أكثر من ألف حاج قطري قدموا براً... والمجال متاح حتى يوم الترويةhttps://aawsat.com/home/article/1008751/%D8%A3%D9%83%D8%AB%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D9%84%D9%81-%D8%AD%D8%A7%D8%AC-%D9%82%D8%B7%D8%B1%D9%8A-%D9%82%D8%AF%D9%85%D9%88%D8%A7-%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%8B-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%A7%D9%84-%D9%85%D8%AA%D8%A7%D8%AD-%D8%AD%D8%AA%D9%89-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%8A%D8%A9
أكثر من ألف حاج قطري قدموا براً... والمجال متاح حتى يوم التروية
حجاج وزائرون أثناء خروجهم من المسجد الحرام من مكة المكرمة أمس (تصوير: أحمد حشاد)
استقبلت السعودية خلال ثمانية أيام أكثر من ألف حاج قطري، عبروا إلى الأراضي السعودية، بعد توجيهات من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، بناء على وساطة الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، وذلك للسماح للحجاج القطريين بالدخول إلى السعودية عبر منفذ سلوى الحدودي مع قطر، حيث لا يزال منفذ سلوى يستقبل الحجاج القطريين حتى يوم الثامن من ذي الحجة لمن لديه الرغبة في أداء مناسك الحج.
وأكد مدير عام الجمارك في منفذ سلوى الحدودي الذي يربط بين السعودية وقطر، دخول أكثر من ألف حاج قطري حتى يوم أمس، مؤكدا تدفق الحجاج بشكل أكبر خلال اليومين الماضيين، حيث شهد المنفذ يوم أول من أمس (الخميس) دخول 199 حاجا قطريا، وهي النسبة الأعلى منذ فتح المنفذ البري أمام الحجاج القطريين خلال ثمانية أيام.
ولم تسمح السلطات القطرية للطائرات السعودية بنقل الحجاج القطريين من مطار الدوحة، مما زاد من تدفق الحجاج على المنفذ البري الوحيد الذي يربطهم بالعالم، لا سيما أن عذر السلطات القطرية بعد أربعة أيام بأن المخول بمنح دخول الطيران السعودي هو وزارة الأوقاف القطرية، وليست سلطات الدوحة.
ووفق المسؤولين في منفذ سلوى سيبقى المنفذ مفتوحا أمام دخول الحجاج القطريين حتى يوم الثامن من ذي الحجة 30 أغسطس (آب) الجاري.
بدوره أكد فهد العتيبي، مسؤول محافظة سلوى في المنفذ وهي الجهة التي تستقبل الحجاج وتقدم لهم السكن والتوجيه إلى مطار الأحساء الدولي أو مطار الملك فهد الدولي بالدمام، أن مكتب المحافظة استقبل أكثر من 300 حاج قطري تم توفير السكن لهم في فنادق خمسة نجوم، وتوفير رحلات طيران لهم من مطار الأحساء ومطار الملك فهد الدولي في الدمام.
وتابع العتيبي، أن العمل في المنفذ على مدار الساعة، ويتلقى الحجاج القطريون كل أشكال الرعاية الصحية من تطعيمات وإرشادات صحية أثناء موسم الحج، مضيفا أن جميع الأجهزة الحكومية تعمل لتسهيل إجراءاتهم وتوفير ما يمكن أن يحتاجوا إليه بمتابعة مباشرة من أمير المنطقة الشرقية ومن نائبه.
إلى ذلك، حذرت لجنة إسكان الحجاج في مكة المكرمة على لسان رئيسها المهندس مازن السناري من وضع الصور للرموز الدينية والمذاهب المختلفة والأحزاب، مبينة أن فريضة الحج ليست للتسييس والشعارات الدينية داخل العمائر السكنية، والتي تم استئجارها في عدد من أحياء مكة المكرمة أبرزها العزيزية والسفلة ومنطقة الحرم والرصيفة.
