زائلون والوطن هو الباقي»، وذلك في كلمة وجهها عشية عيد الأضحى المبارك، ثم في حديث مع المهنئين بعد أدائه صلاة العيد بمقره المؤقت حاليا في الرياض، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
وتضمن خطاب الرئيس اليمني جملة رسائل داخلية وخارجي، أكد خلالها «وحدة الموقف والثبات تجاه قضايا الوطن المصيرية حتى يستعيد شعبنا اليمني مجده وعزته وانتصاراته في ربوع مناطقه ومحافظاته، بفضل تلاحم أبناء المجتمع والمواقف الأخوية الداعمة للأشقاء في دول التحالف، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودول التحالف كافة».
وقال هادي: «لقد أثبت شعبنا لهذه العصابة ومن يقف خلفها في طهران، أن موطن وأصل العروبة لا يمكن أن يكون مستقرا للفرس أو لأي فكر دخيل على الإسلام الوسطي الذي يمثله اليمنيون طوال تاريخهم فيما عدا سنوات حكم الأئمة المستبدين، وها هو شعبنا الذي التف من حوله العرب في تحالف تاريخي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، يلقن الانقلابيين درسا قاسيا بأن اليمن لا يمكن أبدا أن يكون بيد إيران أو أدواتها، ويستحيل أن يسمح يوما باستهداف قبلة المسلمين أو المساس بأرض الحرمين الشريفين من على ترابه الطاهر».
وأورد الرئيس اليمني في خطابه، أن اليمنيين «جميعا شركاء في هذا الوطن، وفي الدفاع عنه، والانتصار له والحفاظ عليه، ولا أعتقد أن اليمنيين الأحرار والشجعان سيقبلون أن يفرض عليهم مدّعو الحق الإلهي سلطتهم الكهنوتية المتخلفة، أو يعود نظام عائلي بائد للحكم وقد ثار عليه الشعب اليمني، ودفع ثمنا غاليا من أجل هذا التغيير الذي قاده الشباب في 2011».
وأضاف: «إن الانتصارات التي يحققها الجيش الوطني اليوم في مختلف الجبهات تؤكد أننا ماضون في بناء اليمن الاتحادي الجديد الذي ينهي الإقصاء والتهميش والظلم، ويحتكم للتوزيع العادل للسلطة والثروة، ويستند لمبادئ الحكم الرشيد، ويجد كل يمني من تهامة إلى المهرة ومن صعدة إلى سقطرى ذاته وحقوقه، وتحفظ له مصالحه وطموحه».
وخاطب سكان صنعاء بالقول: «أقول لأبنائي وبناتي وإخواني وأخواتي وآبائي وأمهاتي في العاصمة صنعاء، كونوا على ثقة بأننا لن نترككم فريسة سهلة وضحايا لصراع تحالف الشر الانقلابي فيما بينهم، فنحن ماضون وبأسرع مما يتصورون لتحرير صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لسيطرتهم، لرفع المعاناة والظلم والذل والمهانة التي يعيشها شعبنا تحت سيطرة هؤلاء العصابة الدموية»، مؤكدا أنه «وفي خضم الانتصارات المتوالية التي يجترحها شعبنا وجيشه الوطني ومقاومته الشعبية، وهم على مشارف تحقيق النصر الكبير واستكمال إنهاء الانقلاب؛ فإننا ما زلنا كما عهدتمونا نتوق إلى السلام انطلاقا من حرصنا على حقن الدماء ووقف هذه الحرب العبثية التي أشعلتها ميليشيا الانقلاب، ولكنه السلام الذي يقوم أساسا على التنفيذ الكامل لمرجعيات الحل السياسي المتوافق عليها محليا والمدعومة دوليا والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن الدولي 2216 الصادر تحت الفصل السابع».
وزاد: «أقول لتحالف الشر الانقلابي، إن مقامرتكم بدماء شعبنا قد وصلت مداها ولم تدخروا شيئا لتظهروا على حقيقتكم الانتقامية والتدميرية لهذا الوطن، وما خلافكم اليوم فيما بينكم على حقوق شعبنا وأمواله المنهوبة بأيديكم الآثمة الذي أوصل غطرستكم وعنجهيتكم على حرب بعضكم وسط شوارع عاصمتنا الحبيبة صنعاء، غير آبهين بحياة المواطنين الذين كبدتموهم مختلف صنوف المعاناة، وتختمونها بالصراع المسلح والدموي في أوساطهم».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».