آيلين كوجامان
كاتبة معلقة ومحللة في التلفزيون التركي

الأطفال لا يستحقون الحرب

يبلغ عيسى من العمر عشر سنوات. تغيرت حياته بالكامل منذ بداية الحرب الأهلية السورية؛ فلقد نال الشوارع التي عاش فيها الدمار. ولم يعد بإمكانه الذهاب إلى المدرسة. ولقد توفي معظم أصدقائه أو غادروا. وتحول إلى طفل عامل بسبب الحرب في مصنع سلاح يتبع الجيش السوري الحر في حلب، جنبا إلى جنب مع والده، حيث يحمل القذائف ويصلح قاذفات الصواريخ. وتتكون حياته الآن من الأسلحة، والحرب، والموت. ولم تكن حياة عيسى فقط هي التي تغيرت بسبب الحرب، بطبيعة الحال. ما يقرب من نصف سكان سوريا البالغ عددهم 22 مليون نسمة قد نزحوا من موطنهم، ونسبة 75 في المائة منهم من النساء والأطفال.

العراق وغزة والمأساة الحقيقية

كان أسلافي يملكون إمبراطورية عملاقة عمرها 600 عام (الإمبراطورية العثمانية). كانت في أوج مجدها تمتد على مساحة 24 مليون كيلومتر مربع. وبعد اتفاقية لوزان، التي حلت ذكراها في الأسبوع الماضي، انكمشت مساحة 24 مليون كيلومتر مربع، التي تنازل عنها العثمانيون، وتحولت إلى 45 دولة منفصلة. إذا كانت تركيا مزدهرة اليوم، فلا يرجع الفضل في ذلك إلى الأتراك بمفردهم، بل إلى جميع أصحاب الديانات والعرقيات في المنطقة، سواء سوريا أو اليمن أو الأردن أو القدس، وأسلاف جميع الشعوب التي كانت تدافع هناك عن أرض واحدة. إذا كنا اليوم نملك أرضا واحدة، بفضل تضحية أسلافهم، فعلينا أن نرد لهم الجميل بأفضل وسيلة ممكنة.

نبرة جديدة في الشرق الأوسط وتركيانبرة جديدة في الشرق الأوسط وتركيا

الشرق الأوسط هو أعظم مهد للعالم؛ أرض الأنبياء وقلب الحضارات والتاريخ النابض. إنه مكان ثمين وخاص. وقع بعض من السكان الرائعين لتلك الأراضي تحت تأثير عادات ومشاعر مختلفة، لا سيما أثناء الأعوام المائة الأخيرة. جعلت الصراعات التي اشتعلت في الشرق الأوسط نتيجة للانقسامات بعض سكان المنطقة عدوانيين وغاضبين. وبدأت عادات قمعية وبائسة وغير مرحب بها في الظهور أكثر من أي مكان آخر. فقد أقدم البعض على إشعال النار في جسده في إشارة على الاحتجاج، وأضاع البعض مليارات الدولارات من أجل مقاطعة دولة أخرى، وأصبح المعتاد هو التشجيع على إشعال الصراع بدلا من تحقيق السلام.

إلى إخواننا السوريين

ظل اللاجئون يبحثون عن مأوى لهم في تركيا لعدة قرون: حيث هرع الروس عقب الثورة البلشفية عام 1917، واليهود الفارون من الاضطهاد النازي، والأرمن، والإيرانيون بعد عام 1979، والأفغان، والعراقيون الفارون من نظام صدام. كان باب تركيا دائما مفتوحا، حتى أثناء معاناة تركيا من أخطر المشكلات الاقتصادية. دخل أكثر من 1.2 مليون لاجئ إلى تركيا في غضون ما لا يزيد على ثلاث سنوات للمرة الأولى في تاريخه. يعيش ما لا يقل عن 250 ألف لاجئ سوري من الوافدين في مخيمات، والباقي في مختلف المدن. ويقدر هذا العدد بأن يصل إلى 1.5 مليون بحلول نهاية عام 2014. يذكر أن صحيفة «نيويورك تايمز» وصفت مخيمات اللاجئين في تركيا بـ«مثالية».