وأبان السناري، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن اللجنة أعدت أرقام ترميز يستطيع من خلالها الحجاج الوصول إلى مقر إقامتهم بالتعاون مع مكتب ممثليات الحجاج، وهذه الأرقام تساعد الحجاج للتواصل مع بعثاتهم والاستدلال على الأماكن بكل يسر وسهولة.
وقال رئيس لجنة إسكان الحجاج في وزارة الشؤون البلدية والقروية، إن اللجنة المخولة بإصدار تصاريح سكن الحجاج أصدرت وجددت 3 آلاف و954 تصريحا لاستيعاب ما يقارب 1.8 مليون حاج بعد أن تولت الكشف على المباني المعدة لإسكان الحجاج وسلامة جميع مرافقها وتوفير المرافق الصحية والمياه والكهرباء ووسائل السلامة.
وقال إن لجنته تأكدت وفق المعايير المتبعة من تهيئة السكن المناسب الذي تتوفر فيه كل الجاهزية في إطار تقديم أفضل الخدمات البلدية للحجاج، وأن ينعموا بالراحة طيلة إقامتهم في مكة المكرمة، مؤكدا وجود عدد من المشرفين الميدانيين لتولي الكشف الدائم والمتابعة والتنسيق.
وأدرجت لجنة إسكان الحجاج المتعاونة مع عدة جهات حكومية مخالفات غير مرغوبة لا تعكس صورة السعودية ضمن اشتراطاتها المتضمنة كشافات الطوارئ ومخارجها ومضخات الحريق وشبكات الإنذار والمياه والتنظيف ونوعية الفرش واشتراطات معمارية وهندسية والسلامة الوقائية والتجهيزات والخدمات العامة ضمن عدة شروط وضعتها لجنة إسكان الحجاج، للحصول على تصاريح إسكان الحجاج بالتعاون مع الدفاع المدني ووزارة الحج والعمرة وشرطة العاصمة المقدسة، وتحال المخالفات المرصودة إلى لجنة النظر في مخالفات إسكان الحجاج بإمارة منطقة مكة المكرمة.
نحو تهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات وتسهيل طرق الحصول عليها وتحسين المرافق التي تحتضن هذه الشعيرة العظيمة، أعلنت السعودية عن بدء التخطيط الزمني لحج 1446هـ.
غادر أراضي السعودية، الأحد، آخر فوج من حجاج العام الهجري المنصرم 1445هـ، على «الخطوط السعودية» من مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة.
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الرياض:«الشرق الأوسط»
TT
الرياض:«الشرق الأوسط»
TT
السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
أكدت الرياض ولندن، الخميس، ضرورة خفض التصعيد الإقليمي، والالتزام بالمعايير الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، وذلك في بيان مشترك عقب زيارة كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني للسعودية هذا الأسبوع، التي جاءت انطلاقاً من أواصر علاقتهما المميزة.
وذكر البيان أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وستارمر أكدا خلال جلسة مباحثات رسمية على أهمية الدور الذي يقوم به مجلس الشراكة الاستراتيجية في تعزيز التعاون بين البلدين، واستعرضا التقدم الكبير المحرز في تطوير العلاقات الثنائية وتنويعها.
وأكد الجانبان أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، والتزامهما برفع حجم التجارة البينية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030، وزيادة الاستثمار في صناعات الغد، بما يحقق النمو المستدام. كما اتفقا على برنامج طموح للتعاون يهدف لتعزيز الازدهار المتبادل، والأمن المشترك، ومعالجة التحديات العالمية.
وأشادا بنمو الاستثمارات المتبادلة، ونوّها بالاستثمارات السعودية الكبيرة في المملكة المتحدة خلال عام 2024، ومنها لصندوق الاستثمارات العامة، مثل «سيلفريدجز» و«مطار هيثرو»، والاستثمار الإضافي في نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، ما يعزز العلاقات المتنامية بين شمال شرقي إنجلترا والسعودية.
