بول كروغمان
اقتصادي اميركي

معضلة الديمقراطيين

فازت هيلاري كلينتون بالأصوات الشعبية بأكثر من مليوني صوت، وربما كانت لتصبح الرئيس المنتخب لولا تدخل مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) الصارخ قبيل الانتخابات بأيام. أما ما جعل دونالد ترامب على هذه المسافة القريبة من هيلاري فهو الدعم الهائل الذي حظي به من قبل البيض الذين لم يحصلوا على شهادات جامعية. والتساؤل الذي يظهر هنا: ما الذي يمكن أن يفعله الديمقراطيون لاستعادة على الأقل بعض هؤلاء الناخبين الذين خسروهم؟ طرح بيرني ساندرز مؤخرًا إجابة جاءت على النحو التالي: ينبغي أن يتحرك الديمقراطيون «لما وراء سياسات الهوية».

أجندة كلينتون

لن تُحسم المعركة قبل أن يصرخ الرجل البدين مستغيثًا، لكن وفق المحللين الاستخباراتيين، فمن المرجح جدًا أن تفوز كلينتون في الانتخابات. فقد أظهرت عملية استقصاء أن فرصتها في الفوز في الانتخابات تتعدى 90 في المائة، وكان هذا بداية الأسبوع الحالي، أي قبل أن تصنف الحملة بأنها إباحية تمامًا. لكن ماذا عساها أن تفعل بعد أن تصبح أول رئيسة للبلاد؟ هذا يعتمد على ضخامة الانتصار الذي ستحققه. أنا لا أتحدث هنا عن «حجم التفويض»، فهذا لا يعني شيئًا، فإن كان للسنوات التي قضاها أوباما أي مؤشرات، فسوف يعارض الجمهوريون أي شيء تقترحه كلينتون أيًا كان حجم خسارتهم.

بلطجية وقبلات

قبل أي شيء، دعونا ندخل في الأمر مباشرة، فالاتحاد الروسي عام 2016 ليس هو نفسه الاتحاد السوفياتي عام 1986. صحيح أن الاتحاد الروسي يغطي أغلب المناطق القديمة وتديره البلطجية أنفسهم، لكن العقلية الماركسية اختفت، ومعها تبخرت القوة العظمى.

التجارة والوظائف... ملاحظات

بالنظر إلى خطاب دونالد ترامب حول السياسة الاقتصادية - حسنا، «خطاب السياسة» - يبدو أن الوقت قد حان للحديث عن التجارة والوظائف، وهي المسألة التي اعتدت الكتابة حولها كثيرًا. كان الحديث الكبير في الأوساط الأكاديمية والسياسية مؤخرًا يدور حول أعمال أوتور وآخرين، وهو الذي قدر من خلال ورقتين بحثيتين الخسائر الكبيرة لاختراق الواردات الصينية على الاقتصاد الأميركي. وإنني أتفق من حيث المبدأ مع استنتاجاته، وعلى أدنى تقدير عندما نتحدث عن العمالة الصناعية في البلاد.

الشخصية التي التهمت الأرض

أعلنت الذراع السياسية لمجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية، وهو واحد من أكثر جماعات حماية البيئة تأثيرًا في أميركا، عن أول مواقفها على الإطلاق من دعم المرشحين للرئاسة الأميركية، فألقت بتأييدها خلف هيلاري كلينتون. وكان معنى هذا استباق حسم فوزها ببطاقة الترشيح عن الحزب الديمقراطي بنحو أسبوع، لكن من الواضح أن «صندوق العمل» التابع لمجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية يتوق إلى الدخول في مضمار الانتخابات العامة. وليس من الصعب معرفة السبب: عند هذه اللحظة تهدد شخصية دونالد ترامب الكوكب بأكمله. ونحن في لحظة دقيقة عندما يتعلق الأمر بالبيئة، لحظة من الخوف والأمل في آن معا.

صناعة الجهل

في حقيقة الأمر، إن دونالد ترامب لا يعرف شيئا. وهو أشد جهلا بالسياسة بأكثر مما نتصور، حتى إذا ما أخذت في الاعتبار حقيقة أنه فعلا أجهل مما يمكن أن تتخيل، لكن جهله ليس من النوع الفريد كما يبدو للبعض: فمن نواحٍ كثيرة، أنه لا يصنع أكثر من تصريف الهراء والهذيان على نطاق واسع داخل حزبه، وداخل طبقات الثرثرة العامة في كثير من الأحيان. كشف المرشح الرئاسي الجمهوري المفترض - الذي يصعب كثيرا تصديقه لكن إليكم ما قال - مؤخرا عن خطته لجعل أميركا أمة عظمى مرة أخرى.

مكالمة الثامنة صباحًا

شملت الحملة الدعائية التي قامت بها هيلاري كلينتون في حملتها الانتخابية عن الحزب الجمهوري عام 2008، إعلانا عن موقف تخيلي، ظهر فيه هاتف تليفون البيت الأبيض يدق الساعة الثالثة صباحا، يحمل أنباء أزمة دولية، وأثير السؤال عن «من تود أن يرد على تلك المكالمة؟» كان المقصود هو التلميح إلى نقص خبرة أوباما السياسية. وكما اتضح لاحقا، بمجرد توليه الرئاسة، نجح أوباما، وهو الشخص بارد الأعصاب الذي يصغي للنصح، في إدارة السياسة الخارجية بشكل جيد، أو على الأقل هذا ما بدا لي.

كيف تاهت أميركا؟

لم يحدث من قبل أن تسبب موت قاض في المحكمة العليا في الدفع بأميركا إلى حافة أزمة دستورية. لكن ما حدث هذه المرة كان في دولة مختلفة ذات حزب جمهوري مختلف تمامًا. في أميركا اليوم، وفي ظل الحزب الجمهوري، فإن رحيل أنطونين سكاليا فتح الباب للفوضى. من ناحية المبدأ، فإن رحيل قاض يجب ألا يتسبب في شيء من الفوضى في المشهد العام.

تذبذب النفط

عندما أخذت أسعار النفط تتهاوى، اعتقد كثيرون أن التأثيرات الاقتصادية لذلك سوف تكون إيجابية. بيد أن البعض منا تشكك في ذلك، لكن لم يكن الشك كبيرًا، فلو ألقينا نظرة أوسع على التأثيرات العالمية، فسوف نكتشف أن التراجع خلف نتائج سلبية من دون شك. لماذا؟ حسنًا، دعونا نفكر في السبب الذي جعلنا نعتقد أن التراجع في أسعار النفط كان واسع النطاق.

المال ودوره في الانتخابات الأميركية

«الثروة يمكن أن تكون سيئة لروحك».. إنها ليست مجرد عبارة من الأمثال الشعبية، إنما هي استنتاج من العلوم الاجتماعية الجادة، يؤكده التحليل الإحصائي والتجربة. الأثرياء هم – في المتوسط – أقل عرضة لإظهار التعاطف، أقل عرضة لاحترام حتى القوانين. ومن الواضح أن الثراء الفاحش يمكن أن يلحق ضررًا روحيًا بالغًا. خذ شخصًا ما ربما تكون شخصيته غير مرغوب فيها في ظل الظروف العادية، وأعطه هذا النوع من الثراء الذي يمكنه من إحاطة نفسه بالمتملقين ويجعله يحصل عادة على كل ما يريد.