من يكون الرئيس المناسب لتركيا؟

بعد الانتخابات المحلية التي أجريت في 30 مارس (آذار)، سوف يتجه شعب تركيا إلى صناديق الاقتراع لثاني مرة في العام الحالي ولكن لاختيار رئيس جديد. هذه هي المرة الأولى التي يختار فيها الشعب التركي رئيسا. أصبحت الانتخابات التي تجري في البرلمان في هدوء وبأسلوب تقليدي ورمزي، خاصة بالشعب الآن. لن تكون الانتخابات الرئاسية هادئة ولا تقليدية ولا رمزية. ولن يكون هناك مرشح تنطبق عليها الأعراف البرلمانية. يجب على المرشحين الآن إثبات أنفسهم أمام الشعب. سوف تخضع وعودهم وشعاراتهم وتصريحاتهم العامة، وسواء كانت لديهم ردود جاهزة أو كانوا يمتلكون عزما، لرقابة مستمرة. كل حركة منهم ستشكل أجندة تركيا في الوقت الحالي.

اليسار في الشرق الأوسط

«خسرنا لأننا أهملنا الدين». هذا ما قاله سارب كوراي، مؤسس اتحاد الشباب التركي أحد أشهر الجماعات اليسارية في تركيا، الذي يقبع في السجن. استطرد كوراي قائلا: «مع تنامي الماوية في السبعينات، فقدنا ارتباطنا بتراث هذه الأرض. ووقعنا في خطأ التعبير عن أنفسنا عن طريق ماو وتشي: تلك هي مشكلة اليسار التركي». هذا تحليل مهم ويجب أن يفكر فيه اليساريون. ليس فقط في تركيا، ولكن في جميع أنحاء الشرق الأوسط. تذكر أن الحكومات التي وصلت إلى السلطة في أعقاب انهيار الأنظمة الملكية في الشرق الأوسط كانت يسارية الرؤية. وتم استخدام تكتيكات متنوعة بجعل الناس تنسى الإسلام على أرض الإسلام.

مسلمون مضطهدون

على الرغم من المشاكل العويصة والحروب والمعاناة التي تعصف حالياً ببلاد المسلمين، إلا أن الجو في الدول الإسلامية لا يزال يتمتع بخصوصية كبيرة. ويشعر المرء بآثار الاتباع التاريخي والعميق للاسلام في تلك البلاد. وأكثر ما يتشوق الناس له هو سماع صوت الآذان. ويعم البلدان الإسلامية هذه الأيام جو يختلف تماماً عن غيرها، فقد أقبل شهر رمضان مرة أخرى بكل جماله وجلاله ومظاهره. وعلى الرغم من خصوصية شهر رمضان، فهناك من المسلمين من لا يستمتعون بسماع الآذان للصلاة ويصومون في سرية وليس لهم وطن.

العراق وتركيا والانتخابات الرئاسية

«هل ينقسم العراق إلى ثلاثة أجزاء؟»، تلك الجملة كانت عنوانا للمقالات في أغلب التقارير الإخبارية الأسبوع الماضي. ترجع هذه القصة، في الواقع، إلى حديث أخبر به نبينا (صلى الله عليه وسلم) قبل أكثر من 1400 عام. وفي ضوء التطورات التي تحدث اليوم، يشاهد العالم تحققه تدريجيا. وأود أن أركز أكثر على تقسيم يتعلق بالمنطقة الكردية، بدلا من التركيز على تقسيم يدور حول «داعش». وكما يتذكر القراء، تحدث بارزاني في كثير من الأحيان عن الاستقلال قبل أن تصبح فتوحات «داعش» على جدول الأعمال.

هل أصبح تنظيم «داعش» الآن جارنا في الجنوب؟

يتغير الوضع في العراق كل ساعة، أو يمكن القول كل دقيقة. وبينما أكتب هذا المقال، تتقدم «داعش» في مناطق رئيسة في العراق، كما أنها لا تزال تحتجز الرهائن الدبلوماسيين الأتراك. دعونا نلقِ نظرة على الأحداث من داخل تركيا. فإذا تم الاستيلاء على السفارة أو القنصلية التابعة لك في إحدى الدول، وأُخذ من بداخلها رهائن، فإن هذا الأمر يعد بموجب القانون الدولي إعلانا للحرب. وفي الحالة التركية، تدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) في الأمر؛ إذ تندرج مثل تلك الحالات تحت أحكام المادة 5 الخاصة بحلف الناتو، التي تضفي الشرعية على شن هجوم مباشر.

تركيا والأكراد.. غموض في عملية السلام

بدأت الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس بوش في تنفيذ خطة «إسرائيل جديدة»، أو بعبارة أخرى «صديق جديد» في منطقة الشرق الأوسط التي تتزايد بها حدة التوترات. وكانت هذه الخطة قديمة في الواقع ولكن الظروف لم تكن تستدعي تنفيذها قبل ذلك.