وبينما تعدّ المملكة المتحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في السعودية، نوّه الجانبان بإعلان الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات عن خططها لزيادة حجم تعرضها السوقي إلى 6 مليارات دولار أميركي، وذلك في ضوء نجاح التمويل (المتوافق مع الشريعة الإسلامية) بقيمة تبلغ نحو 700 مليون دولار للاستثمار بمشروع القدية (غرب الرياض).
وأعربا عن تطلعهما إلى تطوير شراكات استراتيجية طويلة الأمد تخدم المصالح المتبادلة، والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام. ورحّبا بالتقدم الكبير المحرز بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة.
وأشادا بالتعاون القائم بين البلدين في قطاع الطاقة، وأكدا أهمية تعزيزه بمجالات الكهرباء، والطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف وتطبيقاته، والتكنولوجيا النظيفة، وابتكارات الطاقة والاستدامة. واتفقا على العمل المشترك لإنشاء تحالف الهيدروجين النظيف بين جامعاتهما بقيادة جامعتي «الملك فهد للبترول والمعادن»، و«نيوكاسل».
وأكدا أهمية تعزيز موثوقية سلاسل التوريد العالمية، وتحديداً مع إطلاق السعودية مبادرة لتأمين الإمدادات، وخاصة بمجالات الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، والمعادن الخضراء، والبتروكيماويات المتخصصة، وإعادة تدوير النفايات، والمركبات الكهربائية.
كما رحّبا بإطلاق السعودية 5 مناطق اقتصادية خاصة تستهدف الصناعات والقطاعات الاستراتيجية، وتوفر للشركات البريطانية فرصة الاستفادة من مزايا وحوافز على جميع مستويات سلاسل التوريد.
وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في قطاع الخدمات المالية، ومجال تطوير قطاعات التعدين المستدامة، وتنويع إمدادات المعادن النادرة المستخدمة في التقنيات النظيفة. وأعربت بريطانيا عن دعمها وعزمها المشاركة على مستوى رفيع في «منتدى مستقبل المعادن السعودي» خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2025.
كما أكدا على مركزية الاتفاقية الأممية الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس، ونوّها بنتائج مؤتمر الأطراف «كوب 29»، وأهمية العمل لتحقيق نتيجة طموحة ومتوازنة في «كوب 30» عام 2025. ورحّبت بريطانيا بطموحات الرياض وقيادتها عبر مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، ورئاستها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16».
وأعربت بريطانيا أيضاً عن دعمها جهود السعودية في مجالات البيئة والتغير المناخي من خلال تنفيذ نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته الرياض، وأقرّه قادة مجموعة العشرين، مؤكدة دعمها القوي لـ«رؤية 2030»، والتزامها بالفرص التي تتيحها في إطار الشراكة بين البلدين.
ورحّب البلدان بتزايد عدد الزوار بينهما، وعبّرا عن تطلعهما إلى زيادة هذه الأعداد بشكل أكبر خاصة في ظل زيادة الربط الجوي بينهما، وتسهيل متطلبات الحصول على التأشيرة من الجانبين.
واتفقا على أهمية تعزيز التعاون في مختلف القطاعات الثقافية، بما في ذلك من خلال إطلاق برنامج تنفيذي جديد لتعزيز مشاركة بريطانيا في تطوير محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، كما رحّبا بالاتفاق على إطلاق شراكة بين الهيئة الملكية للعلا والمجلس الثقافي البريطاني تزامناً مع احتفال الأخير بمرور 90 عاماً على تأسيسه.
وأشادا بنتائج تعاونهما الاستراتيجي في مجالات التعليم والتعليم العالي والتدريب. ورحّبا بالخطط الاستراتيجية لزيادة عدد المدارس البريطانية في السعودية إلى 10 مدارس بحلول عام 2030، وافتتاح فروع للجامعات البريطانية في السعودية، كما عبّرا عن التزامهما بمواصلة التباحث حول زيادة التعاون في مجالات الاحتياجات التعليمية الخاصة، والتدريب التقني والمهني.
وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية، ومواجهة تحديات الصحة العالمية. ونوّها بالمناقشات الجارية بين الجامعات البريطانية والشركاء السعوديين المحتملين لإنشاء كلية لتدريب الممرضين بالسعودية. كما اتفقا على أهمية الاستفادة من فرصهما لزيادة التعاون بمجالات السلامة الغذائية، والمنتجات الزراعية.
واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في الأنشطة والبرامج الرياضية، وأشادا بالمشروع المشترك بين الجامعات السعودية والبريطانية لدعم تطوير القيادات النسائية المستقبلية بمجال الرياضة، والشراكة المتنامية بمجال الرياضات الإلكترونية.
وأشادا بمستوى تعاونهما بمجال الدفاع والأمن على مرّ العقود الماضية، وأكدا التزامهما بشراكة دفاعية استراتيجية طموحة ومستقبلية، بما يسهم في تطويرها لتركز على الصناعة وتطوير القدرات، وزيادة التشغيل البيني، والتعاون بشأن التهديدات المشتركة بما يسهم في تحقيق الأمن والازدهار في البلدين.
واتفقا على توسيع التعاون في مجالات النشاط السيبراني والكهرومغناطيسي، والأسلحة المتقدمة، والقوات البرية، والطائرات العمودية، والطائرات المقاتلة. كذلك تعزيزه أمنياً حيال الموضوعات المشتركة، بما فيها مكافحة الإرهاب والتطرف.
وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال العمل الإنساني والإغاثي، وشدّدا على ضرورة مواصلة التعاون في المحافل والمنظمات الدولية لمعالجة التحديات الاقتصادية العالمية، والتزامهما بتوحيد الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وعقد حوار استراتيجي سعودي - بريطاني سنوياً بشأن المساعدات والتنمية الدولية، واتفقا على التمويل المشترك لمشاريع في هذا الإطار بقيمة 100 مليون دولار.
وحول تطورات غزة، أكد الجانبان ضرورة إنهاء الصراع، وإطلاق سراح الرهائن فوراً وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشددين على الحاجة الملحة لقيام إسرائيل بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، وتمكين المنظمات الدولية والإنسانية من القيام بعملها.
وبحثا كيفية العمل بينهما لتنفيذ حلّ الدولتين بما يحقق إحلال السلام الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين. وأعربت بريطانيا عن تطلعها إلى انعقاد المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن الحل السلمي، الذي سترأسه السعودية وفرنسا في يونيو (حزيران) 2025.
وفي الشأن السوري، رحّب الجانبان بأي خطوات إيجابية لضمان سلامة الشعب السوري، ووقف إراقة الدماء، والمحافظة على مؤسسات الدولة ومقدراتها. وطالبا المجتمع الدولي بالوقوف بجانب الشعب، ومساعدته في تجاوز معاناته المستمرة منذ سنوات طويلة، مؤكدين أنه حان الوقت ليحظى بمستقبل مشرق يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.
وفيما يخص لبنان، أكدا أهمية المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار، والتوصل لتسوية سياسية وفقاً للقرار 1701. كما اتفقا على ضرورة تجاوزه لأزمته السياسية، وانتخاب رئيس قادر على القيام بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة.
وبشأن اليمن، أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، وأهمية دعم الجهود الأممية والإقليمية للتوصل لحلٍ سياسيٍ شاملٍ للأزمة اليمنية، وضمان أمن البحر الأحمر لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي.
وحول الأوضاع السودانية، أكدا أهمية البناء على «إعلان جدة» بشأن الالتزام بحماية المدنيين في السودان عبر مواصلة الحوار لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وحل الأزمة، ورفع المعاناة عن شعبه، والمحافظة على وحدة البلاد، وسيادتها، ومؤسساتها الوطنية.
ورحّب الجانبان باستمرار التواصل بين البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدين أهمية بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق السلام العادل والمستدام الذي يحترم السيادة والسلامة الإقليمية بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.